; الخُسر.. سمة حياتنا الدنيوية | مجلة المجتمع

العنوان الخُسر.. سمة حياتنا الدنيوية

الكاتب محمد عبد الفتاح

تاريخ النشر الثلاثاء 26-أكتوبر-1999

مشاهدات 17

نشر في العدد 1373

نشر في الصفحة 48

الثلاثاء 26-أكتوبر-1999

قرأت مقالة «إيضاح حول تعقيب فهم علاقة الفيزياء بنظرية التطور» للكاتب «أورخان محمد علي» في مجلة «المجتمع» في العدد 1366 (27\5\1420 هــ) وإنني أتفق مع الكاتب في مناقضة علم الفيزياء لنظرية التطور، وأيضًا ما ورد في شأن المفهوم الشامل للتطور في رأي علماء التطور الملحدين.

وعلى الرغم من أن العقل الراجح يرفض مفهوم التطور جملة وتفصيلًا، لتناقضه مع البدهيات والفطرة السليمة، فلا مانع من مناقشة الملحدين بالمعطيات والقوانين العلمية الدنيوية التي لا يسعهم إنكارها، بل يؤمنون بها.

ولكن في الوقت نفسه، علينا أن نشرح أيضًا للقراء المسلمين - ولا سيما في مثل هذه المجلات مثل مجلة «المجتمع» الغراء - المفهوم الإسلامي المستقى من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا تحدثنا مثلًا عن القانون الثاني للديناميكا الحرارية، ومن ثم قانون «الإنتروبيا» بمفهومه «التغير نحو الأسفل وازدياد الخسارة في الأنظمة مع الوقت أو الزمن»، فلا يسعنا حينئذ إلا أن نبين للقارئ أن هذا يتفق مع ما ورد في سورة العصر: ﴿ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ (العصر: 1-2) أي زيادة الإنتروبيا مع الوقت...

فالخسر إذن هو السمة الرئيسة في حياتنا المادية الدنيوية، ولكن يختلف هذا المقياس مع المؤمنين الذين يعملون الصالحات، فهم في ظل نظام مفتوح لا يعتمد على القوانين المادية المتعارف عليها فقط، بل يمتد أيضًا ليشمل القوانين التي سنها الله في الدنيا والآخرة، نواميس عالم الغيب وعالم الشهادة، حيث استثنى الله عباده المؤمنين: ﴿ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ (العصر: 1-3)، استثناء للمؤمنين الذين يعملون الصالحات لأنهم يؤمنون بخالق النواميس في هذا الكون الفسيح الذي لا يعلم مداه إلا الله خالقه ومبدعه.

وقد استخدم المؤلف كلمة «الإنتروبيا» وربما يكون في ترجمتها «بالخُسر» مجال للقبول ولا سيما أن اللفظ مستقى من سورة «العصر» فضلًا عن المفهوم العربي للكلمة.

الرابط المختصر :