الثلاثاء 20-أكتوبر-1970
في القرآن الكريم ما يزيد عن التسعمائة آية تدخل جميعها تحت نطاق العلوم، وفيه العديد من الآيات التي لم يتضح بعد حقيقة ما تعنيه أو ترمي إليه، ولكن كلما اتسعت آفاق معرفتنا بالأشياء، وتقدم بنا ركب المدنية وصلّنا إلى فهمٍ أدّق وإدراك أعمق لتلك الآيات التي تثير في مجموعها اهتمام الدارسين لكتاب الله في هذه الآونة، في ضوء كونه المعجزة الخالدة التي تهضم كافة الحضارات وتساير ركب العلم، بل وتسبقه في شتى المجالات، وإنّ علينا أنْ نُظهِر للغرب حقيقة ديننا، فما من شكٍ أن مغانم البشرية إذا أسلم أهل الغرب سوف تكون عديدة.
والإقناع بالحجة، والحقائق العلمية الثابتة وهما سلاح اليوم، والإسلام غني بهما جدير بحق أنْ يُسمى دين عصر العلم.
ونحن عندما نحاول الكتابة عن الأعداد ومدلولاتها في كتاب الله العزيز إنّما نعالج موضوعًا علميًا هامًا وجد خطير مرّ عليه المسلمون مرور الكرام، رغم كونه منقطع النظير، ويجدر بنا أولًا بعمل حصر لما سنعلق عليه من الآيات التي وردت فيها الأعداد في مختلف المناسبات كخطوة أساسية لا غنى عنها، وذلك قبل أن نسوق التعليق العلمي.
الأعداد التي ذُكِرت في القرآن الكريم
فالأعداد التي ورد ذكرها في كتاب الله العزيز في مناسبات مختلفة، واستُخدِمت لأغراض متباينة: 1 – 2 – 3 – 4 – 5 – 6 – 7 – 8 – 9 – 10 – 11 – 12 – 19 – 20 – 30 – 40 – 50 – 60 – 70 – 80 – 99 – 100 – 200 - 300 ثم 1000 – 2000 – 3000 – 5000 – 50000 – 100,100
ومن الكسور:
ولم يكن تردد هذه الأعداد متساويًا، ولم یكن مدلولها متجانسًا في كل الحالات، كما أنّها لم ترد على نمطٍ واحدٍ، فالواحد الصحيح مثلاً ذكر في (٩٥) آية على صورة أحد وأحدكم وأحدكما - إحدانا - أحدهم - أحدهما - إحدى – إحداهن، ورد ذكر (٢) في (٢٦) آية في صورة مثنى – اثنين – اثنتين، والثلاثة في ١٤آية وهكذا.
ومن الطبيعي أن ينال العدد (۱) أکبر تردد على الإطلاق؛ لأن الإسلام هو دين التوحيد الذي ينادي بوحدانية الخالق.
وأغلب ما استخدم العدد (٦) للدلالة على عدد أيام خلق السماوات والأرض، والعدد (7) للدلالة على عدد السماوات والأرضين.
وتصل بنا المتوالية العدد ١- ٢-٣ -٤ إلى العدد ۱۲ الذي هو نهاية «الدستة» التي تستخدمها بعض الشعوب في العد والحساب وتتخذها كوحدة، وهناك المتوالية ١٠، ٢٠، ٣٠، ٤٠ أساسها ۱۰ تصل بنا إلى المائة، ويعقب ذلك الأعداد التي تتزايد على التدريج من ألف إلى مائة ألف، هذا بالإضافة إلى استخدام الكسور خصوصًا في مسائل الميراث وتوزيع الصدقات، مما استلزم دراسة الحساب والرياضة عمومًا، ولهذا كانت الرياضيات من أعظم العلوم التي نالت اهتمام العرب، حتى برع فيها كثير من علمائهم أيام نهضتهم من أمثال الخوارزمي الذي يُعتبر أول من ألّف في الحساب والجبر، والكندي، والكرخي، والبيروني، وابن الهيثم، وعمر الخيام وغيرهم كثير.
وتمعن العرب في هذه الأعداد التي أوردها القرآن ودرسوا نظام الميراث وقواعد الحساب في الميراث، وأدخل العرب الأرقام «الهندية بعض تهذيب بعضها» للكتابة تماشيًا مع ما جاء في كتاب الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ﴾ (البقرة: ٢٨٢).
وراحوا يبحثون في الأعداد وخواصها وأنواعها وبرعوا في مسائل التناسب، واستخدامها في استخراج المجهول.
ومن مزايا الأرقام العربية أنّها تقوم على النظام العشري وأساسه القيم الموضعية أو «الخانات»، بمعنى أنّ للعدد الواحد قيمتين إحداهما في نفسه والأخرى بالنسبة إلى «الخانة» التي يقع فيها، وأكبر مزايا هذا النظام على الإطلاق إدخال الصفر في الترقيم، ولعل أكبر ما أشار إلى ذلك في استعمال القرآن الكريم للأعداد ما ورد من ذكر الأعداد 10، 20 ، 30 ، 40 ، 100 ، 1000 ، 3000 ، . .
انظر إلى قوله تعالى على سبيل المثال:
١ - ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: ٢٦١).
٢ - ﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ (الأنعام: ١٦٠).
٣ - ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ﴾ (الأنفال: ٦٥).
وجدير بالذكر أنّ هذا النظام من أجل وأروع ما توصل إليه الإنسان، وعليه اعتمد التقدم في مجال الرياضة إذ سهلّ جميع العمليات الحسابية، ولولاه لعمدنا إلى طرق عويصة وعقيمة لإجراء عمليات الضرب والقسمة، ولا يُخفى ما للصفر من أهمية في حل المعادلات الجبرية.
وأول من وضع علامة الكسر العشري واستخدمها هم العرب، على يد أمثال جمشيد الكاشي في كتابه «الرسالة المحيطية»، ثم في كتابه «مفتاح الحساب» الذي أدخل فيه فصولاً عديدة عن الكسور العشرية وطرق استعمالها.
ولقد نبذ القرآن الكريم مبدأ تقديس الأعداد الذي ساد عند الإغريق مثلًا، فراح يستعملها في شتى المجالات وفيما عدا ذلك فقد كتب بعض العلماء العرب في خواص بعض الأعداد، وعمد بعضهم إلى تقسيم الأعداد إلى تامة، وزائدة، وناقصة، والأعداد المتحابة وغيرها، أمثلة الآيات القرآنية الكريمة:
ونذكر أمثلة من الآيات على الأعداد «على سبيل المثال لا الحصر».
١ - ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (الإخلاص: ١).
٢- ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة: ٤٠).
٣ - ٤ - ٥ - ٦ ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (المجادلة: ٧).
٧ - ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾ (يوسف: ٤٣).
٨ - ﴿وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا ۚ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ (الحاقة: ١٧).
٩ - ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا﴾ (الإسراء: ١٠١).
١٠ - ﴿قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (القصص: ٢٧).
١١ - ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ (يوسف: ٤).
١٢ - ﴿إِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ (البقرة: ٦٠).
١٩ - ﴿لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَر، عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ (المدثر: ٢٩ - ٣٠).
٢٠ - ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ﴾ (الأنفال: ٦٥).
٣٠ - ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (الأحقاف: ١٥).
40- ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ﴾ (البقرة:51)
٥٠ - ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ (العنكبوت: ١٤).
٦٠ - ﴿فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (المجادلة: ٤).
٧٠ - ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة: ٨٠).
٨٠ - ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور: ٤).
٩٩ - ﴿إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾ (ص: ٢٣).
١٠٠ - ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (النور: ٢).
٣٠٠ - ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ (الكهف: ٢٥).
١٠٠٠ - ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾. (العنكبوت: ١٤).
٢٠٠٠ - ﴿الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (الأنفال: ٦٦).
٣٠٠٠ - ﴿إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ﴾ (آل عمران: ١٤٤).
٥٠٠٠ - ﴿بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ (آل عمران: ٢٥).
٥٠,٠٠٠ - ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ (المعراج: ٤).
١٠٠,٠٠٠ - ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ (الصافات: ١٤٧).
ألوف - ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ (البقرة: ٢٤٣).
- ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ﴾ (المزمل: ٢٠).
- ﴿فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ﴾ (النساء: ١٢).
- ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. (الأنفال: ٤١).
- ﴿فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ﴾ (النساء: ١١).
- ﴿فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم﴾ (النساء: ١٢).
- ﴿وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِير﴾ (سبأ: ٤٥).
التعليق العلمي على بعض الأعداد:
ويُلاحظ في هذه الآيات كلها أنّ القرآن الكريم يُعطي العدد عشرة ومضاعفاتها أكبر وزن.
ففي قوله تعالى في سورة البقرة ﴿تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ﴾ (البقرة: 196)، إشارة لطيفة إلى لزوم اتخاذ العشرة «الكاملة» كمقياس، ولقد تم ذلك فعلًا على يد العلماء المسلمين، فكانت تلك الدفعة العظمى التي فتح الله بها على البشر.
ولعل العدد سبعين هو أعظم الأعداد دلالةً على الكثرة، وهو لا يشير إلى قيمة بالذات ففي قوله تعالى ﴿إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ﴾ (التوبة: 80)، والمراد هنا إنّك مهما استغفرت لهم أو طلبت العفو عنهم فإنّ الله سوف يؤاخذهم ويحاسبهم على سوء أعمالهم.
ولا يفوتنا هنا أنّ القرآن الكريم أخذ منذ البداية بأساليب الحساب السليم وتعبيراته القويمة، وتجنب الطرق المعقدة أو العقيمة كالحساب الستيني أو الحساب بالدستة مما حفز علماء المسلمين وشجعهم على الأخذ بالنظام العشري.
وقد يقول قائل: ولكن أين التفاصيل العلمية؟!، وردنا على ذلك أنّ التفاصيل تُرِكت لاجتهاد البشر؛ لأنها جزء من رسالتهم وليست جزءًا من رسالة القرآن الكريم الذي لم يذكر تفاصيل كل ما جاءت به الرسالة، حتى العبادات تُرِك أغلب تفاصيلها للرسول -صلى الله عليه وسلم- بالقول والعمل، ومن هنا بدأ الاجتهاد في كل ما جاء به القرآن الكريم فكانت المذاهب والمدارس، وظهرت المؤلفات في شتى الفروع ومنها العلم الطبيعي.
العدد ۷:
ربما لم يُصادف عدد من الأعداد وفرة في الاستعمال مثل العدد سبعة، فهو عدد عجائب الدنيا «السبع»، وعدد ألوان الطيف الرئيسية -وعدد قارات الأرض «إفريقيا- آسیا- أوروبا- الأمريكتين- أستراليا- القارة المتجمدة الجنوبية أنتاركتيكا»، وعدد أيام الأسبوع كذلك، عدد بعض الدورات الطبيعية لظواهر الجو مثل المطر، والريح، وأمواج الحر، والبرد.
وهناك العديد من الآيات التي تبين لنا أنّ عدد السماوات سبع إلا أننا لا نعرف عن هذه السماوات شيئًا حتى الآن.
ومن روائع السبعات ما جاء في كتاب الله العزيز خاصًا بالمثاني حين يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ (الحجر: ٨٧).
فما هي هذه المثاني يا ترى ؟! يقول بعض المفسرين إنها آيات الفاتحة السبعة، ولكن أليست الفاتحة من القرآن الكريم؟؟!! ويلوح على أية حال أن باب البحث ما زال مفتوحًا لتفسير هذه الآية الكريمة، والله أعلم.
العدد ١٢ أو «الدستة»:
تُقسم السنة بطبيعتها إلى اثني عشر شهرًا ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِك الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ (التوبة: ٣٦).
وتختلف الشهور بعض الشيء تبعًا للتقويمين القمري والشمسي، وبذلك يزيد عدد أيام السنة الشمسية عن السنة القمرية بنحو ١١ يومًا.
ومنذ فجر الحضارة قُسِمَت دائرة البروج إلى ۱۲ مجموعة «من مجموعات النجوم كما تظهر في السماء الدنيا» هي البروج التي ألّف المنجمون حساب طالع الناس منها، وورد ذكر البروج في شعر العرب في مثل قول بعضهم:
حمل الثور جوزة السرطان ورعى الليث سنبل الميزان ورمى عقرب بقوس لجدي نزح الدلو بركة الحيتان وهي تعني على الترتيب
«الحمل- الثور- الجوزاء- السرطان- الليث- السنبل- الميزان- العقرب- القوس- الجدي- الدلو- الحوت»
وكثير من البلاد لا يزال يأخذ بنظام الدستة، فالقدم وحدة الطول الإنجليزية يساوي ١٢ بوصة، كما أن عملتهم الشلن تساوي ۱۲ بنسًا.
ولعل أفضل العشرات، الليالي التي يقول فيها الله تعالى في سورة الفجر: ﴿وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ (الفجر: 1- ٢)، فهي العشر الأولى من ذي الحجة إذ يكثر فيها ذكر اسم الله تعالى وتسبيحه وتقديسه سبحانه وتعالى.
«إعداد: أبو بلال»
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالمظلومون في تاريخنا (8) الحسن بن الهَيثم مبدع الفنون.. متهم بالجنون!
نشر في العدد 1745
16
السبت 31-مارس-2007