العنوان الشباب.. والموضة.. والعواقب !
الكاتب أحد القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 18-يوليو-1972
مشاهدات 16
نشر في العدد 109
نشر في الصفحة 13
الثلاثاء 18-يوليو-1972
الشباب.. والموضة.. والعواقب !
أخطر ما يعود به هوس «الموضة» على شبابنا هـو استنزاف وقته وجهده في مسائل هي من التفاهة بمكان.
نجد معظم الشباب هذه الأيام وهو يلهث وراء «الجديد»، ولا هم له في حياته غير أن يبدو بمظهر المتمدن والتمدن في نظره تلك المظاهر السطحية المتمثلة في اللباس الغربي المزركش وتصفيف الشعر بتلك الصور المضحكة.
ومن الغريب أن هذا الشباب، الذي لم يفعل غير التشبه بالفتيات تجده فخورًا بمظهره وهيئته «ومنتفشا» لاعتقاده أنه أصبح إنسانًا حضاريًّا متحررًا، سبق مجتمعه إلى عالم الحضارة والمعرفة، في حين أن معرفته لم تتجاوز دنيا «الموضة».
ثم انظر إلى فتاتنا التي كشفت عن محاسنها وهي تتشبث بقطار الموضة، إن الذي وصل بها إلى هذه الحالة اعتقاد خاطئ بأن تلك هي الطريقة المجدية لاصطياد العريس!! أن تجذب الشباب بذوقها الحديث وبنفورها من الاحتشام، وأن تثبت بأنها تواكب سرعة القرن العشرين، قرن الذرَّة، عن طريق الظهور بثوب العصر، مسكينة تلك الفتاة لقد اختلَّت مقاييسها وأصبحت الحشمة في نظرها رجعية، والتبرج وإظهار المفاتن تحررًا ومسايرة للعصر.
إنها في حاجة لمن ينصحها بأن أسلوبها هذا وتبرجها إنما يجمع حولها حثالة الناس وذوي النفوس المريضة، لكنهم سرعان ما يهربون للبحث عن غيرها من الضحايا «أو بالأصح اللائي أردن لأنفسهن أن يصبحن ضحايا».
فالشباب لا يتزوج مثل هذه الفتاة؛ التي تعرض نفسها في الشارع لكل من هب ودب. إنه يريد تلك الفتاة المحتشمة التي تستطيع أن تشاركه عبء الحياة وتحافظ على سمعته. أما التي لا هم لها سوى التبرج واللهث وراء الموضة، فإنها تعبر عن مفهوم لا يحبه الزوج، وهو أن الحياة مجرد عبث ومجون، ومع ارتفاع نسبة التبرج دلت الإحصائيات الأخيرة أن نسبة العانسات بين الفتيات في ارتفاع، والسبب طبعًا واضح، فمضار التبرج والجري وراء الموضة الغربية أصبحت خطرًا على مستقبل الفتاة وحياتها؛ قبل كل شيء، فيا أختي القارئة: - بدافع الحفاظ على مستقبلك على الأقل- يجب أن تحاربي هذه الظاهرة... فما رأيك؟؟
صفية الإمام - الرميثية
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل