; صنعاء: الرئيس: لن أرحل إلا عبر صناديق الاقتراع.. إسقاط النظام يوحّد شعارات المتظاهرين في شمال اليمن وجنوبه | مجلة المجتمع

العنوان صنعاء: الرئيس: لن أرحل إلا عبر صناديق الاقتراع.. إسقاط النظام يوحّد شعارات المتظاهرين في شمال اليمن وجنوبه

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 26-فبراير-2011

مشاهدات 11

نشر في العدد 1941

نشر في الصفحة 16

السبت 26-فبراير-2011

  • المعارضة: لا حوار مع سلطة تحشد البلطجية لاحتلال مداخل المدن وإرهاب الأهالي وتعكير السكينة العامة.
  • صالح: أدعو إلى الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات.. ونحن على استعداد لتلبية الطلبات إذا كانت مشروعة.
  • الشيخ الزنداني: الاعتداء بالضرب وإطلاق الرصاص على المتظاهرين سلميًا جريمة متعمَّدة لا تسقط بالتقادم.
  • القبض على «حسين باعوم» زعيم الحراك الجنوبي في مستشفى كان يُعالج فيه ونقله إلى جهة غير معلومة!

واصل آلاف اليمنيين اعتصامًا أمام «جامعة صنعاء» بدؤوه يوم الإثنين الماضي للمطالبة برحيل الرئيس «علي عبدالله صالح»، الذي أكّد أنه لن يرحل إلا عبر صناديق الاقتراع.. وقام المعتصمون بنصب خيام لتأكيد إصرارهم على الاستمرار في الاعتصام، كما شكّلوا لجانًا لتنظيم الاعتصام، وأخرى لمنع أي تدخّل من مناصري الحزب الحاكم الذين اعتادوا مهاجمة المتظاهرين بشكل يومي بالحجارة والهراوات.

وبات المعتصمون في ساحة الجامعة، بعد أن أحكموا قبضتهم عليها؛ حيث شكلوا فرقًا أمنية تتولى عملية تفتيش القادمين إلى الساحة خوفًا من تسلل مسلحين، وسط توافد كبير لقادة المعارضة، فيما انضم إلى المتظاهرين العشرات من رجال القبائل بهدف تقديم الحماية لهم.

وقد حاول عشرات من مؤيِّدي الرئيس اعتراض آلاف المتظاهرين أمام الجامعة، وأطلقوا أعيرة نارية، وقال شهود عيان: إن أنصار النظام لم ينجحوا حتى الآن في السيطرة على الساحة الرئيسة للجامعة التي ينطلق الطلاب منها للتظاهر، بعد أن قرروا تحويلها إلى ساحة اعتصام دائم، وأسموها «ساحة التغيير».

احتجاجات عامة

وقد تواصلت الاحتجاجات في معظم مناطق البالد؛ حيث قُتل شخصان وجُرح آخرون في مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين المطالبين بالتغيير في منطقتَيْ «خورمكسر» و «التواهي» في «عدن» كبرى مدن الجنوب؛ ليرتفع عدد قتلى المواجهات الأخيرة في «عدن» وحدها إلى 11 قتيلًا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.. وقالت مصادر محلية بالمدينة: إن المحتجين بدؤوا تنظيم اعتصامات في عدد من المناطق؛ أبرزها: «التواهي«  و «خورمكسر» و«المنصورة » و «الشيخ عثمان».

ودارت مواجهات عنيفة في بلدة «خور مكسر»؛ حيث أطلقت دورية أمنية النار لتفريق متظاهرين هتفوا بإسقاط النظام، ورشقوا رجال الأمن بالحجارة، كما قطعوا الطريق العام وأضرموا النار في عدد من الإطارات.. في حني أعلنت مصادر طبية عن وفاة شاب وإصابة آخرين، بعدما حاولت قوات الأمن تفريق مظاهرة شبابية في بلدة «الشيخ عثمان» كانت تنادي بسقوط النظام.

وفي محافظة «لحج» جنوبًا، سيّر المئات من المشاركين تظاهرة مناوئة لحكم الرئيس «صالح» في مدينة «الحوطة» قبل أن ينظموا اعتصامًا مفتوحًا وسط محطة الحافلات، بعد أن قاموا بإخراج الحافلات منها واحتلال مساحتها..وكان المتظاهرون قد جابوا الشارع الرئيس للمدينة، ورددوا هتافات مناوئة للحكومة، وراقبت قوات الأمن المسيرة دون أن تتدخل لقمعها.

وفي منظر مشابه لما شهدته القاهرة في شهر يناير الماضي، وصل إلى مدينة «عدن» العشرات من «البلطجية» على ظهور جِمال وخيول قادمني من محافظة «الحديدة» للبدء بمصادمات مع المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس، كما حرّك الجيش العشرات من الدبابات من معسكر «العند » بمحافظة «لحج» باتجاه «عدن .«

وفي مدينة «إب» الجنوبية، نصب نحو ألف محتج مخيمًا في ميدان التحرير، ملوحين بلافتات كُتب عليها: «ارحل» و«الشعب يريد إسقاط النظام ».. وفي مدينة تعز جنوبًا أيضًا واصل آلاف المتظاهرين اعتصامًا لليوم العاشر على التوالي.

وفي تطور آخر،  «فادي» الابن الأصغر «حسني باعوم» زعيم الحراك الجنوبي المطالِب بالانفصال عن شمال البلاد: إن «مجموعة عسكرية مسلحة» ألقت القبض على والده في مستشفى كان يُعالج فيه، ونقلته إلى جهة غير معلومة.

دعوة إلى الحوار

وكان الرئيس اليمني جدّد دعوته لأحزاب «اللقاء المشترك » المعارضة للحوار، وقال: «دعوناهم إلى الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات، ونحن على استعداد لتلبية طلباتهم إذا كانت مشروعة، فنحن على استعداد للتجاوب».

وعبّر «صالح» - في خطاب جماهيري بالعاصمة صنعاء يوم الاثنين الماضي - عن أسفه لأحداث التي وقعت في «عدن» متهمًh «عناصر مدسوسة خارجة عن النظام والقانون تسعى لتخريب وشق الصف الوطني في اليمن عبر المظاهرات غير المرخص لها».

وأبدى «صالح » استعداده للحوار مع المعارضة باعتباره رئيسًا لليمن وليس كرئيس لحزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم، قائلًا: إن «الحوار هو أفضل وسيلة، وليس التخريب ولا قطع الطرقات ولا قتل النفس المحرمة ولا العبث بالمال العام والحق الخاص لأبناء الشعب اليمني».

ووصف الرئيس اليمني ما يجري في بالده حاليًا بأنه «امتداد لحمّى وأنفلونزا بدأت في تونس ومصر»، وأضاف: إن «هذا التقليد ليس من ثقافة المجتمع اليمني»، داعيًا المعارضة إلى «الحوار عبر الفضائيات؛ ليكون الحكم هو الشعب وليس السفارات الأجنبية »، على حد قوله.

ورفض الرئيس اليمني تخليه عن السلطة ورحيله على طريقة الرئيس المصري «حسني مبارك» والتونسي «بن علي»، قائلًا: إن الطريقة الوحيدة لرحيله هي خسارته عن طريق صناديق الاقتراع، وهو ما فاجأ المراقبين، بخاصة وأن «صالح» كان قد تعهّد بأنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في سبتمبر عام 2013 م.

وقال: «يطالبونني بأن أرحل، وإذا أرادوني أن أرحل فلن أرحل إلا عن طريق صناديق الاقتراع »، فيما وحّد المتظاهرون في شمال اليمن وجنوبه هتافهم: «نريد إسقاط النظام »، بعدما كان الجنوب يدعو إلى الانفصال عن الشمال.

المعارضة ترفض

وقد رفضت أحزاب «المشترك» الدعوة إلى الحوار، وقالت في بيان لها: إنه «لا حوار مع الرصاص والهرّاوات وأعمال البلطجة، ولا حوار مع سلطة تحشد المرتزقة والمأجورين لاحتلال الساحات العامة ومداخل المدن وإرهاب الأهالي وتعكير السكينة العامة».

وأضاف البيان: إن «الضجيج المثار من قِبَل السلطة وأجهزتها الإعلامية عن الحوار مع «المشترك» وشركائه في اللجنة التحضيرية لا يعدو أن يكون مجرد تضليل للرأي العام .

ودعت أحزاب «المشترك» جميع المكونات الحزبية والمجتمعية للنزول إلى الشارع ومساندة المحت جين، وطالبت الأحزاب «بالالتحام بالشباب المحتجين وجماهير الشعب في فعالياتهم الاحتجاجية الرافضة لاستمرار القمع والاستبداد والقهر والفساد».

ومن جانب آخر، هدّد عشرة نواب بالاستقالة من الحزب الحاكم، بسبب ما قالوا: إنها «اعتداءات على المتظاهرين والصحفيين وقمعهم، وصمت البرلمان اليمني عن الأحداث».

هيئة العلماء وفيما كان «صالح» يعقد مؤتمره الصحفي، كان علماء اليمن يعقدون مؤتمرًا مشابهًا، أعلنوا فيه وقوفهم إلى جانب المتظاهرين؛ حيث حرّموا الاعتداءات التي يتعرضون لها.

وطالب رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ «عبدالمجيد الزنداني» بضرورة احترام حق المواطنين في التعبير عن مطالبهم من خلال المظاهرات والمسيرات السلمية، مؤكدًا ضرورة ملاحقة من قام بالاعتداء بالضرب أو إطلاق الرصاص على المتظاهرين سلميًا، كما اعتبر أن «ممارسة تلك الأعمال بحق المتظاهرين سلميًا جريمة متعمَّدة لا تسقط بالتقادم».

ودعا بيان صدر عن هيئة العلماء جميع أبناء اليمن؛ من سائر القيادات والزعامات والقوى والفعاليات في جميع المحافظات والمناطق والقبائل اليمنية إلى عقد مؤتمر وطني، والاتفاق على حلول للمشكلات الراهنة، كما طالب بضرورة سحب وإلغاء جميع الإجراءات الانفرادية التي أدت إلى تأزم الأوضاع في إشارة إلى إجراءات الحزب

الحاكم في البرلمان، وإقالة كل الفاسدين والعابثين بمقدرات الأمة ومحاسبتهم من ثبت قضائيًا، وتشكيل لجنة متفق عليها للبت في قضايا النزاع بين كل الأطراف.

الحوثيون

وقد تزامنت هذه التحركات السياسية مع تحركات ميدانية؛ حيث انضم المتمرّدون «الحوثيون» إلى قائمة المطالبين بإسقاط النظام، واحتشد عشرات الآلاف في مسيرات بمنطقة «ضحيان» بمحافظة «صعدة» وهم يرددون شعارات، من بينها: «يسقط النظام»، و «يا شعبي يكفي استعباد، سلمية وإلا فجهاد».. كما عبّر المتظاهرون عن موقفهم الداعم والمساند للمسيرات الشبابية والشعبية في «صنعاء، وتعز، وعدن، وأبين» وبقية المناطق الأخرى.

وقال «عبدالملك الحوثي» زعيم حركة الحوثيين: إن خروج المواطنين للتظاهر في مختلف المحافظات تحت شعار واحد وهدف واحد؛ يتمثل في المطالبة بالتغيير، سيحرّر الشعب اليمني من الهيمنة والظلم، وسيعزز من دور الشعب في صناعة مستقبله وتحمُّل مسؤوليته، وه ذا كفيل باستعادة مشاعر الوحدة الوطنية بين مختلف فئات الشعب.

الرابط المختصر :