العنوان المجتمع الثقافي (1581)
الكاتب مبارك عبد الله
تاريخ النشر السبت 20-ديسمبر-2003
مشاهدات 12
نشر في العدد 1581
نشر في الصفحة 50
السبت 20-ديسمبر-2003
■ الفن العربي الثالث بعيدًا عمر الديناميت الجسدي والصرعة الموسيقية
في تصريح هزلي وصريح يعبر عن واقع الأغنية العربية قالت السيدة مريم نور الشعب العربي كله يغني.. بقي أن نحضر شعبًا جديدًا ليصفق»، في إشارة منها إلى غثاثة ما يقدم من غناء واختلاط الحابل بالنابل - كما يقال - ودخول من لا صنعة له إلا إحضار الفتيات لهز البطون والأرداف وفن الإغواء، ولئن قال بعضهم: إن الفن يعبر عن واقع ثقافة المجتمع، وكل ما نراه من أعمال فنية في بلادنا إنما هو تجل واضح وصريح لاهتمامات شرائح واسعة من الجمهور، وعلى الرغم من مقولات تعلن انتحار الفن الراقي على أبواب هوليود بجنسيتها ودمويتها وقتله بلا كرامة في السينما العربية المعاصرة، فإن هناك فنًا ثالثًا ينهض ويثبت وجوده بقوة وثبات وروية فنًا جميلًا نظيفًا تتعانق فيه المعاني العربية الأصيلة مع الحضور الملحوظ فنًا لا يجمد على القديم ولا يجحد الهوية الثقافية فما أضاع الإسلام إلا جامد وجاحد.
فنًا يكرس القيم في خدمة الوطن والإنسان ويربط الفرد بمفاهيم حضارية راقية كالعلم وضرورة التمسك به وأنه سبيل النهوض وبداية الطريق فما كالعلم شيء ينفع الإنسان، كما أن التفاوت الطبقي لا يعني التفاوت النفسي أو الفكري في تأصيل واع لمفهوم الغنى والفقر عبر حوار يحاول عقد سلم اجتماعي يكرس حالة وفاق وطمأنينة متبادلة من خلال عبور لنفسية الغني والفقير.
وهو ينفي الخصومة المفتعلة في بعض موروثنا -الثقافي بين الغنى والحياة والفقر والغنى ويلتفت السامع إلى براعة ملحوظة لدى من وراء هذا الفن ولئن نجحت ديزني في توضيح صريح لآفة الاستبداد من خلال فيلم حياة الإمبراطور الجديدة فإن هذا العمل العربي الخالص بفئه وكادره وكلمه نجح وبامتياز في تأجيج مفاهيم المقاومة المدنية السلمية المشروعة والتي تركز على الكلمة العاقلة الراشدة، تاركًا أسلوب ديزني الصريح إلى رمزي رائعة شفافة تدعو إلى المشاركة والكلمة الطيبة والنأي عن الحل الفردي وتمتين أواصر المجتمع من خلال إحياء المؤسسات الشورية المستقلة إنها بعض معاني «حكاية بلبل التحفة الفنية الرائعة. كما سيلحظ المستمع لهذا العمل تركيز معاني اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ورفع وتيرة الالتجاء واللوذ به ما لنا إلا الإله؛ إنه رب رحيم ليس ينجينا سواه.
وما يثمر من تفعيل إرادة الإنسان ونقله من عقلية التشكي والتظلم إلى المسؤولية الواعية التي تستمد عونًا من الحنان الرحيم.
وبقي أن أقول إن هذا العمل صادر عن شركة سنا العربية الرائدة في رسم ملامح شباب الغد الذين يحملون شعورًا نبيلًا لأوطانهم وانتماء ملحوظًا لعروبتهم ووعيًا راقيًا لدينهم. وأهمس لهذه المؤسسة المسؤولة أن كل عمل مبدع مجدد سيلتقي أناسًا يحبطونه في مجتمع اعتاد على الركود ولا يحب من يحب الحركة، فلا تقعدكم تلك الوصائية القاتلة في ذهنية بعض الناس منا ولا يثبط من همتكم تشدد آخرين، وتذكروا مقولة الأمير شكيب
أرسلان: ما أضاع الإسلام إلا جاحد وجامد.
علاء الدين آل رشي
■ قناة فضائية إسلامية
الإعلام سمة بارزة لهذا العصر، فقد قوي الإعلام واشتدت سطوته، حيث برز قوة جبارة تؤثر تأثيرًا مباشرًا في الأحداث، بل وتستطيع من خلال هذا التأثير أن تهز أي مؤسسة هزًا عنيفًا قد يسقطها، فالجميع يعرف دور الإعلام في حرب فيتنام وفضيحة ووتر جيت، وأحداث ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي وغيرها من أمثلة تدل على أن نفوذ الإعلام بدأ يتعاظم حتى أصبح قوة لا يستهان بها، توجه الرأي العام وتتسلط على السياسة والاقتصاد.
وفي الربع الأخير من القرن الماضي وبخاصة السنوات العشر الأخيرة، ولد في دنيا الإعلام مولود غريب، كان له أعظم الأثر في تغيير الإعلام تغييرًا جذريًا، قلب المفاهيم والفلسفات والنظريات الإعلامية رأسًا على عقب، وفتح العالم بغزوة، لا تصد ولا ترد. هذا المولود اسمه البث المباشر عبر القنوات الفضائية، فقد شاهد العالم ولأول مرة منذ نشأته بعضه بعضًا، فتحت للمشاهد نافذة على العالم، يرى وهو جالس في مكانه أحداثًا تدور على الطرف الآخر من الكرة الأرضية، بل ويرى ما تحت سطح الأرض وما فوقها.
إن الإعلام يعد من أهم وسائل الترويج للمبادئ وأبعدها أثرًا.
ويبقى الإعلام الإسلامي بسماته وخصائصه ووظائفه معلمًا بارزًا في خضم وسائل الإعلام المختلفة، فالإعلام الإسلامي له هوية خاصة وأسس راسخة.
فهو موضوعي يزود الناس بالحقائق والمعلومات الصحيحة والثابتة والأخبار الصادقة.
إذ هو محكوم بقواعد أخلاقية وأسس علمية تمنع من الزلل وتؤدي إلى قيام علاقات سليمة. ويمكن تلخيص أبرز أسس الإعلام الإسلامي فيما يلي: الدقة في استقاء الأنباء ونشرها، وتجنب خداع الناس وتجنب الكذب في رواية الأخبار إن القناة الفضائية الإسلامية تبقى الخطوة الأهم في بناء صرح إعلامي إسلامي لأن بلوغ الهدف لا يكون إلا عن طريق البرامج التي سيتم بثها من خلال هذا المنفذ المؤثر.
وهذا يستدعي أن نكون على مستوى فني وتقني عال جدًا في إعداد البرامج واستخدام كافة وسائل العرض ولجميع الأعمار والفئات، وشريطة أن تسير هذه الوسائل المختلفة في منظومة واحدة محددة بالشرع مضبوطة بضوابطه وفق منهج إعلامي إسلامي سليم.
د. زيد بن محمد الرماني عضو هيئة التدريس. جامعة الإمام - الرياض
■ المغنية الصهيونية «يافا ياركوني» «أكره العرب لأنني أم»
قالت المغنية الصهيونية: إنني أكره العرب لأنني أم ووعدت بتسجيل هذا المعنى أغنية تذيعها على المستعمرين الصهاينة في فلسطين وعللت ذلك بأنها ترد على أغنية شعبان عبد الرحيم: بحب عمرو موسى وأكره إسرائيل».
إذا هي حرب غنائية في الكراهية، وليست حربًا بين حق وباطل، أو معتد ومعتدى عليه
هي حرب في الكراهية تختار لها «الصهيونية» مجالًا حيويًا يخرجها عن مجالها الحقيقي الذي يشير إلى اغتصاب وطن اسمه فلسطين وطرد شعب من أرضه اسمه الشعب الفلسطيني، ليحل بديلًا عنه مجال «الأمومة» التي يعاديها العرب وهم الذين يحرمون الأمهات من أبنائهن لا تتحدث المغنية الصهيونية عن الأسباب التي تدفع العرب إلى مقاتلة اليهود الغزاة، إنها تنفي ذلك تمامًا وتركز - كما هي عادة الصهاينة - على جانب ها مشي، أو نتيجة ثانوية للعدوان الصهيوني على وطن وشعب إنها الشطارة اليهودية في تحويل الجريمة إلى عمل إنساني، والمأساة إلى تجارة رابحة.
كانت «يافا ياركوني» في العام الماضي، قد بعثت بأحفادها إلى خارج فلسطين المحتلة
خوفًا عليهم من العمليات الاستشهادية، وأعلنت موقفًا ضد القيادة الصهيونية لم يعجب هذه القيادة، كما رفضت الحرب التي تشنها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل، ولكنها فجأة غيرت موقفها، وعادت تشارك في الحملة على العرب بأغانيها، وترد على شعبان عبد الرحيم وتعلن كراهيتها للعرب لأنها «أم». وكأن العرب ليس فيهم أمهات لهن أبناء وبنات.
-ولأن السادة أهل المغنى في أوطاننا العربية مشغولون بما هو أهم وأخطر من
قضايا بلادهم وأوطانهم، وتفرغوا للقضية الأهم والأخطر، وهي الحب بمعناه الشبقي» والتعبير عنه بالتقنية الحديثة المتفوقة التي يسمونها الفيديو كليب»، فقد تركوا المجال للسيد شعبولا» الذي يغني للأوطان والبلاد بطريقته الخاصة، وتقوم وكالة الأنباء الفرنسية بترجمة ما يسمى أغنية له بعنوان الضرب في العراق وتبثها على القناة الفضائية الفرنسية بوصفها تعبيرًا عن رأي الشارع العربي في العدوان ضد العراق هل نلوم يافا ياركوني، أم شعبان عبد الرحيم»، أم أهل المغنى الذين أوجعوا دماغنا، وصدعوا رؤوسنا؟
■ واحة الشعر
■ ظلمات وأنوار
شعر: محمد أبودية
المؤمن متفائل دائمًا ولن تحجبه الظلمات عن الأنوار... يثبت عند الشدائد، ويتصدى لها بالعزم والنشاط والإيمان ليحقق الفوز في الدنيا والآخرة.
*ازرع الوادي نخيلًا وسنابل واستمع في الروض ألحان البلابل
*وإذا ما طال ليل النائبات احمل الروح على الكف وقاتل
*واستعن بالله رب الكائنات كل شيء ما عدا الرحمن باطل
*تعاتبني إذا مال الزمان لا تقل حظي بهذا الكون مائل
*واملأ القلب بأنوار اليقين إنه الإيمان حلال المشاكل
*إن للشمس غروبًا وشروقًا يملأ الأعين يهدي التائهين
*نورت في الأرض كل المعتمات سجدت لله بين الساجدين
*في ظلام الليل قوم سعداء وغناء أو بكاء أو حنين
*أرسلي يا شمس أنوار الهداية إن نور الشمس يهدي الحائرين
*وجمال البدر في العلياء آية قد أنار البدر درب السالكين
*قد يجوب الحي في الليل ذئاب كشفت للناس عن ظفر وناب
*لا تخافوا من ذئاب كشرت واطعنوا الذئب بمسنون الحراب
*لا تخافوا ظالمًا لا يرعوي إن للظالم في الليل عذاب
*حكموا ما بينكم أهل العدالة وامنحوا التأييد للقول الصواب
*حرروا الأنفس من قيد الخطايا ثم توبوا ثم فوزوا بالثواب
*لا تسبوا ظلمة الليل، ولكن أشعلوا شمعًا على باب المغارة
*في سكون الليل وحي وصفاء يملأ الروح ذكاء ومهارة
*وظلام الليل محراب صلاه يملأ القلب حماسًا وإثارة
*يعلم الأسرار علام الغيوب لا تقل حولي من الليل ستارة
*كل ليل فيه نور للقلوب وليالي القدر في الكون منارة
*كان وسط الموج في البحر سفينة هبت الريح على كل المحاور
*وأتاها الموج من كل الجهات إن موج البحر للأبطال قاهر
*يا رجال البحر يا أهل الثبات لا يشق الموج إلا كل ماهر
*يبلغ الشاطئ زبان جسور عاد بعد اليأس للدار المسافر
*فاستعن بالله واصبر يا همام لا ينال النصر إلا كل صابر
*لن يضل الصحب في ليل السواد وكتاب الله مصباح الهداية
*كل نجم في ظلام الليل يهدي كل أفلاك السما تجري لغاية
*حبذا الجلسة في نور القمر نسمع الأشعار نصغي للرواية
*كلما حل ظلام في الدنا سمع الطفل من الجد حكاية
*بعد طول الليل يأتينا الصباح يغمر الدنيا بأنوار البداية