العنوان المجتمع الأسري.. عدد 1828
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 22-نوفمبر-2008
مشاهدات 10
نشر في العدد 1828
نشر في الصفحة 56
السبت 22-نوفمبر-2008
المجتمع الأسري
الخوف...
كيف
نساعد أبناءنا على التعامل معه؟
تيسير الزايد:
كاتبة كويتية
·
الخوف عند الصغار نتيجة طبيعية لجهلهم بتفاصيل
ما يحيط أو ما يمر بهم من أحداث
·
وعدم التعامل مع أسبابه بالشكل الصحيح يؤدي
لمشكلات نفسية
جميعنا كبارًا
وصغارًا نحمل مشاعر خوف تجاه أشياء معينة، وإن تغلبنا نحن عليها لأننا بلغنا من
العمر درجة تسمح لنا بتفسير الأمور وتقبلها والتعامل معها، إلا أن صغارنا ما زال
في مخيلتهم الكثير من الأشياء المبهمة التي تسبب لهم الخوف الذي يصل أحيانًا لمستويات
مرضية، فيصابون بالقلق أو الفوبيا، أو الاكتئاب.
نعم، هناك خوف
محمود، وهو ما يبقينا في مأمن من الأشياء المضرة، فمثلًا عندما نخوف أبناءنا من
عبور الشارع المزدحم أو التحدث مع الغرباء أو تناول الأدوية دون علمنا، فنحن
نخوفهم من نتائج أعمالهم وليس من الشيء ذاته، كالشارع أو الناس أو الدواء، وهذا ما
يعرف بالحذر وهو يختلف عن الخوف من أشياء خيالية عند الطفل يتصورها من أشياء تحيط
به في واقعه.
لماذا يخاف
الأطفال؟ وكيف تتعامل مع هذا الخوف؟ هذا هو حديثنا في هذا العدد.
مم يخاف الأطفال؟
في استبيان منذ
عدة سنوات تم رصد خمسة عشر سببًا للخوف في الكبار والصغار، وهي:
الظلام - الوحدة -
الناس الفاضية - الرفض من الآخرين - عدم الرضا من قبل الطرف الآخر - الفشل -
الوقوع في الخطأ - الكلاب - التحدث أمام الناس - أطباء الأسنان - منظر الدم
والمستشفيات العناكب - الامتحانات - رجال الأمن
المختلون عقليًا.
وأسباب الخوف تلك
إن لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح ربما تسبب مشكلات نفسية مستقبلية للأطفال.
لماذا يخاف
الأطفال؟ الخوف عند الصغار
نتيجة عدم الفهم الكامل لكل ما يحيط بهم من أشياء أو ما يمر بهم من أحداث، فالطفل
الصغير قد يرعبه صوت المكنسة الكهربائية أو حتى القصص التي بها شخصيات بارزة، قد
يتخيل أشباحًا في الظلام لمجرد وجود كرسي بجانب سريره، بل قد يرفض النوم خوفًا من
إغلاق عينيه، وبسبب عدم الفهم يفسر الأشياء على أنها تهاجمه وتؤذيه، وبالتالي
تخيفه.
ويتطور سبب الخوف
بتطور العمر، ولهذا كان من الضروري انتباه الوالدين لما يسبب خوف أبنائهم، والتحدث
معهم والاستماع إليهم.
كيف نساعدهم؟
هناك عدد من الطرق
العامة التي قد نلجأ إليها للتعامل مع خوف الأبناء، منها:
·
تشجيع الصغار على التحدث عن مخاوفهم، وعدم إنكار
مشاعرهم، متعللين أن هذا سيقويهم وينسيهم خوفهم.
·
استخدام الألعاب مثل الدبب، والعرائس، لتشجيع
الصغار للتعبير عن مخاوفهم، فالطفل لن يجد حرجًا في جعل الدب يعبر عما يخاف منه.
·
لا تقم بعمل تغيير مفاجئ في حياة الأسرة دون
تأهيل الصغار بالتدريج لهذا التغيير، فالطفل يخاف من أي شيء يحدث في حياته بشكل
مفاجئ.
·
القصص أداة جيدة جدًا للتعامل مع مخاوف الطفل،
فحاول أن تختار القصة التي تخدم أهدافك مع طفلك.
·
وصل رسالة مهمة لأبنائك، مفادها انك موجود دائمًا
لمساعدتهم، وأنك ستبذل كل ما في استطاعتك لتقديم العون لهم.
·
شجع في أبنائك الأعمال الشجاعة كإضاءته المصباح
غرفته بمفرده ليلًا، أو الذهاب للنوم بمفرده، فهذا سيجعله يدرك أنه ليس هناك ما
يخشاه، بل سيكون تجربة له في عدم الخوف.
·
لا تتعجل صغيرك في التخلص من مخاوفه، فكل شيء
يحتاج إلى وقت للتعامل معه.
النقاط السابقة
كانت نقاطًا عامة للتعامل مع الخوف، ولكن كيف نتعامل مع مخاوف معينة يعاني منها الابن؟
سنستعرض بعض هذه المخاوف.
الخوف من الظلام
قد يكون الوالدان
هما سبب الخوف من النوم في الظلام، فالكثير من الآباء يصر على نوم الطفل في غرفة
محكمة الظلام، وما لا يدركه هؤلاء الآباء أن الغرفة تختلف تمامًا لدى الطفل في
حالة الظلام وفي حالة النور، فهي إما أن تكون مملوءة بالأشباح والكائنات الغريبة،
وإما أن تكون غرفة معتادة ذات أثاث معتاد، وحتى تساعد ابنك على التغلب على الخوف
من الظلام إليك بعض النقاط:
·
استخدم الإضاءة الخافتة في غرفة النوم مع التأكد
من موقع تثبيتها المناسب حتى لا تسبب ظلالًا مخيفة للطفل.
·
دع باب الغرفة مفتوحًا قليلًا، مع التأكيد على
الطفل أنك لن تكون بعيدًا عنه.. إذا استيقظ الطفل ليلًا لا تدعوه للبقاء في غرفتك،
فهذا سيولد لديه عادة جديدة، وهي الاستيقاظ للمكوث معك في غرفتك، وبدلًا من هذا
اصطحبه إلى غرفته، وتحدث معه عن الأشياء من حوله، وأظهر له فخرك به، لأنه أصبح
كبيرًا وينام في غرفته.
·
اثبت على موقفك وإجراءاتك تجاه خوف طفلك.
الخوف من الحيوانات
·
أهم قاعدة في هذا الشأن هي: «لا تنقل خوفك من
الحيوانات لأبنائك»، بل علمهم كيفية التعامل معها والرفق بها.
·
ضع يد ابنك على المشكلة «ربما تخاف من القطط
ولكنها منتشرة في الكثير من الشوارع ولن تؤذينا إذا لم نؤذها، بل ربما هي نفسها
تخاف منا».
·
تربية الحيوانات الأليفة في المنزل له أثر طيب
في نفوس الصغار، فهو يعلمهم كيفية رعايتها والاهتمام بها، والرفق بها.
·
لا تعط طفلك الفرصة للإساءة للحيوان، فلربما
يسبب ذلك هجومًا معينًا من الحيوان دفاعًا عن نفسه، وهذا يسبب الخوف لدى الطفل
الذي لن يتخلص منه بسهولة.
الخوف من المدرسة
الخوف من المدرسة
له أسباب حقيقية وأسباب خيالية، واكتشاف نوع الخوف هو مسؤولية الوالدين، وإليكم
بعض النقاط:
·
تحديد مصدر الخوف، أمن ترك البيت أم خوفًا من
المدرسة ذاتها؟
·
وإذا كان الخوف من المدرسة ذاتها، فهل السبب
ركوب حافلة المدرسة؟ أم من الامتحانات؟ أم من الرسوب؟ أم من الزملاء في الدراسة؟
·
في البداية يجب اكتشاف السبب، ثم التعامل معه،
ويمكن طلب تعاون المدرسة في هذا الشأن، أما إذا كان الخوف بسبب مغادرة المنزل،
فيجب التأكيد على الطفل أنك دائمًا ستكون في انتظاره، وأنه دائمًا سيعود للمنزل
آخر دوام المدرسة.
·
ناقش طفلك في حياته المدرسية يوميًا: لتضع يدك
على ما قد يسبب له القلق مبكرًا، فلا تكبر المشكلة لديه دون معرفتك بها.
الخوف من طبيب الأسنان
هذا الخوف يصيب
الكثيرين منا نحن الكبار، وهذا نتيجة عدم التعامل مع هذا الخوف بالشكل الصحيح منذ
الصغر، والطفل يتولد لديه هذا الخوف لأنه يشعر أنه مسلوب الإرادة في هذا الموقف،
فأحيانًا يتم تثبيته بحزام عريض من قبل الطبيب من أجل معالجته، ولهذا من الأفضل:
·
حسن اختيار الطبيب المختص، واختيار العيادة
المناسبة التي تعرف كيفية التعامل مع خوف الأطفال.
·
الزيارات المتكررة للطبيب، من أجل التأكد من
سلامة الأسنان تجعل الطفل يعتاد على التعامل مع الطبيب، وبالتالي تذهب مخاوفه.
·
علم ابنك العادات الصحية للعناية بالأسنان، حتى
تصبح زيارات طبيب الأسنان أقل ما يمكن.
·
والأهم، لا تنقل خوفك من طبيب الأسنان لأبنائك.
الخوف من الموت
لا يصيب هذا الخوف الطفل إلا حين يعيش تجربة
الموت في أسرته، وبالتالي يصبح لديه فضول لمعرفة معنى الموت والخوف من أن يفقد من
يحبهم، ولتساعده على تجاوز هذا الأمر:
·
كن مستعدًا للدخول في نقاش مع الطفل عن الموت
إذا أراد ذلك وفي أوقات مناسبة وليس قبل نومه، مع التأكيد أنه ليس مطلوبًا منه أن
يقلق تجاه هذا الأمر في الوقت الحالي.
·
إذا فقدت الأسرة أحد أفرادها فكن صادقًا مع طفلك
وأخبره بذلك، إذ إن نقص المعلومات لدى الطفل يجعله يتخيل أشياءً ويسبب له الخوف.
·
ينصح المختصون ألا يكون الأطفال بالقرب من مظاهر
التشييع أو الجنازة إذا لم يتجاوزوا الخامسة، ويكتفي الوالدان بإخبار الصغار عن
الحدث والفقدان.
·
تحل دائمًا بالصبر وسعة الصدر واستعن بالله
لاستيعاب مشاعر ابنك، وإن كنت تشعر بالحزن نتيجة هذا الفقدان وتأكد أن ما قد يبدو
لك صغيرًا وتافهًا، قد يبدو كبيرًا في تفكير صغارك، بل قد يؤثر في حياتهم
المستقبلية بشكل كبير، إما سلبيًا إذا تعاملت معه بشكل خاطئ، وإما إيجابيا إذا
تعاملت معه بالشكل الصحيح.
أبناؤنا أمانة عندنا، وهم امتداد لنا، فلنرسم
مستقبلهم المشرق بالصبر والعلم والتفهم والمساعدة بالشكل الصحيح.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل