العنوان المجتمع الأسري العدد 1440
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 27-فبراير-2001
مشاهدات 17
نشر في العدد 1440
نشر في الصفحة 60
الثلاثاء 27-فبراير-2001
معادلة العلاقة بين الزوجين وأهليهما
الزوجة الرقم الصعب وبيدها خيوط العلاقة بين أفراد الأسرتين
حوار: نادية عناية الله
الزواج رباط وثيق أباحه الله تعالى لتكوين الأسرة، ولكي تكتمل المودة والرحمة بين الزوجين، لابد من مراعاة الأسرتين اللتين خرج منهما هذان الزوجان فما حقوق أهليهما وما حدود تدخلهم في حياتهما؟ وكيف تكسب الزوجة حب أهل زوجها؟ وكذلك الزوج؟
للإجابة عن هذه الأسئلة، كان لمجلة المجتمع هذا الحوار مع السيدة موضي ثنيان أحمد- مراقبة التوجيه التنموي والأسري بإدارة التنمية الأسرية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية.
● بداية ما حقوق أهل الزوج على الزوجة؟
● اهتم الإسلام اهتمامًا كبيرًا بتكوين الأسرة. والحفاظ عليها حين حرص على اختيار الزوجة الصالحة لتأسيس البيت المسلم، والأسرة السوية هي التي تنطلق حياتها من مبادئ الإسلام وتعاليمه فالزوجة قد تربت في بيئة، ونشأت على طبائع معينة، ثم قدر الله تعالى أن تنتقل إلى هذا البيت الجديد بصحبة زوجها، وليس هناك قواعد أو التزامات ثابتة، ولكن العرف والعادات تتطلب المعاملة الحسنة، والاحترام والتقدير لأهل الزوج ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، ويدافع الحب الذي تحمله الزوجة لزوجها، وتقديرها له يكون حبها لأهله، وتواصلها معهم، وكذلك بالمثل تكون علاقة الزوج بأهل زوجته قائمة على الاحترام والتواصل الاجتماعي، وبرهم لأن كلا الطرفين ينتمي الأسرة تمتد جذوره فيها، وبتكوين عقد الزواج الذي بين الطرفين، ترتبط العائلتان فيما بينهما برباط المصاهرة والنسب الذي يتطلب التواصل، وتوثيق العلاقات وتبادل الزيارات.
وكلما كان الزوجان على وعي بأمور دينهم. ومخافة الله كان ذلك مدعاة للعلاقة الطيبة مع الأهل لأن الإيمان بالله تعالى، وابتغاء الأجر يعين المرء على عدم الإساءة للآخرين، وأقربهم الأهل والأقارب.
● هل بر الزوج بأهله يجبر الزوجة على حسن معاملة أهله برغم أنهم قد يسيئون لها؟
● بر الزوج بأهله دليل على حبه لهم، وفهمه لما يتطلبه الدين منه والزوجة الصالحة تراعي هذا الجانب حتى إن أساء إليها أهل الزوج، وتختلف درجة الإساءة من شخص لآخر، فما يكون إساءة من شخص قد لا ينظر إليه آخر من هذا الباب فيعفو ويصفح، ولكن الزوجة الواعية الحريصة على ثبات قواعد الأسرة، والحفاظ على الاستقرا الأسري، تصبر وتحتسب برغم الإساءة وتطبق قول الله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)﴾ (المُؤمِنُون:96)
والزوجة الذكية هي التي تسعى لمرضاة زوجها، وإدخال السرور على قلبه بمعاملة أهله المعاملة الطيبة، وتتحاشى الاحتكاك معهم كثيرًا إذا رأت منهم عدم الاحترام لها. .
● كيف تكسب الزوجة ود أهل زوجها ومحبتهم؟
● هناك طرق وأساليب معينة تستطيع الزوجة الصالحة أن تكسب بها أهل زوجها .. ومنها:
1- توقير الكبير واحترامه: قال رسول الله ﷺ «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا». فالزوجة بهيبتها لأم زوجها، وباحترامها لها تكسب ودها، وتنال رضاها.
2- التواضع والتماس النصيحة، وقبول التوجيه.
3- الإيثار والبذل، وقضاء الحوائج.
4- الحلم، وترك الغضب، فالمرأة العاقلة هي التي تتخطى المواقف والأحداث، وتتعامل معها بالحلم والصبر والتجاوز عن الهفوات ولا ترصد الأخطاء.
5- المشاركة في الأفراح والأحزان، فالزوجة الطائعة هي التي تهدي إلى أهل الزوج، وتصلهم، وتترفع عليهم، وتكون هي عين الزوج في كل مقام.
6- احترام أم الزوج وطاعتها وأن تنظر إلى أمرها باعتباره أمرًا لا ينطلق من إمارة أو وزارة بـل من سياسة البيت وتدبير شؤون الأسرة.
● من المسؤول عن التوافق بين أهل الزوج وزوجته والعكس؟
● ليس هناك شخص محدد يتحمل مسؤولية هذا التوافق، ولكن يظل كلا الزوجين المسؤول عن توفير الجو الاستقراري والهادئ، والتعايش الودي بين العائلتين، لأن عقد الزواج ليس عقدًا به شخصين فقط، وإنما يترتب عليه تواصل به أسرتين تحملان أرحامًا وأنسابًا توجب العلاقة الطيبة بينهما.
● هل يصح من الزوجة أن تقارن بين معاملة زوجها وزوج صديقة لها بأهلها اعتقادًا منها بأن ذلك قد يصحح معاملة زوجها لأهلها؟
● التعامل بين الزوجين وأهل كل منهما يجب أن يتسم بالود والمحبة والاحترام المتبادل، والزوجة الفاهمة الصالحة المدركة لحق زوجها عليها، تفهم الصفات والسلوكيات التي يكون عليها زوجها بطول العشرة، وتستطيع بذكائها أن تحبب أهلها إلى زوجها بتعاملها الطيب مع أهله أولًا.
وبالتالي تكسب ود زوجها لأهلها، ولا تعقد مقارنة بين معاملة زوج صديقتها لأهلها ومعاملة زوجها لأهلها لأن ذلك من شأنه أن يدفعه للغيرة والعناد، وتكون النتيجة عكسية، ولا تصل إلى مبتغاها.. ويمكن أن تبين الزوجة أن أهلها يحملون كل حب وتقدير له وتصحبه في كل مناسبة لهم. توصيهم بحسن معاملة زوجها لأنه قد تكون سلبية منهم، وعدم مراعاتهم له هو الذي يؤدي إلى هذه الجفوة.
الوجود.. والتدخل
● هل يسمح لأهل الزوج أو الزوجة بالتدخل في المشكلات التي قد تطرأ أثناء وجودهم؟
● للحفاظ على استقرار الأسرة وسعادتها يجب احتواء المشكلات الزوجية واقتصارها على زوجين، ومحيطهما الخاص بهما دون تدخل أحد في إبداء الرأي أو الحل، ويقدر السماح لهما التدخل حسب ضخامة المشكلة، وإذا اضطر أحد زوجين إلى اللجوء لهما، لنفاد الحلول، يتدخل حكم من أهله وحكم من أهلها للحفاظ على استقرار الأسرة، وعلى الزوجين تحاشي إظهار هذه المشكلة أمام الآخرين، أيًّا كانت صلة القرابة.
● ما مدى احتمال الزوجة لوجود أهل زوجها في بيتها؟
● يتفاوت الأزواج بعضهم عن بعض في الغنى والفقر، ومدى توافر الظروف الاقتصادية والمعيشية في أن تبقى الزوجة مع أهل زوجها أو استقلالها في السكن الخارجي مع زوجها، ولكن إذا اضطرت الزوجة للبقاء في بيت الزوجية مع أهل زوجها تحتم عليها مراعاة أهل الزوج ومداراتهم، إرضاء لزوجها، ومراعاة للحالة المادية للزوج، ولكن الشرع يستوجب من الزوج توفير السكن المريح للزوجة لتتمكن من أداء مهامها الزوجية، وتشعر بذاتها وتستطيع الزوجة بفهمها لزوجها أن توصل ما بيده له، وتقدر الحاجة لبقاء أهل الزوج معها.
● هل يصل سوء علاقة الزوج بأهل زوجته إلى عناد الزوجة مع أهله؟
● الزوج الواعي هو الذي يسعى للمحافظة على استقرار بيته والتوافق مع زوجته، ويحرص على العلاقة الطيبة مع أهل زوجته، ولكن قد تسوء العلاقة بين الطرفين لأي سبب، فعليه ألا ينعكس ذلك بعناد الزوجة، وإساءتها إلى أهله، خاصة إذا كان أهل الزوج يتعاملون معها بالحسنى.
● أخيرًا: هل من نصيحة للزوجين؟
● استقرار الحياة الزوجية ودوامها يعتمد على فهم كل من الزوجين لأهمية العلاقة الزوجية ومتطلباتها، وتقوى الله، ومخافته تدفع إلى تطبيق شرع الله تعالى.
وعلى المرأة أن تعلم أن زوجها فلذة كبد أبويه .... رباه صغيرًا، وعلماه كبيرًا، فمن واجبه أن يؤدي لهما حقهما من بر وصلة.
وعليها جاهدة إرضاؤهما والتقرب إليهما فهما قدما لها زوجًا فتح لها بيتًا، فما أسعد الزوج حينما يرى العلاقة بين زوجته وأهله ترفرف عليها المودة والألفة مما يجنبه الكثير من المتاعب.
وعلى كل زوجة أن تعلم أنها إن أحسنت علاقتها بأم زوجها فسوف يرزقها الله تعالى بزوجة لابنها تحسن علاقتها بها..
النساء صرن أكثر عنفًا «مع الرجال»
٤٠٪ من الغربيين يتعرضون للضرب أو الصفع أو الإهانة من .. نساء!
أكدت دراسة أكاديمية بريطانية أن النساء أكثر عنفًا وعدوانية من الرجال على عكس ما هو متعارف عليه من أن النساء من أكثر ضحايا العنف.
وذكرت دراسة أجرتها جامعة «لانكستر» البريطانية- على نحو ٣٤ ألف رجل وامرأة- أن النساء أصبحن أكثر عنفًا من الرجال، وخاصة في الدول الغربية حيث أصبحن متحررات اقتصاديًّا، وبالتالي صرن لا يخشين من انتهاء أي علاقة مع الرجال، فقد وصلت نسبة ضحايا العنف من الرجال إلى 40% ممن تعرضوا للضرب أو الصفع أو الإهانة على يد زوجاتهم أو عشيقاتهم» وأكد الدكتور مالكولم جورج المحاضر في جامعة لندن أن هذه الظاهرة قديمة مشيرًا إلى تعرض شخصيات كبيرة لهذه الإهانات مثل الرئيس الأمريكي الأسبق براهام لينكولن الذي كسرت زوجته أنفه بقطعة من الخشب.
وأوضح أنه في الوقت الحالي زاد عدد حالات العنف التي ترتكبها النساء ضد الرجال، وأنه غير صحيح أن النساء يبدأن في حالة دفاع عن النفس، ذلك أن ٥٠٪ من الذين بادروا بالعدوان هم من النساء، ما يعني أن الخطورة التي يتعرض لها الرجال أكبر؛ إذ إنهم لن يتمكنوا من الحصول على أي تعويضات، ولن يكون أمامهم سوى الرد، وبقوة .. كما يرى البعض .
رسالة ود إلى صديقتي في الولايات المتحدة
حسن العقل يقود حتمًا إلى حُسن الدين
د. سميرة فياض الخوالدة ([1])
صديقتي العزيزة السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد:
أبعث إليك هذه الرسالة على البعد وأنت في النصف الآخر من الكرة الأرضية. وبرغم ذلك فانت قريبة مني أتلمسك بقلبي وذاكرتي، وأراك وأنا أكتب هذه الكلمات في خيالي تبتسمين وتصمتين وأنت تعلمين كيف يجنح الخيال أحيانًا فيسيطر على الحواس، والكينونة فيصبح هو الواقع، والحقيقة.
عزيزتي: نعود إلى ما جاء في رسالتك عن اختيار المدرسة الأنسب لطفلك، وقد تحول الأمر إلى مشكلة تقولين: إن المدارس في الولايات المتحدة متعددة الألوان والاتجاهات أو إسلامية. وأنبهك هنا إلى ضرورة التعرف إلى حظها من الإسلام، إذ لا يكفي فيها الاسم، أنت في حيرة من أمرك أين يكون الخير لنبدأ أولًا بالسؤال: ما هو الخير؟ أنت لا شك تبتغين لابنك حسن العقل والدين، وبديهي أنه بدون حسن العقل لا يتأتى حسن الدين. فليكن هذا معيارك، فإذا كانت المدرسة تخلط في مناهجها تربية العقل مع مبادئ تنكر الدين، وينكرها الدين فلن توصلنا إلى حسن العقل، وإن كانت تقفز إلى ما تراه حسن دين تحشو به رأس الطفل دون اعتناء بالعقل والتفكير فهي أيضًا قد جانبت طريق الصلاح وأعود فأقول: إن حسن العقل حتمًا يقود إلى حسن الدين.
تظنين أن هذا ضرب من التنظير؟
الواقع أنه صدى أزمة كادت- لولا الإيمان بالله- تزهق أنفاسي
لقد جهدت أن أغرس في نفس أبنائي ما أراه خيرًا في كل مناحي الحياة، لكن العالم المحيط بنا- ولا أقول مجتمعنا وحده- تحول في نظري إلى مارد جبار، عدو أعلن على الحرب. فكأنني في معركة مستمرة من أجل الذود عن فلذات كبدي، وسلامة عقولهم ودينهم.
يخرج الولد من بيتي وأنا واثقة مطمئنة أنه صلب المراس، نير البصيرة، لكنه يعود إلى ربما بكتاب أو بشريط مصور أو حتى فكرة يثيرها في نقاش محتدم معي.. يصدمني: كيف تتسلل هذه الأباطيل إلى رأسه بسهولة؟ وكيف يستسلم لها، كأنني أعددته لذلك؟!
أحاول الصعود به ثانية من الهاوية، وهو أمر بالغ المشقة، وعناء النفس. فالنفس- كما قيل. كالماء المسكوب سريع الانحدار صعب الارتقاء.
الإنسان الذبابة
اليوم عاد ولدي بشريط مصور، فتركت أعمالي جميعًا، وجلست قريبة منه أراقب كان على الشريط قصة مرئية بعنوان «الذبابة»- قصة مفعمة بالعبرة لكن- هل رأها ولدي من المنظور نفسه؟ كم أكون سعيدة لو فعل فقد صورت القصة معركة الإنسان مع العلم، كما كانت القصص القديمة تمثل معارك الإنسان مع الجن والمردة . في عالم الأرواح والطاقات المجهولة الذي إن فتح الإنسان منه كوة صغيرة فلا يلومن إلا نفسه لأنه لا يدري ما يهجم عليه منها، وهذا حال العلم الطبيعي في عصرنا الحاضر يفتح العلماء كوى، بل نوافذ على عوالم مجهولة لا يعرفون بالضبط ما وراها، وما يمكن أن تجلبه عليهم- وليتها كانت عليهم فقط، لكن المشكلة أن ما يجلبونه إنما هو بوسائلهم المنحرفة كما أن العلم غير مضمون النتائج، بل قد تكون نتائجه مفاجات خطيرة، غالبًا ما تمتد وتؤثر سلبًا في البشرية جمعاء.
بطل القصة باحث يدرس الجينات، ويجري التجارب على نفسه، لكن خطأ علميًّا يتسبب في مزج جيناته بجينات ذبابة- وبالفظاعة الرمز ويا لهول النتيجة، إذ يبدأ بالتحول تدريجيًّا إلى أن يتغير تمامًا في النهاية، ويصبح ذبابة.. أمر مرعب حقًّا يثير أسئلة عدة كيف يغلب جنس الذبابة جنس الإنسان وهل الإنسان أشد هشاشة من الذبابة ثم لماذا اختار الكاتب الذبابة- تلك الحشرة المستقذرة أهذا ما ستنتهي بنا إليه حضارتنا المتهورة التي تتصرف كولد طائش يقلب كل حجر في طريقه غير عابئ بما قد يكون تحته من أفاع ثم يلقي بذلك الحجر في النبع الصافي يعكره أو ربما يسد ينابيعه؟..
هل بدأ الإنسان الذبابة، يظهر بيننا- ليس بالضرورة شكلًا بل روحًا حلت القذارة فيه مكان الطهارة والبشاعة والقسوة مكان الجمال والفطرة ليت أبناءنا- جميعًا- يدركون أن هذه القصة جرس إنذار يشير إلى ما ينتظر البشرية، إن استمر العلم المادي يضرب في الأرض على غير هدى من نور الله.
أخيرًا، عزيزتي: إذا نجحنا في غرس هذه الرؤية في ضمير أبنائنا، ومنحناهم القدرة على إعمال العقل، ضمن الهدي الرباني، فلن نخشى عليهم من التيه والضياع، ولن يكون ذلك مصيرهم أبدًا .. إن شاء الله .
[1] - عضو رابطة الأدب الإسلامي- الأردن
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل