العنوان الزحف الصليبي.. إلى مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السابع في إسطنبول
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 20-أبريل-1976
مشاهدات 9
نشر في العدد 296
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 20-أبريل-1976
● ماركوس يستمر في خداع مسلمي العالم بينما يكمل إبادته الجماعية لمسلمي الفلبين
علمت جبهة تحرير مورو أن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس يجند الآن عددًا ضخمًا من السياسيين والعسكريين ورجال الصحافة والإعلام وضعاف النفوس من المسلمين لتتكون منهم وفود منها ما يقال بالوفد السياسي والدبلوماسي، والوفد الصحفي أو الإعلامي، والوفد العسكري والوفد المكون ممن يقال برجال الدين والمدنيين، للتواجد في إسطنبول حيث مقر مؤتمر الخارجية الإسلامي السابع الذي تقرر عقده في مايو القادم.
وتسعى هذه الوفود الكاثوليكية المكثفة لهدف واحد وهو محاولة وضع الحيلولة دون إثارة قضية شعب مورو المسلم بجنوب الفلبين في المؤتمر أو على الأقل تخفيف الضغوط المتوقعة من الشعوب الإسلامية على المؤتمر باتخاذ خطوة علمية ذات فاعلية حاسمة لوضع حد لحملات الإبادة ضد شعب مورو المذكور.
وأما الشغل الشاغل لهذه الوفود المجندة حاليًا فهو إعداد وثائق وإحصائيات مصطنعة وجمع توقيعات عليها من المدنيين المسلمين الذين لا حول لهم ولا قوة وممن وصفتهم السلطات الفلبينية بقادة جبهة تحرير مورو وهم في الحقيقة جماعة باعوا أنفسهم للرئيس ماركوس ولم يكن أحد منهم عضوا في الجبهة يوما ما، وقد اعترف ماركوس شخصيًا بأنه «اشترى هؤلاء بـ ۱۳۳ ملیون دولار أمريكي».
يرد ماركوس على نداءات المؤتمرات الإسلامية بوثائق مزيفة ويجامل وزراء المسلمين بوعد كاذب، ويعد لمدعويه المسلمين من البلاد الأخرى قفصا من الذهب وقل من نجا من الوقوع في مزالق هذا القفص، وليس ببعيد أن يقع بعضهم فريسة لعمولة البترول والقروض المالية، وليس أدل على كذب ماركوس واستهتاره بوزراء المسلمين مما فعل أثناء انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السادس في العام الماضي بجدة حيث إنه أبرق المؤتمر بواسطة الوحدة اللبناني بأنه قد منح المناطق الإسلامية مندناو، وباسيلان وسولو، وبالاوان، الاستقلال الذاتي. ولما نقل إليه قرار المؤتمر المبني على وعده تجاهله تمامًا وشدد هجماته العسكرية ضد المسلمين، والآن اقترب موعد مؤتمر وزراء المسلمين في إسطنبول، فسلك ماركوس نفس الطريق الذي سلكه في العام الماضي، وتقدم بدعوات إلى الشخصيات الإسلامية والرسمية وإلى رجال الصحافة والإعلام من البلاد الإسلامية.
ولم يدع ماركوس أحدًا من رجال الصحافة في أستراليا وأوروبا وأمريكا لأنه يعلم يقينا أن الصحفيين من هذه البلاد لا يبهرهم جمال مانيلا ولا تهمهم استقبالات رسمية ولا يطمعون في الحصول على الميداليات الذهبية التي يعتاد ماركوس أن يلصقها هو وامرأته على صدر فريسته من المسلمين.
نحن نملك في المواجهة العسكرية أسلحة نارية خفيفة متخلفة من الحرب العالمية الثانية وعددا من الأسلحة الحديثة استولينا عليها من الجيش الفلبيني. وأما الجيش الفلبيني فمجهز بأحدث أسلحة أمريكية وإسرائيلية ويوجد بين صفوف القوات المسلحة الفلبينية خبراء إسرائيليون في مواجهة حرب العصابات وتنظيم القوات المليشية، ويستخدم الجيش الفلبيني ضد شعبنا العازل الطيران وقنابل النابالم والبواخر الحربية والمدافع الثقيلة والدبابات.
والمعروف، أن قضية شعب مورو المسلم قد طرحت على بساط البحث في منظمة المؤتمر الإسلامي منذ عام ۱۹۷۳م في مؤتمر وزراء خارجية المسلمين في بنغازي وبحثت كذلك في مؤتمر القمة الإسلامي بلاهور ١٩٧٤م وفي مؤتمرات وزراء الخارجية الإسلامية في كوالالمبور عام ١٩٧٤م وفي جدة عام ١٩٧٥م. وكان عدد ضحايا المسلمين نتيجة لحملات الإبادة التي قامت بها حكومة الفلبين ضدنا من عام ١٩٦٨ حتى عام ۱۹۷۳ حيث أدرجت فيه القضية في جدول أعمال المؤتمر الإسلامي في بنغازي ٣,٨٠٠ شخص، وارتفع عدد ضحايانا من المدنيين الأبرياء فيما بين مؤتمر بنغازي المذكور وبين مؤتمرات لاهور وكوالالمبور وجدة، إلى ٥٠٠٠٠ قتيل، مما يعني أن ٤٧٠٠٠ ألف من المسلمين قتلوا ظلما وعدوانا على مرأى ومسمع العالم الإسلامي، وفي هذه الأثناء أيضا دمرت خمس مدن إسلامية وهي مدينة هولو ومايمبونغ وتغليبي وباليمبانغ، وبالاغان، وتشرد ما لا يقل عن مليون ونصف مليون مسلم من أراضيهم المزروعة.
المعارك الدائرة حاليًا
شن الجيش الفلبيني هجومًا محمومًا على أرخبيل سولو، ولاناو الجنوبي، وكوتاباتو لمحاولة كسر شوكة المجاهدين قبل انعقاد مؤتمر وزراء المسلمين في إسطنبول في مايو القادم، وتدور المعارك في المناطق المذكورة على النحو التالي:
في سولو عزز الجيش الفلبيني قواته في أرخبل سولو، فقام الثوار المسلمون بالهجوم المضاد على مراكز الجيش الغازي وانتزعوا منه عنوة جزيرة باتا، كما كسحوا تماما مركز قادة الجيش الفلبيني في بلدة تالباو وقتلوا ۲۰۰ من رجال القوات المسلحة الفلبينية في الوقت الذي شدد فيه حصاره المعزز بقوات الطيران برًا وبحرًا، على مركز قادة المجاهدين في بلدية باتيكول ويقول عمدة باتيكول محمد صالح عثمان قائد المجاهدين الذي لا يزال يقاوم الحصار من ١٦ شهرًا إنه فقد جميع أملاكه ونفذت الذخائر لأسلحته ولكنه لم يفقد إيمانه بالله وبنصر منه.. وقال أيضًا في خطابه الجبهة «إن سلاحي الحقيقي هو إيماني بربي وصبري.. وأما أفراد أسرتي وأهلي غير القادرين على حمل السلاح فقد أمرتهم بالخروج من ١٩ قرية تحت سيطرتي لأنني اخترت منطقة قيادتي مدفنًا لي والمجاهدين معي.. وقد أباد مجاهدي ٣ أفواج من جيش الحصار وكل فوج يتكون من كتيبتين وكل كتيبة قوامها 200 مقاتل.. والآن يعزز الجيش الحصار علي بـ ٨ كتائب جديدة غير قوات الطيران التي تقصف منطقتي ليلًا ونهارًا والبواخر الحربية التي توجه إلينا بضرباتها المركزة من المدافع الفتاكة دون انقطاع».
واختتم کلامه قائلاً: «يبدو لي أن المسلمين في العالم لم يعرفوا حقيقة الوضع الذي نعيشه أو أنهم يتجاهلوننا.. وأرجو ألا يحزنكم قولي هذا لأنكم تعلمون أننا أجبرنا على القتال للدفاع عن عزة دين الله وعن شرفنا وحقنا في أرضنا وحريتنا في وطننا وعقيدتنا نقاتل لكي نظهر للذين لا يرحموننا من أعدائنا وإخواننا شجاعتنا وقوة إيماننا وإنما نقاتل لله وهو أرحم الراحمين وهو نعم المولى ونعم النصير».
وفي لاناو الجنوبي تسلل الجيش الفلبيني إلى مدينة مالابانغ وحرقها ولكنه فشل في الاستيلاء عليها، وقام الجيش في نفس الوقت بالهجوم على بلدیات راماين وغاناس وماسيو ولا يزال القتال دائرًا في هذه البلديات على حين يحاول الجيش التمركز في 7 بلديات وهي ما راوي سيتي، ومالابانج، ولومباتان وتمباران وغاناسى، وبالاباغان.
وألقى الجيش القبض على عمدة لومبايابا ويدعى غامبائي مالانغت بعد أن حرق قرية تالؤان التابعة لهذه البلدية ولا يزال مصير العمدة مجهولاً للآن.
وفي بلدية بوالاس التي اغتال الجيش عمدتها الحاج ناصر باليندونغ وعددا من أفراد أسرته في نوفمبر الماضي وقعت سيارة عسكرية وكانت تحمل ٥٥ جنديا من الجيش الفلبيني في كمين الثوار المسلمين فقتل جميع من في السيارة واستولى الثوار على المعدات الحربية فيها وعلى السيارة، وفي بلدية ماسيو نهب الجيش مخازن الغلال المسلمين ومواشيهم.
وفي كوتاباتو شن الجيش الفلبيني هجوما كثيفا على المناطق الإسلامية المختلفة واستولى على بلدية بولدون.
قام الثوار المسلمون بالهجوم المضاد واستردوا بلدية بولدون من قبضة الجيش الصليبي ولكن لم يترك الجيش البلدية إلا وقد حرقها تمامًا، ولا تزل المعارك دائرة في البلديات الأخرى.
وكنتيجة لهذه المعارك التي لا تزال دائرة للآن تشرد ما لا يقل عن ٥٠,٠٠٠ مسلمًا من بلدياتهم في المناطق الإسلامية الثلاث المذكورة وتقدر ضحايا الجيش الغازي بحوالي ۲۰۰۰ مقاتل وأما ضحايا الثوار المسلمين فكانت طفيفة ولكن ضحايا وخسائر المدنيين كانت جسيمة.
والغريب في الأمر أن المصادر العسكرية الفلبينية تنسب البدء بالهجوم وتصعد العمليات الحربية في الجنوب الإسلامي إلى الثوار المسلمين مع أن الجيش الفلبيني الصليبي الذي نقله وأجهزته الحربية الأساطيل البحرية والطائرات الحربية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب حيث مناطق المسلمين لغزو المسلمين في معاقلهم التي يجهل الجيش الغازي معالمها.
إن الجيش الفلبيني جيش السلب والنهب لأنه يختار أغنى المناطق الإسلامية هدفا لهجومه ويقوم بسلب أملاك المسلمين من أواني الطعام حتى المواشي ومخازن الغلال وماركوس يعلم أنه لا يستطيع أن ينال من المسلمين ولكنه يريد أن يسرق المسلمين ويسرق أنظار العالم؟
مكة المكرمة في ۲۹ ربيع الأول ١٣٩٦ه
۲۹ مارس ١٩٧٦م
عبد الباقي أبو بكر
الأمين العام للعلاقات الخارجية
لجبهة تحرير مورو
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل