العنوان الصراع الأمريكي الإيراني في العراق
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 18-أغسطس-2007
مشاهدات 23
نشر في العدد 1765
نشر في الصفحة 5
السبت 18-أغسطس-2007
حلقات الصراع الأمريكي الإيراني على أرض العراق تزداد اتساعًا والتهابًا كما أن أطماع المشروعين الأمريكي والإيراني في العراق أرضًا.. وثروة.. وشعبًا... وموقعًا أصبحت مكشوفة للجميع، خاصة بعد تلك اللقاءات الرسمية بين الطرفين تارة، وتبادل الاتهامات والتحذيرات حول العراق تارة أخرى.. ثم أخيرًا تحذيرات الرئيس الأمريكي بوش لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي خلال زيارته الأخيرة لطهران بعدم اللين مع إيران في الوقت الذي تلقى فيه المالكي إغراءات إيرانية.
هو إذا صراع بات واضحًا لتحقيق المصالح وإحكام النفوذ، حيث يحاول كل طرف فرض مشروعه الاستعماري هناك، وفي نفس الوقت قطع الطريق على الطرف الآخر حتى لا يتقدم خطوة.. والذي يدفع الثمن في كل الأحوال هو الشعب العراقي وأرض الدولة العراقية ومصيرها ومستقبلها.
ومنذ اللحظة الأولى لدخول قوات الاحتلال إلى العراق، والصراع على الأرض قائم، ولكنه ظل مكتومًا، حتى بانت معالمه مع تبادل الاتهامات بين الطرفين.. فإيران متهمة بتسليح مليشيات طائفية وتدريبها، ومخابراتها وخبراؤها متهمون بإدارة جانب كبير من العمليات الطائفية التي تسعى لتمكين طرف على حساب طرف آخر في العراق. أما الولايات المتحدة وقواتها فقد ثبت أنها لم تأت لتحرير العراق وتحقيق وحدة أراضيه ورفاهية شعبه، كما روجت الدعاية السياسية والإعلامية الغربية، وإنما الذي يحدث ونشاهده اليوم على أرض العراق هو عكس ذلك تمامًا استعمار وتخريب للأرض والعمران ونهب للثروات، وإبادة جماعية متواصلة، وإذلال للشعب، وتفتيت للدولة، وذلك ما يغري كل الطامعين في العراق بالتهام ما يستطيع من الأرض والشعب لصالح مشروعه الاستعماري.
لقد كان هدف الولايات المتحدة منذ البداية جعل هذا البلد عراقًا أمريكيًا في الولاء والمصالح والتوجه والثقل الجيو/سياسي، وأن يكون قاعدة لانطلاق المشروع في المنطقة، لكن ذلك كله فشل، وقد اعترف بذلك قادة البيت الأبيض وكبار الساسة والمحللين الغربيين فكان ذلك فرصة لإيران لبسط نفوذها على هذا البلد: خاصة أن الحكومات المتعاقبة التي جاء بها الاحتلال لحكم هذا البلد ذات ولاءات إيرانية ظاهرة وباطنة.
وغني عن البيان هنا فأن الصراع بين المشروعين يشمل المنطقة بأسرها، وإن كان مرتكزه ونقطة انطلاقه هو العراق الذي أصبح حقل اختبار لتجريب طرق فرض الهيمنة والنفوذ. وإن نجاح أي تجربة فيه لأي طرف سيتم تعميمها على المنطقة.
إن استمرار الصراع سواء كان سياسيًا أو عسكريًا أو حتى أسفر عن توافق الطرفين أمر لابد أن دول المنطقة ستدفع ثمنه من أمنها وسيادتها وثرواتها ومستقبل شعوبها. ومن هنا فإن دول المنطقة مطالبة بسرعة التحرك لإيجاد صيغة جديدة تعتقها من هيمنة ذلك الطرف أو تهديد ذاك، وتحفظ لها سيادتها واستقلالها وأمنها، وتجنبها أخطار صراع المشروعين المتزايد، ونتساءل هنا أليس ما يجري يستحق سرعة العمل على إيجاد إستراتيجية موحدة ضد هذا الخطر؟
■ ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ۖ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ (الروم: ٥٥- ٦٠)
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل