العنوان الأسرة(396)
الكاتب بدرية العزاز
تاريخ النشر الثلاثاء 25-أبريل-1978
مشاهدات 12
نشر في العدد 396
نشر في الصفحة 40
الثلاثاء 25-أبريل-1978
المرأة وحق النيابة وحق الانتخاب
شعارنا
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (النحل:97) قرآن کریم
دراسات في قضايا المرأة
القضية السادسة: الحقوق السياسية
الحلقة الثالثة
أن طبيعة النيابة عن الأمة لا تخلو من عملين رئيسيين:
١- التشريع: تشريع القوانين والأنظمة
٢- المراقبة: مراقبة السلطة التنفيذية في تصرفاتها وأعمالها
أما التشريع فليس في الإسلام ما يمنع أن تكون المرأة مشرعة لأن التشريع يحتاج قبل كل شيء إلى العلم، مع معرفة حاجات المجتمع وضروراته التي لا بد منها، والإسلام يعطي حق العلم للرجل والمرأة على السواء، وفي تاريخنا كثير من العالمات في الحديث والفقه والأدب.
٢- وأما مراقبة السلطة التنفيذية فإنه لا يخلو من أن يكون أمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر والرجل والمرأة في ذلك سواء في نظر الإسلام يقول الله تعالى:﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ (سورة التوبة:71).
وعلى هذا فليس في نصوص الإسلام الصريحة ما يسلب المرأة أهليتها للعمل النيابي كتشريع ومراقبة ولكننا إذا نظرنا إلى الأمر من ناحية أخرى نجد مبادئ الإسلام وقواعده تحول بينها وبين استعمالها هذا الحق لا لعدم أهليتها، بل لأمور تتعلق بالمصلحة الاجتماعية.
١- فرعاية الأسرة توجب على المرأة أن تتفرغ لها ولا تنشغل بشيء عنها.
۲- واختلاط المرأة بالأجانب عنها محرم في الإسلام- وخاصة الخلوة مع الأجنبي.
٣- وكشف المرأة عن غير ما سمح الله بكشفه وهو الوجه واليدان محرم في الإسلام.
٤- وسفر المرأة وحدها خارج بلدتها دون أن يكون معها محرم لها لا يبيحه الإسلام.
وهذه الأمور الأربعة التي تؤكدها نصوص الإسلام تجعل من العسير، إن لم يكن من المستحيل على المرأة أن تمارس النيابة في ظلها ففي النيابة ترك البيت خلال أكثر النهار والليل وفيها اختلاط بالنواب في غير قاعة المجلس النيابي وفيها تضطر المرأة إلى أن تكشف ما حرم الله إظهاره من زينتها وجسمها وفيها سفرها خارج بلدتها إذا كانت من مدينة غير العاصمة حيث مقر المجلس النيابي وليس معها أحد من محارمها وقد تسافر إلى مؤتمرات برلمانية في دول أجنبية.
مثل هذه المحرمات لا يجرؤ مسلم أن يقول بإباحتها فالمرأة كانت بحسب أهليتها لا يمنعها الإسلام من النيابة ولكنها بحسب طبيعة النيابة وما يقتضيها ستقع في محرمات كثيرة يمنعها الإسلام منها، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نرى الإسلام يجعل للمصلحة العامة الاعتبار الأول في تشريعه فما كانت تقتضيه المصلحة العامة أباحه وما لا تقتضيه المصلحة منعه أو حذر منه.
وإذا أردنا أن نناقش نيابة المرأة من حيث المصلحة العامة نرى مضارها أكثر من فوائدها:
١- فمن مضارها إهمال البيت وإهمال شئون الأولاد ومن ذلك إدخال الخصومات الحزبية إلى بيتها وبين أولادها واشتغال المرأة بالسياسة من المشكلات التي لا ينكرها منصف فهي عاطفية وتتأثر بالدعاية إلى حد كبير وللجمال والذوق أثر كبير فيمن تختاره من المرشحين.
٢- ونضيف إلى ذلك احتمال أن تكون هي جميلة فتستغل جمالها سلاحًا لكسب أنصار لمرشحها إذا كانت ناخبة أو استعماله لمصلحتها الشخصية لإقناع الرجال بانتخابها ومن عانى الدعايات الانتخابية وعناء المرشحين في الطواف على بيوت الناخبين وأحيائهم وقراهم ومواصلتهم سهر الليل بعمل النهار أدرك أي شقاء وتعب وهموم ستتعرض لها المرأة المرشحة ويقول الكاتب هنا: أريد أن أذكر السيدات اللاتي يحسبن النيابة أمرًا هينًا بأن الحكم بالأشغال الشاقة أهون ما يجب على المرشح أن يقوم به من استرضاء لخواطر الناخبين وتردد عليهم وتزلف لهم؛ فهل تتحمل طبيعة المرأة هذا؟ أم تحسب أن مجرد ترشيحها لنفسها كاف لنجاحها؟
الإسلام والأطفال
استحباب تقبيل الأطفال
في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قبل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فنظر إليه النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال «من لا يرحم لا يرحم».
وفي الصحيحين أيضًا من حديث عائشة- رضي الله عنها قالت: قدم ناس من الأعراب إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟. فقالوا نعم. فقالوا لكنا والله: ما نقبل. فقال «أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة»؟
«تأديب الأطفال وتعليمهم والعدل بينهم»
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ (التحريم:6).
وفي مسند أحمد وسنن أبي داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «مروا أبناءكم للصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع».
وقد روى البخاري في صحيحة من حديث نافع عن ابن عمر- رضي الله عنه- قال قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
«كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته: فالأمير راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، وامرأة الرجل راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه. ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته».
ومن حقوق الأولاد العدل بينهم في العطاء والمنع، ففي السنن ومسند أحمد وصحيح ابن حيان من حديث النعمان بن بشير- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم».
إليك.. يا من سرت على الطريق..
البيت هو ذلك المسكن الذي يأوى إليه الانسان من متاعب اليوم ويستريح إليه الفرد من مشاكل العمل في معترك الحياة ويلجأ إليه من عوادي الظروف والأحوال في رحاب الأسرة والأهل قال تعالى﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا﴾ - وعن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال: أربع من السعادة؛ المرأة الصالحة.. والمسكن الواسع.. والجار الصالح والمركب الهنيء، ويقول الأستاذ الشهيد سید قطب: البيت مثابة وسكن وفي ظله تنبت الطفولة وتدرج الحداثة ومن سماته تأخذ سماتها وطابعها وفي جوه تتنفس وتتكيف؛ وكمْ من أحداث وقعت على مسرح المجتمع وأثرت في سير التاريخ تكمن بواعثها الخفية في مؤثرات بيتية.
والبيت الرحب السعيد هو ذلك الفردوس الأرضي الذي تصنعه المرأة المؤمنة الصالحة.. تصنعه بعقلها وقلبها وإيمانها الواعي وطهرها النقي فيفيض عليه من هذه المعاني الجميلة عبير السعادة والهناء..
للأسرة في الإسلام قيمة عالية وتقدير كبير لأنها الخلية الأولى في بناء المجتمع. والمرأة في الإسلام مسئولية عظمى لأنها هي بانية الأسرة وعماد البيت ويقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالمرأة راعية في بيتها مسئولة عن رعيتها.-
ألا فلتعلمي يا أختي المؤمنة الصالحة أن في عنقك أمانة غالية ومسئولية كبرى وهي أن تكوني راعية أمينة في بيتك وأن تؤسسيه على التقوى وركائز الإيمان من أول يوم وأن تبثي فيه شذا الروحانية العطرة وتجعلي كل ما فيه من مكان وأثاث ورياض وجنات مما يلهم بالخير ويرضى الرب- سبحانه وتعالى..
دون تكلف أو إسراف وما يتطلبه ذلك من تدبر واعتدال في كل أمورك المادية والمعنوية وأن تعتبري بفخر واعتزاز أن البيت مملكتك الصغيرة التي أعدتها لك العناية الإلهية الحكيمة.
ولا يتسنى لك النجاح في هذه المهمة المقدسة وما يتبعها من مسؤوليات الأمومة والتربية إلا إذا أفرغت لهذا الشأن قلبك وعقلك وأثرتها على كل ما سواها من مهام لأن ذلك جدير بكل وقتك وعنايتك وخير مؤنس لك في الحياة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل