العنوان المجتمع الثقافي (1218)
الكاتب مبارك عبد الله
تاريخ النشر الثلاثاء 24-سبتمبر-1996
مشاهدات 32
نشر في العدد 1218
نشر في الصفحة 52
الثلاثاء 24-سبتمبر-1996
إصدارات مختارة:
(فصول في تآخي «الأدبي» و«الشرعي» في الثقافة العربية):
قال «ابن عباس» حدثتنا عائشة:
يمثل الأدبي، من مصطلحات هذا الكتاب البشري التقليدي الموروث في ثقافة العرب وبالذات الشعر يقابله متصادمًا أو متواشجًا معه الشرعي، الذي يمثل هذا الوحي الجديد المقدس ثم فيما بعد ما تفرع عنه أو ما اقتضاه من علوم ومعارف وتجارب أما المقصود به التآخي، فليس المفهوم الذي يفترض الحلول مكان التنافر أو التناقض أو القطيعة، بل هو المفهوم الذي يتضمن تجاور دواعي الاختلاف أو المغايرة التي هي غالبا الجدة، والمفاجأة والتنافس على المكان المتقدم من وجدان العرب واهتماماتهم، فالتأخي يعني بالتحديد هنا، صقل دواعي التزامل والترافق والتعاون في حدود المتاح والمباح من فرص الثقافي في شموله وخصوصه، وفي تشكله، وما ينتج عنه هذا في الوقت الذي لا تعني فيه المواجهة مصادرة الطرف الآخر أو محاربته، بل يعني بالأحرى التحدي والمنافسة والمزاحمة لاسيما في بداية الوحي، إذ جاء الإسلام في الوقت الذي كان فيه الأدب، يشغل أغلب المساحة المتاحة للثقافة في مختلف صوره وأنواعه وأنماطه.
ثم إن الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم هو في عناصره ومكوناته وتأثيراته فكرة خصبة وثرية بالنسبة إلى اللغة العربية، فهذه الفكرة تجعل من اللغة العربية جزءًا أصيلًا في قرآنية القرآن فالقرآن ليس قرأنًا إلا عندما يكون في العربية، أما في غيرها فهو ترجمة للقرآن أو تفسير له.
الفصل الأول من الكتاب يقدم قراء الأخبار «ابن عباس» التي تلح على جمعه -رضي الله عنه- بين الثقافتين القديمة الموروثة والجديدة المقدسة ولا شك أن إحاطات «ابن عباس» بتراث العرب ستسعفه بأهم ما يحتاج إليه من الأدوات لتأكيد مشروعه في التفسير، كما أن حيازاته المتفوقة في الشرعي في مجال التأويل بالذات ستمنحه الأحقية في أن «يجترئ»، ويقترح مشروعه ذاك وهو المشروع الذي عرف فيما بعد باسمه، وكان أساسه التقاء القرآن بالشعر في مجال اللغة أو هو اللجوء إلى الشعر في شرح الغريب.
أورد «ابن كثير» في البداية والنهاية قول «عبد الله بن عتبة»: «كان «ابن عباس» قد فاق الناس بخصال قال عباس ما رأيت أحدًا أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه، ولا أفقه في رأي منه، ولا أعلم بشعر ولا عربية، ولا تفسير القرآن ولا بحساب، ولا بفريضة منه فلقد كان يجلس يومًا لا يذكر إلا الفقه، ويومًا ما يذكر فيه إلا التأويل ويومًا ما يذكر فيه إلا المغازي، ويومًا للشعر، ويومًا لأيام العرب».
أما الفصل الثاني فقد خصصه الكاتب الفاضل لعلاقة «ابن عباس» بالشعر خاصة حيث تذهب بعض الروايات إلى أنه كان يقول الشعر، كما كان يتمثل به ويسعى إلى تعلمه، وكان عالمًا بالشعر وناقدًا... إذ كان من المعروف بين الصحابة -رضوان الله عليهم- أن «ابن عباس» قد متع بملكة نقدية تمكنه من تمييز جيد الشعر من رديته، وهذا أقل ما هو منتظر من رجل شغل الشعر كل ذلك الحيز في عقله وقلبه ووجدانه فسعى إلى تعلمه وحفظه وروايته وإنشاده وجعل منه فوق ذلك أحد مصادر ثقافته وروافد منهجه التفسيري.
في الفصل الثالث تناول الكاتب موضوع التآخي في حالة «السيدة عائشة» -رضي الله عنها- فمما لا شك فيه أن الوجه الأول الشرعي، في ثقافة أم المؤمنين كان هو الذي يستأثر بالاهتمام الأكبر لدى الباحثين والدارسين القدماء والمحدثين ممن عنوا بحياة السيدة عائشة مما أفضى بالضرورة إلى التغافل عن الجانب الأدبي عندها. ومن أهداف هذا الفصل إلقاء الضوء على الجانب الأدبي عند أم المؤمنين وإظهاره لأن من الفائدة استكمال جميع جوانب الصورة الثقافية لشخصية كشخصية السيدة عائشة وهي واحدة من القليلين في عصرها الذين زاوجوا في ثقافتهم بين العلم الشرعي و الإحاطة بالأدب، فالتجربة في ذاتها، هي تجربة غنية وثرية كما أن علمها الشرعي ساعد في طبع ذائقتها الأدبية.
الكتاب قال «ابن عباس».. حدثتنا عائشة «فصول في تأخي «الأدبي»، و «الشرعي»، في الثقافة العربية»
المؤلف د. «فهد العرابي الحارثي» رئيس اللجنة التعليمية والإعلامية، مجلس الشورى السعودي
الناشر: شركة المجموعة الكويتية للنشر والتوزيع ص ب: ٢٩١٣٦ الكويت الرمز البريدي: ١٣١٥٠
ومضة:
على غير عادته جاء مبكرًا هذه المرة لمعرفة صدى كلماته الاستفزازية التي أطلقها على عجل في اللقاء السابق، وكانت ابتسامته العريضة ونظراته المتقلبة تعكس ما في نفسه من فرح بعد النقاط التي سجلها لصالحه كما زين له خياله في النزال الأخير.
لكن فرحته لم تدم طويلًا، إذ سرعان ما تحول الابتسام إلى وجوم، والابتهاج إلى نوع من الاكتئاب وهو يستمع إلى مرافعة أحد الحضور أصفى صاحب اللكنة الأجنبية، وما كان له إلا أن يصفي للحديث الذي جمع حقائق الأشياء إلى عبر التاريخ إلى منطق العقل إلى سنة الله في تعاقب الأدوار الحضارية، ومما شد انتباهه قول صاحبنا بأن لكل حضارة عوامل ساعدت على بنائها، وأخرى تؤدي إلى سقوطها الصراع قائم أبدًا بين عناصر البقاء وعناصر الفناء وفي أي لحظة من لحظات التاريخ يمكن أن يتغلب جانب على جانب آخر، فتشهد ميلاد حضارة في الوقت الذي نواري فيه التراب على حضارة أخرى.
ثم إن أول شرط من شروط الأمة التي تريد أن يكون لها موقع على هذه الأرض هو أن ترفض الخضوع والخنوع والذوبان في الحضارة السائدة مهما كانت قوتها وتقدمها... لأن كلمة ولاء التي لا تتعدى الحرفين من حروف الهجاء تشكل الموقف التاريخي الذي يتعطف بالأمة إلى الموقع الذي تصبو إليه خاصة إذا كانت هذه الأمة تملك رصيدًا حضاريًا يعطيها تميزها ويضفي عليها لونها وخصوصيتها ويعصمها من الضياع ويحافظ على هويتها رغم استفادتها واقتباسها واستيعابها لتجارب الحضارات السابقة أو المعاصرة الآيلة للسقوط.
خجل الرجل الأجنبي من نفسه، وهو يواجه هذا التفكير العميق، وهذه الرؤية الحضارية وهذا التصميم على بناء المستقبل المنشود بينما كان عرضه هو بعض المساعدات والإغراءات والمناصب كما أدرك بشكل قاطع بأن أمة تضم بين جنباتها مثل هذه النخب الواعية التي تمتلك لك النظرة الثانية لا يمكن قهرها وإذلالها إلى الأبد، كما أيقن بأن إصرار قوى المكر في الداخل والخارج على إقصاء هذه الشرائح المتنورة عن موقع التأثير، ما كان إلا ضمانًا لاستمرار تسلطها وحفاظها على المكتسبات غير المشروعة التي حصلت عليها في غفلة من الزمن.
ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية:
زيورخ: ثابت عيد
بعد سنوات طويلة من العمل المضني أثبت العاملون في مؤسسة بافاريا، وعلى رأسهم العلامة عبد الحليم خفاجي، مثابرة عجيبة على العمل، وعزيمة فولاذية على السير في الطريق حتى النهاية طريق تصحيح صورة الإسلام المشوهة في عقول الألمان، وتوصيل الثقافة الإسلامية الأصيلة إلى الشعب الألماني.
وبعد أكثر من عشر سنوات نجحت هذه المؤسسة العملاقة برجالاتها في تحقيق الحلم، وأصبح لدينا لأول مرة في التاريخ منذ ظهور الإسلام حتى يومنا هذا، ترجمة ألمانية وافية وصحيحة لمعاني القرآن الكريم، تتميز بما يلي:
أولًا: إسلامية إنها أول ترجمة ألمانية لمعاني القرآن يضعها مسلمون وهذا في حد ذاته خير ضمان المصداقية أي ترجمة لمعاني القرآن، وخلوها من التحريفات والتشوهات.
ثانيًا: مشروع جماعي، لأن ترجمة معاني القرآن إلى الألمانية تتطلب مجهودات كبيرة يستحيل أن يقوم بها شخص واحد ومن هنا جاء القرار الحكيم لمؤسسة بافاريا بتكوين هيئة من عشرة مترجمين مسلمين، خمسة عرب وخمسة ألمان وذلك حتى يكمل بعضهم بعضًا في كل ما يتعلق باللغة والنحو والتفسير، وبعبارة أخرى ما يعجز الشخص الواحد عن القيام به يستطيع الأفراد أن ينجزوه بتكاتف الجهود وتكامل التخصصات وتوزيع العمل، وتقسيمه، وتبادل الآراء وتصحيح الأخطاء، وبذل المشورة والاعتناء بالعمل ومراجعته.
ثالثًا: الدقة استمر هذا المشروع أكثر من عشر سنوات، وذلك لحرص المترجمين المسلمين على إخراج ترجمة دقيقة وصحيحة ووافية لمعاني القرآن الكريم.
رابعًا: مزدوجة اللغة، بعكس ترجمة رودي بارت تتميز ترجمة مؤسسة بافاريا بأنها مزدوجة اللغة، حيث تجمع بين النص العربي وترجمة معانيه إلى الألمانية.
خامسًا: ترجمة معنى النص، وترجمة تفسيره أيضًا تعتبر ترجمة مؤسسة بافاريا أول ترجمة ألمانية لمعاني القرآن الكريم تجمع ثلاثة أشياء في كتاب واحد هي: النص العربي، وترجمته، وتفسيره، كل ذلك بدقة وإتقان وبطريقة تريح القارئ بحيث يقرأ الآيات القرآنية في الجزء الأيمن من النصف الأعلى للصفحة، ويقابله في الجزء الأيسر ترجمة معانيه بالألمانية، أما النصف الأسفل من الصفحة، فيجد فيه القارئ تفسير الآيات القرآنية، كما ورد في أهم كتب التفسير الإسلامية، وهذا أسلوب أفضل بكثير من الأسلوب الذي تتبعه المستشرق بارك الله حيث جعل الترجمة في مجلد، ونشر مجلدًا ثانيًا يحتوى على بعض الشروحات المقتضبة.
وأخيرًا لا يسعنا إلا أن نقول لقد تحقق الحلم، بفضل جهود مسلمي ألمانيا العاملين في مؤسسة بافاريا.. وبفضل مديرها الأستاذ «عبد العليم خفاجي» وأصبح لدينا اليوم أفضل ترجمة ألمانية لمعاني القرآن الكريم، إن ما أنجزته دار بافاريا يعتبر بحق عملًا خارقًا، فهذه المؤسسة قد نجحت في تحقيق ما عجزت عنه كثير من المؤسسات والهيئات والحكومات في عالمنا الإسلامي.
إن دار بافاريا الإسلامية تعتبر بحق منارة كبرى للعالم الإسلامي في قلب أوروبا، وإذا حصلت هذا الدار على الدعم اللازم لأداء رسالتها، يمكنها في المستقبل القريب أن تقوم بدور رائد في تصحيح صورة الإسلام المشوهة في الغرب وفي تنشيط الحوار بين الحضارتين الإسلامية والغربية، وفي تعريف الغرب بالثقافة الإسلامية الأصيلة ولا تستبعد أن توسع دار بافاريا من أنشطتها بحيث تزداد فاعليتها وتأثيرها في الرأي العالم الغربي ولا تستبعد أن نرى في المستقبل القريب صرحًا إسلاميًا ضخمًا في قلب أوروبا، يخاطب الأوروبيين بلغاتهم، إن هذا ما يحتاج إليه المسلمون في كل مكان، ويحتاج إليه الغربيون أيضًا إذ كيف تتحاور الحضارتان بلا معلومات صحيحة وكيف يتم الحوار بين الإسلام والمسيحية، قبل تصحيح الصورة المشوهة للإسلام في الغربة ومؤسسة بافاريا اختارت هذا الطريق الصعب الوفر ومهدته للحكومات العربية والإسلامية حتى يكون للإسلام صوت مسموع بلغات الغرب وفي عقر داره وحتى يصبح المسلمين منير يخاطبون الغرب منه باللغة التي يفهمها. إن تشويه صورة الإسلام في الغرب ومطاعن يهود الغرب والمسيحيه وتحريفهم لترجمات معاني القرآن إلى اللغات الأوروبية كل ذلك ما كان ليحدث لولا غياب المسلمين والعرب في الدول الغربية حتى وقت قريب.
والخلاصة لا يمكن ائتمان غير المسلمين للقيام بمشروع لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية فكل الترجمات التي قام بها المستشرقون لمعاني القرآن الكريم في ترجمات معلوم بالأخطاء والمطاعن والسموم، ومهما حسنت نوايا بعض المستشرقين في عصرنا هذا، فالتاريخ العريق للاستشراق في الطعن في الإسلام يجعلنا ننظر إلى أي أعمال استشرافية في حقل العلوم الإسلامية نظرة شك وريبة.
إعداد مؤسسة بافاريا للنشر والإعلام:
SKD Bavaria Verlag und Handels GmbH Franz Josephstraße 80801 München. Р.О.Вок: 431029.
80740 München Telefon 004989/333567, 392080, 392088, 392089 Telex 5214259 Samd. Fax 004989/3401411
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل