; الغضب يتصاعد.. مصر مع «طوفان الأقصى» ضد جرائم الاحتلال الصهيوني | مجلة المجتمع

العنوان الغضب يتصاعد.. مصر مع «طوفان الأقصى» ضد جرائم الاحتلال الصهيوني

الكاتب حسن القباني

تاريخ النشر الأربعاء 01-نوفمبر-2023

مشاهدات 15

نشر في العدد 2185

نشر في الصفحة 31

الأربعاء 01-نوفمبر-2023

مظاهرات بـ«التحرير» لأول مرة منذ 10 سنوات تندد بالعدوان الصهيوني

ميادين المحافظات تهتف للمقاومة وفلسطين وتطالب بالثأر

الجامع الأزهر قِبلة المتظاهرين.. وطلاب الجامعات ينتفضون

بالتزامن مع احتفالات مصر بالذكرى الخمسين لانتصار القاهرة والعرب على الكيان الصهيوني في حرب 6 أكتوبر 1973م، أعلن المصريون دعماً واسعاً وبارزاً منذ الساعات الأولى للعملية العسكرية الفلسطينية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذراعها العسكرية «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، في 7 أكتوبر 2023م، مؤكدين وحدة النضال المصري الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني.

«بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»، «غزة غزة رمز العزة»، «أول مطلب للجماهير غلق سفارة وطرد سفير»، بهذه الهتافات وأمثالها، صب ملايين المصريين غضبهم في فعاليات تضامنية واحتجاجية عدة لم تتوقف على جرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، وأعلنوا دعمهم للمقاومة الفلسطينية.

ووصلت المظاهرات الغاضبة للمرة الأولى منذ 10 سنوات إلى ميدان التحرير، أيقونة ثورة 25 يناير 2011م، في «جمعة نصرة فلسطين»، في 20 أكتوبر 2023م، بالتزامن مع مظاهرات شعبية حاشدة في عدة ميادين في جميع محافظات الجمهورية، هتفت ضد الكيان الصهيوني وجرائمه ودعماً للمقاومة الفلسطينية.

وخرجت المظاهرات بشكل دائم، كل جمعة، من الجامع الأزهر الشريف، منذ انطلاق معركة «طوفان الأقصى»، مؤكدة دعم المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، و«كتائب الشهيد عز الدين القسام»، وتقديم كل سبل الدعم للمقاومة والشعب الفلسطيني المضطهد، معززة مواقف شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، الذي أصدر أكثر من بيان موقف، أفتى فيه بوجوب دعم الفلسطينيين، في مواجهة المحتل الصهيوني، واستمرار النصرة حتى تحرير الأراضي الفلسطينية.

كما نظم قيادات أحزاب الحركة المدنية المعارضة بمصر، وقفة في حي السفارات أمام السفارة البريطانية وبالقرب من السفارة الأمريكية لإدانة جريمة قصف «المستشفى المعمداني» بغزة، وهتفوا ضد الإدارة الأمريكية باعتبارها شريكة بشكل كامل في دعم الجرائم الصهيونية.

الجامعات تنتفض

وشهدت جامعات مصر الحكومية والخاصة وبعض المدارس مظاهرات حاشدة داعمة للقضية الفلسطينية، أبرزها مظاهرة طلابية غاضبة في الأيام الأولى بعد انطلاق المعركة خرجت في قلب الجامعة الأمريكية، وهتفت ضد الكيان الصهيوني الغاضب والتحالف الأمريكي، كما خرجت في جميع الجامعات المصرية مظاهرات مماثلة أبرزها في جامعات القاهرة، والمنصورة، والمنيا، والفيوم، تهتف بسقوط المحتل.

كما خرج طلاب وطالبات جامعات الأزهر على مستوى الجمهورية في العديد من المظاهرات تندد بالقصف الصهيوني المتواصل على غزة وتساند المقاومة الفلسطينية.

نقابياً؛ قادت نقابة الصحفيين المصريين الفعاليات النقابية الداعمة للقضية الفلسطينية، ونظمت العديد من المظاهرات لدعم قطاع غزة والأراضي المحتلة، ببهو النقابة التاريخي، وسلم النقابة الذي استعاد حيويته السياسية مجدداً بعد منع طال مدة 4 سنوات، بجانب الندوات والفعاليات التضامنية، وانضمت إليها نقابة المحامين واتحاد المهن الطبية، بتنظيم وقفات تضامنية مع غزة والشعب الفلسطيني المحاصر.

وقاد نقيب الصحفيين المصريين الكاتب الصحفي خالد البلشي جهود النقابات لدعم القضية الفلسطينية، واستضاف الاجتماع الأول للنقابات المصرية الداعم لفلسطين، الذي أعلن بدوره تشكيل لجنة تنسيق دائمة للمتابعة تضم في عضويتها ممثلين عن كل النقابات المهنية المصرية، وأكد استمرار التظاهر وبدء الملاحقة القانونية الدولية والإغاثة الإنسانية، مع فتح باب تسجيل الأطباء المتطوعين، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.

اعتصام مفتوح

وعلى الحدود، وتحت شعار «مرابطون حتى الإغاثة»، نظم المشاركون في حملات الإغاثة اعتصاماً مفتوحاً أمام معبر رفح، حتى تم دخول أولى الشحنات الإغاثية إلى القطاع في 21 أكتوبر 2023م، بعد مماطلة، في انتظار السماح الدائم بدخول الشاحنات إلى القطاع المحاصر.

وكانت مؤسسات بارزة في العمل الخيري والتنموي بمصر دشنت مع انطلاق المعركة الحالية نشاطاً إغاثياً موسعاً لدعم غزة والفلسطينيين، تحت إشراف التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، شارك فيه عديد من المؤسسات المصرية أبرزها: الهلال الأحمر المصري، ومؤسسة مرسال، وبنك الطعام المصري، ومؤسسة صناع الحياة، بجانب بيت الزكاة والصدقات الذي يشرف عليه شيخ الأزهر، ودشن مبادرتين لإغاثة غزة.

الأزهـــــر: نشـــــــدّ على أيــــادي الشعـب الفلسطينــــــي الــــذي أعاد لنا الثقة وبثَّ فينـا الـروح

أصدر الأزهر بياناً أشاد فيه بمقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني في معركة «طوفان الأقصى».

وقال الأزهر: إنه «يعزي العالم الصامت في ضحايا فلسطين الأبرياء»، محيياً «صمود الشعب الفلسطيني الأبي»، داعياً الله أن «يلهمهم الصمود في وجه طغيان الصهاينة وإرهابهم والصمت المخجل للمجتمع الدولي».

وتقدم الأزهر الشريف، في بيانه، «بخالص العزاء وصادق المواساة في شهدائنا وشهداء الأمة الإسلامية والعربية؛ شهداء فلسطين الأبيَّة، الذين نالوا الشهادة في سبيل الدفاع عن وطنهم وأمتهم، وقضيتنا وقضيتهم، قضية شرفاء العالم القضية الفلسطينية، ويدعو الله أن يُلهم الشعب الفلسطيني الصمود في وجه طغيان الصهاينة وإرهابهم».

وأضاف البيان: «يحيي الأزهر بكل فخرٍ جهودَ الشعب الفلسطيني، مطالباً العالم المتحضر والمجتمع الدولي بالنظر بعين العقل والحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، احتلال الصهاينة لفلسطين»، مؤكداً أن «هذا الاحتلال وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي، الذي يكيل بمكيالين، ولا يعرف سوى الازدواجية في المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية».

وختم: «يشدّ الأزهر على قلوب الشعب الفلسطيني الأبي وأياديهم، الذي أعاد لنا الثقة، وبثَّ فينا الروح، وأعاد لنا الحياة بعد أن ظننا أنها لن تعود مرة أخرى، ويدعو الله أن يرزقهم الصبر والصمود والسكينة والقوة، مؤكداً أن كل احتلال إلى زوال إن آجلاً أم عاجلاً، طال الأمد أو قصُر».

وفي بيان آخر، عقب مجزرة المستشفى المعمداني بغزة مساء 17 أكتوبر، التي راح ضحيتها نحو 500 شهيد ومئات الجرحى، دعا الأزهر «الأمة العربية والإسلامية أن تعيد النظر جذرياً في الاعتماد على الغرب الأوروبي الأمريكي المتغطرس، وعلى الفلسطينيين أن يثقوا في أنَّ الغرب بكل ما يملك من طاقات عسكرية وآلات تدميرية ضعيف وخائف حين يلقاكم أو تلقونه، فهو يقاتلُ على أرض غير أرضه ويدافع عن عقائد وأيديولوجيات بالية عفا عليها الزمن، وأصبحت من المضحكات المبكيات».

مطالباً الفلسطينيين بأن «تواجهوه معتصمين بالله ورسوله محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وبصمودكم في وجه هجماته الوحشية البربرية، وما مقدار الغرب في ميزان الصومال وأفغانستان منكم ببعيد».

مذكراً الأمة الإسلامية بأن «تستثمر ما حباها الله به من قوة وأموال وثروات وما تملكه من عُدة وعتاد، وأن تقف به خلف فلسطين وشعبها المظلوم الذي يواجه عدواً فقد الضمير والشعور والإحساس، وأدار ظهره للإنسانية والأخلاق وكل تعاليم الرسل والأنبياء.

 

الرابط المختصر :