الثلاثاء 30-يونيو-1970
لقد هزَّتني كثيرًا قصة القاضي المسلم النيجيري الحاج ل.م أغسطو، فهو رجل بدأ حياته الدراسيَّة في نيجيريا، ثم انتقل إلى بريطانيا لدراسة المحاماة فيها. وكثير من الطلاب النيجريين يذهبون إلى بريطانيا للدراسة، فإذا ما وصلوا تلقَّفهم المبشرون وشنوا ضد الإسلام حملة تشكيك هائلة تنتهي في كثيرٍ من الأحيان إلى تنصُّر هؤلاء الطلاب المسلمين.
أما الطالب ل . م أغسطو، فقد كان من المعتزين بإسلامهم المنافحين عنه المجاهدين في سبيله. فأخذ يدحض الشبهات ويكشف زيف الاتهامات حتى ثبَّته الله على دينه، وظل على ذلك حتى أكمل دراسته وعاد إلى بلاده لاغوس- عاصمة نيجيريا الاتحادية.
وباشر عمل المحاماة سنين طوالًا. كان في أثناء مرافعاته يشيد بعدالة الإسلام، وألَّف جمعية إسلاميَّة وبنى مسجدًا للجمعية، أخذ يخطب فيه الجمعة ويصلي الصلوات الخمس كلها في المسجد.
والطريف في الأمر أنه علَّم جميع أبنائه فتخرَّج أحدهم قاضيًا، والآخر طبيبًا والثالث خبير بترول، والرابع صيدليًّا، والخامس مدعيًا عامًا. ومنذ سنوات جمع القاضي أغسطو أولاده وقال لهم: لقد علَّمتكم حتى باشرتم العمل، فاسمحوا لي أن أنفق من مالي وأتصرَّف به لبناء مدرسة إسلاميَّة. فما كان من أولاده إلا أن حثوه على ذلك وتعهدوا له بدفع مرتب شهري ثابت له ليعيش به ويتفرَّغ لواجب الدعوة. ومن هنا ترك المحاماة وأصبح إمامًا أكبر في العاصمة لاغوس.
إن ما سبق من حياة هذا القاضي المسلم المتحمس للدعوة الإسلاميَّة تعتبر قدوة عمليَّة لجميع الآباء المسلمين، أضف إلى ذلك أن القاضي أغسطو ألَّف عددًا من الكتب عن الإسلام، يقوم بتوزيعها مجانًا. ولما سُئِلَ عن أمله في الحياة قال: أملي أن أقدم للإسلام خدمة تنفعني بعد مماتي.
هذا الرجل يتولى الآن بمفرده مشروع مدارس إسلاميَّة تبدأ بالابتدائي وتنتهي بالجامعة. وهذا هو عنوانه لمن أراد الاتصال به. نسأل الله أن يكثر من أمثاله به. والله المستعان. العنوان:
AL - Haj L . B . Agusto ,
Solicitor Barrister - at - Law
P . O . Box 341 , Lagos , Nigeria
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
