العنوان المباحثات الهندية - الباكستانية.. خطوة نحو التأزيم أم خطوة نحو الإفراج؟
الكاتب أمجد الشلتوني
تاريخ النشر الثلاثاء 01-يوليو-1997
مشاهدات 9
نشر في العدد 1256
نشر في الصفحة 34
الثلاثاء 01-يوليو-1997
للمرة الأولى منذ استقلال البلدين قبل خمسين عامًا يبدو أن باكستان والهند تتجهان نحو خطوات تطبيعية في علاقاتهما، ويتحدث البيان المشترك الصادر عن محادثات وكيلي وزارتي الخارجية في كلا البلدين والتي انعقدت في إسلام أباد فيما بين ٢٠ - ٢٣ يونيو عن اتفاق على تشكيل مجموعات عمل لحل كافة القضايا المتنازع عليها بين البلدين بما في ذلك قضية كشمير والتي خاض البلدان بسببها حربين طاحنتين إلى جانب حرب باردة وقودها المناوشات الحدودية والتصريحات العدائية، بالإضافة إلى حشد ترسانة ضخمة من الأسلحة في واحدة من أشد المناطق فقرًا وتخلفًا في العالم، حيث لا يزيد دخل الفرد على أربعمائة دولار سنويًا.
وبدت اللهجة المتفائلة التي اتسم بها البيان الختامي غير منسجمة مع الأجواء المتوترة التي سادت أجواء علاقات البلدين عشية الجولة الجديدة، وذلك بعد أنباء صحفية أمريكية أثارتها صحيفة «واشنطن بوست» في الثاني من يونيو مفادها أن الهند نصبت مجموعة من صواريخ متوسطة المدى من طراز «برتفي» على حدودها مع باكستان، وأوضح التقرير الصحفي نقلًا عن مصادر استخبارية أمريكية أن صواريخ برتفي نشرت في ولاية البنجاب المحاذية للجزء الباكستاني من الولاية مما يمكنها من إصابة أي أهداف في عمق الأراضي الباكستانية، وعلى الرغم من النفي الرسمي الهندي لهذه الأنباء فإن حملة إعلامية معادية استعرت ما بين نيودلهي وإسلام أباد مما ألقى ظلالًا من الشك حول استئناف المباحثات التي بدأت في مارس الماضي. أو قدرة الطرفين على تطويق الفجوة في مواقفهما . وجاء قرار البلدين باستئناف المفاوضات بعد مشاورات بينهما على أكثر من صعيد ليؤكد حرص البلدين على المضي قدمًا في مسار التفاوض وذلك إدراكًا منهما للعوامل العديدة التي تفرض أولوية هذا الخيار حيث تسود قناعة مشتركة لدى الجانبين بأن تحقيق رخاء اقتصادي لبلديهما منوط بتخفيف حدة التوتر وتنشيط التبادل التجاري والحد من حجم نفقات الدفاع في الميزانية، وتعتقد نيودلهي أن تسوية الخلافات بين البلدين سيؤدي إلى وقف المقاومة في ولاية كشمير المحتلة التي تشهد منذ عدة سنوات انتفاضة شعبية مسلحة بهدف الاستقلال عن الهند، وأما من جانبها فتأمل إسلام أباد أن تقنع حكومة رئيس الوزراء الهندي الجديد اندركومار كوجرال بإيجاد حل سلمي لأزمة الولاية يمكن شعبها من حق تقرير المصير حسب ما أقرته بيانات صادرة عن الأمم المتحدة منذ نشوب الأزمة عام ١٩٤٨م، وفي هذا الصدد يرى المسؤولون الباكستانيون أن سنوات الانتفاضة الكشميرية قد هيأت مناخًا دوليًا متعاطفًا يمكنهم من الضغط بهذا الإتجاه على الساحة الدبلوماسية بعد المحاولات الفاشلة في الميدان العسكري. يعكس البيان الختامي الصادر عن مباحثات إسلام أباد قلق باكستان من الإشارات المتضاربة الصادرة حول موقف نيودلهي بين الرغبة في التفاوض والأنباء التي تتحدث عن نشرها لصواريخ برتفي، وفيما عدا الإشارة إلى ذلك فإن البنود الأخرى تتحدث على نحو تفصيلي عن القضايا - العالقة بين البلدين، واتفاق الطرفين على معالجتها عبر لقاءات بين وكيلي وزارتي الخارجية أو عبر لجان مشتركة من أجل بناء إجراءات ثقة تخدم التطبيع الشامل في العلاقات، وفيما يوحي التأخير النسبي في الاتفاق على الأجندة بصعوبة مسار المفاوضات القادمة فإن إسلام آباد تعتقد بأنها حققت نجاحًا مبدئيًا بإقناع الهند بطرح قضية كشمير على بساط البحث معتبرة ذلك انفراجًا مرده رفض الحكومات المتعاقبة في نيودلهي مناقشة هذا البند في الماضي باعتباره يصطدم بتمسك الهند يكون كشمير جزءًا غير قابل للتفاوض من أراضيها. وفي مقابل ذلك حذر مراقبون سياسيون في العاصمة الباكستانية من الإفراط في التفاؤل بشأن التجاوب الهندي، موضحين وجهة نظرهم بالقول إن وضع كشمير على أجندة المفاوضات لا يعني بالضرورة انصياع الهند القرارات الأمم المتحدة، بل ربما كان على النقيض مبررًا محتملًا لفشل المباحثات بشأنها نظرًا للموقف المتصلب منها، والذي لا تفتأ نيودلهي تكرره على لسان كبار مسؤوليها، وفيما يتعلق بالإشارات المتضاربة من نيودلهي والأنباء عن نشر الصواريخ على الحدود . الباكستانية يرى المراقبون أن ذلك ربما شكل جزءًا - من سياسة الحكومة الهندية للضغط على مسار المباحثات بالتلويح بالقدرات العسكرية جنبًا إلى - جنب مع المسار السياسي. ويبدو من خلال بعض المؤشرات أن إسلام أباد
أدركت فحوى الرسالة الهندية وسعت إلى الرد عليها برسالة جوابية تمثلت في عدد من التصريحات الساخنة التي أدلى بها رئيس معهد - متزامنة مع المفاوضات ومفادها أن بلاده قادرة على توجيه ضربات مدمرة للهند وأن لا خوف على الأمن القومي لباكستان في ظل قدراتها العسكرية، كما جاء في هذا الإطار لقاء ضم رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش، وقالت المصادر عقبه إنه
تناول الأنباء التي وردت حول الصواريخ الهندية ومخاطرها المحتملة وأساليب الرد عليها . وعلى الصعيد الشعبي فإن الحاجة إلى رفع وطأة المعاناة الاقتصادية تدفع باتجاه تأييد أي خطوة تصالحية مع الهند بالرغم من العداوة التقليدية بين البلدين والتي أسهمت الدعاية الإعلامية الحكومية في إذكائها، وتشير استبيانات الرأي التي عقدت مؤخرًا إلى أن نسبة تصل إلى ٦٠٪ من العينة التي شملت كافة المدن الكبرى في باكستان ترغب في علاقات صداقة مع الهند ويعتقد ٥٠٪ من عناصر العينة أن البلدين لن يقدما على خوض حرب خلال الأعوام الخمسة القادمة على الأقل مما لا يدع مبررًا الاستمرار الحشد العسكري، إلا أنه من الواضح أن العينة ذاتها تصر في معظمها على ضرورة إعطاء الحق لمواطني كشمير باختيار مستقبلهم بحرية، وفي هذا الصدد رأت نسبة٦٥٪ أن هذا يعني ضم الولاية لباكستان فيما رأت البقية أن تنفرد كشمير بإقامة دولة مستقلة.
ترحيب حذر
وفي كشمير المحتلة نفسها أعربت قيادات ما يعرف بالمؤتمر العام لأحزاب التحرير عن ترحيبها بالمفاوضات على نحو حذر، موضحة أن هذه الخطوة ستكون إيجابية إذا ما ساهمت في إيجاد حل نهائي للأزمة، وعبر زعيم المؤتمر سيرواعظ عمر فاروق عن اعتقاده بأن الكشميريين يتطلعون إلى المشاركة في أي حل لمستقبل ولايتهم باعتبارهم طرفًا أساسيًا في الصراع، ومن جهته عبر سيد علي جيلاني - زعيم الجماعة الإسلامية في الولاية المحتلة - عن اعتقاده بأن الهند تستغل المفاوضات لذر الرماد في العيون وإخفاء سياستها القمعية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، موضحًا أن کشمير ليست نزاعًا ثنائيًا بين الهند وباكستان، بل هي قضية حق تقرير مصير لأكثر من ١٣ مليون كشميري مما يحتم أن يكون لهم دور أساسي في أي حل مرتقب.
البروفيسور أليف الدين الترابي:
الهند تستخدم المفاوضات لكسب الوقت
أعرب البروفيسور أليف الدين الترابي - المدير العام للمكتب الإعلامي لكشمير المسلمة - عن اعتقاده بأن مباحثات إسلام آباد لم تسفر عن إنجازات حقيقية ملموسة الصالح قضية كشمير ولم تستطع إيجاد تغيير في موقف الهند من
القضية. وفي تصريح ل المجتمع قال الترابي: إن نشر الهند للصواريخ
وزيادة ميزانيتها للدفاع لا يتوافق مع مزاعمها للرغبة في تحقيق السلام في المنطقة، موضحًا أن من الواجب على نيودلهي أن تبادر بإعلان التزامها الواضح بقرارات الأمم المتحدة حول كشمير وإيقاف انتهاكات حقوق الإنسان والإفراج عن المعتقلين، وسحب الجيش من الولاية لإثبات حسن نواياها. وحول التقدم الذي طرأ على الموقف الهندي قال. الترابي إنه ليس تقدمًا جوهريًا بدليل أن وكيل الخارجية الهندي رفض الإجابة عن سؤال الصحفيين حول حدوث تغيير في الموقف الهندي من كشمير مبررًا رفضه هذا بحرصه على عدم إثارة ما من شأنه أن يعكر التفاؤل الذي ساد أجواء اللقاء، كما استشهد الترابي على استمرار التعنت الهندي بقول وكيل الخارجية الهندي: «إن فاروق عبدالله هو الممثل الوحيد للشعب الكشميري»، مع أن الجميع يعلم أن فاروق عبد الله - رئيس وزراء كشمير المحتلة - ليس سوى عميل للهند نصبته بعد انتخابات مزورة لم تزد نسبة المشاركة فيها على 5٪ - حسب قول الترابي.
محطات دولية
١٥ ألف فلبينية يعملن في بيوت الإسرائيليين، ويصل متوسط الراتب الشهري ٦٠٠ دولار، والبعض يشتكين من كثرة الأعمال وقلة الراتب.
ترى نسبة وافرة من الأمريكيين أن شركات «والت ديزني» المتخصصة في الترفيه والرسوم المتحركة تروج معتقدات غير أخلاقية مثل الشذوذ والزنى، وأظهر استطلاع للرأي أن %٢٩ من الأمريكيين البالغين يرون أن ذلك يعد انتهاكًا للحياء، وكانت شركة ديزني انتجت مؤخرًا فيلمًا كرتونيًا باسم علاء الدين تضمن إهانة بالغة للعرب والمسلمين.
ذكرت صحيفة« صنداي إندبندنت» الصادرة في جنوب إفريقيا أن عناصر موالية لرئيس زائير المخلوع موبوتو سيسي سيكو وقعت مؤخرًا عقدًا بقيمة ٢٤ مليون دولار مع بعض رجال المخابرات الجنوب إفريقيين لتجنيد مرتزقة يحملون جنسيات إفريقية وبريطانية وفرنسية لتنفيذ عمليات في كينشاسا من موقع تسيطر عليها منظمة بونيتا الأنجولية على الحدود بين أنجولا والكونغو، وكشفت الصحيفة أن جنرالات تابعين لموبوتو نهبوا قبل سقوط العاصمة مبالغ نقدية تفوق الأربعين مليون دولار وكميات من الألماس تقدر بالملايين.
ذكرت مجلة لوبوان الفرنسية أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تعد العدة حاليًا لإطلاق شرارة ثورة من غرب الكاميرون على غرار تلك التي تزعمها الرئيس كابيلا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذكرت المجلة أن استقالة تيتوس إيدزوا - وزير الصحة والطبيب الخاص للرئيس بول بييا - عشية الانتخابات التشريعية التي أجريت في الكاميرون مؤخرًا وأسفرت عن فوز حزب رئيس الدولة لم تأت من فراغ، وتفيد الإشاعات أنه سيكون عنصرًا فعالًا في حركة التمرد التي ينتظر أن تنطلق من غرب البلاد على يد المعارضة الناطقة باللغة الإنجليزية لقلب النظام الحاكم في ياوندي.
ذكرت مجلة لوبوان الفرنسية أن مسجد قرطبة الذي بناه الخليفة الأندلسي عبد الرحمن الداخل الأول مازال محل نزاع محتدم بين المسلمين والمسيحيين، ولم يتم حتى الآن إيجاد حل لتحديد من تؤول إليه ملكية المسجد العريق الذي يدعي المسيحيون أيضًا ملكيته، وقد تم تصنيف المسجد ضمن الأماكن التراثية العالمية التي تشرف عليها منظمة اليونسكو، وقد كان قبل الف عام مركزًا لأكبر مملكة في الغرب وأكثرها تنويرًا وهي الخلافة الأندلسية، ويعارض سكان مدينة قرطبة من المسلمين عمليات الترميم وإعادة التأهيل التي تقوم بها أسقفية المدينة لأنها تطمس كل الملامح الإسلامية للمسجد، ويذكر أن الكنيسة الكاثوليكية قد استولت على المسجد في القرن الثاني عشر ثم حوله الملك تشارلز كوينت إلى كاتيدرائية، ومازال بعض المسلمين يطالبون بمنحهم حق إقامة شعائر الصلاة في محراب المسجد، الذي سلم من كل محاولات التدمير، ويعاند اسقف المدينة قائلًا: «إن هذا المسجد قد تحول إلى كاتيدرائية منذ سبعة قرون وسيظل كذلك»، لكن المعركة لم تنته بعد..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلدراســـــات فـي التطبيـــــع مع الكيـــــان الصهيونـــــي
نشر في العدد 2176
43
الأربعاء 01-فبراير-2023