; العين والحساسية | مجلة المجتمع

العنوان العين والحساسية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-يونيو-1970

مشاهدات 19

نشر في العدد 12

نشر في الصفحة 23

الثلاثاء 02-يونيو-1970

كتب المحرر العلمي للمجتمع:

العين والحساسية

يقصد بالحساسية على وجه العموم التفاعل غير الطبيعي لمؤثر داخلي أو خارجي لا يُحدث في الجسم عادة أي تفاعل.

ومن أشهر أمثلة الحساسية التي يعرفها جمهور الناس الحساسية لحقن البنسلين، أو أقراص السلفا مثلًا. وبالرغم من أن ملايين من الناس يعطون هذه الحقن دون حدوث أي تفاعل من جرائها، بينما هناك قلة من الناس إذا أعطوا حقنة البنسلين تحدث لديهم تفاعلات قد تكون شديدة بل وقاتلة أحيانا إذا لم يُسعَف المريض بالعلاج اللازم.

العين والحساسية:

وتشارك العين الجسم فيما يتعرض له من أمراض الحساسية، بل أكثرها تعرضًا بسبب المؤثرات الخارجية كأشعة الشمس والتراب والتقلبات الجوية وما إلى ذلك من مؤثرات، ويترتب على ذلك أن أكثر أجزاء العين تعرضًا لأمراض الحساسية هي الجفون والملتحمة والقرنية نظرًا لأنها أكثر أجزاء العين تعرضًا للمؤثرات الخارجية.

وهذه المؤثرات قد تكون موسمية ومثل ذلك: الرمد الربيعي، وقد لا يكون لها علاقة بمواسم السنة كأنواع الحساسية الكثيرة التي نشاهدها طوال العام.

الرمد الربيعي:

الرمد الربيعي من أشهر أمراض الحساسية في العين، وهو نوع من التفاعل غير الطبيعي الذي يصيب ملتحمة العين، وسببه في الغالب بعض أنواع أشعة الشمس، أو التعرض للتراب عندما يكون الجو حارًا والرطوبة عالية.

وقد يصيب الملتحمة التي تغطي سطح الصلبة المبطنة للجفون من الداخل، كما أنه قد يصيب ملتحمة المقلة وهي الملتحمة، التي تغطي سطح الصلبة أو بياض العين، وفي الأحوال الشديدة يكون النوعان معًا وفي الأحوال الأكثر شدة فإن القرنية نفسها تصاب بالرمد الربيعي.

 وهو مرض يصيب عادة الشباب حوالي سن البلوغ وهو أكثر انتشارًا بين الذكور عنه بين الإناث، وقد يبقى في العين موسمًا واحدًا أو قد يتكرر في كل موسم لعدة مواسم، ثم يشفى من تلقاء نفسه دون أن يترك وراءه في أغلب الحالات أي أثر.

أعراض الرمد الربيعي:

يشعر المريض بحرقة في العين مع إحساس دائم بخشونة الجفون «كأن عيونه مملوءة بحبات من الرمل»، مع احمرار في بياض العين ويزداد إفراز الدموع، ويصحب ذلك عدم القدرة على مواجهة الضوء، وأهم الأعراض الدالة عليه ميل المريض لدعك عينيه نظرًا لإحساسه بأكلان شديد، وقد يشعر المريض ببعض الراحة بعد الدعك؛ وذلك لأن الدعك يؤدي إلى خروج إفراز لزج.. أما إذا لم يخرج الإفراز اللزج فإن الدعك لا يؤدي إلا لزيادة الاحمرار وزيادة الشعور بالأكلان.

وتزداد هذه الأعراض شدة إذا سافر المريض للاصطياف قرب الشاطئ وتزداد أكثر إذا نزل للاستحمام في الماء المالح، ولكنه مع ذلك مرض غير معدٍ، ولكن إصابة عائلة بالرمد لا يعني انتقاله بينهم بالعدوى، ولكنهم عندهم استعداد لهذا النوع من الحساسية الموسمية.

الوقاية والعلاج:

ونظرًا لأن السبب فـي الحساسية التي تسبب الرمد الربيعي غير معروف على وجه التحديد، فإن علاج المرض علاج مظهري يقصد به تخفيف ما يشكو منه المريض من أعراض إلى أن يأذن الله -سبحانه وتعالى- للمرض أن يزول من تلقاء نفسه.

وينصح المريض بلبس نظارة ملونة لتقيه أشعة الشمس، وغسل العينين بمحلول ملح طبيعي بارد عدة مرات في اليوم واستعمال القطرات المضادة للحساسية والقابضة والمراهم المضادة للحساسية كمرهم الكورتيزون أو أحد مشتقاته، وفي الحالات الشديدة فإن المريض يعطى أيضًا أدوية بالفم أو عن طريق الحقن من الأدوية المضادة للحساسية والمضادة لمادة الهيستامين، وقد يفيد تعاطي مركبات الكالسيوم سواء عن طريق الفم أو الحقن الوريدية، كما ينبغي أن يكون العلاج تحت إشراف طبي يمكن بمعاونته تحديد أحسن ما يلزم للمريض من دواء.

 كما يحظر على المريض تعاطي أو استعمال مركبات الكورتيزون التي يسبب استخدامها ارتفاعًا في ضغط العين، وهو المرض المسمى جلوكوما أو مياه زرقاء، وهو مرض خطير قد يترتب عليه عواقب وخيمة.

الحساسية ومسبباتها:

وبعض أدوات التجميل التي تستخدمها السيدات يسبب حساسية في الجفون مع احمرار واضح بحرف العين مع حدوث بعض الارتخاء في جلد الجفن القريب من الرموش، وتنصح المريضة بالكف عنه أو تحديد أي نوع هو المسبب للحساسية.

كما أن الحساسية قد تصيب الملتحمة والجفون نتيجة لمؤثرات خارجية فإن باقي أجزاء العين قد تصاب بأمراض الحساسية الناتجة عن مؤثرات داخلية.

فالتهاب القرنية مثلًا الذي يسبب عتامة شديدة بها ويؤدي إلى ضعف شديد في قوة الإبصار قد يكون سببه حساسية لميكروب الزهري أو حساسية لميكروب آخر كامن في بؤرة فاسدة في أي جزء من أجزاء الجسم.

وأهم الالتهابات البعيدة التي قد تسبب التهابًا وحساسية في العين هي الأسنان والبؤر الصديدية الباردة التي قد تكون تحت الضروس دون أي ألم للمريض، كما أن الالتهاب المزمن للجيوب الأنفية قد يكون أحد هذه الأسباب؛ ولذا ينبغي عند معالجة أي التهاب داخلي في العين جيدًا فحص الأسنان والجيوب الأنفية واللوزتين، وأن نعالج أي مرض فيها علاجًا حاسمًا، حتى يمكن التغلب على التهاب العين الذي إذا استمر قد يؤدي إلى العمى التام، وقانا الله جميعًا شر هذه الأمراض.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

المجتمع الصحي (1767)

نشر في العدد 1767

19

السبت 01-سبتمبر-2007

المجتمع الصحي (1944)

نشر في العدد 1944

17

السبت 19-مارس-2011