العنوان المجتمع المحلي (356)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 28-يونيو-1977
مشاهدات 19
نشر في العدد 356
نشر في الصفحة 6
الثلاثاء 28-يونيو-1977
ما الوجه المراد لإذاعة القرآن الكريم في الكويت؟
ذكرت الصحف المحلية فكرة إنشاء إذاعة للقرآن الكريم القائمة بها وزارة الإعلام والحقيقة، إنها بشرى خير ودعوة مباركة أن تكون هناك إذاعة مختصة للقرآن، وذلك من تكريم هذا الكتاب الحكيم وإعلاء لرفعته وتمجيدا لشأنه العظيم، إلا أننا نتوخى أن تكون هذه الإذاعة على المستوى اللائق لجلال قداسة كتاب الله سبحانه الكتاب الكريم المنزه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وعليه فنبدي بعض الملاحظات راجين أن تأخذ الطريق العملي فتحقق المبتغى الذي وجدت من أجله ومما نرى أن يتحقق:
• النظر في تلاوة القرآن من حيث كونه مرتلًا بخشوع دونما آهات وكلام وانقطاع، وإنما تلاوة القرآن بصوت واضح خاشع، إذ أنه شاع في أوساط المسلمين أخيرًا الآهات والصياح ومديح المقرئ وما شابه ذلك، شاع ذلك وكله مما يخالف آداب السماع الشرعي كما يجب أن يؤخذ في الاعتبار عدم التغني الشبيه بالتطريب، نعم ورد التغني بالقرآن بمعنى تجويده، وجمال الصوت به وحسن الأداء له لا أن يشبه الغناء، وبالشكل المراد أن يكون تلاوة خاشعة بذلك يستفيد السامع ويزداد إيمانًا.
• النظر في فترة الإرسال أن تكون طويلة ما أمكن إذ أنها ولو شملت التلاوة غالبًا، لكن هناك برامج بالإضافة إلى التلاوة، ويمكن الاستفادة في ذلك من تجربة إذاعة القرآن الكريم في مصر، إذ أنه كان يذاع أربعة أجزاء في اليوم، ويمتد الإرسال إلى ست عشرة ساعة، وسابقًا كان يذاع خمسة عشر جزءًا في اليوم، وتكون فترة الإرسال أقل.
• الملاحظة المهمة هي النظر في البرامج إذ أنه لا بد من برامج تعليمية، وتبث بشكل مفيد ومرتب، ومثل ذلك برنامج يقدم آداب التلاوة والتجويد، شذرات من القرآن، آيات في اليوم الأخر، آيات في الكون، وهكذا.
وعليه يمكننا أن نحقق المبتغى الصحيح والمفيد من إنشاء هذه الإذاعة، ونأمل أن نرى الوجه الأمثل لهذه الفكرة الطيبة المثمرة.
لا أن تكون مجرد تنفيس ودعاية وإبراز أننا نظهر المعاني الإسلامية، فما هذا إلا احتواء وخداع لجمهور السامعين من أننا نهتم بالإسلام، وبعيدًا عن ذلك مرة أخرى نأمل أن نرى الوجه الأمثل السليم بعيدًا عن الغوغاء، وإدخال البرامج ضعيفة الفائدة، أو المشتملة على إسلاميات فيها شيء من الطعن، أو مخالفة الحقائق الإسلامية، ولكي نرى الصورة الصحيحة المبتغاة علينا أن نستفيد، كما سبق القول من إذاعات القرآن الأخرى، كما في مصر كما علينا أن ندقق فيما أبديناه من ملاحظات، والله الموفق.
تلفزيون الفترة الصباحية
دأبت أجهزة الإعلام على تعكير أسماعنا وضرب الغشاوة على أبصارنا، بما تقدمه صباح مساء من غثاثة لا تطيقها النفس، ولا شك أنها في النهاية هدف يخدم صهيون على عرش الأرض اليباب.
وهذا ما حدث من تلفزيوننا.
فقد اعتلى مديره منصة الإرشاد والتوجيه، وراح يلقى المواعظ، والحكم ليشنف بها أسماع الناس.
ولا نريد أن نتعرض لشخص بعينه، ولكن يجب ألا يغيب عن بالنا أن البرنامج الذي يقوم بتقديمه له حساسية، لذا يجب أن يطرق للنقاش الموضوعي، ولا يحصل ذلك إلا أن يرجع إلى ذوي الاختصاص في أجهزة الدولة، والتعاون معهم حتى تعالج تلك المشاكل المطروحة بصورة علمية اختصاصية، ومن ثم يؤتى ثماره المرجوة، أما أن تدبج أقوال وكلمات ترص، فإنها ولا شك لن تخدم الغرض الذي جاء هذا البرنامج من أجله.
والآن والناس في عطلة بعدوا بها عن أجواء المدارس والمعاهد وبدأت النفوس تشعر بالفراغ شيئًا فشيئًا، وراحوا يجدون في البحث عما يسد ذلك الفراغ الكبير، فراحت تلك المجاميع البشرية من الشباب والأطفال والنساء ترتمي طوال ساعات النهار أمام أجهزة التلفزيون تسلى به وقتها، وتقضي أمامه ساعات تروح به عن نفسها.
وراح التلفزيون بدوره يبث ما عنده ولم يستشعر هذه الحالة الخطيرة المتمثلة بهذا الفراغ الضخم الذي يخيم على حياة الشباب في هذه الفترة، ولم يوجه الشباب إلى شيء نافع يتزودون منه؛ ليكون لهم غذاء على مدار العام يتجدد عطاؤه ويسيل فيضه، ولا شك أنه العقم وفقدان الشيء يدعو صاحبه إلى عدم البذل والعطاء، ذلك لأنه لا يملك العطاء.
واهتمام التلفزيون بكثرة ساعات البث لا يعني ذلك أنه قطع شوطًا في سبيل التطور، فالمنبت لا أرضًا قطع ولا دابة أبقى.
والتلفزيون الكويتي عندما أضاف ساعات صباحية يبث فيها البرامج زيادة على ساعات الليل، لم يقدم بذلك أي مجهود إصلاحي يتناسب مع خطوة هذا الجهاز في التوجيه والإصلاح.
لذا يجب أن ينظر إلى ما يقدم وجودته وقيمته، فليست زيادة الساعات تعني جودة المحصول، والكيفية في هذا المجال تفوق الكمية بآماد بعيدة جدًا، ولها الأثر الأعمق في أعماق المشاهدين، وهي التي ترتقي بهم والكمية الغثاء، إنما هي مضيعة لوقتهم وقتل لنفوسهم وإفساد لأخلاقهم لأنها؛ لا تعبأ بنوعية البرامج المقدمة، ويستطيع التلفزيون أن يتعاون في مجال وضع خطة البرامج التلفزيونية الصباحية بكل مؤسسة في الدولة يفيد منها ويستفيد، ويستطيع بالتالي أن يصل إلى الغاية المرجوة من ساعات البث في الصباح.
إلى رحمة الله
محمد على الشايع
انتقل إلى رحمة الله تعالى في الأسبوع الماضي محمد علي الشايع وجمعية الإصلاح الاجتماعي ومجلة «المجتمع»، إذ يتقدمون إلى آل الشايع بالعزاء يسألون الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون
المسجد.. في الملاعب الرياضية
بعد جولة في الملاعب الرياضية قرر وزير الشؤون الاجتماعية والعمل – مشكورًا – إقامة مسجد في كل ملعب؛ لكي يتمكن المسلمون من أداء فرائض الصلاة.
أن الصلاة هي أهم الأمور في حياة المسلمين، ولذلك تتابع الأمر بإقامتها.
• ﴿وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ ۚ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾. (الأنعام: ٧٢).
• ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾. (البقرة: ٤٣).
• ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾. (الأعراف: ٢٩).
• ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ﴾. (البقرة: ٨٣).
• ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ﴾. (هود: ١١٤).
• ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾. (الإسراء: ٧٨).
• ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾. (لقمان: ١٧).
وتيسير أداء هذه الفريضة العظيمة والإعانة على إقامتها شروط وخصائص لا تنفك عن الدولة أو الخلافة الإسلامية.
بل أن غاية الخلافة الإسلامية هي تمكين، المؤمنين من عبادة ربهم سبحانه: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾. (الحج: ٤١).
ومن هنا ينبغي أن تقام المساجد في كل ناد، وكل وزارة وكل مؤسسة، وكل حديقة وكل فندق.
ومبادرة وزير الشؤون إلى إنشاء المساجد في الملاعب تبين إمكانية تعميم ذلك في كافة المرافق التي ذكرناها.
إن النداء المبارك «حي على الصلاة.. حي على الفلاح» موجه إلى كل مسلم أني كان وحيث كان، فإذا سمع النداء عليه أن يلبي، فإذا لبي ينبغي أن يجد المكان المناسب للوضوء وللصلاة.
ونعني بالمناسب هنا: السعة والنظافة والتبريد صيفًا والتدفئة شتاء، ولا نعني الزخرفة والبهرجة والمباني الشاهقة.
وبناء المساجد في الملاعب - وغيرها من المرافق – يعطينا مفهوما مضيئًا عن الدين وعن الحياة، فبينما الناس يأخذون بحظهم من الدنيا في الكسب واللعب نراهم - حين يرفع النداء - يقبلون على المسجد لعبادة ربهم وطاعته تعالى.
وثمة بعض الملاحظات:
•• إن المباراة لا يراعى فيها - غالبًا - وقت الصلاة فهي تجرى في أوقات الصلاة، فتشغل الناس عن أداء هذه الفريضة وينبغي أن يتغير الحال.
فأما أن تقام المباراة في غير أوقات الصلاة، وأما أن تقطع – حين يحين وقت الصلاة - حتى يتمكن الناس من أداء الفريضة.
•• أن يخصص وقت لكل الموظفين والعاملين يتيح لهم أداء الفريضة إذا دخلت عليهم أثناء القيام بأعمالهم.
ومرة أخرى نشكر وزارة الشؤون على هذا العمل الطيب.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل