; «العدالة والتنمية» ذاهب للانتخابات بسلـة مليئـة بالإنجـازات الإستراتيجيـة | مجلة المجتمع

العنوان «العدالة والتنمية» ذاهب للانتخابات بسلـة مليئـة بالإنجـازات الإستراتيجيـة

الكاتب حمزة تكين

تاريخ النشر الاثنين 01-مايو-2023

مشاهدات 19

نشر في العدد 2179

نشر في الصفحة 14

الاثنين 01-مايو-2023

حمــزة تكيــن

 

تعد الانتخابات التركية القادمة مفصلية في تاريخ منطقة الأناضول؛ لأنها انتخابات ليست بين أشخاص، بل بين نهجين؛ أحدهما يريد أن تستمر مسيرة التنمية والتطوير وتركيا القوية التي بدأت قبل 20 عاماً، والنهج الآخر يريد عرقلة هذه المسيرة، وعينه على التبعية للغرب المنزعج كثيراً من تركيا القوية التي استطاعت بقياده الرئيس «رجب طيب أردوغان» أن تنهض نهضة تحتاج دولٌ لأكثر من 100 عام لتنهضها.

يذهب حزب العدالة والتنمية التركي إلى هذه الانتخابات بسلة مليئة بالإنجازات الإستراتيجية الحديثة، بداية من المشروع الإستراتيجي الأضخم في تاريخ تركيا، وهو استخراج الغاز من البحر الأسود بفضل الإرادة القوية والقرار الصارم الذي تجاوز محاولات الغرب لعرقلته، وانطلق بقدرات تركية محلية 100% في البحث والتنقيب والاستخراج الفعلي؛ وهو ما سيفيد اقتصاد تركيا وسيقلل فاتورة الغاز إلى النصف ويوفر على الخزينة أكثر من 20 مليار دولار سنوياً.

بالإضافة إلى الإنجازات الكبيرة في مجال الصناعات الدفاعية التي قفزت في عهد العدالة والتنمية من 20% إلى أكثر من 80% بقدرات محلية، وهي ليست صناعات دفاعية بسيطة؛ بل نتحدث عن حاملات للطائرات وغواصات وصواريخ باليستية وذخائر متطورة وأسلحة تكنولوجية، وأسلحة الليزر والفرقاطات المتنوعة والصواريخ البحرية والمسيرات بكافة أنواعها التي غيرت مفاهيم الحروب في العالم، وهزمت أعداء تركيا في كل من الشمال السوري وليبيا وأذربيجان وفي دول عديدة، وعظمة هذه الإنجازات تكمن في أنها حصلت وتحصل رغماً عن أنف الغرب الذي ظل يحاصر تركيا ويمنع عنها التكنولوجيا الدفاعية المتطورة.

كل ما سبق من إنجازات، يضاف إليها المشاريع التنموية والإستراتيجية الضخمة في البنية التحتية من قطارات المترو إلى الطرقات السريعة الطويلة جداً في عموم تركيا، إلى الجسور المعلقة الكبرى حيث أنجز «أردوغان» الجسر المعلق الأطول في العالم، ناهيك عن المطارات، خاصة مطار إسطنبول الدولي الذي يعد أكبر مطار في العالم، وافتتاح مركز إسطنبول المالي العالمي قبل أيام ليجعل إسطنبول مدينة مالية عالمية توازي نيويورك ولندن، كما تضاعف عدد الجامعات التركية من نحو 70 جامعة إلى 270 خلال 20 عاماً، كذلك أنجزت تركيا أول مفاعل نووي في ولاية مرسين بالتعاون مع روسيا.

والمتابع للشأن التركي يلاحظ أن هذه الإنجازات تمت في ظل عدد من التحديات، على رأسها العراقيل والعقوبات الغربية، وتداعيات الحروب حول العالم، وجائحة «كورونا»؛ فهذه المشاريع لم تنجز في بيئة سهلة مفروشة بالورود؛ بل في بيئة صعبة وسط المكائد الغربية التي فشلت في عرقلة تركيا، واضطروا في نهاية المطاف أن يعترفوا بقوتها في الإقليم، وحضورها في كثير من الملفات الدولية.

ومن النجاحات التي يجب ألا تغفل هنا في مجال الأمن القومي نجاح الاستخبارات التركية في جلب العديد من أعداء تركيا الإرهابيين إلى أنقرة بعمليات ناجحة، واعتماد الاستخبارات على تقنيات تكنولوجية متطورة للغاية بصناعة تركية 100%، هذا بالإضافة إلى سرعة التعامل مع كارثة الزلزال من عمليات الإغاثة الطارئة السريعة وبناء المدن المؤقتة من الكرفانات، وتم إزالة الأنقاض في وقت قياسي وبدء عملية الإعمار، وتسليم منازل للمنكوبين في الولايات المنكوبة مع أول أيام عيد الفطر المبارك؛ ما يؤكد صدق وعود الرئيس «أردوغان» لشعبه بسرعة إعادة الإعمار وتسليمهم مفاتيح منازلهم الجديدة خلال عام.

 

ماذا لو فازت المعارضة؟

بناء على ما سبق، يتوقع -إن شاء الله تعالى- أن تكون نتيجة الانتخابات المقبلة إيجابية بالنسبة للرئيس «أردوغان» وحزبه العدالة والتنمية؛ حتى يتمكنوا من تحقيق برنامجهم وإنجازاتهم التي لا تغفلها عين، لكن في المقابل لا بد أن نطرح سؤالاً احتمالياً هنا، وهو: ماذا لو فازت المعارضة بمنصب رئيس الجمهورية؟

لو فازت المعارضة بمنصب الرئاسة فمن المتوقع بنسبة كبيرة بقاء الأغلبية البرلمانية بيد حزب العدالة والتنمية وحلفائه، وهو ما يعني أن البلاد ستدخل في دوامة سياسية، وستواجه الكثير من المشكلات السياسية التي لن تستطيع أن تستمر معها الأمور، وبالتالي قد تتوجه لاحقاً الى انتخابات رئاسية مبكرة.

فأن يأتي رئيس معارض -إذا فاز بمنصب الرئاسة- ويصدر بيانات وقرارات ومراسيم ضد توجهات حزب العدالة والتنمية وإنجازاته ويوقف مسيرة تركيا الكبرى؛ فهذا أمر مستبعد بكل تأكيد، وكذلك فيما يتعلق بالأمور الإدارية وشؤون الدولة، حيث إن البعض متخوف في قضية الاستثمار والاقتصاد والجاليات، فهو بطبيعة الحال لن يجرؤ على تدمير كل ما بناه حزب العدالة والتنمية، لن يجرؤ على هذا ولن يستطيع أصلاً، لكنه قد يحاول العرقلة، وقد يحاول فرملة هذه المشاريع وتأخيرها؛ إما لأنه لا يدرك قوتها، وإما لتوجهات أخرى خدمة لمصالح خارجية.

وفي النهاية، لا نعتقد أن تركيا الجديدة القوية التي بنيت على مدى 20 عاماً ستعود للوراء أبداً، لن يستطيعوا إعادة تركيا بأي طريقة من الطرق؛ فقد حاولوا بكل أنواع الحروب الإعلامية والاقتصادية والمالية والسياسية والثقافية والعسكرية؛ حتى وصل بهم الأمر لدعم انقلاب فاشل في تركيا، وكذلك الحروب الأمنية من خلال دعم التنظيمات الإرهابية بكل الطرق لكنهم فشلوا.

وبالتالي، نتوقع أن الشعب سيُفشل أي محاولات لإعادة تركيا إلى الوراء، سيفشلها بكل تأكيد، تركيا لن تعود بعد اليوم إلى الوراء مهما كانت النتائج، ومهما كانت التكاليف.

 

الرابط المختصر :