; «تخيّروا لنطفكم»- الزواج والأمراض الوراثية | مجلة المجتمع

العنوان «تخيّروا لنطفكم»- الزواج والأمراض الوراثية

الكاتب عبدالمطلب السح

تاريخ النشر الثلاثاء 25-يونيو-1996

مشاهدات 743

نشر في العدد 1205

نشر في الصفحة 63

الثلاثاء 25-يونيو-1996

«تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس» المصدر:  طبقات الشافعية الكبرى كلمات اختصرت ما توصل إليه علم الوراثة ولا زال الطب والعلم يطالعنا كل يوم بالبراهين على واقعية وعلمية تلك القاعدة.

لقد خلق الله تعالى الإنسان وجعل مكوناته الأساسية عبارة عن خلايا تعد بالمليارات وكل خلية عبارة عن كينونة خاصة وكأنها دولة لها حدودها ومجال : تأثيرها الذي قد يتعدى تلك الحدود ولها عاصمتها وهي النواة، ولها اتصالاتها وطريقتها الخاصة في التعامل مع جاراتها أو ما بعد الجوار، وكذلك مع الأعداء من خلايا غريبة أو مواد إن هذه الروابط والتفاعلات تختلف باختلاف الجارات وباختلاف الظروف التي يتعرض لها الإنسان.

إن النواة العاصمة تحتوي على مادة هي العقل المدبر للخلية ويتوزع هذا العقل على 23 وزارة لكل منها شقان والمجموع ٤٦ شق هي الصبغيات وكل قسمي وزارة يتداولان الأمر بينهما ويصدران القرار، إما كحل وسط، وإما بطغيان أحدهما على الآخر، ويكون القرار إما صائباً وهو الغالب، وإما خاطئاً فيظهر المرض. وهذا هو ما ندعوه بالمرض ذي الأصل الوراثي. إن الصبغيات تتكون من مجموعة من الوحدات والموروثات يبلغ عددها في خلية الإنسان من ۵۰ – ۱۰۰ ألف موروثة وكل منها وهي مسؤول عن عمل أو إنتاج شيء في البدن. 

هناك نوع من الخلايا تكون وزاراتها وحيدة الشق وبالتالي وحيدة القرار، ولكن لا يتاح لها التعبير إلا بعد اندماجها بخلية أخرى وحيدة القرار، وبالتالي نعود لقاعدة التشاور السابقة إن هاتين الخليتين هما الخلية الجنسية الذكرية النطفة والخلية الجنسية الأنثوية وهي البويضة، وباندماجهما وتلقيح النطفة للبويضة تنتج خلية تحتوي على ٤٦ صبغياً تتكاثر وتتمايز هذه الخلية إلى أنواع مختلفة من الخلايا لتعطي الإنسان، وما نجهله عن هذه الآليات هو أكثر مما نعلمه. 

الأمراض الوراثية كثيرة جداً، وكل مرض منها ينجم عن خلل في موروثة ما، والمرض الوراثي قد يؤدي لجنين غير قابل للحياة أو أنه يؤدي المرض شديد يظهر منذ الولادة، وقد يموت لاحقاً أو يؤدي لمرض لا تظهر أعراضه إلا بشكل متأخر. 

إن الخلل لا يعبر عن نفسه بالمرض دائماً لأن الصبغي المقابل الذي يحوي على مكان مقابل سليم يناقش الأمر مع مكان الخلل. وغالباً ما تكون السيطرة للسليم، وبالتالي لا يظهر المرض. أما إذا كان المقابل مريضاً أيضاً فالنتيجة هي المرض حكماً، وهذه هي الوراثة المقهورة التي تفسر معظم الأمراض الوراثية قد يكون نوع الخلل من القوة بمكان حيث يفرض نفسه على الطرف السليم وهذه هي الوراثة القاهرة التي تؤدي لظهور المرض بشكل مؤكد وهي تفسر بعض الأمراض، إن النطاف هي التي تحدد جنس الجنين ذكراً أم أنثى ولذلك فهي نوعان: الأول يحتوي صبغياً يدعى لا يؤدي لجنين ذكر، والآخر يحوي X ويؤدي لجنين أنثى، بينما البويضات كلها تحوي X. إن X أصغر من X ولا يحوي أماكن كافية المقابلة ، ولذلك قد ينفرد X الأنثوي بقراراته في حال الجنين الذكر كونه أكبر من . وبالتالي قد تظهر أمراض، وهذه هي الوراثة المرتبطة بالجنس التي تؤدي لإصابات عند الذكور عادة بينما الإناث يحملن وراثة المرض دون المرض، وينتقل المرض للأبناء الذكور. 

وهناك نوع من الوراثة يتحكم به أكثر من مكان، وهي الوراثة متعددة العوامل، وهناك نوع ناجم عن الطفرات أي أنه يحصل دون وجوده عند الوالدين أو الأجداد، ويحدث بسبب الإشعاعات أو الأدوية أو لأسباب مجهولة وهناك شكل آخر ينجم عن خلل بعدد الصبغيات نقصاً أو زيادة.

ماذا عن زواج الأقارب؟

بحكم قوانين الوراثة فإن موروثات الإنسان تكون قريبة الشبه من مورثات إنسان آخر بمقدار درجة القرابة بينهما، وكلما خفت صلة القرابة كلما خف  التشابه، وبما أن معظم الأمراض الوراثية قد تنجم عن نمط الوراثة المقهورة فإننا نفهم لماذا تكثر الأمراض الوراثية في حالة الزواج بين الأقارب، حيث تكون مورثة المرض موجودة عند الطرفين، ولا يوجد من يقمعها، وبالتالي تعبر عن نفسها بالمرض عكس ما يحصل عند الزواج من غير الأقارب ونسبة ازدياد المرض ليست ضعفاً أو اثنين بل أضعافا كثيرة، فقد يحصل أن يصاب ربع الأولاد، ومن هنا نعرف معنى وواقعية اغتربوا لا تضورا هذا القول الرائع الذي يحض على الزواج من البعيد.

كيف يتم كشف المرض الوراثي وبماذا يفيد هذا الكشف:

قد يكون المرض الوراثي ظاهراً، أو أنه يكشف بمساعدة المخبر وهناك طرق لكشف بعض هذه الأمراض قبل الولادة وطرق لكشف حملة المرض غير المصابين به وإن كشف المرض الوراثي وتحديد طريقة وراثته يساعدنا في مجالات عديدة، فإن تم قبل الزواج فإنه يعطينا احتمالات إصابة الأبناء وتقرير هل هذا الزواج العائلي مناسب أم لا وإن تم قبل الولادة فإنه يوجهنا لاحتمالات حياة هذا الجنين وكيفية علاجه وتدبيره داخل الرحم كما في بعض الحالات، وإن تم الكشف بعد حصول إصابات في وأجري استقصاء لأفراد العائلة فإنه قد يساعدنا على تجنب اختلاطات المرض ومشاكله قبل حصولها وإن تم بعد حصول الإصابة فإنه يساعدنا في المعالجة إن أمكن، وفي الاستشارة الوراثية، وقد يوجهنا لتحري الإصابة عند باقي أفراد العائلة.

ما هو مدى تطبيق القواعد الوراثية؟ 

إن ما نتكلم عنه يدخل في صميم الحياة الواقعية. وهناك بلدان حدت كثيراً من أمراض منتشرة لديها بمنع التزاوج بين المصابين، وكذلك طبقت العديد من البلدان شرط الحصول على وثيقة صحية قبل الزواج بهدف تلافي حدوث إصابات في المستقبل ما أمكن ذلك والسعي لأسرة سعيدة إن شاء الله.

هل هناك علاقة للسرطان بالوراثة؟ 

نعم.. فهناك سرطانات عديدة تأكد ارتباطها باضطرابات الصبغيات. 

هل من معالجة؟

نعم.. وتختلف باختلاف المرض فقد يكو العلاج عبارة عن دواء أو حمية غذائية معين إجراء عمل جراحي أو تدابير أخرى وقد لا يوجد معالجة.

النصيحة:

إجراء الاستشارة الوراثية. 

والله الموفق

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

فتاوى

نشر في العدد 942

763

الثلاثاء 21-نوفمبر-1989

فتاوى.. العدد 953

نشر في العدد 953

19

الثلاثاء 06-فبراير-1990