; المجتمع الأسري(1278) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الأسري(1278)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1997

مشاهدات 10

نشر في العدد 1278

نشر في الصفحة 60

الثلاثاء 02-ديسمبر-1997

احذروا: نسبة الإدمان تتزايد بين الِشباب 

الحنان.. يجنب الطفل العُقد النفسية

▪ القرآن والسنة عالجا مشكلات الجنس بوضوح وصراحة لأنها غرائز وضعها الله في الإنسان

القاهرة: ماجدة أبو المجد

أوصى المؤتمر الدولي للاتحاد العالمي للصحة النفسية، بدعم المؤسسات النفسية والاجتماعية لمساندة ضحايا الحروب، وتقديم الإسعافات النفسية السريعة، والتوسع في إنشاء الجمعيات بالجهود الذاتية والأعمال الخيرية.

وناقش الظروف النفسية للأطفال الذين يتعرضون للاضطهاد والقتل والتشريد، وخاصة أطفال فلسطين الذين لا ينعمون بممارسة حقهم الطبيعي في الحياة، بسبب الممارسات القمعية للعدو الصهيوني.

وحذر من خطورة المؤسسات الاجتماعية والمتمثلة في الملاجئ والإصلاحيات، ودور رعاية الأحداث والأطفال المشردة- كبؤرة  لتفريخ أعداد هائلة من المنحرفين والمجرمين الجدد، بسبب أساليبها الخاطئة في التعامل مع هؤلاء الأطفال.

جاء ذلك في المؤتمر النفسي الذي عُقد بالقاهرة مؤخرًا، وناقش ما يزيد على ٥٠ بحثًا تناولت المشاكل المدرسية وآثارها على الطفل، والاضطرابات النفسية للأطفال، والآثار النفسية لممارسات العنف على الأطفال.

يضم الاتحاد جمعيات نفسية في معظم دول العالم، وظيفتها القيام بعملية الإرشاد النفسي والاجتماعي، وتبنّي دراسة المشاكل السلوكية والأسرية التي يتعرض لها الطفل، ودور الأمراض العضوية في إحداث الأمراض النفسية.

التنشئة السليمة

د. أحمد جمال أبو العزائم- رئيس الاتحاد- أكد ضرورة قيام الأسرة بالتنشئة الاجتماعية السليمة للطفل في ظل جو من الحب والعطف والحنان، لتفادي المشاكل والعُقد النفسية التي يتعرض لها من جراء الأساليب غير الصحية في التربية، مشيرًا إلى أن التنشئة السليمة تُفرز شخصية سوية خالية من الأمراض النفسية، وناجحة في حياتها. 

وقال إن الوقاية خير من العلاج، ومن ثم فعلى الأسرة أن تقوم بدور مؤثر وفعال في تجنب كل ما من شأنه أن يؤثر بالسلب على نفسية الطفل منذ مولده، لأن الأمراض النفسية التي تصيب الطفل في مراحل حياته الأولى تصاحبه في مراحل حياته اللاحقة. 

وحذّر رئيس الاتحاد من الأساليب القاسية التي يتعامل بها الآباء والأمهات مع أبنائهم الصغار، سواء التي تتمثل في الضرب أو الحبس أو اللسع، مشيرًا إلى أن الطفل لو فقد مصدر الحنان المتمثل في الأم، ومصدر الأمان المتمثل في الأب يمكن أن ينحرف ويصاب بالأمراض النفسية. 

وطرح بدائل لهذه الأساليب الخاطئة من قبيل إشاعة الحب والعطف والحنان في أرجاء الأسرة، وإشعار الأبناء بأنهم محل الاهتمام من الأبوين، وتخصيص بعض الأوقات للجلوس معهم، والاستماع إلى مشاكلهم وملاعبتهم ومعاقبتهم عبر وسيلة «من أفسد شيئًا فعليه إصلاحه»، ومن هنا يستطيع الأبوان التحكم في انفعالات الطفل وترويضها في الاتجاه السليم.

وأوضح د. محمد زغلول -عضو الجمعية الفلسطينية للصحة النفسية- أن الطفل الفلسطيني يعاني ألوانًا شتى من التعذيب والتنكيل من قِبَل العدو الصهيوني، كما أنه لم يسلم من بطش العدو المتغطرس من اعتقالات وضرب وتعذيب وقتل بالرصاص، وتكسير للعظام، ليقع آلاف الشهداء من الأطفال صرعى في ميدان المواجهة، ويصاب عشرات الآلاف بجروح معينة ويشوه الباقون، والطفل الفلسطيني محروم الآن من الخدمات الصحية والمدرسية والأنشطة الرياضية والإبداعية والفنية.

وأشار إلى صمود الطفل الفلسطيني رغم التنكيل والتعذيب الذي يتعرض له، ليسجل أعلى نسبة تعليم في الوطن العربي، ويزداد ارتباطه بأسرته عاطفيًا رغم التشتت والفرقة التي فرضها الكيان الصهيوني.

ويطالب د. محمد زغلول الجمعيات والمؤسسات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، بالضغط على دولة الاحتلال لمراعاة حقوق الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، بالإضافة إلى دعم المؤسسات الفلسطينية العاملة في مجال إعاقات الأطفال، والمؤسسات العاملة في مجال ثقافة الطفل وإعداد الدراسات والبحوث لوضع البرامج والخطط لتجنب عنف العدو الإسرائيلي ضد الطفل الفلسطيني المستهدف، والقيام بدور إيجابي تجاه ضحايا العنف وأسرهم.

ويلتقط خيط الحديث د. أبو بكر بادحدح- مدير مستشفى الصحة النفسية بجدة- ليؤكد أن مجال الصحة النفسية في دول الخليج أسبق منه في الدول العربية الأخرى، فقد نظمت الجمعيات والوزارات المختصة دورات مكثفة للرعاية الصحية الأولية لاستكشاف المرض مبكرًا وعلاجه قبل أن يستفحل، وأشار إلى أن السعودية وحدها يوجد فيها ما يزيد على ١٦ مستشفى، إذ أقيمت عيادات نفسية وعيادات للمعاقين عقليًا وعضليًا، وعيادات خاصة لمرضى انفصام الشخصية، بالإضافة إلى جمعيات تقوم برعاية الطفل من خلال توعية الأمهات بالأساليب الصحية لوقاية أبنائهن من الاضطرابات النفسية، وسبل علاجها. 

وعن المشاكل الجنسية لدى الأطفال، أوضح د. سعيد عبد العظيم- أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة ونائب رئيس الجمعية الإسلامية للصحة النفسية- أن القرآن الكريم وتوجيهات السنة النبوية عالجا مشكلات الجنس بوضوح وصراحة، وهذا ما يدعو المربين في البيت أو المدرسة إلى التعامل مع هذه الأمور بذكاء وفطنة عبر المعلومات الصحيحة والمناسبة، حتى لا يلجأ الأولاد إلى جهات تضلل فكرهم، وتقودهم إلى الانحراف، مشيرًا إلى أن جيل الصحابة لم يعرف الحياء في أمور الدين، فنحن علينا أن نعلّم أبناءنا أمور الدين وبالأسلوب العلمي المناسب لكل مرحلة.

وأكد على أهمية تدريس المعلومات الجنسية للشباب بعد مرحلة البلوغ عن طريق انتقاء المعلومات المناسبة والألفاظ الراقية، وباستخدام الموسوعات العلمية المبسطة، مع مزج المعلومات ووضعها في صورة دينية، والتأكيد المستمر على أن هذه غريزة وضعها الله في جسم الإنسان لاستقرار وجوده، وأنه لا حياء في الدين.

وأضاف: إن عدم الخوض في مثل هذه الأمور، يجعل الشباب يتجه إلى تلقي المعرفة من شباب أمثالهم، فيحدث ما لا تُحمد عقباه، وهذا ما نجده بصورة فجة في المجتمعات الغربية، نتيجة غياب الوعي الديني والرقابة الأسرية حتى انتشرت الإباحية وأصبح الشباب الذي لم يمارس الرذيلة مُعقدًا نفسيًا، ويحتاج إلى رعاية صحية مستمرة، وانتشر الزُهري بين النساء في الغرب بنسبة 28%، خاصة في الولايات المتحدة في العقد الماضي، وينتشر الإيدز بنسبة 25% بين الشريحة العمرية من ٢٠ إلى ٢٩.

الأطفال والمخدرات

وحول إدمان الأطفال للمخدرات أجرى لواء دكتور هاني القسام دراسة ميدانية على عينة ضمت ١٨٦ مدمنًا عام ١٩٨٥م، وكان من بين نتائج الدراسة أن 47% من العينة تقل أعمارهم عن ٢١ سنة، فيما أجرى الباحث نفسه دراسة أخرى عام ۱۹۹۷م على عينة عدد أفرادها ١٥٢ مدمنًا، فكانت النتيجة أن نسبة المتعاطين الأقل من ٢١ سنة وصلت إلى 66%، وهذا ما يؤكد تزايد الإقبال من هذه الشريحة العمرية على تعاطي المخدرات، الأمر الذي يقتضي وضع برامج واستراتيجيات عملية لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يهدد شبابنا.

لمسات في التربية من جدي «الشيخ علي الطنطاوي» «26»

احترام الموعد

حين أسترجع طفولتي محاولة تلمس المزيد مما تعلمته من جدي أحس بالدهشة والعجب إذ أتذكر كيف كان يتعامل مع الموعد وكم كان دقيقًا في الوفاء بالمواعيد، كانت تلك خصلة متأصلة في نفسه يهتم لها اهتمامًا زائدًا، ويتقيد بها ويلتزم بأدائها بالدقيقة، بل الثانية، حتى أضحت الصفة التي تميز شخصيته، وأمكن ضبط الساعة على مواعيده! إنها قاعدة ما خرقها جدي أبدًا، وكان يستعين على مواعيده وأموره كلها بساعة مضبوطة كبيرة الحجم معلقة بشكل بارز في غرفته، مقابل مجلسه، وكان ينظر فيها بين حين وحين، فيجوع إذا أشارت الساعة إلى موعد طعامه وينعس إن دلّت على موعد نومه.

أما إذا أراد الخروج فإنه يعد عدته ويجهز الأوراق اللازمة ويحشوها في شنطته، ثم يلبس كل ثيابه ويجلس على كرسي عند الباب ممسكًا ساعة يدوية صغيرة مراقبًا عقاربها، مستعجلًا وقت رحيله كارهًا دقائق الانتظار الأخيرة، وطالما جلست معه محاولة التحدث إليه والسماع منه، وهو منشغل عن حديثي بانتظار السيارة التي سوف تقله إلى مبنى التلفزيون لتسجيل برنامجه.

وكان هذا شأنه دائمًا في علاقاته مع الناس، فإن أعطى موعدًا تجهز له قبل الوقت المحدد بعشر دقائق، ثم جلس مرتقبًا وقد أعد العدة لموعده ذاك كأنه أجل المواعيد وأعظمها شأنًا، فكنت أراه- إذا وعد زائرًا- جالسًا منتظرًا في غرفة الاستقبال وقد لبس ثوبه، وكان يعتبر تأخر صاحب الموعد في الوصول «ولو لدقائق معدودات» ذنبًا يستحق العقاب الصارم، حتى لأذكر أن رجلًا وعد جدي ذات مرة بزيارة وحدد له ساعة معينة، فاستعد جدي- شأنه دائمًا- قبل الموعد ولبث ينتظر، وينظر في الساعة وينتظر وينظر وينتظر!

والانزعاج بادٍ على ملامحه والضيق ظاهر في وجهه، حتى مرت ثلث ساعة كاملة، عندها دق الجرس وحضر الرجل، ففتح له جدي الباب كاظمًا غيظه، وأدخله غرف الضيوف، ثم تركه وحده وعاد للجلوس مع جدتي وبناته، جلس معهن ثلث ساعة كاملة، والرجل جالس وحده في غرفة الضيوف دون أنيس أو جليس أو طعام أو شراب لقد قدّم جدي- لذلك الرجل- درسًا عمليًا أشعره فيه بالأذى الذي يسببه المرء للآخرين بإخلافه الوعد، ثم استقبله فأحسن استقباله وآنسه وأكرمه كأحسن ما يكرم المرء ضيفه.

كان احترام المواعيد من أكثر ما سعى جدي إلى إقناع الناس به وحملهم عليه، فكتب- في بعض مقالاته- يقول: «ثم إنك تجد المنتسبين إلى الإسلام اليوم أكذب لهجة، وأخلف وعدًا، وأضيع لأمانة، ممن ليسوا مسلمين، حتى صار المثل يضرب بالوعد الشرقي في خلفه وإضاعته والتأخر عنه، وصار من يريد أن يؤكد وعدًا يصفه بأنه وعد أوروبي!».. لم تكن تلك دعوة في كتاب فحسب، بل كانت منهجًا عاشه جدي وألزم به نفسه وأهل بيته ثم سعى إلى بثه ونشره بين الناس، فهل كان مبالغًا في ذلك إذا علمنا أن الخلف في الوعد ربع النفاق أو ثلث النفاق؟! 

عابدة فضيل العظم

تعقيب على موضوع «شبابنا يطلب عروسة»

وصلنا تعقيب من الدكتور عدنان صالح الحبشي من لندن حول ما نشر في العدد ۱۲۷۲ تحت عنوان «شبابنا يطلب عروسة «تفصيل» فأين تذهب ذات الدين» قال فيه:

إن الذين أبدوا آراءهم في حل هذه المشكلة يحملون درجات علمية مرموقة لكنني أرى أن حلولهم لم تكن بالعمق اللازم، بل لم تكن حلولًا بقدر ما كانت نصائح وعظية جعلت من طالب الزواج من زوجة جميلة مذنبًا لأنه لم يتزوج غير الجميلة!!

بل إن عنوان المقال أيضًا لم يسلم من الخطأ وكأنه من المسلّمات أن تكون ذات الدين ليست جميلة أو أن الفتاة الجميلة في الغالب ليست ذات دين وهذا غير صحيح. 

إذن فلماذا نحرج الشباب من الزواج من زوجة جميلة وذات دين في الوقت نفسه. ثم لماذا رضيت ذات الدين والأدب والأخلاق أن تكون غير جميلة، وهي قادرة على أن تخفف من الدهون والنشويات والسكريات حتى لا يتراكم الشحم فتظهر عليها السمنة المنفرة وبدأت بأداء التمارين التي تلملم رشاقتها وتنصب قامتها، لماذا لا تختار ألوانًا تتناسب مع لون بشرتها وتسريحة شَعر تتناسب مع طبيعة شعرها، فالله تعالى أعطانا عقولًا لنفكر بها ولنختار، فليس عيبًا أن تكون ذات الدين أيضًا ذات ذوق في مظهرها.. 

وفي النهاية أقول إن هناك أسبابًا كثيرة جعلت الشاب يبالغ في شروط عروسه لأنه لم يصل إلى هذه المرحلة إلا بعد أن أفنى ربيع عمره لتوفير مستلزمات الزواج التي لا تنتهي وأولها مهر العروس وثانيها تأثيث البيت وثالثها وليمة الزواج ورابعها ثوب العروس وخامسها.. وسادسها.. إلخ.

وبعد هذا العناء وهذه الخسائر التي فرضت عليه تطلبون منه أن يتزوج ما لا يرغب، وهب أنه تنازل عن رغباته وضحى بجميع شروطه بل وحقوقه في اختيار من يريد وساهم في حل مشكلة غير الجميلات فهل يا ترى ستتنازل ذات الدين غير الجميلة وتضحي هي الأخرى وترضى بزوجة ثانية جميلة كانت أو غير جميلة، علمًا بأن الله تعالى يقول: ﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ﴾ (سورة النساء: 3).. أم ترون أن راغب الزواج يجب أن يتنازل عن هذا الحق أيضًا.

مع العلم أنني من «الموحدين» والحمد لله رب العالمين.

المجتمع: لا تعتقد أن المقصود من طرح الموضوع من خلال التحقيق هو حصر الاختيار في غير الجميلات فقط، لكن القصد هو إبراز أهمية التدين كعامل رئيسي في اختيار الزوجة من منطلق الحديث «فاظفر بذات الدين تربت يداك» أما الكلام عن الألوان وتسريحة الشَعر فلعل القصد داخل البيت وبين المحارم ولو كان الكلام على غير ذلك القصد فهذا يعني أن الأخ عدنان يسير في واد آخر.

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

المجتمع الأسري (1226)

نشر في العدد 1226

750

الثلاثاء 19-نوفمبر-1996

المجتمع الأسري- العدد 1215

نشر في العدد 1215

12

الاثنين 02-سبتمبر-1996

المجتمع الأسري (1212)

نشر في العدد 1212

10

الثلاثاء 13-أغسطس-1996