العنوان المرأة والبناء التربوي النمو الانفعالي في مرحلة الطفولة المتأخرة من ٩-١٢ سنة
الكاتب ليلي عبدالرشيد عطار
تاريخ النشر الثلاثاء 25-يونيو-1996
مشاهدات 724
نشر في العدد 1205
نشر في الصفحة 60

الثلاثاء 25-يونيو-1996
يرى علماء النفس أن هناك مظاهر متعددة للنمو الانفعالي ينتاب الطفل في هذه المرحلة منها محاولة التخلص من الطفولة والشعور بانه قد كبر، وتعتبر هذه المرحلة مرحلة الاستقرار والثبات الانفعالي، ويطلق عليها بعض الباحثين مرحلة الطفولة الهادئة.
ويلاحظ قدرة الطفل علي ضبط انفعالاته والسيطرة على نفسه، فمثلاً إذا غضب فإنه لن يعتدي على مثير الغضب اعتداء ماديا، وإنما يكون عدوانه لفظياً أو في شكل مقاطعة، ويميل الطفل – عادة . في هذه المرحلة للمرح ويفهم النكتة ويطرب لها وتقل لدى الطفل مظاهر الثورة الخارجية، ويتعلم كيف يتنازل عن حاجاته العاجلة التي قد تغضب والديه، ويكون التعبير. عن الغضب بالمقاومة السلبية مع التمتمة ببعض الألفاظ وتعبيرات الوجه، كما يكون تعبيره عن الغيرة بالوشاية والإيقاع بالشخص الذي يغار منه، وتقل مخاوف الطفل، ويحاط ببعض مصادر القلق والصراع لذلك يستغرق في أحلام اليقظة. وتؤثر الضغوط الاجتماعية تأثيراً واضحاً في النمو الانفعالي، كما يلاحظ على الطفل بعض الأعراض العصبية، والعادات السيئة والأخلاقيات المرذولة كالكذب وغيرها ..
لذلك ينبغي على الوالدين أن يدركا أهمية معرفتهما لمظاهر النمو الانفعالي للطفل في هذه المرحلة، حتى يستطيعا أن يتعاملا معه بطريقة تربوية صحيحة، تساعد في نموه السليم، ومن أهم المظاهر الانفعالية التي تطغى على الطفل:
1- محاولة التخلص من الطفولة والشعور بأنه قد كبر، لذلك ينبغي على الوالدين معاملته على أساس أنه قد كبر، وذلك بإلزامه ببعض المسؤوليات المناسبة لعمره الزمني والعقلي وقدرته الجسمية، مع احترام آرائه ومقترحاته وتنفيذ الصالح منها، وتصويب الخاطئ منها بطريقة حكيمة لا تشعره بالحرج والخجل فيحجم عن إبداء رأيه مرة أخرى.
۲ – قدرة الطفل على ضبط انفعالاته، ولكن عدوانه يكون لفظياً أو على شكل مقاطعة هنا ينبغي على الوالدين توجيهه حتى تكون ألفاظه مهذبة بعيدة عن الفحش والابتذال مع تنبيهه لأدب المقاطعة كما ورد في سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
٣- ميل الطفل للمرح، وفهمه للنكتة والطرب لها، ينبغي أن يوجه إلى أدب المزاح من خلال سنة الرسول عمله وأخلاقياته التي تظهر في عدم المبالغة في الضحك وشغل الوقت كله بذلك، مع مراعاة النكتة البريئة الخالية من الفحش والسباب والسخرية خاصة ما يتعلق بالدين وكل ما يتعلق بالمسلمين، مع الترفع عن الكذب والغيبة وقول الزور... إلى غير ذلك.
٤- أما بالنسبة لتعبير الطفل عن غضبه بالمقاومة السلبية مع التمتمة ببعض الألفاظ وتعبيرات الوجه، فينبغي أن يعود على قول ما في نفسه بطريقة مؤدبة مهذبة، وعلى والديه أن يسمعوه باهتمام يشجعه على قول ما عنده واحترام آرائه ومناقشته فيه حتى يقتنع بالصواب.
5- أما بالنسبة لتعبير الطفل عن الغيرة بالوشاية والإيقاع بالشخص الذي يغار منه فينبغي للوالدين أن يجنبا الطفل كل أسباب الغيرة ودواعيها، فإن غلبت عليه نفسه رغم ذلك فيوجه الخطورة سلوكه على خلقه وحب الناس له وينفر من ذلك حتى يبتعد عن هذا السلوك الخاطئ.
٦- أما بالنسبة لمخاوف الطفل فإنها تقل ويحاط ببعض مصادر القلق والصراع بسبب طبيعة المرحلة، أو البيئة الأسرية أو علاقته بالمدرسة والرفاق لذلك يستغرق في أحلام اليقظة التي تعتبر كمتنفس له من معاناته النفسية التي تتيح له بعض الراحة والاطمئنان الوقتي مع مراعاة عدم الإغراق والإسراف في هذه الأحلام حتى لا تبعده عن واقعه المعيشي فيصعب عليه التكيف والتأقلم الاجتماعي السليم، كما ينبغي علاج القلق النفسي عند الطفل بتعميق الجانب الإيماني فيه عن طريق قراءة القرآن الكريم، أو حفظ بعض سوره القصيرة أو حفظ بعض الأحاديث النبوية الشريفة، أو قراءة كتاب أو ممارسة الألعاب الرياضية أو الخروج في الرحلات الترفيهية البريئة، مع مراعاة القيام ببعض العبادات الجماعية، وتعويده اللجوء لله عز وجل في دعائه وتضرعه، حتى يكشف عنه ما به ويسكن نفسه ويهدأ قلبه.
7- أما بالنسبة لتأثره بالضغوط الاجتماعية فينبغي على الوالدين الاهتمام بهذا الجانب بعدم إثقال الطفل بالمشكلات الأسرية والخلافات اليومية، لأن ذلك من شأنه إصابته بالقلق والتوتر والصراع، وإشغاله في أمور هو في غنى عنها الآن فلا يستطيع التأقلم والتكيف الصحيح مع بيئته الاجتماعية.
8- أما بالنسبة لإصابة الطفل ببعض الأعراض العصبية والعادات السيئة والأخلاقيات المرذولة كالكذب وغيرها ..... فإنها تعالج عن طريق القدوة الصالحة المتمثلة في السلطة الضابطة المرشدة التي تعامل الطفل بالحزم واللين والحب والتأديب والتوجيه دون إفراط ولا تفريط في أي جانب من جوانب الشخصية مع الاهتمام بتنمية هوايات الطفل وحسن توجيهها حتى تخفف من حدة القلق والصراعات النفسية فيه بالإضافة إلى إشباع الحاجات النفسية خاصة الحاجة لحب والتقدير والنجاح. والشعور بالأمن النفسي والانتماء إلى جماعة.
الهوامش
أستاذ مساعد التربية الإسلامية بكلية التربية للبنات - جدة
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

