; المجتمع الدولي (العدد 588) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الدولي (العدد 588)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-سبتمبر-1982

مشاهدات 13

نشر في العدد 588

نشر في الصفحة 28

الثلاثاء 21-سبتمبر-1982

استنكار فرنسي لزيارة رفعت أسد لباريس

أكدت الأوساط الصحفية في باريس أن وجود الإرهابي رفعت أسد شقيق رئيس النظام السوري في باريس ليس لعلاج أو لأسباب صحية، وأنه لم يدخل إلى أي مستشفى وأنه يمارس لعبة الغولف التي تحتاج كما هو معروف إلى جهد كبير.

وأشارت الأوساط الصحفية الفرنسية إلى أن وجود الإرهابي رفعت أسد في العاصمة الفرنسية أثار احتجاجًا واسعًا في أوساط رجال الشرطة الفرنسية، وقد تساءلت صحيفة ليكوتديان دي باري الفرنسية: كيف يسمح لرفعت أسد بزيارة فرنسا رغم أنه ضالع في عملية اغتيال السفير الفرنسي لوي دولامار في بيروت وحوادث إرهابية أخرى مثل عملية شارع ماربوف التي راح ضحيتها فتاة فرنسية؟

كما استنكرت هيئة المحامين المكلفة بالدفاع عن ضحايا حادث شارع ماربوف الذي توجد فيه مجلة الوطن العربي في باريس وجود رفعت أسد فوق الأراضي الفرنسية، وأشارت في بيان لها إلى تصريح وزير الداخلية الفرنسي الذي اتهم مخابرات النظام السوري بأنها مسؤولة عن حادث الانفجار الذي وقع في الشارع المذكور قبل أربعة أشهر.

وتناولت جريدة لوماتان الفرنسية الموضوع نفسه، فضمن تعليق لها جاء فيه: بعد مرور أربعة أشهر على حادث شارع ماربوف يصل رفعت أسد منسق ومخطط هذا الحادث الإجرامي إلى فرنسا بحجة المعالجة، هذا ويتساءل المراقبون عن المغزى الحقيقي لوجود رفعت أسد في باريس، والمخططات الإرهابية التي يعتزم تنفيذها في المرحلة المقبلة خاصة ضد المعارضين لنظام شقيقه في الخارج.

السوفييت يستعملون الغازات السامة والنابالم ضد المجاهدين الأفغان

فشلت القوات الروسية والأفغانية الحكومية في محاولتها للقضاء على المجاهدين الأفغان في وادي بنجشير، وتكبدت هذه القوات خسائر فادحة؛ فقد أسقط المجاهدون (‎٢١) طائرة روسية، وقُتل المئات من الروس وقد غنم المجاهدون غنائم كثيرة وانضم ‎(1300)‏ جندي أفغاني إلى إخوانهم المجاهدين.

وقد استعملت القوات الروسية في هجومها هذا القنابل والغازات السامة وقنابل النابالم، ونتج عن ذلك استشهاد بعض المدنيين.

كما تفيد الأخبار الواردة من باكستان أن المجاهدين الأفغان قد فجروا طائرتين روسيتين في مطار جلال أباد العسكري، كما حدث اشتباك بين المجاهدين والروس في قندهار قتل فيه(12) روسيًّا ودمرت (‎٦) دبابات.

الجيش اللبناني يتواطأ مع الإسرائيليين في اقتحام بيروت الغربية

أعلنت اسرائيل أن قواتها دخلت إلى القطاع الغربي من العاصمة اللبنانية بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وقال بيان إسرائيلي «إن الحكومة الإسرائيلية ستوجه جيش الدفاع الإسرائيلي لإخلاء المواقع التي يسيطر عليها في بيروت الغربية عندما يكون الجيش اللبناني مستعدًّا لتولي الإشراف على هذه المواقع بالتنسيق مع جيش الدفاع؛ لضمان الأمن والنظام العام في العاصمة اللبنانية.

وفي غضون ذلك أعلن ناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية أن شارون وزير الدفاع الإسرائيلي وإسحاق شامير وزير الخارجية، قد أبلغا موريس درايير المبعوث الأمريكي خلال اجتماعهم أن مندوبين عن الجيش الإسرائيلي سيجتمعون في أقرب وقت ممكن مع ممثلين عن الجيش اللبناني؛ لبحث برامج مفصلة لإخلاء المواقع التي تسيطر عليها قوات الجيش الإسرائيلي في غرب بيروت، وذلك عندما يكون الجيش اللبناني مستعدًا لذلك، ونقل راديو إسرائيل «أن الولايات المتحدة أبدت موافقتها من حيث المبدأ على هذه الاجتماعات».

 إسرائيل تقيم خطًّا جويًّا بينها وبين لبنان

 أعلنت شركة طيران إسرائيلية تسمى «الروم» أنها سوف تسير خطًّا جويًّا مباشرًا بين إسرائيل ولبنان وبالعكس. وكانت السلطات العسكرية الإسرائيلية قد أقامت خطًّا للاتصال الجوي المباشر والمنتظم بين مطار اللد في إسرائيل ومطار قديم كانت تستعمله القوات الفلسطينية في «أنصار»‏ قرب النبطية في جنوب لبنان، وقد تحول إلى مطار «تسحال»، كما أنجزت هذه القوات الإسرائيلية مطارًا جديدًا بالقرب من مصفاة النفط «التابلاين» في الزهراني، وتنوي إسرائيل استغلال مطار المرج الذي يقع في سهل مرجعيون الداخلي بمحاذاة الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، والهدف من كل هذه الإجراءات هو فرض التطبيع على الشعب اللبناني تحت ظروف الاحتلال.

من الذي قتل بشير الجميل؟

قالت مصادر وثيقة الصلة بالأحداث في لبنان إن جهاز «الموساد» عهد إلى قائد الشرطة الكتائبية المدعو ديب أنسطاس بتنفيذ عملية الاغتيال، وكان قائد الشرطة الكتائبية قد تلقى تدريباته في إسرائيل، وذكرت هذه المصادر أن بشير الجميل ووجه بمعارضة شديدة عندما صرح باعتزامه تعيين فادي إفرام قائدًا للقوات اللبنانية، وكان يتزعم هذه المعارضة ديب أنسطاس الذي لم يتحمل تهديدات الجميل له، والتي أعلن فيها استعداده لإعدام كل من يعترض على قيادة إفرام.

وتستشهد هذه المصادر كما ذكرت صحيفة الوطن من أن ديب أنسطاس لم يحضر الاجتماع الأخير هو وجماعته رغم أهميته، وتضيف المصادر قائلة: إن الشرطة الكتائبية هي التي كانت تتولى مسؤولية حماية المركز الرئيسي لحزب‏ الكتائب في الأشرفية؛ وهو ما يفسر السهولة التي تم بها إدخال ‎٤٤٠‏ كيلو جرامًا من المتفجرات وزرعها عند الباب الخلفي للبناء، بينما وضع جهاز التفجير على سطح البناء؛ مما أدى أي مقتل بشير الجميل ومعظم قياديي الكتائب في منطقة بيروت.

ومن الجدير بالذكر أن تعاون الشرطة الكتائبية مع الموساد في التخلص من الجميل جاء نتيجة تصلب الأخير في تأجيل عقد معاهدة السلام الفورية التي كانت تريدها إسرائيل، ويذكر السيناتور الأمريكي أرلين سكبتر أن الجميل لم يرغب في التحدث معه بشأن المساعدات الأمريكية، وأنه كان يحبذ المساعدات العربية من السعودية والكويت، وأضاف السيناتور الأمريكي أن مناحيم بيجن بادأه بالحديث عند لقائهما عن نكران الجميل الذي أظهره بشير الجميل.

وهكذا لم تستطع إسرائيل أن تعطي عميلها بشير الجميل الفرصة التي تقتضيها الظروف المرحلية التي كان يخطط فيها لترضية المسلمين مؤقتًا، وغدرت به دون رحمة لكي تحقق من وراء ذلك مبررات اجتياحها لبيروت الغربية بحجة فرض الاستقرار والأمن لصالح الشعب اللبناني.

ومن ناحية أخرى نفى الرئيس اللبناني السابق سليمان فرنجية تورطه في عملية اغتيال بشير الجميل، وقال: رغم ذلك الذي حدث فإني مصمم على الثأر من آل الجميل من أمين ووالده ببير وسلالتهما.

الخوف في الولايات المتحدة

أضحت الجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية وباء مخيفًا؛ حيث لا يتمكن المسنون والنساء من الخروج من بيوتهم دون أن يشعروا بالخوف من أن يتعرضوا للأذى، ولكي ندرك حجم الجريمة البالغ هناك يكفي أن نعرف أنه قد سقط خلال العام الماضي 22 ألف أمريكي ضحايا للجريمة، بالإضافة إلى انتشار إتجار وإدمان المخدرات انتشارًا واسعًا، كما أن الخسائر المادية الناتجة عن الجرائم كانت كثيرة للغاية.

رأي دولي: مبادرة مانجستو الحبشي

وسط حمى المبادرات التي تروح ضحيتها الشعوب الإسلامية، وفي معمعة الأحداث التي تحيط بالشعب الفلسطيني المسلم من مبادرات أمريكية وأوروبية وعربية، وما دامت تلك المبادرات تلقى قبولًا وتسليًما بين الشعوب الإسلامية وأن هذه الشعوب المستضعفة أصبح لديها استعداد مكتسب لقبول الحلول الانهزامية؛ فلمَ لا يستأسد الفأر الصليبي في أثيوبيا ويفرض مبادرته المهينة على الشعب الأريتري المسلم؟ ألم يصبح جسد الأمة الإسلامية نهبًا مشاعًا؟ فلمَ يتورع مانجستو عن نهشه؟ هكذا جاءت مبادرته التي كشفتها بعض المصادر الصحفية لتؤكد هذه الحقيقة.. حقيقة نهب الإرث المشاع. تكشف هذه المصادر عن مبادرة من ستة نقاط أعدتها حكومة مانجستو أهم ما جاء فيها: أن يقبل الطرف الأريتري قبل الشروع في المفاوضات بمبدأ «الأثيوبيون والأريتريون أبناء وطن واحد»، وكما جاء في النقطة الثالثة أي التخلي عن فكرة استقلال أريتريا والتفاوض حول شكل من أشكال الحكم الإقليمي الذاتي تحت إطار أثيوبيا الموحدة، ويشم المرء من هذه  المبادرة رائحة ريغان وبيغن، وأن أبناء صهيون يقدمون خبرتهم لورثة ‏أسد يهوذا، ورغم هذا تفيد الأنباء أن النظام لم يقدم على هذه المبادرة بصورة جدية، وإنما أراد من وراء تسريب أخبارها تجميد الصراع في أريتريا وإعطاء الفصائل الأريترية المتعددة- كما هو الحال في فلسطين وأفغانستان– شيئًا ينشغلون به عن الحرب حتى تفرغ أثيوبيا لحرب الأوغادين، التي بدأت ترهق كاهل الماكينة العسكرية، ومع أن مشروع السلام الأثيوبي قد لا يحظى بقبول الأريتريين تمامًا فإنه قد يرفع العتب- كما ترى المصادر الصحفية- عن حكومة أديس أبابا التي كان محسوبًا عليها أنها لم تقدم ما يعكس رغبتها في حل قضية الإقليم الذي ضمه هيلاسلاسي لأثيوبيا عام ‎١٩٦٢‏.

‏ويبدو أن طريق المفاوضات للتوصل إلى الحقوق أصبح سمة الشعوب الإسلامية، أما حمل السلاح وأخذ الحق عنوة فلا يجوز إلا لدولة كبريطانيا في حرب فوكلاند، أما نحن المسلمين فلا يصلح لحل مشاكلنا في كل بقاع الأرض، في فلسطين وأفغانستان وأريتريا إلا نموذج كامب ديفيد، سواء جاء في صورة مقترحات فاس أو جاء في صورة مبادرة مانجستو،

 ومن يهن يسهل الهوان                    عليه ‏فما لجرح بميت إيلام.

25 ألف شخص تمت محاكمتهم في تركيا

أعلن مكتب القوانين العرفية في تركيا أنه منذ بداية الانقلاب العسكري عام 1980تم محاكمة 25 ألف شخص أمام المحاكم العسكرية، منهم ‎٥٠٠‏ شخص من حزب اليسار، و‎3٥٠٠‏ من حزب اليمين، و600 من‏ المنشقين، أما الباقي فمن اتجاهات سياسية متنوعة، ومن الجدير بالذكر أن حزب السلامة وزعيمه نجم الدين أربكان كانوا من أوائل الذين تمت محاكمتهم في جو إرهابي لم يرَ التاريخ له مثيلًا؛ وذلك لأنهم أرادوا فقط- ومن خلال الموعظة الحسنة- أن يُعرّفوا الشعب التركي بإسلامه ودوره التاريخي فيه.

ومن المعروف أن حكم الجنرال إيفرن يتعرض الآن لانتقادات شديدة موجهة إليه من الدوائر العالمية المعنية بحقوق الإنسان؛ وذلك لإجراءاته القمعية ضد الشعب التركي.

شركة بكتل توجه السياسية الخارجية لأمريكا

ثلاثة من كبار المسئولين عن السياسة الأمريكية تخرجوا من أكبر شركة إنشاءات في العالم، وهم جورج شولتز وزير الخارجية الأمريكية الحالي وكان يعمل رئيسًا لمجموعة بكتل، والمبعوث الشخصي للرئيس ريجان فيليب حبيب وكان يعمل مستشارًا للشركة، وكاسبار واينبرجر وزير الدفاع الأمريكي الحالي الذي كان يعمل فيها مسئولًا كبيرًا.

وصلت عوائد تلك الشركة في العام الماضي إلى 11.5مليار دولار، وترتبط حاليًّا معها السعودية بعقود هائلة، منها على سبيل المثال عقد إنشاء مدينة «جبيل» وتبلغ قيمته 20 مليار دولار، وعقد بناء مطار يتكلف 3 مليارات دولار في الرياض، وقديمًا ارتبطت الشركات بالسياسية الاستعمارية لبلدانها، وجاءت أمريكا لترث هذا الأسلوب من التاريخ الاستعماري البريطاني، وشركة بكتل تعتبر إحدى وسائل الاستعمار الأمريكي في المنطقة، وهو ما دعا أصواتًا للتساؤل في أمريكا نفسها: من يدير مؤسسات السياسة الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة؟ هل هو البيت الأبيض أم شركة بكتل في سان فرانسيسكو؟

الرابط المختصر :