العنوان القَابضُون عَلى الجَمْر! (220)
الكاتب محمد أنور رياض
تاريخ النشر الثلاثاء 01-أكتوبر-1974
مشاهدات 17
نشر في العدد 220
نشر في الصفحة 44
الثلاثاء 01-أكتوبر-1974
تقديم:
كنا في الحلقة الماضية مع «علي» الغريب في كلية التجارة.. تغيرت الكلية تغيرًا غريبًا.. ميوعة الشباب وتفسخه فاقت كل حد وقيد.. لا تستطيع التمييز بين الشباب والبنات لا في الحديث والمشي ولا في اللباس.. وفوق ذلك فالحكم في الجامعة لــ«فوزية حمزة» فهي صاحبة الإغواء التي يذل أمام قدميها معظم الطلبة، وويل لمن تحدثه نفسه في الخروج على أوامرها.
وإذا خرج «علي» من كلية التجارة، طاردته المباحث من مجموعة «عصام بك»، وبين الفينة والفينة، يجد علي عند أمه في البيت أخبارًا بمراجعة قسم المباحث، وفي هذا الوكر يلقى علي العنت والمشقة والتهديد دونما سبب، ومن غير ذنب اقترفه، وينقلنا علي في هذه «الحلقة الخامسة» إلى واقع الطلبة قبل أن ينزل بالكنانة وباء الانقلاب.. ونعيش معه لحظات مع مجموعة من الشباب، كانوا بأخلاقهم وجهادهم قدرًا من قدر اللـه الذي لا يقهر.. فهيا بنا نعيش مع مجموعة علي في صيامها وقيامها وجهادها.
* * * * * * * * * * * * * * * *
منذ أكثر من عشر سنوات!!
* * * *
كلية التجارة.. في أوائل الخمسينات..
كل شيء يغور.. تيارات تتصارع.. طلبة الجامعة.. وجه مصــر الحقيقي.. يتجمعون في حلقات..
انتهى أكثر من سنة.. والوفد* في الحكم.. فماذا حقق من نتائج؟!
النحاس* وعد بإلغاء المعاهدة، إذا لم تتقدم المحادثات مع الإنجليز.
وهل تظن أن الإنجليز يتخلون عن قناة السويس؟!
ولم لا؟ إنهــم يتخلون عن امبراطوريتهم بلدًا بلدًا!!
إنهم لا يخرجون من أي بلد إلا مرغمين.. فالإنجليز مخاتلون، فماذا في جعبة النحاس إذا ألغي المعاهدة؟؟ وهل إلغاء المعاهدة هدف نهائي؟!
*الوفد: حزب سياسي أسسه سعد زغلول أيام ثورة ۱۹۱۹.
*النحاس: رئيس حزب الوفد بعد موت سعد زغلول، ووقع مع الإنجليز معاهدة ١٩٣٦.
- النحاس معه الشعب.. العمال والفلاحين!
- هذا كلام إنشاء.. أنت تعلم والناس كلهم يعلمون أن كبار الإقطاعيين هم قادة حزب الوفد.. ولست أدري كيف يمكن أن تتكلم عن الشعب.. ثم تتحالف مع الإقطاعيـــين!!
مصيركم إلى الفشل أيها الرفيق.. لقد استندتم إلى حائط متهاوٍ.. وكانت البداية قول النحاس للملك.. أريد أن أقبل يد مولاي.. الوفد فقد صلته بالشعب.. بالعامــــل والفلاح.. سترثون من الوفد فراغًا أيها الرفيق!!
- لا تغرنك الظواهر.. هذه كلهـــا مراحل تاريخية.. وحتمًا التاريـخ ضدكم في النهاية.. إنكم تستثيرون الطلبة بمنطق «ديماجوجي».. ولكن «حتمًا» ستقوم في النهاية دكتاتورية «البروليتاريا» بقيادة طلائع العمال والفلاحين.. لا بد أنك سمعت عن حوادث بهوت وكفور نجم.. إنهــا البداية...
- لا تملكون إلا العضلات اللفظية.. طنين.. وأيضًا لصوص.. لِماذا؟ وتحتكرون الكلام عن العمال والفلاحين.. المحرك الأول للفلاح ضد الإقطاع.. هم الإخوان.. والفلاح تحرك في بهوت وكفور نجم باسم الإسلام.. وليس باسم ماركس اليهودي!!
- عدنا للمنطق «الديماجوجي».. وهذه كلها دعايات رجعية تروجونها.. وتحليلك للحوادث سطحي.. الفلاح يتحرك بحركة التاريخ.. والإخوان حركة رجعية فاشية.. وضد التاريخ!!
نطق كلماته الأخيرة.. كلمة.. كلمة.. وفي لهجة الأستاذ.. بدأت العاصفة تتجمـــع في نفس «علي» والطلبة يتكاثرون على زئير المناقشة.
- الإخوان تاريخهم معروف.. ولقد سجلوا أروع البطولات في فلســــطين.. ومبادئ الإسلام ضد استعباد الإنسان.. وعندنا ما يغنينا عن استيراد المبادئ.. والتلمذة على أيدي اليهود مؤسسي الشيوعية!!
- أية مبادئ؟؟ هل تقصد تلك المبادئ الرجعية؟! أخبرني كيـف ستطبقونها.. هل حقًا ستقطعون يد السارق.. وتغلقون الســـــينما والمسرح.. وترجعون إلى عصـــر الجمـــال؟!!
وصلت العاصفة إلى حلقه.. حينما أحس «بفؤاد» يقول في نبرات باردة..
- الإسلام دين الكرامة.. والأصل في هذه الحياة هو الإنسان.. وكل ما يكرم الإنسان.. لا بد أن تجده في الإسلام.. ولن يكون هنــــاك أحسن منه في غير الإسلام!!
بداية نحو معركة علمية.. ولكنه عاود الهجوم..
- كلام عام.. إنك تهرب مـــــن الإجابة شأن المتعصبين جميعًا.. أريد حلولًا محددة.. أم أن المسألة هي تستر وراء الدين وغرضكم الأساسي هو الوصول إلى الحكم وحسب؟!!
تدخل «علي» في انفعــال.. فالصبر خلق لغيره.. ولم يعد بد من الانفجار.
- الذي يهرب ويلتوي بالكلام هـــو أنت.. ولو أن لــك بصرًا لأبصرت.. ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ﴾.
- الأعمى هو أنت.. لأنك رجعي ومتعصب!!
كانت البداية لطمة من «علي».. ثم تفجرت النيران من الصدور.. والشباب فائر.. كان الطلبة من الفريقين لا يشكون في نهاية المناقشة.. فقد تعودوها كثيرًا.. وكانت لطمة «علي» بداية للمعركة.. ظهرت العصي و«الكرابيج» من مكان ما.. وفي لمح البصر.. كانوا فريقين متميزين.. ثم انقلبت المعركة إلى مطاردات مختلفة!!
رجع «علي» وهو يلهث فيخرج اللهب من فمه.. والدم يدق في عروقه.. وفي زهو المنتصر.. صاح ﴿يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾!
أمسك «فؤاد» بفكه المعوج من لطمة ما.. وصدمه.
- ما كان يجب أن تضربه.. ومــا كان يجب أن يحدث كل هذا.. قال «علي» في احتجاج من خاب رجاؤه.
- ألا ترى كيف يفســــدون الطلبـة بآرائهم الزائفة؟ هذه هي الوسيلة الوحيدة لوقفهم عند حد.
- بل الوسيلة الأفضل هي الحجــة.. والحجة أبلغ.. والجدال بالتي هي أحسن كما أمرنا الإسلام.
- إنهم يلتوون بكلامهم.. ولو أن لديهم قوة لفتكوا بنا!!
- تأثير الضرب سيئ في نفوس الطلبة.
- كل يوم يزداد عددنا.. لأن الطلبة يقتنعون بأفكارنا.. ولأنها تنسجم مع فطرتهم، ولأننا -وهو الأهم- نقدم لهم نماذج بشرية حقيقية، تطبق كل ما ننادي به.
- أنت لا تحب العنف يا أخ «فؤاد»، مع «أن اللـه يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».
- أنا لا أقر العنف إلا في موضعه.. وليس هنا مجاله ولن يتكرر ذلك.. ولن نعود للنقاش مرة أخرى.
- ولكن!
- هذا أمر.. عندنا ما هو أهم!!
ســــكت «فؤاد» لحظــــة.. ثــم استطرد:
- سنتقابل الليلة عند «عبد المنعم».
* * * *
خلال أزقة «قلعة الكبش».. كان «علي» بهيكل المصارع يـــدق الأرض في جدية.. إلى مكان الاجتماع.. كل قسمة في وجهه تعبر في صدق عما في داخله.. ذهبت فورة معركة اليوم.. ولكنه -كأي إنسان قــوي الجســـم- لا بد وأن يقبل التحدي.. فضلًا عن أنه مقتنع بأنه يحارب الخصم بنفس الوسيلة، وفي ظروف متكافئة.. فالشيوعيون إذا تمكنوا.. فإنهم لا يلجأون إلى الضرب.. وإنما إلى التصفية الدموية.. يطالبون بالحرية والديمقراطية.. حتى إذا ركبوا الحكم.. فالويل لمن يفتح فمه.. ولا بأس -في سبيل الوصول إلى أهدافهم- أن يتعاونوا مع ألد أعدائهم.. ثم يقولون إن ذلك لمرحلة من المراحل فقط!!
عندما طرق الباب فتح له «عبد المنعم».. أضاءت الابتسامة وجهه وهو يرحب «بعلي».. لـــك في نفسي منزلة الملائكة يا عبد المنعم.. بسيط.. بسيط.. مجاهد.. حارب في فلسطين.. يحكون عنه الأساطير.. طلب الموت في أكثر من معركة مع اليهود.. دخل سجن إبراهيم عبـــد الهادي* وعذبوه أشد العذاب.. ورغم كل ما مر به.. فلا زال عبد المنعم طالب الحقوق.. ابـن الفلاح.. ذو البسمة الحانية الصافية!!
- فؤاد وعادل هنا.. ادخل.. لقد أوشك المغرب أن يحين عليـــك بالفول...
*إبراهيم عبد الهادي رئيس الحزب السعدي.. استخدم أشد أدوات التعذيب والتنكيل بالإخوان عام ١٩٤٨ - ١٩٤٩ م.
كانوا صائمين دخلوا إلى المطبخ جميعًا.. «علي» «يدندش» الفول.. بالزيت والليمون والطحينة والبهارات.. و«فؤاد» يعامل «السلطة» كغريم يجادله بالتي هي أحسن.. و«عادل» الخجول «ابن الذوات».. أبــوه ضابط كبير في «البوليس».. يثلج «القلل».. وعبد المنعم يعد الجلسة.
قال «علي» وهو يضحك:
- لقد فسدت يا «عادل».. مـــن الثلاجة إلى «القلة».
احمر وجه «عادل».. أضــاف فؤاد ضاحكًا وهو ينظر حوله:
- وفي إحدى «قلل» «قلعة الكبش».
قال عبد المنعم في صفاء:
- رفقًا بأخيكم.. إنمــــا ذلك في سبيل اللـه.
عادل طالب الهندسة قاسى من والده الأمرين.. فما كان لضابط البوليس أن يرضى لابنه هذا الطريق.. باب النجار مخلوع!! الضابط الكبير ابنه خارج على القانون!!
جرب معه كل الاســــــاليب التـــي احترفها.. أغراه بكل الحيل.. لبى له كل طلباته.. وحتى ما لم يطلبه.. اشترى له سيارة.. ثم.. استخدم معه كل أنواع الضغوط.. ومنع عنه المصروف.. حتى الضرب.. والحبس.. كان يقابل ذلك كله بعناد غريب.. جعــل ما يربطه بتلك المجموعة من «الرعاع » والإرهابيين!!
يا أبي هل رأيت عليّ انحرافًا في السلوك؟... أبدًا... هل رأيت تقصيرًا في الدراسة؟... أبدًا.. هل رأيتني أكذب أو أسرق.. أو ... أبدًا... هل رأيت ميوعــة.. أو خفوتة.. أبدًا.. بل رجولة مبكرة.. ولكن لتترك هذا الطريق.. أبدًا.. أبدًا.
... وأخيرًا استسلم الأب.. أمره إلى اللـه.. ولعل وعسى!!
عندما أذن المغـــرب.. صلوا.. ثم جلسوا للطعام.. انقض علي على الفول والطعمية!
قال عبد المنعم باسمًا:
- بل لا بأس من الحديث عند الأكل.. وفي ذلك تكافؤ للفرص.. وضمان لعدالة التوزيع.
قال فؤاد في مكر:
- ماذا فعلت في الفول يا علي إنه يضحك؟!!
فهم علي المقصود على الفور.. فصاح في احتجاج باسم:
- تقصد أن السوس يدغدغه.. إنني أتحداك لو وجدت فيه سوسة واحدة.. فأنا خبير في «دندشة الفول»!!
- بل أنت أكثر خبرة في الأمــــور الأخرى!!
غمزة فهمها عادل وعبد المنعم.. نظرا إليه في بسمة مشتـــــركة.. فابتسم ردًا عليهما.
- لقد كان مما ليس منه بد.. وإن عدتم عدنا.
قال عبد المنعم في جد:
- على كل حال نحن مقبلون عـــلى معركة حاسمة.. فيجب أن نركز جهدنا عليها.
قال فؤاد:
- بل البلد كلها في حالة مخاض.. الظروف السياسية ظروف شاذة.. والحكومة عاجزة.. والغلاء يزداد فحشًا.. ولست أدري مثلًا ما يمكن أن يحدث لو كانت مصر بلا فول!
قال عادل:
- إبراهيم عبد الهادي ضرب الشعب.. والنحاس يجيعهم.. والجميع في عب الملك!!
أضاف علي:
- والملك في أي «عب»؟؟!
قال عبد المنعم:
- صدقتم.. ولكن الناس بــــدأت تدرك الحقيقة.. وصحوة الجامعة دليل على ذلك.. لذا فإن واجباتنا ثقيلة.
قال علي:
- العدو الأول لنا هم الشيوعيون.. إنهم ينشطون هذه الأيــــام.. ومتحالفون مع شباب الوفــد.. ويريدون تكوين جبهة ضدنا باســـم الطليعة الوفدية.
قال علي:
- واضح أن غرضهم هو استغلال حالة الفوضى في البلد.. والتسلل إلى الشعب وهم يلبسـون جلـــد الوفديين!
قال عبد المنعم:
- لقد رفض الشعب هؤلاء و هــــؤلاء.. ولقد قلت من قبل إن انتخابات الاتحاد في الجامعة كانت مقياسًـا حقيقيًا!!
قال فؤاد بعد تفكير:
- لست من رأى الأخ عادل والأخ علي.. فالشيوعية غريبة على أرضنا.. ولن تكون لها جذور في مصر مهما خدعتنا الظواهر.. أعتقد أن عدونا الأول هو.. الفراغ.. لا بد من تقديم جيل مسلم نموذجي.. متفتح على كل الثقافات القديمة والحديثة.. وعنده القدرة على إستيعاب كل ما هو متطور في هـذا العصر.
قال عبد المنعم:
- ذلك هو الهدف الأساسي للإخوان المسلمين.. فإعداد الأمة المسلمة هو واجب علينا.. ولا بأس من الانتفاع بتجارب الغير، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها.. وعلى قدر جهادنـــا وجهدنا تتحقق غايتنا.. والنصر لا ينزل إلا على قوم يستحقون النصر.. كما أن الابتلاء حتى ننصهر جميعًا في بوتقة الإسلام سنة من سنن اللـه.
قال عادل:
- ولكن الأعداء يتربصون بنا من كل جانب.. وأخشى ألا يعطونا الفرصة الكافية لنحقق دعوتنا.
قال عبد المنعم:
- ذلك جزء من الابتلاء.. ولقد ظل الرسول العظيم وسط المشركين.. يتحمل الأذى هو وأصحابه ثلاث عشرة سنة.. وحتى وهو في قمة نصره.. ابتلى الله المسلمين بالمنافقين واليهود!! هذه سنة اللـه يا أخ عادل.. والمتعة الحقة تكون في الجهاد!
أكلوا...
قال فؤاد مداعبًا علي وهو ينظر إلى طبق الفول الذي أصبح نظيفًا.. دون غسيل!!
- أين ثلث لطعامه.. وثلث لشرابه.. وثلث لنفسه؟؟
قال عبد المنعم باسمًا:
- كل واحد منا أدرى بثلثه!
صاح علي:
- أغيثوني بالشاي.. فقد تحجرت أمعائي.
نظر عبد المنعم إلى عادل وقال باسمًا:
- هل عندك حل یا باشمهندس؟!
قال عادل:
- عندما تكون خلطة الخراسانة غير مضبوطة فإننا نكسرها!
ضحكوا جميعًا..
قال عبد المنعم بعد فترة من الصمت بنبرات جادة:
- حالة البلد لا تخفى عليكم.. الإنجليز يحتلون القناة.. والملك لا يهتم إلا بملذاته وشهواته.. والحكومة لا تملك إلا الكلام والمراوغة.. والشعب لا يدري كيف يمكن أن تتحقق أمانيه في إجلاء الإنجليز عــن مصر.. والأعداء متربصون وفي
منتهى اليقظة.. الأمريكان دخلوا اللعبة.. اليهود يتحركون في كـل مكان.. والشيوعيون لا يبالون إلا بمكاسبهم ويرحبون بوجود اليهود في فلسطين.. والجميع متفقـــون على هدف واحد.. هو محاربة الإسلام وتحطيمه.. والقضاء على أي يقظة تحمل طابع الإسلام.. ولذلك فهم غير سعداء بهذه الشعبية الهائلـــة التي نكسبها كل يـــوم.. وإذا انتظرنا أفلت زمام المبادرة من أيدينا.. وخسرنا.. والناس ينتظرون منا الكثير.. لسبب بسيط.. هو أنهم يثقون في كلامنا.. ولأننا القــوة الوحيدة القادرة على القيادة.
قال عادل مأخوذًا:
- وما العمل؟؟
استطرد عبد المنعم:
- لهذا نحن هنا.
حاول علي أن يتكلم فأشار إليـه عبد المنعم.. ثم أكمل:
- العمل يا أخ عادل.. هو الثورة.. ثورة الشعب.
قال فؤاد بشيء من التردد ليهضم الفكرة:
- ولكن.. لا أظن أن ذلك فـــي استطاعتنا الآن.. على الأقل الناس غير مجهزة لهذا العمل.. حاليًا.
قال عبد المنعم:
- كلامك صحيح يا أخ فؤاد.. الثورة ليست طريقًا سهلًا، وليست انقلابًا يتم في يوم وليلة.. الثورة إعداد أولًا.. أجيال متعاقبة.. من المحاربين الأشداء.. شـــباب يعيش على التضحية.. يعطـــي كل شيء.. ولا ينتظر إلا الجزاء من الله.. ولا يخفى عليكم المعنى العظيم من أن القائد الأول صلى اللـه عليه وسلم، ظل يعد صحابته ثلاثة عشر عامًا.. وأقام الدولة الإسلامية في عشـر سنوات.. ثم كانت النتيجة.. أن تمت الفتوحات الإسلامية الهائلة في عشـــر سنوات فقط.
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
في العصر الحديث نساء مجاهدات «أمينة محسب». زوجة رفضت الطلاق من زوجها المعتقل
نشر في العدد 1800
17
السبت 03-مايو-2008