العنوان الخطوة الأولى نحو إقامة الدولة الفلسطينية
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 07-مايو-2011
مشاهدات 24
نشر في العدد 1951
نشر في الصفحة 5
السبت 07-مايو-2011
﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ ( الحجرات: 9)
أخيراً.. وبعد جهود مصرية مكثفة وناجحة تحقق للشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وكل المهتمين بالقضية الفلسطينية ما كانوا ينتظرونه بشغف، وما كانوا يلحون في المطالبة به طوال السنوات الماضية.. فقد وقعت الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركتا فتح و حماس، نهاية الأسبوع الماضي اتفاق المصالحة المرتقب، لتنهي بذلك حالة الشقاق والصراع التي قاسى بسببها الشعب الفلسطيني، وجرت عليه الويلات والحروب، وشجعت العدو على اعتداءاته المتواصلة على الشعب الفلسطيني، وشن حربه المجرمة على قطاع غزة، وإحكام حصاره على شعبها العربي المسلم، وصنعت أجواء مواتية للعدو ليواصل عدوانه على القدس تهويدا لأرضها وتشريدا لشعبها وسط تنسيق وتحالف أمني مع السلطة الفلسطينية، التي عاشت ردحا من الزمان على أوهام السلام واسترداد الحقوق عبر المفاوضات.
ولا شك أن الموقف المصري بعد ثورة ٢٥ يناير، الذي تفاعل مع ضرورة كسر حصار غزة بكل إيجابية، ويسعى لفتح معبر رفح دون التفات إلى أي احتجاجات صهيونية هذا الموقف العظيم نجح في كسر جمود ملف المصالحة، وتمكن من إحداث الاختراق المنشود وتحقيق المصالحة وذلك تتويجاً للجهود الفلسطينية والعربية التي بذلت على هذا الصعيد، إلى جانب الجهود المصرية.. إن ذلك الموقف المصري العظيم يعيد لمصر بعد نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير دورها الريادي في المنطقة ويبقى على فتح وحماس، وبقية الفصائل الفلسطينية الحفاظ على تلك المصالحة بوحدتهم، والاستعلاء على خلافاتهم، وعدم تمكين المتربصين بالقضية الفلسطينية من اختراق تلك الوحدة مرة أخرى. وقد أحسنت حركة «حماس» حينما أعلنت أكثر من مرة استعدادها لتقديم الاستحقاق المترتب على تحريك اتفاق المصالحة، ويبقى على السلطة الفلسطينية والسيد محمود عباس، العمل مع جميع الفصائل بكل مصداقية وشفافية على إنجاح ذلك الاتفاق، والكف عن الرضوخ للضغوط الأمريكية، وعدم الاكتراث بالتهديدات الصهيونية، والمسارعة إلى فض ذلك التعاون والتنسيق الأمني البغيض مع العدو الصهيوني، الذي بمقتضاه تقف السلطة في خندق واحد مع الصهاينة في مطاردة واعتقال وقتل المجاهدين الفلسطينيين، وتفرض حصاراً حديديا على أهل الضفة الغربية المحتلة. وغني عن البيان هنا، فإن هذا الاتفاق لن يلقى قبولاً من العدو الصهيوني وأزلامه وسيتحرك لوضع العراقيل أمام تنفيذه الأمر الذي يقتضي من الجميع تكاتف الجهود لمواجهتها، وقطع الطريق على محاولات النيل من عزيمة وإرادة التصالح والوئام الوطني.
وفي هذا الصدد، نتمنى أن يكون ما أعلنته المصادر العسكرية الصهيونية قبيل توقيع اتفاق القاهرة، من أن التنسيق الأمني مع مليشيا عباس الأمنية في الضفة الغربية المحتلة يسير كالمعتاد ولا تغييرات عليه في الفترة الحالية، نتمنى أن يكون ذلك غير صحيح. فبقاء هذا التنسيق مع العدو ضد الشعب الفلسطيني يحول الاتفاق إلى حبر على ورق، وهنا يجب على السلطة أن تواجه الموقف بصراحة، وتغلب خيار وحدة شعبها وتوافق فصائله، خاصة أن تجربة السنوات الماضية الحافلة بالانحياز إلى خندق العدو لم تجر على الشعب الفلسطيني إلا الوبال والخسران وضياع الحقوق. إن الشعب الفلسطيني مطالب اليوم ومعه كل الشعوب العربية والإسلامية بحماية ذلك الاتفاق وقطع الطريق على المتربصين بالقضية الفلسطينية لإفشاله أو تفريغه من محتواه كما حدث مع اتفاقات سابقة، فذلك الاتفاق هو الخطوة الأولى نحو تحرير فلسطين، واسترداد الأرض، واستعادة الحقوق كاملة، وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف.