العنوان القراء يناقشون موضوع السينما الكويتية
الكاتب أحد القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 30-مايو-1972
مشاهدات 20
نشر في العدد 102
نشر في الصفحة 15
الثلاثاء 30-مايو-1972
القراء يناقشون موضوع السينما الكويتية
استجابة إلى الدعوة لمناقشة أوضاع السينما الكويتية في العدد ١٠٠ الثلاثاء الموافق 3 ربيع الثاني سنة 1392 هـ أرجو نشر هذا المقال عن هذا الجهاز الإعلامي المؤثر في حياة الأفراد وسلوكهم مما لا شك فيه أن للسينما والجهاز الإعلامي دورًا رئيسيًا في توعية المجتمع وتأثيره واضح في سلوك الأفراد، ولكن إذا أسيء استعماله فإن نتيجة العواقب غير الحميدة.
ويتصور البعض أن ارتفاع المستوى الثقافي والتقدم في المدنية قادر على التخفيف من حدة الغرائز الثائرة والأخذ بید الإنسان إلى الفضيلة والكمال غافلين عن أن قوة التمدن المادية «السلم القاعد للإيمان» عاجز عن الوقوف أمام تيار الغرائز بحيث أنها عندما تثور ویشند ضرامها وتندفع كسيل جارف تدع العلم والعقل كقطع الخشب والحجارة التي تنخلع لأول صدمة فتهوي إلى أعماق الوادي.
وهنا تقع المسؤولية الأولى على عاتق المسؤولين عن هذا الجهاز الإعلامي الفعال.
ونجد في نفس الوقت إذا ما سمع نبأ بانتشار وباء مثل الكوليرا مثلا فإن المسؤولين يدعون الناس للتطعيم ضد هذا الوباء فلماذا إذن يسمح لدور السينما أن تبث سمومها لتدمر نفسية الإنسان وأخلاقه فتزرع بدورها السيئة في النفوس وتنمو مع الوقت والزمن فتكون النتيجة السيئة هي تكوين جيل منحط خلقيًا وفكريًا.
رب الأسرة مثلا يذهب إلى السوق ليشتري طعامًا ويحرص كل الحرص على إلا يكون فاسدًا لكي يغذي أبناءه تغذية سليمة ولكنه لا يهتم للمجلة أو الجريدة التي يأخذها معه إلى البيت، هل تحتوى على صور خلاعية؟ أم لا أو مقالات مفسده للفكر والروح ولا يراقب أبناءه، من يصادفون إلى أين يذهبون؟ ماذا يقرأون؟
ولو نظرنا إلى هاتين البادرتين بعين التمحيص والتدقيق لوجدناهما أشد فتكًا بالنفس من الأوبئة والأمراض الأخرى.
أننا نناشد ونهيب بكل مسؤول على هذه الأفلام والبرامج السينمائية والتلفزيونية والمجلات والصحف المفسدة الهدامة للقيم الأخلاقية أن يبادروا بتغيير الخطة المتبعة في عرض الأفلام السينمائية والإعلامية.
ولنا عبر بالمجتمعات الغربية إذ نجدهم قد بلغوا أعلى مرتبة بالعلوم التكنولوجية، وانحطوا إلى أسفل في السلوك الاجتماعي ونحن نغش أنفسنا فنستورد منهم الأفلام الضالة المـفسدة وندع صناعاتهم ومخترعاتهم المفيدة ونرجع ونقول لمديري السينما -والإعلام بصفة عامة -قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم، ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقف الخطأ».﴿ اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ۚ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ﴾ (الشورى: 47)
صدق الله العظيم
فؤاد عاشور
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
عن الهجرة الموسمية - تعددت أهداف المهاجرين صيفًا، والسبب واحد.. هو الحر
نشر في العدد 104
13
الثلاثاء 13-يونيو-1972