; المجتمع الأسري- العدد 1142 | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الأسري- العدد 1142

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1995

مشاهدات 15

نشر في العدد 1142

نشر في الصفحة 58

الثلاثاء 21-مارس-1995

للداعيات فقط
مع الأمهات
كثيرًا ما تروى مشاكل الأمهات مع أطفالهن ومعاناتهن في عملية التربية، وتحديات العصر الحديث التي أصبحت تشكل عبئا في عملية التربية وحيرة الأم بين رغبتها في تنشئة أولادها تنشئة إسلامية من جهة، ورغبتها في مسايرة العصر والإلمام بفنون التربية الحديثة من جهة أخرى، كل ذلك جعل الأم في حيرة من أمرها، وقد أوقعتها حيرتها تلك في مشاكل كثيرة انعكست بالتالي على علاقتها بأبنائها.
لا أدرى حقيقة لِمَ تقع الأم في مثل هذه الحيرة والتخبط وهي تملك بين يديها منهاجًا تربويًّا متكاملًا من كتاب الله- عز وجل- وسنة رسوله الكريم لله، وهي تملك بين يديها اليوم كتبًا كثيرة تدور في هذا المجال.
إن الأم لو حرصت على الاقتداء بالسنة النبوية في مجال تربية الأبناء، وإذا ما سارت هي على المنهاج التربوي الذي شرعه المصطفى عليه الصلاة والسلام والذي لا ينطق عن الهوى وإنما هو وحي يوحى، لن تعاني ولن تحتار بإذن الله تعالى، بل إن معاناتها في الغالب تنتج عن اتباعها لمناهج أخرى لا تحمل في طياتها الحل الإسلامي المطلوب.
ولنأخذ على سبيل المثال قضية الحجاب بالنسبة للبنات ومعاناة الأمهات معهن في هذا الجانب، فقد تهمل الأم تبيان أهمية الحجاب الشرعي لابنتها في بداية سنوات الطفولة معتقدة بأن الابنة لا تزال طفلة صغيرة لا تعي هذا الأمر، وقد تعتقد أيضًا أن الابنة سترتديه طواعية تقليدًا للأم بعد سن البلوغ، كما أن الأم لا تبالي في الغالب بأن تعتاد الابنة ارتداء الملابس المحتشمة الساترة منذ طفولتها، فنراها تسمح لها بارتداء القصير والبنطلون الضيق بحجة أنها لا تزال طفلة صغيرة دون سن العاشرة رغم أن الفتاة في سن العاشرة يجب عليها ارتداء الحجاب في مذهب الإمام الشافعي- رحمة الله عليه- ونتيجة لهذا فإن الطفلة تعتاد ارتداء هذه الثياب وبالتالي يأتي رفضها للحجاب بعد ذلك، أو أنها قد ترتديه ولكن ليس بالصورة الشرعية المطلوبة، مما يسبب ضيقًا وإحراجًا للأم التي تكون قد تسببت في ذلك دون أن تدري، وفقنا الله جميعًا لاتباع الحبيب المصطفى في تربيتنا لأبنائنا..
سعاد الولايتي

 


قصة ولادة «إليزابيتا» الإيطالية
تجدد الحديث عن التجارة غير المقدسة في الحياة البشرية
ضوابط التلقيح خارج الرحم
رؤية إسلامية بقلم الدكتور عصام العريان
يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 282)، ويقول تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ﴾ (الروم: 56)، وجاء في الأثر «إنما العلم الخشية».
لماذا؟ لأن العلم والعقل دون ضوابط أخلاقية (التقوى) وبدون وازع إيماني يمكن أن يؤدي إلى انفلات غير عادي وأحيانًا إلى الدمار.
وكيف؟ والوحى يعصم العقل ويحجزه عن الاندفاع إلى متاهات لا يجب الوقوع فيها، والأخلاق الإيمانية التي يربيها الالتزام السلوكي والإيماني تمنع العالم من الانسياق وراء رغبة جامحة في تطبيق كل ما يصل إليه بغض النظر عما يترتب على ذلك من مفاسد وضرر.
وهذا لا يمنع النظر في الكون والاختراع والابتكار، بل هو يتعلق بكيفيه تطبيق هذه الاختراعات وتلك الابتكارات وبذلك تمت الولادة.
«أمها ماتت عمتها ولدتها، أبوها أصبح خالها.. فوضى».
سبب الحديث
ولكن ما الذي جدد الحديث حول هذه القضية؟
لقد نشرت الجرائد العالمية الجدل الذي ثار حول الطفلة الإيطالية إليزابيتا، وإليك ما قالته جريدة «الأندبندنت» اللندنية في تاريخ 12/1/1995.
إليزابيتا عمرها أسبوع واحد ولكنها أثارت جدلًا كبيرًا.. لقد ولدت بطريقة التلقيح خارج الرحم ولكن شجرة عائلتها أصبحت معقدة ومتشابكة، يمكنك أن تقول إن لها أُمَّين أو لا يوجد لها أم على الإطلاق، والدها الأصلي التي من صلبه أصبح خالها، وبينما زوج عمتها صار والدها؟
وما السبب في هذه المشكلة؟
لقد احتفظ والداها ببويضات مخصبة لدى الدكتور باسكوال بيلوتا، ثم ماتت أمها في حادثة بعد ذلك مباشرة، وبعد مرور سنة خطرت لوالدها فكرة زرع البويضة المخصبة في رحم أخته، وقبل الطبيب الكبير المخاطرة.
ردود الفعل
لقد كانت ردود الفعل متباينة داخل إيطاليا نفسها، أدانت الكنيسة الكاثوليكية ما رأته تجارة غير مقدسة في الحياة البشرية يقترب من زنا المحارم.
وتفاعل الفاتيكان رأس الكنيسة في العالم، بحسم فقال الكاردنيال أورسيليو توینینى هذا احتيال وتلاعب، إنهم يعاملون الإنسان مثل الأرانب بينما دافع أحد العلماء عن موقف الأسرة والطبيب.
وبدأ القانونيون ينظرون في المسألة حيث إن القانون الإيطالي يخلو من أي تناول لمثل هذه المشكلة.
لقد أعلن الطبيب الذي تابع الولادة وأتم العملية أن عينيه كادتا تخرجان من محجريهما عندما أبلغه الأب برغبته مما يدل على أن فطرته رفضت المسألة ولكنه فكر بأن هذه طريقة لاستمرار الحياة بعد الموت وليست زنا بين المحارم ولكنها أقرب إلى التبني.
وقد قبلت العمة وزوجها أن يكونا الآباء الرسميين لإليزابيتا، وبذلك أصبح الأب من الصلب في موقع الخال وفي بريطانيا ينظم القانون هذه المسألة فلا يجوز زرع بويضة في أم بديلة بدون إقرار ورضا مشترك من الأبوين، أي أن الأمومة ستورث إلى أخرى بعد وفاتها.
- اضطراب في الأنساب.
- زنا صناعي بين المحارم.
- اختلال في المفاهيم.
- ارتباك في الأوضاع القانونية المترتبة على تلك.
كل هذا سببته وستسببه مثل هذه التطورات المتلاحقة التي لا يحكمها وازع إيماني أو خلقي أو ديني أو قانوني.
موقف الإسلام
عن العلاقة بين الوحي والعقل أو الدين والعلم يقول الإمام الشهيد حسن البنا في رسالة التعاليم والإسلام يحرر العقل، ويحث على النظرة في الكون، ويرفع قدر العلم والعلماء، ويرحب بالصالح النافع من كل شيء، والحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق الناس بهاء.
وقد يتناول كل من النظر الشرعي والنظر العقلي ما لا يدخل في دائرة الآخر ولكنهما لن يختلفا في القطعي فلن تصطدم حقيقة علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابتة ويؤول الظني منهما ليتفق مع القطعي، فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى بالاتباع حتى يثبت، وهناك ضوابط أخلاقية تنبع من الإيمان بالله واليوم الآخر تحيط بذلك كله؛ فالمؤمن يسعى فى ضوء العلم لنفع الإنسان الذي سخر الله له ما في السموات والأرض لا لأذاه، وهناك شريعة ربانية تضبط سلوك الإنسان إذا انحرف عن الفطرة السوية أو رام ما ليس له فيه حق.
وهناك قانون ينطلق من هذه الشريعة وتلك القيم الإيمانية والضوابط الأخلاقية التي أشرنا إليها ينظم سلوك الإنسان في هذا المضمار الذي لا بد من ضبطه العقلي أو ينهار، إذن لا خصومة هناك بين الوحي والعقل، وقديمًا ألف- شيخ الإسلام- ابن تيمية مؤلفه العظيم «درء تناقض العقل والنقل».
والإسلام يرحب بالصالح النافع من كل شيء، والإسلام يشجع على النظر في الكون والاختراع والابتكار.
التطورات الطبية الحديثة..
وضرورة التشريع المناسب
لقد حفلت الساحة الطبية في العقد الأخير بإنجازات هائلة في مجال حل المشاكل القديمة التي طالما بحث الإنسان عن حلول لها.
فهناك التقدم الهائل في مجال نقل الأعضاء، وهي محل جدل، وصدرت عدة قوانين في العالم وكذلك في بعض الدول الإسلامية تنظم هذا الأمر وتضبط السلوكيات حتى لا يحدث فوضى عند التطبيق.
وهناك التقدم الخطير في الهندسة الوراثية، وكذلك ما يتعلق بشئون الإنجاب والتلقيح خارج الرحم وما يثيره من مشكلات كالتي تتعلق بهذه الحالة المنظورة مثل:
•    ضوابط التلقيح خارج الرحم: الأطراف، الأمان، المدة التي تحفظ فيها البويضة الملقحة.
•    استئجار الرحم هل يجوز؟ وإذا حدث فمن المناسبة لهذا الأمر، ومن تكون الأم في هذه الحالة؟!!
•    الإنسان والمواريث وكيف يتم التأكد من ذلك؟!!
أعتقد أن الندوات التي عقدتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية حول هذه القضية في دورتها قبل الغزو العراقي للكويت والتي صدرت في كتيب وضعت أسسًا لتنظيم هذه المسألة بحيث يسترشد بها القانونيون والمشرعون في مجالس الأمة والشعب وهي باختصار شدید:
•    التلقيح خارج الرحم جائز بشرط أن يكون بين أب وأم في حالة علاقة زوجية صحيحة وقائمة ومتفقة مع الشرع بشرط ضمان خلق الطبيب وسلامة الإجراءات حتى لا تختلط مع غيرها.
•    أي تلقيح بين رجل وامرأة خارج إطار العلاقة الزوجية محرم شرعًا، ولكنه لا يعتبر زنا يستحق العقوبة الشرعية ويخضع للتعزير المقرر شرعًا.
•    لا يجوز استئجار الأرحام لأنه لا يقاس على الرضاعة فهذه فوارق ضخمة بين الأمرين.
فالحمل ليس مجرد تغذية كالرضاعة واللبن يمكن فصله وبيعه عن الأم، أما الرحم فلا يمكن ذلك بحال من الأحوال، والحمل يرتب أمومة حقيقية مهما كان مصدر البويضة الملقحة، وإدخال مَني رجل غريب إلى رحم امرأة لا تحل له لا يجوز شرعًا وإن كان ليس بزنا طبيعي.
أما إن كان الرجل متزوجا من امرأتين وكانت البويضة لإحداهما والرحم للأخرى فتثور هنا قضية إثبات النسب، فمن هي الأم التي ترث وتورث هذا المولود؟ هل هي صاحبة البويضة أم التي حملت وولدت؟ أما إذا حدث ذلك بجهل ودون علم فكيف التصرف؟
أعتقد أنه لا يجوز إسقاط الحمل بحال قياسًا على ولد الزنا، ولكن على الفقهاء والعلماء والقانونيين البحث في قضية النسب تحديدًا بالتعاون مع علماء الوراثة والطب لحسم مثل هذا العبث الذي يهدر سلامة المجتمع عن طريق هدم التماسك الاجتماعي الذي هو شرط الأمن والاستقرار، والله الموفق والمستعان.

 

غلاء المهور.. وأثره على المجتمع المسلم
المرأة في الإسلام بعض من الرجل والرجل بعض من المرأة، وما يخلق الرجل إلا من المرأة والرجل معًا، وما تخلق المرأة إلا من الرجل والمرأة كذلك، وما كان لبشر أن يوجد إلا من هذا الطريق إلا من اختصته القدرة الإلهية والإعجاز السماوي من آدم أبي البشر وحواء أم الإنسانية، وعيسى ابن مريم. ولم تقم الحياة بالرجل وحده ولن تقوم ولم تقم بالمرأة وحدها وما ينبغى لها ذلك، يهتم الرجل بالمرأة، وتهتم المرأة بالرجل ويهتم كلاهما بالحياة بهما يكثر النسل، ويحفظ النوع، وتعمر الأرض، وتتحرك الدنيا.
ومن البديهات التي يعرفها الجميع: أن الرجل لا غنى له عن المرأة، وكذلك المرأة لا غنى لها عن الرجل. فكلاهما وقع عليه عب عمارة الأرض، قال تعالى في سورة هود ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ (هود: 61)، ولم يشأ الحق سبحانه وتعالى- وهو أعلم بمصالح عباده- أن يترك الإنسان كسائر الكائنات، فيدع غرائزه تنطلق دون وعي ويترك اتصال الرجل بالمرأة فوضى لا ضابط له.
الصداق دلالة تكريم وإعزاز
ولهذا جاء الزواج في الإسلام أسمى نظام يحفظ للإنسان كرامته، ويرفعه ويقدره ويميزه ولقد دعا الإسلام الحنيف في هذا النظام الذي تقوم عليه الأسرة الرجل الذي يوفق إلى اختيار المرأة التي تكون زوجة له أن يقدم لها صداقًا، ليكون منحة تقدير تحفظ على المرأة حياتها، ويتقدم به الزوج معبرًا عن تقديره وعن رغبته في إتمام الزواج بها..
فالمهر أو الصداق من محاسن الإسلام التي جاءت تكريمًا لمشاعر المرأة، وتوثيقًا لعرى المحبة بين الزوجين وهذا المهر أمر مفروض على الرجل، ومع ذلك يبذله على سبيل العطية التي تهدى للغير دون مقابل مادي قال تعالى في سورة النساء ﴿وَءَاتُوا۟ ٱلنِّسَاۤءَ صَدُقَـٰتِهِنَّ نِحۡلَةࣰۚ فَإِن طِبۡنَ لَكُمۡ عَن شَیۡءࣲ مِّنۡهُ نَفۡسࣰا فَكُلُوهُ هَنِیۤـࣰٔا مَّرِیۤـࣰٔا﴾ (النساء: 4)، والقرآن الكريم سمّى إعطاء الصداق نحلة، والنحلة كما قال العلماء الفريضة أو العطية أو الهبة باعتبار أن الصداق يعطى دون مقابل مادي، وهذا الصداق الذي أمر الإسلام بإعطائه للمرأة هو في حد ذاته كما يذكر العلماء تكريم للمرأة من الوجوه التالية:
أولًا: أنه حق للمرأة على الرجل الذي يريد أن يتزوج بها، يعبر به الرجل كشيء رمزي -عن مشاعر تقديره- لمن اختارها واختارته، ورضي بها ورضيت به ويعبر به كذلك عن رغبته في الارتباط بها وبذله ما يستطيع في سبيلها.
ثانيًا: أنه يدفع للمرأة دون مقابل: والإسلام لم يجعله في مقابلة استمتاع الرجل بالمرأة، وإنما هو آية من آيات المحبة، وتوثيق عرى المودة والرحمة.
ثالثًا: أن هذا الصداق هو حق للمرأة ليس لوليها أن يأخذ منه شيئًا ولا أن يزوجها بدونه.
رابعًا: في تقديم الصداق تقوية معنوية لجانب حيث يعوضها أدبيًّا عما تستشعر به من استيحاش حين تنتقل عن أسرتها وبيتها إلى قرين غريب عنها، وبيت لم تدرج فيه من قبل.
ولو أن الناس التزموا بآداب وتوجيهات المصطفى صلى الله عليه وسلم في الصداق ما كانت هناك عنوسة، وما كان هناك انحراف عن أدب الإسلام، والذي لا شك فيه: أن التشديد على الزواج بالغلو في المهر شاع بين الناس، وليس من مصلحة الفتيات ولا من هناءتهن في حياتهن الزوجية.
فالزوج الذي يستدين بسبب زواجه كثيرًا ما يصاب بانقباض النفس وضيق الصدر، وكثيرًا ما يقترن ذلك بنظرته إلى من كانت سببًا في شقائه بالدين المؤرق.
والزوج الذي يكلف نفسه فوق طاقته يعود بعد الزواج إلى التبرم والضيق، ويؤدي ذلك إلى مشاكل تكون بداية لما لا تحمد عقباه.
ولهذا كله كان من الوصايا التي تلحق بالتعرف والاختيار، والرضا والكفاءة، يسر المهور وعدم المغالاة فيها، وما دام المهر هبة. وهدية ومنحة، يهدف إلى غايات إنسانية نبيلة فلا داعي للتغالي فيه، أو تعقيد أمر الزواج بسببه.
التيسير في المهور من سنن الإسلام
جاء في البخاري عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت: إني وهبت نفسي لك. فقامت طويلًا، فقال رجل: يا رسول الله زوجنيها، إن لم يكن لك بها حاجة فقال: هل عندك من شيء تصدقها به؟ فقال: ما عندي إلا إزاري هذا؟ فقال رسول الله: إزارك إن أعطيتها جلست ولا إزار لك، فالتمس شيئًا، فقال: ما أجد قال: التمس ولو خاتمًا من حديد؟ قال: فالتمس فلم يجد شيئًا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل معك من القرآن شيء؟ قال: نعم، سورة كذا وسورة كذا لسور سماها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زوجتكها بما معك من القرآن.
وإذا كان حفظ سور من القرآن الكريم يصلح لأن يكون مهرًا للمرأة فإن ذلك يعود إلى أن الرجل سوف يبذل ما في وسعه لتحفيظ زوجته هذه السور من القرآن.
وإذا كان- كما عرفنا- حفظ بعض سور من القرآن مهرًا للمرأة المسلمة فإن الإسلام نفسه كان مهرًا للمرأة المسلمة أيضًا، وذلك حينما كان الإسلام غض الإهاب، وكان الدخول فيه أساس الرضا بالزوج.
روى النسائي في سننه عن أنس قال خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: والله ما مثلك يا أبا طلحة يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذاك مهري، وما أسألك غيره.
وفى هذا الصدد يقول الإمام الشوكاني -رضي الله عنه- في «نيل الأوطار»: هناك دليل على أفضلية النكاح مع قلة المهر، وإن الزواج بمهر قليل مندوب إليه؛ لأن المهر إذا كان قليلًا لم يتصعب النكاح على من يريده.
أرايت أيها القارئ الكريم، وأيتها القارئة الفاضلة دعوة الإسلام الحنيف إلى تيسير المهور، إن غلاء المهور والتغالي فيه داء في جسد مجتمعاتنا الإسلامية، وأصبح ظاهرة خطيرة تهدد المجتمعات بعواقب وخيمة.
ففتيات الأمة يعانين من العنوسة القاتلة وفتيان الأمة وشبابها يعاني من الانحلال والقلق، وأعداء الأمة يدسون في المجتمعات ما يساعد على الانسلاخ والذوبان والفساد.
ونستطيع أن نقول بكل صدق وإيمان إننا في أشد الحاجة إلى أن نعود إلى تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم التي أرشد بها الأفراد والمجتمعات في بناء بيت الزوجية، لتكون قوة تعمل في الأرض بوعي وفهم.

 


هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية تشارك في مؤتمر الأمم المتحدة للمرأة
واشنطن: المجتمع: تشارك هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في أمريكا الشمالية بوفد مكون من 12 عضوًا من هيئة الإغاثة في أعمال المؤتمر التحضيري والذي سيعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة ما بين 15 مارس وحتى 4 إبريل 1995م، وذلك للتحضير لمؤتمر وضع المرأة والذي من المقرر عقده في بكين في سبتمبر القادم.
وصرح سليمان العلي -مشرف مكاتب الهيئة- أن المؤتمر سيناقش جميع الشئون المتعلقة بالمرأة سواء السياسية والصحية والاجتماعية ووضع المرأة المهاجرة في مخيمات اللاجئين.
ومن الجدير بالذكر أن هيئة الأمم المتحدة قد وجهت دعوات لبعض المنظمات غير الحكومية للمشاركة في أعمال المؤتمر.
وقد قدمت الهيئة توصيات وملاحظات على وثيقة المؤتمر بعد الاطلاع عليها، وذلك لوجود بعض المواد التي تخالف مبادئ الإسلام بالنسبة لشئون المرأة، وتكمن خطورة هذه الوثيقة في ما ستحمله من تبعات للأجيال القادمة سيضطر الموقعون عليها للانصياع لها، وستحاول الهيئة خلال جلسات المؤتمر فتح حوار مع الوفود الرسمية الأخرى المشاركة لإقناعهم بتعديل هذه المواد حتى تكفل حفظ وصون مكانة وحقوق المرأة..

 

ثمرة التين.. غذاء ودواء
التين هو الثمرة المباركة التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز وأقسم بها ﴿وَٱلتِّینِ وَٱلزَّیۡتُونِ * وَطُورِ سِینِینَ﴾ (التين: 1-2) فهو إذن قديم، يرتبط بما سلف من الأيام، فقد عرفه الفنيقيون واستعملوه غذاء ودواء، واستعمله الفراعنة علاجًا لآلام المعدة، وجاء العلم الحديث ليكرس أهمية التين في البرامج الغذائية وليكتشف له منافع عديدة واستعمالات واسعة.
ما السر في هذه الثمرة ؟؟
يعتبر التين من أغنى مصادر الفيتامينات أ، ب، ث، كما يحتوي على نسبة عالية من المواد المعدنية وعلى الأخص الحديد والكالسيوم، والنحاس، وهي المواد البانية للجسم والمولدة لخضاب الدم، كما يحتوي على نسبة عالية من السكر تبلغ حوالي 19% من وزنه، فإن مائة غرام من التين تعطي للجسم حرارة مقدارها سبعون سُعرًا وترتفع هذه النسبة إلى 268 سُعرًا في التين الجاف.
فوائد لا تحصى
يقول ابن سينا في كتابه «القانون» إن التين مفيد جدًّا للحوامل والرضع، كما يقول أبو بكر الرازي في كتابه الحاوي، إن التين يقلل الحوامض في الجسم ويدفع أثرها السيئ.
ويفيد التين في معالجة الإمساك المستعصى، فإن تناول بعض تينات في الصباح على الريق خير -ألف مرة- من تناول الحبوب أو المساحيق الملينة ولا تختلف هذه الميزة في التين الغض عنها في تناول المجفف وكلاهما يحتفظ بخصائصه الملينة.
قوة غذائية.. ولكن انتبه
وقد درجنا على عادة تناول التين المجفف مع الجوز شتاء، وفي هذا دعم لقوة التين الغذائية؛ لأن مزيج المادتين يهب أكلها مقدارًا عاليًا من الحرارة تساعده في مقاومة برد الشتاء، وتمنحه قوة ونشاطًا، ولكن من الضروري أن ننبه هنا إلى وجوب الاعتدال في تناول التين لأنه يحتوي على عناصر غذائية دسمة تجعل المعدة تصرف عن تناول الأطعمة الأخرى، كما أن كثرة البذور في الثمر قد تسبب اضطراب الهضم؛ ولذا ينصح المصابون بالتهاب الأمعاء -بشكل خاص- بأن يقللوا من مقدار التين الذي يتناولونه بحيث لا يزيد عن ست أو سبع تينات في اليوم.
التين علاج الأمراض الجهاز التنفسى
هذا، ويفيد منقوع التين في علاج التهابات الجهاز التنفسي، كالتهاب القصبات والحنجرة كما أن تناول كأس من هذا المنقوع قبل كل طعام يفيد في تخفيف حدة السعال التشنجى «الديكي» أما إذا استعمل المنقوع في غرغرة فإنه يخفف الآلام الناجمة عن التهاب البلعوم؛ فالتين هو أحد العناصر النباتية الأربعة التي تستعمل مناقيعها في مكافحة التهابات الجهاز التنفسي وتسمى المناقيع الصدرية.
فوائد واستخدمات أخرى
تبينت فوائد التين في معالجة «التقرن» أی تقرن جلد العقبين والأثقال التي تظهر على جوانب أصبع القدم، وذلك بدهن الموضع المصاب كل يوم بعصير ساق هذه الثمرة حتى الشفاء.
كما ينصح بصنع الوصفة التالية لعلاج وهن الأمعاء وكسلها: نأخذ ست أو سبع تينات ونشطر كل منها إلى شطرين، ثم توضع الشرائح في زيت الزيتون، ثم تضاف إليها بضع شرائح الليمون وتترك ليلة كاملة، وفى الصباح ترفع شرائح التين وتؤكل على الريق بعد تصفية الزيت منها.
ويستخدم التين في علاج الحروق البسيطة بعد هرسه مجففًا ووضعه على الحرق البسيط، كما يفيد التين لعلاج خراجات اللثة والقروح بعد شطر الثمرة إلى شريحتين ووضعها على الجراح أو القروح.
إعداد: غسان عبد الحليم عمر

الرابط المختصر :