العنوان القدس لنا
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 01-يونيو-1971
مشاهدات 15
نشر في العدد 62
نشر في الصفحة 7
الثلاثاء 01-يونيو-1971
القدس لنا
ظلت قدسنا المحتلة الآن بلدًا إسلاميًا عبر قرون طويلة بدأت بتسلم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لمفاتيحها ومرّت بقرابة قرن من الزمان اغتصبها فيه الصليبيون وانتهت باحتلال اليهود لها منذ حرب حزيران الأخيرة.
واليوم تحوم حولها المؤامرات وتدور، ويطوف بسمائها أناس غرباء عنها يحملون إليها مباضع التشريح والتمزيق ليجعلوا منها فرقًا يوزّعون كل فرقة منها على دين من الأديان الثلاثة التي تضم فيها مقدسات لها.
ففي الأسابيع الماضية طاف روجرز وزير الخارجية الأمريكية ببلادنا العربية وبالعدو الإسرائيلي أيضًا ويبدو أنه طبخ طبخة للقدس توشك على النضج والتنفيذ، محتويات هذه الطبخة أن تقسم القدس بين أديان ثلاثة فالمقدسات الإسلامية للأردن والمقدسات النصرانية للبنان والمقدسات اليهودية لليهود، ولعل زيارات معينة للبابا كانت ضمن نطاق هذا التقسيم مؤكّدة له ومكرّسة لتنفيذه.
ونحن لا نفهم من هذا التقسيم إلا تنازلًا عن عاصمة العالم الإسلامي الدينية الثالثة بعد مكة والمدينة وبيعها لأناس لم يفكروا يومًا في امتلاكها لهذا السبب، فالقدس في يد المسلمين منذ قرون طويلة، ولم يحدث طيلة هذه القرون أن منع فيها اتباع دين من الأديان من ممارسة عبادتهم وزيارة مقدساتهم والتمتع فيها بحرية معتقداتهم تمتعًا تامًا لم يشك منه أحد، ولم يسبق لأي جهة دينية أن اتهمت المسلمين بالاعتداء على حرمات الأديان والمقدسات الأخرى فيها.
فلأي سبب إذن يفعلون ذلك؟
لا شك أن هذا المبضع الخبيث الذي يريد تمزيق هذا البلد إنما يقصد تكريس الاحتلال اليهودي وإعطاءه المكاسب التي يبتغيها وجعل هذه المدينة المقدسة وكرًا للجاسوسية الدولية ومرتعًا خصبًا للصهيونية العالمية. والأمة الإسلامية في كل بقعة من بقاع الأرض ترفض هذا التقسيم وتعتبره صفعة على وجه كل مسلم يحترم مسرى رسوله الأعظم.
التلفزيون يمثل من؟
ويبث لمن؟
المجتمع الكويتي -بمختلف مشاربه واتجاهاته- يستنكر برامج التلفزيون التي تحرض الناس تحريضًا على الفساد والانحلال.
مجلس الأمة، الصحافة، العائلات في البيوت، أئمة المساجد والدعاة، المصلحون، الشعب، كل الشعب يستنكر حملات الانحلال التي يفرضها التلفزيون فرضًا على الجميع.
والتلفزيون لا يزال ماضيًا في مسلكه، مستخفًا بتوجيهات المسئولين، بمجلس الأمة، بالأسرة، بالعلماء والمصلحين، بالصحافة، بالناس.
فكيف رفع التلفزيون نفسه إلى هذه المكانة التي تجعله يتحدى المجتمع كله ويفرض عليه ما لا يريده، ولا يبتغيه؟
إن برامج التلفزيون لا تنبع من المجتمع الكويتي. ولا تُعبّر عنه ولا تُمثّله، فمن يمثل تلفزيون الكويت إذن؟ ومن أين يستقي برامجه، وعمن يعبر؟
والمجتمع الكويتي لا يريد برامج الانحلال التي يبثها تلفزيون الكويت فلمن يبث إذن؟ ولمصلحة من يستغل المشرفون على التلفزيون هذه الأداة الإعلامية الخطيرة لتدمير المجتمع؟
هل هذا هو التقدم الإعلامي، هل هذه الأمانة الإعلامية؟
ومن إستديو التلفزيون نُقيم الحجة على التلفزيون!!
في مجلة أسبوعية كويتية -نشرت مقابلة تلفزيونية من برنامج تحت الأضواء- تقول من تولت التقديم: «نريد أن نسمعك رأيًا لأحد ضيوف برنامج تحت الأضواء».
وهذا هو الرأي: «الإعلام العربي في داخل الوطن العربي أكثر تدجيلًا وتهريجًا ولا يقوم على أساس فهم الرأي العام في البلد الذي يخاطبه، وأحيانًا لا يقوم على أساس فهم القضية التي يدعو لها. فبكل أسف الإعلام العربي في الداخل ضار أكثر مما هو نافع في معظم البلاد العربية».
وتقول: «إذن القضية قضية أخلاق، وإذا وجدت الأخلاق يمكن للإعلام أن يقوم بدوره بشكل صحيح».
فلِمَ يقول تلفزيون الكويت ما لا يفعل، ولماذا يقوم على أساس مصادمة الرأي العام، ويضر أكثر مما ينفع، ولماذا لا يتقيد بالأخلاق التي هي أساس الإصلاح، وعمد النهضة الإعلامية الحقيقية؟
إن الناس يتعجبون من استخفاف التلفزيون بكل شيء، في البلاد، ويتساءلون لماذا لا تحترم إرادة المجتمع وتخضع برامج التلفزيون لرقابة أمينة دقيقة تحرص على أخلاق المجتمع، ومصلحته في الحاضر والمستقبل؟
ونود أن نسأل موجهي التلفزيون، لماذا تصرون على بث برامج الانحلال، وما هي التقدمية والثقافية في هذه البرامج؟ وما فائدة المجتمع الكويتي منها؟؟ إننا نسأل جادين ونريد جوابًا جادًا واضحًا، وكفى استخفافًا وكفى تساهلًا، وكفى هدمًا في المجتمع الكويتي.
أهلًا
الجمال النفسي!
كل إنسان يود أن يكون جميل الملامح، ومعظم الناس يعتني بنفسه قبل الخروج من البيت لكي يكون نظيفًا أنيقًا.
هذه أمور طبيعية، ولكنها ليست كل شيء. لأن الشكل وحده لا يكفي. ولا بد من الاعتناء بالموضوع والجوهر.
هناك الجمال الداخلي، الجمال النفسي الذي يفعم النفس بالبهجة ويشيع فيها الرواء والإشراق، وفي الطرف المقابل هناك التشويه النفسي، وهناك القبح الداخلي، فحاول -ما استطعت- أن تكون جميلًا نفسيًا، والأمر ليس صعبًا ولا معقدًا.
· الإلحاد تشويه نفسي، وقُبح داخلي، والإيمان بالله جمال نفسي، لأن الإنسان مفطور على الإيمان، والفطرة نقية رائقة جميلة فإذا ألحد الإنسان أفسد فطرته وشوّه نفسه، فكن مؤمنًا تكن جميلًا!
· والحقد تشويه نفسي، وقبح داخلي لأن سلامة الصدر ونقاء السريرة وسامة داخلية، وجمال نفسي فإذا ملأ الإنسان قلبه بالحقد أتلف قلبه، وشوّه جمال ضميره فكن محبًا ودودًا تكن جميلًا.
· والاهتمام الهابط تشويه نفسي. وقبح نفسي لأن التعلق بالمعالي والاهتمام بجليل الأمور تألق نفسي وضاء فإذا تعلّق الإنسان بالهابط من الأمور، شوّه نفسه وهبط إلى القاع، فاجعل اهتمامك عاليًا، تكن عالي النفس جميلها!
ولا تتحفظ أبدًا على الحصول على أعلى مقادير من هذا الجمال النفسي، ولا تتحفظ في الإنفاق منه لأن الإنسان المؤمن المتألق لا يعرف ولا يحب أن يمنح نصف الشيء أو بعضه، إما أن يهبه كاملًا، وإما لا شيء!!
زين
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل