; من شذرات القلم (352) | مجلة المجتمع

العنوان من شذرات القلم (352)

الكاتب عبد العزيز الحمد

تاريخ النشر الثلاثاء 31-مايو-1977

مشاهدات 23

نشر في العدد 352

نشر في الصفحة 32

الثلاثاء 31-مايو-1977

نظرة المؤمن إلى الدنيا

أول شواهد السائر إلى الله والدار الآخرة: أن يقوم به شاهد من الدنيا وحقارتها، وقلة وفائها، وكثرة جفائها وخسة شركائها، وسرعة انقضائها، ويرى أهلها وعشاقها صرعى حولها، فقد بدعت بهم «أخلفت ظنونهم»، وعذبتهم بأنواع العذاب، وأذاقتهم أمر الشراب أضحكتهم قليلًا وأبكتهم طويلًا، سقتهم كؤوس سمها، بعد كؤوس خمرها، فسكروا بحبها، وماتوا بهجرها.

ابن القيم- مدارج السالكين

خوف 

يقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: 

لو نادى منادٍ من السماء أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلًا واحدًا لخشيت أن أكونه، ولو نادى مناد أيها الناس إنكم داخلون النار إلا رجلًا واحدًا لرجوت أن أكونه.

كثير ما يجتمع في كثير من الناس هذان الأمران: بغض الكفر وأهله وبغض الفجور وأهله، وبغض نهيهم وجهادهم، كما يحب المعروف وأهله، ولا يحب أن يأمر به ولا يجاهد عليه بالنفس والمال. وقد قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (الحجرات: 15) وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (التوبة: 24).

ابن تيمية- تفسير سورة النور

كن مسرورًا

كن دائمًا فرحًا مسرورًا ولو أحاطت بك الضيقات والشدائد.. كن باسمًا كالورد بين الأشواك، انظر الورد نضرًا فواحًا يبهج من يدنو منه ويسر.. أبهج أنت من يدنو منك ويعيش معك.. فالأشواك لا تفقد الورد نضارته ولا بهاءه.. فاحسب أنت الشدائد والضيقات أشواكًا تحيط بورد إيمانك وثقتك بالله.

الإنسان

إن الإنسان ليس إلهًا.. وما هو كذلك بالحيوان ولا بالشيطان، وإنما هو إنسان

إنه خلق من خلق الله، ولكنه فريد مميز كريم رفيع القدر إنه خليفة الله.

وبينما تخبطت الجاهلية الحديثة تخبطات شتى، فجعلت من الإنسان إلهًا، ثم جعلت منه في ذات الوقت حيوانًا، ثم جعلته في النهاية عبدًا سلبيًا خانعًا لا حول له ولا طول بإزاء آلهة المادة والاقتصاد آلهة الحتميات.

فإن الإسلام يضعه في موضعه الحق الذي لا ينحرف به ولا يتخبط تخبط الجاهليات.

محمد قطب - جاهلية القرن العشرين

 

أعجب ممن يستقيم

مر رجل من العباد على صاحب له فوجده منكسًا، فقال: ما شأنك أراك منكسًا؟ فقال: أعجبني أمر فلان قد بلغ من العبادة ما قد علمت ثم رجع إلى أهل الدنيا فقال: لا تعجب ممن يرجع، ولكن أعجب ممن يستقيم.

الزهد والرقائق لابن المبارك

 

شعر

وعين الرضا عن كل عيب كليلة

 

 

ولكن عين السخط تبدي المساويا

 

ولست بهياب لمن لا يهابني

 

 

وليست أرى للمرء ما لا يرى ليا

 

فإن تدن مني، تدن منك مودتي

 

 

وإن تنأ عني، تلقني عنك نائيا

 

كلانا غني عن أخيه حياته 

 

 

ونحن إذا متنا أشد تفانيا

 

 

العبد لا يختبر ربه

قال جاحد لأحد المؤمنين: ألست تقول: لن يصيبك إلا ما كتب الله عليك. قال بلى. قال: فارم نفسك من ذروة هذا الجبل؛ فإذا قدر الله لك السلامة تسلم، فقال له: يا هذا. إن الله تعالى يختبر عباده وليس لعبد أن يختبر ربه.

 

تواضع 

كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- إذا أثنى أحد عليه يقول: اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم، فاجعلني خيرًا مما يحسبون، واغفر لي برحمتك ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون.

الرابط المختصر :