العنوان الرفاق العرب والرفاق اليهود يلتقيان.. ولا داعي للتورط مع اليهود!
الكاتب فتى الخليج
تاريخ النشر الثلاثاء 01-سبتمبر-1970
مشاهدات 26
نشر في العدد 25
نشر في الصفحة 9
الثلاثاء 01-سبتمبر-1970
الرفاق العرب والرفاق اليهود يلتقيان.. ولا داعي للتورط مع اليهود!
بقلم: فتى الخليج
في مقالة سابقة على صفحات المجتمع الغراء بحثت تاريخ الحزب الشيوعي الأردني الخياني وتطرقت لنشأة ذلك الحزب وبينت للقارئ موقف الحزب من قرار التقسيم الصادر في 29/11/1947 م وكذلك موقفه من تدويل القدس وما كتبه فؤاد نصار زعيم الحزب من تأييد لعملية التدويل، وذلك في نشرة الحزب «المقاومة الشعبية» الصادرة في ديسمبر ١٩٤٩م، كذلك عرضت فذلكة تاريخية مختصرة لحياة فؤاد نصار وكيف أن السلطات المصرية اعتقلته في يوليه ١٩٤٨م أثناء حرب العرب ضد إسرائيل وهو يوزع المنشورات الشيوعية بالقرب من رفح وكانت المنشورات تخاطب البروليتاريا العربية واليهودية لمقاطعة المجهود الحربي على الجانبين ونسف محاولات البرجوازية العربية واليهودية للتآمر على الوحدة العمالية بين العمال العرب واليهود كما جاء في أحد المنشورات، ولقد ورد نفس النص في العدد الثاني من نشرة الحزب الشيوعي المصري آنذاك « صوت البروليتاريا » الصادرة في نوفمبر ١٩٤٨ م ( راجع إلياس مرقص، « تاريخ الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي » ص ۲۳۱ ) .
• حركات مغامرة •
وفي هذه المحاولة ستقتصر مهمتي على نقل نصوص من مقالة كتبها فهمي السلفيتي وهو أحد أعضاء الحزب الشيوعي الأردني في مجلة World Marxist Review وهذه المجلة تصدر في براغ العاصمة التشيكية، المقالة تعالج الوضع الحالي في الأردن أو بصفة عامة الوضع في الأردن بعد حرب ١٩٦٧ م وكيف أدى ذلك إلى نشوء برنامج طوارئ تبناه الحزب بعد اجتماع اللجنة المركزية.
أهمية النصوص التي سأنقلها كما جاءت في المقالة المذكورة تقع في أنها تلقي ضوءًا ولو قليلًا على الخط الحركي الذي يتبناه الحزب، كما أنها توضح الموقف الرسمي للحزب من الحركات الفدائية التي يصفها بــ «الحركات المغامرة والمتعصبة»، هذه النصوص أوجهها للاتجاه الإسلامي كما أوجهها للمنظمات الفدائية التي تضم في قيادتها الموحدة الحزب الشيوعي الأردني وقد يكون قبول الحزب المذكور في القيادة الموحدة تنفيذًا لشروط فرضها السوفيات على عرفات في زيارته الأخيرة لموسكو إلا أنها أي النصوص قد تعين من لا يعرف حقيقة تقلب الشيوعيين في الأردن، بل وفي كل مكان.
١- في بداية المقالة يستعرض فهمي السلفيتي التغيرات السياسية والاقتصادية المترتبة على احتلال إسرائيل للضفة الغربية في الأردن ثم يشفع بذلك ذكر برنامج الطوارئ الذي يتبناه حاليًا الحزب ليقول:
«لا يناقش البرنامج المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الوضع السياسي بقدر ما يتخطى ذلك ليرفع شعار الحكومة الائتلافية بين جميع التجمعات السياسية في الأردن على أن تنادي هذه الحكومة بالحل السلمي والتأكيد على ضرورة ذلك كحل للمشكلة القائمة».
٢- ثم يتحدث عن الجبهة الوطنية وميثاقها ويقول إن: «لحركة الفدائيين المغامرة آثار سلبية تقف حجر عثرة في وجه تحقيق الأهداف السياسية التي نادى بها ميثاق الجبهة الوطنية التي لم تحقق منذ إنشائها إلا الشيء القليل.
فنشاطها محدود رغم جهودنا المستمرة لتلمس السبل العلمية لتصعيد ذلك النشاط كما أنه من الممكن أن يتضاعف نشاط الجبهة الوطنية ذلك أنها تضم أحزابًا ونقابات عمالية وشخصيات لها ثقل كبير يمكنها من الضغط على الحكومة الأردنية».
٣- ثم يتحدث عن وضع الحزب ونشاطه في الضفة الشرقية ليقول:
«وفي الوقت الحاضر نقوم نحن بالتعاون مع بعض المؤازرين لتأسيس نقابة معلمين في الضفة الشرقية؛ لتقوم بتنظيم العمل بين اللاجئين، وإن لرفاقنا نشاطًا ملحوظًا هناك فقد بذلوا جهودهم لإعادة تنظيم نقابات عمال وكالة الغوث وقاموا بتأسيس جمعية اللاجئين الخيرية ولقد استمرت مساعي الحزب نحو تأسيس جمعية الصداقة الأردنية السوفيتية، ويبدو أن هذه المساعي ستكلل بالنجاح ولقد قدمت اللجنة المؤسسة طلبًا رسميًا للحكومة وذلك للحصول على ترخيص رسمي».
٤-ثم يكمل حديثه عن نشاط الحزب في الضفة الشرقية فيقول:
لا داعي للتورط مع اليهود
«نركز في الضفة الشرقية على نقابات العمال ومخيمات اللاجئين والقرى وأطراف المدن، هدفنا المعلن بين الناس هو حشد القوى الوطنية للقتال ضد الاستعمار والصهيونية، ولدينا جريدة مركزية كما أن منشورات الحزب وبياناته المتعلقة بجميع القضايا الطارئة توزع توزيعًا جيدًا، ورغم المصاعب والاضطراب السياسي والضبابية الأيديولوجية وانتشار الأفكار المتطرفة فإن الحزب قد كسب عددًا كبيرًا من الأعضاء في الضفة الشرقية، وهمنا في الوقت الحاضر هو تحقيق أرفع درجة من التنسيق بين اللجنة المركزية وجميع الواجهات الحزبية، وأما دراسات الكوادر الحالية فتركز على مناقشة الأوضاع الحاضرة ومدى قدرتنا على الكسب منها حركيًا».
٥- ثم يتحدث فهمي السلفيتي عن نشاط الحزب في الضفة الغربية ليقول: «أما في الضفة الغربية المحتلة فقد استعاد الحزب وحدته التنظيمية وأسس من جديد روابطه مع شق الضفة الشرقية، كما نجح الرفاق في الضفة الغربية بإصدار جريدة «الوطن» وهي الجريدة اليومية الوحيدة الناطقة باللغة العربية هناك، ويسرني أن أشير بأن عضويتنا في الضفة الغربية تضاعفت إلى ضعفين في الشهور الستة الماضية، ولا أبالغ إذا قلت إن حزبنا هو التنظيم الوحيد والنشيط في الضفة المحتلة، أما البعثيون والقوميون العرب فأثرهم ونشاطهم جد محدود، ولقد كان حزبنا الروح الباعث في إعادة تأسيس بعض النقابات العمالية التي حلتها الحكومة الأردنية قبل حرب ١٩٦٧ م.
وعملنا قصارى جهدنا في تأسيس منظمات نسوية كما تم تأسيس لجان وطنية عديدة في المدن والقرى المحتلة وكل هذه اللجان ممثلة في لجنة التنسيق العليا، وإن سياستنا المدروسة البعيدة كل البعد عن تأثير البرجوازية المتطرفة حفظت لنا كوادرنا وستظل كذلك في فترة الاحتلال الإسرائيلي، ولقد قاومنا كثيرًا من الضغوط التي جاءت من مصادر أرادت أن تورطنا في نشاطات معادية للاحتلال الإسرائيلي لا نعتقد بأن الوضع قد نضج للقيام بها، وكل ما أحب أن أؤكده هنا هو أن حزبنا يقوم بدور فعال ومهم في الضفة الغربية المحتلة ولست مبالغًا إذا قلت بأن نجاحنا أو فشلنا في هذه المرحلة سينعكس آثاره على مستقبل الحركة الشيوعية في الأردن، بل وفي العالم العربي أجمع ».
• رفاقنا الإسرائيليون!
٦- ويشير بعد ذلك فهمي السلفيتي إلى التفاهم الذي حققه الحزب مع الرفاق الإسرائيليين أعضاء الحزب الشيوعي الإسرائيلي قائلا: «وإن الحزب الشيوعي الإسرائيلي يلقى احترامًا متزايدًا من العرب في الضفة الغربية المحتلة وذلك يرجع للنشاط الفعال الذي يقوم به مندوبوه في الكنيست الإسرائيلي ومنشوراته الكثيرة في الضفة الغربية، وإن تفاهمنا مع رفاقنا الإسرائيليين تفاهم تام ونحن نتعاون معهم حيثما أمكن، كما أن لنا تعاونًا مثمرًا مع الجبهة الوطنية في قطاع غزة والتي يقوم بداخلها الماركسيون بنشاط ملحوظ ونأمل أن نوسع آفاق ذلك التعاون في المستقبل القريب » .
٧- ثم يعطي فهمي السلفيتي رأيه باعتباره شیوعيًا ملتزمًا بحركة المقاومة الفلسطينية ويقول: «لا بد ألا يغرب عن بالنا بأن الحركات الفدائية لا يتحقق بداخلها وحدة الرؤية السياسية وبأن كثيرًا من أعضائها يتأثر بالاتجاهات المتطرفة فبعض قادة فتح كانت لهم صلة سابقة بحركة الإخوان المسلمين الرجعية وما زال بعضهم يخضع لتأثيرها المعنوي، كما أن معظم الأعضاء ليسوا بالأردنيين وإنما فلسطينيون وفي ذلك كله تهديد لنفوذ حزبنا في الأردن، غير أننا لا بد ألا نستسلم للمبالغة في هذا الأمر أو الاستخفاف به وإنما يجب مواجهته كحقيقة واقعة؛ أما موقفنا المتحفظ تجاه الحركات الفدائية فينبع من قناعتنا بالحقائق الآتية:
١- في رأينا أن الأوضاع في الأردن والضفة الغربية لم تنضج بعد لانتهاج العمل الفدائي المسلح.
۲- إن قواعد المنظمات الفدائية تقع خارج الأرض المحتلة ولذا فإن نشاط الفدائيين لا يختلف في قليل أو كثير عن أي نشاط تقوم به وحدات الصاعقة التابعة لأي جيش نظامي.
٣- إن النشاط الفدائي يختلف كثيرًا عن المقاومة المسلحة التي تقوم بها الجماهير داخل الأرض المحتلة وأن مساندة المنظمات الفدائية بتركيبها الحالي يعني مساندة الأهداف السياسية اللاواقعية وتلك أهداف نرفضها من الأساس، كما أن وسائل تلك المنظمات تناقض الأحوال الموضوعية في الأردن كما أنها تصطبغ بصبغة التطرف.
٤- في أغلب الأحيان تأتي عمليات الفدائيين بنتائج معاكسة، فرغم التدمير الذي تحققه العمليات الفدائية لمنشآت العدو إلا أنه يجب ألا ننسى الثمن الباهظ في الأرواح الذي يدفعه النشاط الفدائي وما يترتب على كل عملية من تهجير إجباري من قبل السلطات الإسرائيلية لجموع غفيرة من الفلاحين وأصحاب الأراضي الخصبة، ورغم هذه التحفظات في موقفنا تجاه المنظمات الفدائية فإن بيننا وبين كوادرهم وقادتهم علاقة نحاول من خلالها أن نعمق رؤياهم السياسية كي يسلكوا المسالك السليمة التي نراها ونؤمن بها».
وبعد فهذه نصوص من مقالة كتبها فهمي السلفيتي في مجلة شيوعية عالمية ورسمية تنطق باسم الحركات الشيوعية في العالم بأسره ومعظم كاتبي المقالات فيها من المسؤولين في اللجان المركزية للأحزاب الشيوعية المختلفة فلعبد الخالق محجوب مقالات وكذلك عزيز شريف والتيجاني بابكر وأمين سالم ولطفي الخولي وخالد محيي الدين وكلهم كما نعرف شيوعيون عرب، عيون الاتجاه الإسلامي يجب أن تركز هذه الأيام وفي هذه المرحلة على النشاط الشيوعي المسعور المتصاعد في العالم العربي والذي يعمل في حماية مظلة من النفوذ السوفياتي المتصاعد هذه الأيام في المنطقة العربية المنكوبة، علاوة على ذلك يجب أن تتضح الرؤية لدى الاتجاه الإسلامي في سبل المواجهة لهذا النشاط الشيوعي، الأيام والأحداث تضغط علينا نحن حملة الإسلام وعلينا أن نتحمل هذا الضغط فتلك مسؤوليتنا التاريخية والعقيدية كما أن علينا أن نتحول من كوننا أصحاب عقيدة وفكر إلى حملة سلاح ومقاتلة نحمي به تلك العقيدة وذلك الفكر الذي روته بالدماء الزكية مواكب شهدائنا الأبرار.
فتى الخليج
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي: يطالب بتعديل وثائق الأمم المتحدة في مؤتمر السكان والتنمية
نشر في العدد 1116
25
الثلاثاء 13-سبتمبر-1994