العنوان الفقه والمجتمع (العدد 1083)
الكاتب أ.د. عجيل جاسم النشمي
تاريخ النشر الثلاثاء 11-يناير-1994
مشاهدات 13
نشر في العدد 1083
نشر في الصفحة 60
الثلاثاء 11-يناير-1994
حكم التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم-
1. السؤال: هل يجوز التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؟
الجواب: أن التوسل هو التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح أو بطلب الدعاء من شخص آخر ليحقق الله تعالى أمرًا معينًا للطالب ولا خلاف بين الفقهاء في جواز التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في عدة أمور:
فيجوز التوسل به بمعنى طلب الدعاء منه في الدنيا. وقد ثبت هذا في حياته صلوات الله وسلامه عليه فكان الصحابة يسألونه الدعاء في الأمور الدينية لهم والأخروية وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾ (النساء:٦٤)
وجاء رجل أعمى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أدع الله أن يعافيني. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- «إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال: فادعه فأمره أن يتوضأ ويدعو فيقول: «اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إلى أن قال «اللهم فشفعه في» فقام وقد أبصر أخرجه الترمذي ٥٦٩/٥ وقال حديث حسن صحيح.
وجاء رجل إلى مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا فرفع رسول الله يديه ثم قال: «اللهم أغثنا اللهم أغثنا» قال أنس -رضي الله عنه-، فأمطرت السماء سبتًا، ثم دخل رجل المسجد في الجمعة التالية فقال يا رسول الله: هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا. فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر، قال أنس: فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس والنبي -صلى الله عليه وسلم- يشفع لأمته يوم القيامة عند الله تبارك وتعالى.
ونود أن نضيف هنا أن هناك نوعًا من التوسل وهذا نسمعه من البعض وهو أن يقول المسلم: اللهم إني أسألك بنبيك أو جاه نبيك
وهذا التوسل يجيزه جمهور الفقهاء المالكية والشافعية والحنابلة وبعض الحنفية من المتأخرين.
وقال ابن تيمية وبعض الحنابلة أن التوسل بذات النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يجوز، أما التوسل بغير ذاته مثل الدعاء بشفاعته، وكذلك التوسل بالإيمان بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبطاعته فهذا جائز وهذا هو معنى قول عمر بن الخطاب: «اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا» أي نتوسل بدعائه وشفاعته، لا بذاته صلوات الله وسلامه عليه، وهو معنى قوله تعالى: وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ (المائدة:٣٥)، أي القربة إليه بطاعته وطاعة رسوله صلوات الله وسلامه عليه.
ويجيز ابن تيمية أن يقول المسلم: «اللهم إني أسألك بنبيك محمد» إذ كان بمعنى بإيماني وبمحبته.
أما الحلف بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يجوز لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت».
المغالاة في المهور
السؤال: شخص يقول: أنه شاب يرغب بالزواج لكن أمامه مشكلة وهي غلاء المهور وما يتطلبه العرف من حفلات وولائم فبماذا تنصحني؟
الجواب: أن المغالاة في المهور أمر غير مشروع ولا يرغب فيه الإسلام فهذا إسراف والله تبارك وتعالى يقول: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف:٣١) والنبي -صلى الله عليه سلم- يقول: أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة، وغلاء المهور يؤدي بالشباب إلى الطريق المنحرف. ونعتقد أن هذه القضية خفت إلى درجة كبيرة لأن الأمهات والآباء تغيرت النظرة القديمة عندهم أن كرامة بنتهم وكرامتهم في كثرة المهر والتباهي به، فالمهر ليس قيمة لبنتهم، وإنما هو رمز فحسب ولقد ندم الآباء والأمهات على ردهم لكثير من الخطاب بسبب المهر، وبقيت بناتهم دون زواج.
وقد يكون صاحب المهر القليل، أفضل وأكرم لأبنتهم من صاحب المهر الكبير الذي ربما كانت حياتها معه صعبة مضنية.
ثم إن الزوج إذا قبل دفع المهر الكبير وهو غير قادر فإن ذلك سيعود عليه وعلى زوجته بالعسر والضيق، وسيرجع ذلك بسبب هذه الزوجة وهذا الزواج الذي كلفه كثيرًا.
ونحن هنا نشير كما تم قبل سنتين على ما أذكر من اتفاق بعض القبائل على تحديد المهر بما يمكن أن يكون مقدورًا للشباب، وتخفيف تكاليف الزواج وهذا فعل حسن يشجعون عليه.
الوفاء بشرط الزوجة في المعروف
السؤال: اشترطت الزوجة على زوجها قبل عقد الزواج أنها تستمر في وظيفتها ووافق الزوج، ولكن بعد مرور أشهر على عملها غير رأيه وطلب منها أن تترك الوظيفة فما هو الحكم الشرعي في هذا الموضوع؟
الجواب: إذا كان عملها لا يشتمل على محرم أو معصية، وفي حكم المعصية اختلاطها بالرجال، ولم يترتب على عملها تقصير في حق زوجها وبيتها وأولادها، ففي هذه الحال ليس من حقه أن يمنعها وينبغي أن يفي لها بشرطها.
إن كان طلبه ترك العمل لسبب من الأسباب المذكورة عليها أن تترك العمل لأن الغرض مشروع، وهو ترك معصية وإعطاء الزوج والبيت والأولاد حقهم وهو مقدم على غيره فإن رفضت ترك العمل وخرجت تعد ناشزًا.
الإكثار من الحلف والنذر
السؤال: سيدة تقول: أنها كثيرة الحلف وكثيرة النذر فبماذا تنصحها؟
الجواب: ننصحها أن تحاول التقليل من حلفها ونذرها وعليها أن تقرن حلفها أو نذرها دائمًا بقولها: إن شاء الله، فإذا لم تتمكن من أداء ما حلفت عليه فإنه لا كفارة عليها؟
شد الأسنان بالذهب والفضة
السؤال: شخص يسأل يقول: هل يجوز أن أربط بين أسناني بخيط من سلك الذهب.
الجواب: نعم يجوز لك تشد أسنانك بالذهب وكذا يجوز أن تركب سنًا من ذهب، لأن هذا داخل في الضرورة أو الحاجة لغرض مشروع لأن غير الذهب والفضة قد يضر بك.
غسل وتكفين ودفن الموتى غير المسلمين
السؤال: توفى عندنا سائق غير مسلم فهل يجب علينا أن نغسله وندفنه؟
الجواب: لا يجب عليكم أن تغسلوه وتدفنوه لأن ذلك يكون لأهل العبادة والطهارة وهو ليس من أهلها، لكن إن لم يوجد له أحد من أقربائه الكفار، فعليكم أن تقوموا بغسله وتكفينه ودفنه، ويروي أن عليًا بن أبي طالب قال: لما أخبرت النبي -صلى الله عليه وسلم- بموت أبي طالب بكى، ثم قال لي: اذهب فاغسله، ثم كفنه، ففعلت ثم أتيته فقال لي: اذهب فاغتسل، وجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يستغفر له أيامًا، ولا يخرج من بيته حتى نزل عليه جبريل عليه السلام بهذه الآية، ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ﴾ (التوبة:١١٣)
شروط خروج الزوجة للعمل
السؤال: هل يجوز للزوجة الخروج للعمل من غير إذن الزوج ورضاه، وهل يجوز أن يمنعها من ذلك رغم حاجتها للعمل؟
الجواب: إنه وإن كان العمل جائزًا للمرأة لكن لابد من إذن الزوج في خروجها من بيتها مادام الزوج قادرًا على الإنفاق عليها فإذا امتنع الزوج من الإنفاق على الزوجة فلها أن تخرج للعمل للأنفاق على نفسها ولو بدون إذنه شريطة أن تتوافر في العمل الضوابط الشرعية من كون العمل في غير معصية وألا يكون فيه خلوة وما إلى ذلك من الضوابط المعروفة التي تحفظ للمرأة كرامتها لتؤدي دورها المناسب في بناء المجتمع.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلأبعاد الأزمة المالية العالمية (2من2)- «الربا» صانع الكوارث المالية منذ القدم
نشر في العدد 1847
8
السبت 11-أبريل-2009