; ملامح جمهورية ثالثة تتشكل بموريتانيا | مجلة المجتمع

العنوان ملامح جمهورية ثالثة تتشكل بموريتانيا

الكاتب محمد ولد شينا

تاريخ النشر الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

مشاهدات 767

نشر في العدد 2101

نشر في الصفحة 48

الثلاثاء 01-نوفمبر-2016

استعداد لاستفتاء دستوري على وقع جدل سياسي محتدم..

ملامح جمهورية ثالثة تتشكل بموريتانيا

 

نواكشوط: محمد ولد شينا

 

وضعت السلطات الموريتانية وحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم اللمسات الأخيرة على التعديلات الدستورية التي تمخض عنها الحوار السياسي الأخير التي تتضمن تغيير العَلَم والنشيد الوطنيين، وحل عدد من المجالس من بينها مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية في البرلمان)، واستحداث مجالس جهوية.

 

ومن المقرر أن يصوّت الموريتانيون على التعديلات الدستورية الجديدة منتصف شهر ديسمبر القادم، فيما يستمر الجدل السياسي في البلاد بشأن هذه التعديلات.

فقد رفضت القوى المعارضة بقوة إجراء أي تعديل للدستور، ونظمت طيلة الأسابيع الأخيرة من شهر أكتوبر مهرجانات ومسيرات مناهضة لنظام الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، ورافضة لأي مساس بالدستور الموريتاني.

تحذير من العبث بالدستور

وحذرت أغلب أحزاب المعارضة في بيان مشترك الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز من «العبث» بالدستور حسب الاجتهادات الشخصية، معتبرة أن التعديلات المطلوبة تثير الخلاف داخل مختلف أطياف الشعب الموريتاني، ومستغربة في الوقت ذاته من تفكير الرئيس في تغييرها في أواخر مأموريته.

وترى أغلب أحزاب المعارضة أن تنظيم انتخابات نيابية وبلدية غير توافقية يعد تكراراً لما أقدم عليه النظام في الاستحقاقات الماضية؛ مما فاقم الأزمة السياسية التي يتخبط فيها البلد، وبالتالي لن تكون سوى عودة للمربع الأول.

وتفيد مصادر مقربة من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، أن الأخير يتجه بالفعل لوضع دستور جديد للبلاد والتأسيس لجمهورية ثالثة؛ عبر إجراء تغييرات جوهرية في شكل المنظومة السياسية داخل البلد.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد حسم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز مستقبله السياسي وآليات الانتقال من الجمهورية الثانية إلى الجمهورية الثالثة مع أبرز معاونيه، كما أقرت الترتيبات العسكرية والأمنية اللازمة لتمرير القرار واحتواء تداعياته السلبية داخلياً وخارجياً، فبينما كان الوزير الأمين العام للرئاسة مولاي ولد محمد لغظف يفاوض قادة المنتدى المعارض من أجل المشاركة في حوار شامل؛ يناقش بعض الترتيبات الجزئية الرامية إلى تعزيز الثقة، وإجراء انتخابات برلمانية وبلدية جديدة، أكملت الرئاسة خططها النهائية وتصورها للمرحلة القادمة.

الولاية الثالثة للرئيس

وقد أكد الرئيس الموريتاني ولد عبدالعزيز في خطاب رسمي أنه لن يترشح لولاية رئاسية ثالثة، قاطعاً بذلك الجدل المثار بشأن عزمه الترشح لولاية ثالثة، غير أن الجدل استمر وتصاعد بعد تسريب معطيات تفيد بأن الرئيس ولد عبدالعزيز يحضّر لترشيح أحد الأشخاص القريبين منه لمنصب الرئاسة في الانتخابات القادمة، وإنه لن يغادر المشهد السياسي.

المعلومات المتوافرة الآن تفيد بأن الرئيس يتجه أيضاً إلى إجراء تعديل وزاري كبير، والدفع بأوجه سياسية جديدة إلى التشكيلة الوزارية، مع إجراء سلسلة من التعيينات في المناصب الإدارية والتنفيذية تحضيراً للمشهد القادم، كما سيجرى تغييرات واسعة بالإدارة الإقليمية والسفارات الموريتانية بالخارج.

وفي خضم الجدل السياسي المتصاعد في البلاد، أصدرت السفارة الأمريكية بنواكشوط بياناً أكدت فيه أنه وبتوجيهات من الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، ستحقق موريتانيا أول انتقال للسلطة من رئيس منتخب إلى رئيس منتخب آخر في عام 2019م.

وفي ظل الوضع السياسي المتأزم تبقى أسئلة عالقة؛ هل سيدعو الرئيس الموريتاني لحوار جديد تشارك فيه المعارضة التقليدية ويمهد لانتخابات توافقية، أم إنه ماضٍ في خطته لرسم معالم جمهوريته الثالثة؟ وهل ستشارك القوى المعارضة في الانتخابات القادمة، أم ستقاطع وتستمر حالة الاحتقان السياسي ومعركة كسر العظام بين المعارضة والسلطة؟

الرابط المختصر :