العنوان الجيل الجديد (194)
الكاتب عبد العزيز الحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 02-أبريل-1974
مشاهدات 11
نشر في العدد 194
نشر في الصفحة 42
الثلاثاء 02-أبريل-1974
الجيل الجديد:
يقدمه: عبد العزيز الحمد.
حديثي إليك:
تمر على الإنسان في يومه وجوه كثيرة: لا يلقى لها بالًا، ولا يهتم بتذكرها، ولكن بعض تلك الوجوه تبقى في ذاكرته لا ينساها، ومن تلك الوجوه التي التقيت فيها بعض مدرسي وطلاب ثانوية صلاح الدين، كان ذلك اللقاء بمناسبة المفاجأة لي إذ لم أكن أتوقع مثل هذا اللقاء ولا مثل هذا المجتمع الطلابي، وخرجنا من المدرسة وفي جعبتنا العديد من اللقاءات مع المدرسين والطلاب الذين ما بخلوا بما لديهم من علم فاستفادوا وأفادوا.
وأنت حين تدخل المدرسة تشعر بشعلة النشاط المتوقدة في هذه المدرسة وتشعر أنك تعيش في مدرسة متحركة وليست مدرسة ثابتة في مكانها، وكان لنا لقاءات مع مدرسين لمواد متعددة خرجنا منها بحصيلة جيدة ومفيدة للطلاب ستجدونها بين ثنايا هذه الصفحة.
وكان لنا لقاء مع المشرف الاجتماعي الذي اتسع لنا قلبه ليدلي لنا بأحاديث شتى حول مشاكل الطلاب والعقبات التي يواجهونها.
وللأسف لم نتمكن من مقابلة وكيل المدرسة لانشغاله وكان في إخوانه المدرسين وأبنائه الطلاب عوض لنا وأن كنا لا نستغني عن مثل هذا اللقاء.
وأول ما يطالعك حين دخولك المدرسة مظاهر تدل على مدى اهتمام المدرسة بالمتفوقين وتشجيعهم من حيث تسجيل أسمائهم وتعليق صورهم وهذا الاهتمام هو المطلوب من المدرسة تجاه طلابها فكانت ثانوية صلاح الدين رائدة في مثل هذا المجال.
وأتركك أخي القارىء تجول بين ثنايا هذه الصفحة لتقرأ بعض ما خرجنا به من ثانوية صلاح الدين ولنا لقاء أخر في الأسبوع القادم مع بقية اللقاءات التي أجريناها مع المدرسين هناك. ولا يسعنا إلا أن نشكر القائمين على إدارة ثانوية صلاح الدين على هذه الفرصة التي أتاحوا لنا فيها مثل هذا اللقاء ونشكرهم على هذه الجهود التي يبذلونها في سبيل تنشئة الجيل تنشئة إسلامية صحيحة.
إنهم فتية آمنوا بربهم:
في خِضَم الجاهلية العمياء آمنت فئة من الشباب وخرجوا عن دين قومهم الذين أشركوا بالله عز وجل إلى توحيد الله من الشركاء وأراد قومهم أن يفتنوهم فهربوا بدينهم إلى الله عز وجل ﴿فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا﴾ (الكهف: 16).
وفي خِضَم هذه الجاهلية الحديثة تبرز فئه من الشباب مؤمنة بدينها ترى نور الإيمان يشع من وجهها، وكان لنا معها لقاء بثانوية صلاح الدين وكانت «جلسة طلابية» فريدة من نوعها خرجنا منها ونحن نردد الحمد لله الإسلام بخير رأيت شبابًا حين يتكلمون عن فكرة يعبرون عنها بأجمع ما لديهم من تعبير لأنهم موقنون بها، لذا كنت ترى فيهم الإيمان الحي النابض.
كانت بداية الجلسة قراءة من سورة «يس» ثم درسًا عن الصلاة وأهمية صلاة الجماعة.
وكانت بعد ذلك المناقشة حول أوضاع المدرسة حيث أخرجوا ما يحملونه في نفوسهم من ملاحظات وانتقادات سواء على المناهج أو الإمتحانات أو النظام المدرسي حيث لم يجدوا المتنفس من قبل، ومن هنا تأتي أهمية إتاحة المجال أمام الطلبة لإبداء آرائهم حول المناهج وأسلوب التدريس والنظام المدرسي كما طرحنا هذه الفكرة سابقًا.
وعلى هذه الصفحة ستقرأ الحوار الذي دار بين الطلاب والذي ننقله لك أخي القارىء لكي تدرك مدى ما يصل إليه تفكير المسلم السليم.
جلسة طلابية:
كانت لنا جلسة مع طلبة من ثانوية صلاح الدين أبدوا فيها آراءهم حول بعض المشاكل والصعاب التي يواجهونها.
وأول سؤال طرح للمناقشة كان حول الإختبارات الشهرية بالنسبة للصف الرابع ثانوي ورأيهم حولها:
● فبدأ الطالب ياسين العومي الكلام فقال: نحن في ثانوية صلاح الدين لا يوجد لدينا الآن اختبارات شهرية، ولكن لو فرض أنه وجد امتحان شهري، يستطيع الطالب أن يسيره في جانب منفعته وبالعكس إذا أخذ الإختبار الشهري أغلب وقته، فإذا قسم الإنسان وقته استطاع أن يستفيد من الاختبار الشهري، خصوصًا وأن مواعيد الاختبارات تحدد قبل مدة طويلة من الاختبار بحيث يمكن الطالب أن يعين أوقات الدراسة فلا تطغى الاختبارات على وقت مراجعته.
● ثم عقب الطالب فهد فضالة على كلام زميله فقال: إن الامتحان الشهري له
منافع ومضار، فمن مضاره أن الطالب يرتب وقته على مواد وحين يأتي الاختبار الشهري يتعطل الجدول وتتعطل المراجعة والملاحظ في الاختبار الشهري انعدام ناحية التنظيم فيه والتي تجعل هناك أشكالا لدى الطلبة ومن المنافع للاختبارات الشهرية إنها تبين مدى استيعاب الطالب واستفادته مما درسه.
● الطالب يوسف المضيحكي: إن الناحية المفيدة في الإختبار الشهري أنه يبين
للطالب مستواه الشهري وأي الدروس استوعبها وأيها يجد فيها ضعفًا، ولكن الخطأ يأتي من عدم التنظيم في الاختبارات الشهرية فتجد أن لدى الطالب في اليوم الواحد أربعة امتحانات مما يعيقه عن المذاكرة ومن الممكن أيضًا أن يعدل نظام الاختبارات بحيث لا تكون شهرية وإنما كل شهرين حيث يوفر على الطالب والمدرس الوقت.
ثم كان هناك سؤال حول طول المناهج وضغطها على الطلبة وهل يعانون منها أم لا؟
● فقال الطالب خالد المسلم: الصراحة هناك أسباب في كثير من المواضيع ممكن اختصارها ولا حاجة إلى هذا الإسهاب، واقترح كحل جزئي لها أن يضع المدرس للطلبة النقاط الرئيسية لكل موضوع حتى يكون مفهوما في أذهان الطلبة.
● الطالب ياسين العومي: إن المناهج مشكلة في جميع المراحل؛ إذ إن مناهج الطبيعة والرياضيات والكيمياء طويلة جدًّا، ولذلك نجد أن الطلبة ينبغون في مادة دون أخرى وهذا يدعونا إلى التفكير في مسألة التخصص المبكر؛ إذ إن الطـالب يدرس مواد كثيرة ولكنه في آخر الأمر لا يستفيد إلا من القليل منها فلو كان التخصص مع بداية المرحلة الثانوية حيث يركز الطالب على مادة أو مادتين لكان ذلك أفضل.
● ثم تكلم الطالب يوسف المضيحكي الذي بيَّن أن المناهج طويلة وأنه عليهم لحل هذه المشكلة أن يركزوا على النقاط المهمة حيث يتوفر لديهم آخر الأمر تلخيص مركز للمادة:
ثم دار الحديث حول مسألة طرحها الطالب ياسين العومي وهي فكرة التخصص المبكر.
● فقال الطالب خالد المسلم: إن الطالب في الصف الأول ثانوي تختلف ميوله عن الصف الثاني والصف الثالث وأنهى أن النظام الحالي هو أفضل.
● ثم تكلم الطالب علي الصدر مبدياً معارضته لهذه الفكرة لأن الطالب لا يستطيع استيعاب مواد مستواها أعلى منه لأن مستوى مواد التخصص عال.
● وحاول الطالب عبد الرحمن الغانم أن يجمع بين الرأيين فقال أرى أن التخصص يكون في الصف الثاني ثانوي بدلًا من بداية المرحلة الثانوية حيث إن المرحلة الأولى تكون شاملة للمواد وباستطاعة الطالب أن يكون له اطلاع شامل، ثم يبدأ التخصص من السنة الثانية ثانوية.
ثم أبدوا اعتراضهم على الدوام المدرسي بهذه الصورة وأنه مهم بالنسبة لهم وطالبوا بأن يخفف عنهم لأن طول الدوام يرهق ذهن الطالب فتقف قدرة الاستيعاب لديه. وكانت جلسة طلابية طيبة خرجنا منها مسرورين لأن يوجد مثل هذا الشباب المؤمن الجاد ودعونا الله عز وجل أن يثبتهم على هذا الطريق ويجعلهم من حملة راية الإسلام.
دعاء
● قصيدة بعنوان دعاء وصلت المجتمع بتوقيع: ب. إبراهيم عبد الله ونظرا لما في القصيدة من معان جملية أعددناها للنشر في هذه الصفحة.
مليك الخلق يا رباه.. إني عبدك الجاني
دعوتك باسطًا كفّي أسأل لطفك الحاني
فكللني بعافية... وظللني برضوان
وسامحنى لما أذنبته يا عالي الشان
فقد أسرفت بالأنام في سر وإعلان
ورحت أشق درب التيه منقادًا لشيطاني
ولم أجمع بتطوافي سوى آلامي وأشجاني
إلهي ليس لي من راحم إلاك يرعاني
لئن لم أستطع بثًّا لمختلج بوجداني
فهذي أدمع القلب.. بها أفصح بتبيان
قصدتك شاريًا عفوًا أيا مولی بإيماني
أترجعني؟ كسير الطرف في صفقات خسران!
وأنت المبدع الخلاق ياربى «لبنياني»
تعالى الله أكرم خالق فيها ومنان
ب. إبراهيم عبد الله
السالمية
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل