; المجتمع الثقافي (1226) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الثقافي (1226)

الكاتب مبارك عبد الله

تاريخ النشر الثلاثاء 19-نوفمبر-1996

مشاهدات 788

نشر في العدد 1226

نشر في الصفحة 54

الثلاثاء 19-نوفمبر-1996

ومضة:

بعد سنوات من صدور الكتاب الذي يترجم الأعظم مائة شخصية من عظماء العالم – لكاتب غير مسلم – حيث يأتي تصنيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأول بين شخصيات الكتاب المختارة، كأعظم عظماء التاريخ قديمهِ وحديثهِ، يطلع علينا – من المسلمين – من يزعم بأن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- فشل في فرض الإسلام على أهل مكة هكذا بدون مواربة... فشل والفشل والنجاح حكمان لا يطلقان إلا في نهاية المرحلة أو الرسالة، فإن انتهت المرحلة دون أن تتحقق أهدافها، أو توقفت الرسالة من غير أن يتمكن صاحبها من إكمال مهمته في بلاغها، كان للحكم أو لمن يطلقه بعض العذر.

أما إذا تحققت أهداف المرحلة المحددة فتكونت القاعدة الصلبة من المؤمنين الذين سجلوا أعلى معدلات الثبات في أحلك ساعات المحنة والابتلاء الذي واجههم به المجتمع المشرك، فكانوا بذلك النماذج التي تُحتذَى للداعين إلى الله في كل زمان في صبرهم وتحملهم وانحيازهم الكامل لمصلحة الدعوة ومقتضيات المرحلة ضاغطين على حظوظ أنفسهم وأعناق مصالحهم الخاصة، وهذه أصعب مهمة في فترة التأسيس بالنسبة لتطويع نفس العربي الذي كان ينفعل ويثور لأي سبب من الأسباب وتحويل هذه الطاقة الانفعالية إلى قدرة فاعلة منظمة يمكن توظيفها في الأوقات المناسبة لخدمة الأهداف التي ليس من بينها النزوات والأهواء.

ومن هذه القاعدة الصلبة خرج كل الخلفاء الراشدين ومعظم القادة الذين فتح الله على أيديهم مغاليق البلاد فتدفق النور النبوي الذي انبثق أول مرة في مكة ليضيء ظلام النفوس ويحيي موات القلوب في مشارق الأرض ومغاربها.

أنا لا أزعم أن هذا الكاتب المكتشف يجهل هذه البداية وتلك النهاية، ولكنه قد يكون مدفوعًا لإحداث بلبلة تستهلك المسلمين في الأخذ والرد علهم ينشغلون عن واجبهم المقدس في وقت تتكالب عليهم قوى الشر جميعًا في الأرض.

أخيرًا هل ينجح الكاتب في المهمة التي كُلف بها؛ الإجابة في قول الحق ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (الصف: 8)

واحة الشعر

شعر: شريف قاسم

سلام من هوان:

شفت الشمس عن جبين السماء *** وتولت تلم وصر الإباء

والعوادي، وما العوادي إذا ما ***  كسفت حال طاهرات الرداء

كُن يعلمن في الرجال مروءات *** فيهدأن في أمان الخباء

آلمتهن ويلهن عجاريف ليـ ***   ـال أتين بالضراء

يا لعار الرجال إن هن نادين ***  ولما يجدن من أصداء!!

أين من يعرف الزمان خطاهم *** يوم بذل النفوس في الهيجاء؟

يرفعون الهامات حتى تراهم ***  فوق جمر الوغى ونار الفداء!!

أتهاووا على السراب المُدَمَّى ***  خلف ظل الإساءة النكراء؟

أم رضوا – يا هداهم الله ***  مجدًا  جبل الوهم زيفه بالرياء؟

نحن من نعشق البطولة لكن ***  ما عشقنا مهر المُنَى الحسناء؟!

لم تمزق أسفارنا غير أيد ***    طوعتها لذائذ الأهواء  

ورمتها للريح تسفي سناها ***   أتبعتها بنظرة استهزاء

مصحف الحق والأحاديث باتا *** خلف كل المذاهب الربداء

والجماهير ويلها ليس تدري ***  بخطاها الكسيحة العرجاء 

نكبة إثر نكبة ودماء ***  فائرات على مجاري دماء 

وسلام دروبه من هوان ***    رصفتها مناكب استرخاء 

وانهزام وقد أزال بقايا ***    نخوة كانت في اليد العرباء

أهو الذل صيده ما تحرى ***  غير ما في «مليارنا» من عياء؟!

أهو الوهن بين فكيه نمنا ***   ونظن الأهواء خير وطاء؟

أم هو الخوف من عدو جبان *** خائر خائف قليل الحياء

نتن غادر لعين شقي ***     عنصري مسلح بالدهاء؟!

لا تلمني فإنني عربي ***    مسلم مؤمن برب السماء

ما تلاشى على الطريق ولكن *** نهنهته الأيام بالأرزاء

فلديه في كل نبضة قلب ***  زفرات وما لها من عزاء

لم يزل يرقب السماء بفتح ***  حملت نوره أكف الرجاء

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 195

33

الثلاثاء 09-أبريل-1974

نشر في العدد 195

32

الثلاثاء 09-أبريل-1974