باختصار- المساعدات الأمريكية المشروطة

العنوان باختصار- المساعدات الأمريكية المشروطة

تاريخ النشر الثلاثاء 01-يوليو-1997

مشاهدات 9

نشر في الصفحة 6

تحميل مشاهدة

من أساليب الخداع التي انتهجتها الولايات المتحدة في المجال الدولي ما عرف ببرامج المعونات الخارجية التي تقدم لعدد من الحكومات على سبيل الإغواء أو الاسترضاء وقد أثبتت دراسات علمية عديدة أن المستفيد الأول من هذه البرامج على المستويين السياسي والاقتصادي هو الولايات المتحدة وليست الشعوب التي ترسل إليها المعونات فعلى المستوى السياسي ترتبط المعونة بمواقف سياسية ترتهن فيها إرادة واستقلال الدولة المتلقية بما تريده الولايات المتحدة وحدها، وعلى المستوى الاقتصادي فإن ما يسمى بالمعونة الأمريكية يتسبب في تحويل اقتصاديات الدول المتلقية إلى اقتصاديات تابعة تظل تدور في فلك الغرب وتوجهاته. فالمعونة لا تقدم إلا وفق شروط معينة، فإذا قدمت الولايات المتحدة القمح فإنها تحظر على الدولة المتلقية أن تحقق الاكتفاء الذاتي من القمح ولو كان ذلك ممكنًا من الناحية العملية، بل إن سعر القمح المنتج محليًا في كثير من الأحيان يكون أرخص من سعر القمح المستورد. وعلى سبيل المثال فإن الشقيقة مصر بما لديها من أراض واسعة ومياه وافرة بإمكانها الاستغناء عن المعونة الأمريكية.

وتحقيق الاكتفاء الذاتي بل وتصدر الفائض، فلماذا تعتمد في مصادر رزقها على المعونات الأمريكية المذلة .... وإذا كانت المعونة نقدية فهي تشترط استيراد المنتجات الأمريكية والتعامل مع الشركات الأمريكية والخبراء الأمريكيين والنقل على شركات أمريكية وشراء قطع غيار أمريكية، وأخيرًا يشرف الأمريكيون بالكامل على كل مشروعات المعونة وهذه البنود تلتهم أكثر من نصف المعونة المزعومة وترسخ التواجد الأمريكي ضمن عناصر حياة هذه الدول. لذا لم يكن غريبًا أن ينادي عدد من الكتاب والباحثين الوطنيين إلى أن تبادر الدول العربية والإسلامية التي تتلقى مثل هذه المعونات الخادعة إلى إعلان استغنائها عنها والاعتماد على سياسة اقتصادية مستقلة تقوم على استغلال الموارد البشرية والمادية المتاحة والحد من الإسراف وإحكام الرقابة على منافذ الفساد والتسيب، فهذا أولى من التسابق إلى طلب المعونة من دولة تعادي العرب والمسلمين.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

الأمين العام للرحمة العالمية يحيى العقيلي: فيلم «رحمة» يعبر عن تميز العمل الخيري والإنساني الكويتي

مقترحات جمعية الإصلاح الاجتماعي حول مشروع قانون جامعة الكويت

الخيانة والاستسلام بين الرفض والصمت الرسمي