; في ظل الثورة الشعبية اليمنية.. ندوة في «عدن» تناقش القضية الجنوبية.. رؤى وأبعاد | مجلة المجتمع

العنوان في ظل الثورة الشعبية اليمنية.. ندوة في «عدن» تناقش القضية الجنوبية.. رؤى وأبعاد

الكاتب مراسلو المجتمع

تاريخ النشر السبت 07-مايو-2011

مشاهدات 13

نشر في العدد 1951

نشر في الصفحة 28

السبت 07-مايو-2011

عدن: محمد قاسم نعمان

نظام صالح ، سعى لتمزيق الترابط بين المواطنين في الشمال والجنوب.. لكنه فشل في ذلك

هل القضية الجنوبية مطالب وحقوق فقط أم تتعداها إلى كونها مسألة هوية وانتماء؟

طرح الانفصال أو فك الارتباط خلال الوقت الراهن لا يخدم ثورة أهم أهدافها بناء يمن جديد

في ظل الثورة الشعبية المشتعلة في مختلف أنحاء اليمن، حضرت ندوة بعنوان القضية الجنوبية.. رؤية وأبعاد .. نظمها عدد من الناشطات مؤخراً في محافظة عدن ، وقدمت خلالها ورقة ومداخلتين.. لكن الأهم كانت تلك الملاحظات التي سمعتها من عدد من الفتيات والشبان الذين شاركوا في هذه الندوة التي أكدت معظمها أهمية أن يتم التعامل مع القضية الجنوبية في إطار مساحة الوطن اليمني الكبير.. إحدى المشاركات قالت: أستغرب ما أسمعه من بعض ممن يزعمون أن الجنوب لا علاقة له باليمن، وأوضحت أخرى قائلة إن مشكلتنا ليست في الوحدة، ولكن في نظام علي عبدالله صالح، الذي تآمر على هذه الوحدة !

وقال أحد الشبان: «لقد قدمت تضحيات عظيمة، ذهب فيها آلاف الشهداء من أجل انتصار ثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م، ومن أجل تحقيق الاستقلال الوطني، وعلينا أن نحترم تلك الدماء، وأولئك الشهداء العظام.

وقالت «انتصار خميس، إحدى قيادات الحراك الجنوبي): «لقد راهن نظام «صالح» على تمزيق الترابط بين اليمنيين في الشمال وفي الجنوب، لكنه فشل ولم يستطع ذلك... وبقي ترابط الأشقاء.

وقال شاب: «ليس لأحد الحق في أن يحتكر تمثيل الجنوب»، وقال آخر: «نرفض شعار الوحدة أو الموت... كما أننا نرفض شعار الانفصال دون غيره.

وقالت إحدى الفتيات المشاركات: «نحن في حاجة إلى توحيد جهود الشباب في «عدن» من خلال المشاركة الموحدة في ساحات الاعتصام، بعيداً عن الشعارات التي تمزق وطننا، فنحن في حاجة إلى التوحد.. وقال أحد الشباب: «اليوم هناك العشرات من الشباب يقدمون أرواحهم الزكية فداء لتحقيق هدف سام وكبير، يهم كل اليمنيين شمالا وجنوبا، وعلينا أن نحترم هذه الدماء وهؤلاء الشهداء وأسباب ودوافع استشهادهم.

وأضاف: إن طرح الانفصال، أو «فك الارتباط، أو شعار الجنوب العربي في هذا الوقت بالذات لا يخدم الثورة المجيدة التي يضحي من أجلها اليوم خيرة الشباب من كل محافظات الجمهورية في الشمال وفي الجنوب».

وقال شاب آخر: «الحراك الجنوبي منذ يوم انفجاره وجد تفاعلا وتضامناً ودعماً ومساندة من قبل المثقفين والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني في «صنعاء». و تعزه و«الحديدة»، وغيرها من المحافظات اليمنية.

تدقيق ومراجعة

وبدوره، قدم د. حسين مثنى العاقل الأستاذ المساعد في كلية التربية (جغرافيا) ورقته مصحوبة بإيضاحات عبر الشاشة أوضح فيها ما تعرّض له الجنوب من سرقة لثروته وأملاكه من قبل الشمال!

وقال في معرض حديثه: إن «موضوع الوحدة بين الشمال والجنوب لم يعد لها ما يدعمها ويساندها»، وهو ما دفع بالحضور من الشبان والفتيات إلى طرح التعليقات والملاحظات عليها .

وقد تناول العديد من المعلومات المتعلقة بالجنوب ومع تقديري للجهود التي بذلها إلا أنني أرى أن بعضاً من هذه المعلومات تحتاج منه إلى التدقيق والمراجعة، وبالذات عدد سكان الجنوب (خمسة ملايين)، والثروة النفطية، وعدد الحقول في الحج»، ومنجم الذهب في حضرموت، وعدد الموظفين الحكوميين في الجنوب أثناء الوحدة (۱۱۷ ألفا) وحول ما أورده في أن هناك ضمن اتفاقية الوحدة عدن العاصمة لليمن الموحد، إذا كان الرئيس من الشمال، مع احترامنا للأخ الدكتور وجهده في إعداد ورقته المقدمة.

فيما قدم د. فضل الربيعي مدير عام مديرية دار سعيد مداخلة، تناول فيها ما يتعلق بمفهوم الحراك، والقضية الجنوبية التي أكد أنها قضية تعني كل الجنوبيين.

خلفية تاريخية

 أما الأخت نادرة عبد القدوس التي أدارت الندوة، فقد قدمت خلفية عن القضية الجنوبية، مشيرة إلى أحداث ١٣ يناير ١٩٨٦م، وانتقال ألوية جنوبية إلى الشمال ثم الوحدة، وحرب ١٩٩٤م وما تلاها .

وفي كلمتها، قالت الأخت منال قاسم رئيسة منسقية ناشطات عدن»: «لقد كان اختيارنا لموضوع القضية الجنوبية لأهميتها كوطن وشعب، ونأمل في. هذه الندوة أن نجد إجابات لأسئلة كثيرة في أذهاننا كشباب يأمل في مستقبل يجد فيه ذاته وقيمته وكرامته وحقه في الشراكة» وليس «المشاركة» في السلطة والثروة.

وتساءلت: هل القضية الجنوبية مطالب وحقوق فقط، أم تتعداها إلى كونها مسألة هوية وانتماء؟ وهل من الضرورة أن تكون الهوية الجنوبية كما يراها بعضهم رديفاً وصلوا للانفصال ورفض الوحدة، أم هي على العكس لا يمكن للوحدة أن تستقيم وتكون قابلة للاستمرار إلا بوجودها والاعتراف بها؟ ولماذا هذه الهوية الجنوبية كانت غائبة ولم نسمع عنها إلا الآن؟

حل عادل

وكان الكاتب الصحفي جمال جبران أول المعلقين باختصار مفيد؛ حيث قال: إنه من المؤسف أن يكون هناك ثورة وثوار يملؤون شوارع وميادين وساحات التحرير والتغيير في مختلف محافظات البلاد وهناك عشرات الشهداء من الشباب قدموا أرواحهم من أجل انتصار هذه الثورة التي تهدف إلى إسقاط نظام ظالم وفاسد، وإعادة بناء يمن جديد.. بينما هناك من يرفع صوته مطالبا بالانفصال، مع تأكيده أهمية حل القضية الجنوبية، حلا عادلا باعتبارها إحدى القضايا التي تحتل مكانا بارزا في أهداف الثورة.

كما شارك الأخ ناصر الطويل الأمين العام للحراك الجنوبي السلمي في محافظة عدن، الذي تحدث في الندوة، مشيرا إلى حرص الحراك الجنوبي على توسيع حلقة المشاركة المجتمعية من أجل حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً، وموجهاً التحية إلى كل من أيد وساند ودعم الحراك الجنوبي، في الشمال وفي الجنوب، وخصوصا الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني. عندما وجهت لي الدعوة للمشاركة في هذه الندوة، قررتُ حضورها، بعد أن عرفت أن عدداً من الشباب والفتيات سيكونون مشاركين في هذه الندوة، فحرصت على المشاركة الفاعلة لأعرف آراءهم في هذه القضية المهمة التي وضعتها ثورة الشباب والشعب في مقدمة القضايا التي يجب الوقوف أمامها ومعالجتها حال سقوط النظام، وفي إطار أسس بناء يمن الثورة الجديد.

وكنت أتمنى من معدي الندوة أن تكون هناك ورقة تعمل على تعريف شباب الجيل الجديد بمرحلة جرى تشويهها من قبل نظام علي صالح المتهاوي حاليا، وهي مرحلة الكفاح الوطني المسلح وتحقيق الاستقلال، التي قدّم فيها شعبنا آلاف الشهداء والجرحى.. ثم تجربة بناء الدولة في الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية) وأبرز الصعوبات التي واجهت هذه الدولة الفتية، ورغم ذلك استطاعت أن تبني دولة النظام والقانون، وتحقق العديد من المكاسب والإنجازات في مجال العمل والتعليم والصحة والعلاج والأمن والأمان والاستقرار المعيشي رغم كل الصعوبات التي مرت بها وواجهتها، مع وجود أخطاء ونواقص وسلبيات أيضاً رافقت هذا البناء وهذا النظام.

لكن الأهم هو أن يعرف شباب اليوم حقيقة تلك المرحلة التي خضعت لتشويهات نظام صالح، وظلت شغله الشاغل منذ ما بعد حرب ١٩٩٤م لتغطية جريمته النكراء في حربه ضد الجنوب، وضد وحدة ٢٢ مايو ١٩٩٠م، وفي إقصاء شركاء وصناع الوحدة الحقيقيين.

 ومع ذلك، أحيي جهود منسقية ناشطات عدن في تنظيم هذه الندوة، وأتمنى لهن مزيداً من هذه الأنشطة والفعاليات المهمة الإغناء المعرفة وبلورة الأفضل، ومواكبة مسيرة الثورة وتحقيق أهدافها العظيمة .

الرابط المختصر :