العنوان المجتمع الدولي (العدد 737)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 15-أكتوبر-1985
مشاهدات 23
نشر في العدد 737
نشر في الصفحة 34
الثلاثاء 15-أكتوبر-1985
لقطات:
• أبدت مصادر
عسكرية غربية دهشتها من عدم تمكن قطع الأسطول السوفيتي من كشف الطائرات
الإسرائيلية التي أغارت على تونس، خاصة وأن هذه القطع الحربية السوفيتية كانت تجري
مناورات بحرية مع وحدات بحرية ليبية في خليج سرت وقت حدوث الغارة.
• رفضت تركيا
استلام ۲۰۰ زجاجة دم كمنحة للهلال الأحمر التركي
لاستخدامها في المناورات التي أجراها حلف الأطلسي في تركيا في الأسبوع الماضي، وقد
رفض القادة العسكريون الأتراك هذه المنحة خشية أن تكون ملوثة بفيروس مرض الإيدز
الذي بدأ ينتشر في الغرب.
• عقد حزب
المحافظين البريطاني مؤتمره السنوي في مدينة بلاكبول وسط إجراءات أمنية في غاية
الشدة خوفًا من تكرار حادث الانفجار الذي استهدف رئيسة الوزراء تاتشر في مؤتمر
العام الماضي. ويعقد المؤتمر في الوقت الذي يشهد فيه الحزب تراجعًا ملحوظًا في
شعبيته مقابل ارتفاع رصيد حزب العمال البريطاني.
• يخيم على
أجواء المؤتمر ٢٣ لمنظمة اليونسكو تهديدات في بريطانية بالانسحاب من المنظمة
الدولية على غرار ما فعلته الولايات المتحدة منذ عام، حين انسحبت من المنظمة.
ويأتي التهديد من خلال اعتراض بريطانيا على ما تدعيه من فساد مالي وإداري
بالمنظمة، بينما السبب الحقيقي يعود إلى تعاطف المنظمة مع الشعوب والمؤسسات
الإنسانية المختلفة.
ألمانيا
وإسرائيل:
في أول زيارة من
نوعها لفلسطين المحتلة قام الرئيس الألماني الغربي ريتشاردفون بزيارة الكيان
الصهيوني تلبية لدعوة من رئیسه حاييم هيرتزوغ الذي وصف الزيارة بأنها حدث تاريخي،
وقال الرئيس الألماني في كلمة له خلال حفل الاستقبال: إن الزيارة التي تعد الأولى
من نوعها تعبير عن الرغبة في تقوية وتطوير العلاقات بين إسرائيل وألمانيا، وتحدث
عن معاناة اليهود التي لا يمكن تصورها على حد قوله. كما أشاد بالجسور الجديدة من
الثقة الشخصية التي نشأت بين الشباب الألماني والإسرائيلي! وكان الرئيس الألماني
قد قام في مستهل زيارته بزيارة النصب التذكاري لمذبحة مزعومة ضد يهود ألمانيا في
عهد هتلر.
وصرح مصدر مسئول
في وزارة الخارجية الألمانية الغربية أن المحادثات بين الجانبين شملت صفقة الأسلحة
الألمانية المزمع بيعها للمملكة العربية السعودية، والتي قوبلت باعتراض كبير من
جانب المعارضة الألمانية على اعتبار أن الصفقة تسبب قلقًا لإسرائيل.
ونحن نعتقد أن
هذه الزيارة تعني رضوخًا ألمانيًّا كاملًا لاتجاهات السياسة الإسرائيلية والعنصرية
اليهودية، ومجرد زيارة النصب التذكاري لليهود الألمان يعني اعترافًا رسميًّا
بحقيقة المشاعر اليهودية، كما أن الزيارة والحصول على موافقة إجراء صفقات بيع
أسلحة يعني وضع المصالح الإسرائيلية في المقدمة، كما يعني عداء السياسة الألمانية
للعرب.
مناورات
سوفيتية:
ذكرت مصادر
صحفية عربية استنادًا لأنباء وردت من العاصمة الليبية أن قطعًا من الأسطول
السوفيتي أجرت مناورات بحرية مؤخرًا في منطقة خليج سرت الليبي، وأن هذه المناورات
التي انتهت في الأسبوع الماضي قد تمت بمشاركة بعض القطع البحرية الليبية، وذكرت
هذه المصادر أن هذه المناورات البحرية السوفيتية هي الثالثة من نوعها منذ بداية
العام، حيث قامت هذه القطع بإجراء مناوراتها في شهري فبراير ومايو من العام
الحالي.
ورغم وجود هذه
القطع البحرية السوفيتية في مياه قريبة لتونس إلا أنها لم تكتشف مرور الطائرات
الإسرائيلية التي قصفت مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في الأسبوع الماضي، وقد
أعربت مصادر عسكرية غربية عن دهشتها واستغرابها لعدم تمكن قطع الأسطول السوفيتي من
كشف الطائرات الإسرائيلية.
ونحن لا نفهم
إصرار بعض العرب على إجراء مناورات مشتركة مع القوى الدولية، سواء كانت غربية أم
شرقية، من حيث إن هذه القوى لا يمكن أن تعمل إلا من أجل مصالحها وتأمين نفوذ لها
في هذه المنطقة أو تلك.
دفاع عن النفس!
ذكرت مصادر
دبلوماسية في واشنطن أن وزير الخارجية الأمريكية جورج شولتز طمأن إسرائيل بأن
غارتها الجوية على تونس لم تشكل انتهاكًا للحظر الأمريكي على الاستخدام الهجومي
لأسلحتها الأمريكية الصنع، وأنها لن تواجه أي إجراء تأديبي من الولايات المتحدة.
وقالت هذه
المصادر: إن هذا التطمين جاء من خلال اتصال هاتفي بين شولتز وشامير حيث أبلغ شولتز
الوزير الإسرائيلي بأن الولايات المتحدة على قناعة تامة بأن الغارة الإسرائيلية
على مقر قيادة المنظمة في تونس تدخل في نطاق الدفاع عن النفس!
وما ذهب إليه
الوزير الأمريكي جورج شولتز يمثل قمة التواطؤ الأمريكي مع إسرائيل فالعالم كله
أدان العملية ووصفها بأنها من الأعمال الإرهابية ومجلس الأمن أصدر قرارًا
بالإدانة، ومع ذلك يأتي الوزير الأمريكي ليصف العملية بأنها دفاع عن النفس.. ومع
الأسف فإن بعض العرب ما زالوا يندفعون صوب الولايات المتحدة يتلمسون عندها مشاريع
السلام مع عصابات الإرهاب الإسرائيلية.
رفض جماهيري:
يعتقد أحد
الزعماء اليوغسلافيين أن الحزب الشيوعي اليوغسلافي لن يظل المصدر الوحيد للقوة
السياسية في يوغسلافيا.. أعلن ذلك ألكسندر غيرليكوف رئيس منظمة التحالف الاشتراكي
اليوغسلافي في مؤتمر صحفي أكد فيه على أن الحزب الشيوعي اليوغسلافي سيبقى معزولًا
عن الجماهير إذا لم يحظ على تأييد الشعب اليوغسلافي بكل فئاته، وأن هذا الدعم لا
يمكن الوصول إليه إلا عن طريق انفتاح سياسي على الاتجاهات الأخرى.. ويقول
غيرليكوف: إن استئثار الحزب الشيوعي بالسلطة وممارسة نشاطاته السياسية من مركز قوة
من شأنها تعزيز بيروقراطية الدولة وتسلطها على الشعب.. وجاءت هذه التصريحات في
الوقت الذي بدأ فيه عدد من كبار المسئولين اليوغسلاف يفقد نفوذه وتأثيره، وخاصة مع
اقتراب موعد إجراء الانتخابات العامة، حيث يتطلع الشعب اليوغسلافي بشوق كبير إلى
بعض البدائل القادرة على إخراجه من الوضع الحالي.
ويلاحظ أن تذمر
الشعوب الأوربية في البلدان الشيوعية بات أمرًا عامًّا يؤكد على رفض هذه الشعوب
لتسلط الأحزاب الشيوعية على مقاديرها، وهذا ما كان واضحًا في رفض الشعب البولندي
والشعب التشيكي واليوغسلافي.. فهل تعي الأحزاب الشيوعية العربية هذه الحقائق.
هل نسي ريغان؟
شنت صحيفة
النيويورك تايمز هجومًا على الإدارة الأمريكية لموقفها من الغارة الإسرائيلية على
مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس مؤخرًا، وقالت الصحيفة: إن الحكمة كانت
تقتضي من البيت الأبيض الأمريكي أن يكون رده على الغارة أكثر اتزانًا وأقل
انفعالًا فيما يتعلق بالغارة، وأن على الإدارة الأمريكية أن تشجب العنف والإرهاب
مهما كان مصدره، وأضافت أن الغارة الإسرائيلية أظهرت مدى الانقسام في توجهات
الزعامة الأمريكية من حيث إن الغارة ولدت ردود فعل متفاوتة بين مؤيد ومعارض.
وتساءلت الصحيفة
الأمريكية: هل نسي الرئيس الأمريكي رونالد ريغان أن الولايات المتحدة هي التي حثت
تونس على السماح باستضافة منظمة التحرير الفلسطينية وفتح مقر قيادة لها في أراضيها
بعد خروجها من بيروت إثر الغزو الإسرائيلي عام ۱۹۸۲، وقالت الصحيفة: إن الغارة أساءت للدولة
العربية الصديقة لأمريكا والتي تعتبر نموذجًا فريدًا للقبول العربي بإسرائيل!
أمن قومي
يوناني:
أعلن رئيس
الوزراء اليوناني أندریاس باباندريو تشكيل مجلس أمن قومي لمعالجة الأحداث الأخيرة
التي استجدت على الساحة اليونانية من تجسس وعمليات عنف شملت أطرافًا عديدة.
وكانت اليونان
قد أعلنت مؤخرًا عن اكتشاف شبكة تجسس سوفيتية مؤلفة من ضابط بحري ومهندسي كمبيوتر،
ويرجع الفضل في ذلك إلى السيد بوخان الموظف في سفارة موسكو في أثينا الذي جاء إلى
اليونان ليقدم معلومات حول نشاط جهاز الأمن السوفيتي للمسئولين اليونانيين، كما
أعلن عن اكتشاف شبكة تخريب تضم عملاء للاتحاد السوفيتي، وتخشى السلطات اليونانية
من تصاعد عمليات العنف التي شهدتها اليونان مؤخرًا بين أطراف مختلفة كانت تصفي
حساباتها على الأرض اليونانية، ونظرًا لموقع اليونان القريب من الشرق الأوسط فإن
الحكومة اليونانية رأت تشكيل هذا المجلس الأمني لمكافحة عمليات الإرهاب والتجسس
المتبادلة.
رأي دولي
التناقض
الأمريكي:
شهد الساحل
العربي من البحر الأبيض المتوسط مؤخرًا عدة أحداث مأساوية قوبلت بمواقف متناقضة من
قبل الإدارة الأمريكية، وكان هذا التناقض يعبر عن الاتجاهات الحقيقية للسياسة
الأمريكية.
فمن أحداث
طرابلس بشمال لبنان إلى الغارة الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في
تونس، إلى حادث اختطاف السفينة الإيطالية في ميناء الإسكندرية، نلاحظ أن المواقف
الأمريكية من هذه الأحداث كانت تتميز بالتناقض التام، فبينما كانت تلوذ بالصمت
التام إزاء الحرب الشرسة التي كانت تشنها القوات الطائفية ضد مدينة طرابلس
المسلمة، أرعدت وأزبدت عند اختطاف السفينة الإيطالية مع أنه لم يتعرض أحد من
ركابها لأي خطر باستثناء ذلك اليهودي الأمريكي الذي ثبت من التحقيقات أنه مات
منتحرًا، ووصفت الإدارة الأمريكية الخاطفين بأقذع الأوصاف التي لا يمكن أن تصدر عن
إدارة تمثل أكبر قوة دولية في عالمنا المعاصر.. وبينما هي كذلك بالنسبة للسفينة
ولطرابلس كانت تعلن تأييدها ومباركتها للغارة الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير
في تونس، بل ذهبت إلى حد التبجح بأنها كانت على علم مسبق بالغارة التي وصفها
الرئيس الأمريكي ريغان بأنها انتقام مشروع وبأنه يتفهم الدوافع والمشاعر
الإسرائيلية.. وبينما كان الرئيس الأمريكي يتعاطف إنسانيًّا مع ركاب السفينة
الإيطالية الذين لم يصابوا بأي سوء.. كان موقفه من الغارة الإسرائيلية مؤيدًا
لمقتل العشرات من الفلسطينيين والتونسيين بواسطة طائرات إف 15 وإف 16 الأمريكية
الصنع، وكأن هؤلاء القتلى ليسوا من البشر ولا يستحقون التعاطف الإنساني..
إنه ما من شك أن
هذا التناقض الواضح في مواقف الإدارة الأمريكية تجاه هذه الأحداث لا يمكن تفسيره
إلا من خلال حقيقة واحدة هي العداء المتأصل في الإدارة الأمريكية تجاه المسلمين،
وأن هذا العداء يلتقي بشكل أو بآخر مع كل الأطراف المعادية للإسلام والمسلمين..
وهذا يؤكد على
أن الولايات المتحدة بما تمثله من صليبية مكشوفة تشكل مع اليهود والشيوعيين حلفًا
متضامنًا يهدف إلى ضرب المسلمين، سواء في طرابلس أو أفغانستان أو فلسطين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل