; المسلمون يجاهدون في أوغندا ضد الطائفية | مجلة المجتمع

العنوان المسلمون يجاهدون في أوغندا ضد الطائفية

الكاتب منادي الحق

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أكتوبر-1970

مشاهدات 16

نشر في العدد 32

نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 20-أكتوبر-1970

المسلمون يجاهدون في أوغندا ضد الطائفية

الاستعمار فرض الجهل والفقر على المسلمين وأعطى العلم والثروة للطوائف الأخرى

بقلم: منادي الحق من أستراليا

 الوضع الداخلي:

إن جمهورية أوغندا في إفريقيا الوسطى تُعاني نوعين من الانقسامات الأهلية، الأول وهو ناتج عن تصميم النصارى الذين ثقفهم الاستعمار تثقيفًا تكنولوجيًا معاصرًا على الاحتفاظ باحتكارهم لمناصب الإدارة والصناعة والتجارة، على حساب المسلمين الذين يشكلون حوالي ثلث السكان، حيث إن مؤامرات الاستعمار قد أوصلت المسلمين إلى حال من الفقر المدقع، والاعتزال الجغرافي، والجهل التربوي.

والأمر الثاني هو الانقسامات الإقليمية والقبائلية، وبقاء مملكة بوغندا الإقطاعية منعزلة عن أوغندا، ولعل أبرز تقسيم إقليمي هو انقسام أهل أوغندا إلى شماليين وجنوبيين.

محاولات الإصلاح:

يواجّه الرئيس ملتون أبوتي مشكلة الكراهية المتبادلة بين النيليين في شمال البلاد -الذين دخلوا في دين الله أفواجًا- والذين يتميز وصفهم بالفقر العام والانعزال عن العالم، وبيّن البنتو الجنوبيين وأكثريتهم من النصارى الذين ربّاهم الاستعمار البريطاني؛ ليكونوا سادة أوغندا المستقلة بصورة رسمية، وذلك بإعدادهم تدريبًا وتعليمًا، وفي ذلك يقول: «سجل معاصر لإفريقيا»، الصادر في لندن ص ۲۳۰ - ۲۳۱ «إنّ جهود القادة الشماليين في سبيل إدخال إقليمهم في مجرى البناء الاقتصادي الوطني، قد وضعهم في خطر التهمة بأنّهم يريدون مُحاباة الشمال الذي له اتصالات كثيرة بالإسلام، على حساب الجنوب، إنّ سياسيين جنوبيين وشماليين قد استغلوا كلهم بدورهم هذه العناصر السانحة من التوتر الأهلي».

في عام ١٩٦٧م ألغى الرئيس ملتون أوبوتي المملكات الإقطاعية في أوغندا، وأَعلَن دولة أوغندا جمهورية واحدة، ثم تحرك لكي يُصفي جيشه وشرطته من عناصر جنوبية، واستبدالهم بشماليين كثير منهم مسلمون؛ وذلك في محاولةٍ لاكتساب تأييد المسلمين، ومن ذلك إنّه سجن رئيس الأركان أبولوت وعيّن في منصبه الفريق المسلم ايدي أمين، وعيّن في منصب ايدي أمين مسلمًا آخر هو سليمان حسين يساعده شمالي آخر هو أوكويا.

    لقد أثبت الدين أنّه عامل رئيسي في تطور أوغندا السياسي في العهد الحديث، وقد بدأ المسلمون الأوغانديون يشاركون بسرعة متزايدة في السباق نحو التقدم الاقتصادي، ونحو السلطة السياسية على أرض أوغندا.

إنّ المحاولات السابقة للإصلاح كانت تُعطي بعض الأمل في أنْ يتخلص المسلمون من نير الجنوبيين، ولكن لا زال أمام المسلمين واجبات وتضحيات يجب أن يقوموا بها من أجل النجاح.

 أوغندا و"إسرائيل":

توجد بين أوغندا و"إسرائيل" اتفاقية من أجل تدريب الطيارين الأوغنديين وتقوية السلاح الجوي، ولا نستطيع الآن أنْ نتكهن بأثر تقوية المسلمين في الجيش على هذه الاتفاقية.

الوزن السياسي للمسلمين:

إنَّه من الصعوبة الآن تقدير مدى رضى المسلمين الأوغنديين عن الإجراءات الشكلية التي قام بها الرئيس أوبوتي، فإنّه لم يجرِ أي تغيير جذري، ولم يحصل المسلمون على السلطة السياسية والاقتصادية التي يرون أنها مناسبة لأعدادهم الكبيرة، ويحاول الجنوبيون إظهار النقمة على التغييرات التي أجراها أوبوتي، بالرغم من أنّ الأمور لا زالت في أيديهم بحسب اعتراف المصدر الإنجليزي السابق، يقول: «لا تزال الأكثرية الساحقة للمناصب الإدارية العالية يشغلها جنوبيون لا شماليون، إنْ تركيب وزارة أوبوتي يعكس نسبة عددية بين الشماليين والجنوبيين هي نفسها التي كانت موجودة قبل أزمة ١٩٦٦م، حين سحق جنود أوبوتي مملكة بوغندا وجعل أوغندا جمهورية موحدة».

إنّ حادثة في أواخر عام ١٩٦٨م يمكن أن تعطي صورة عن استياء المسلمين المتزايد في أوغندا، فتحت حالة من الطوارئ الواسعة «قبض نظام أوبوتي النصراني على عضو مسلم في البرلمان هو السيد أبو مايانيا، وعلى آخر هو السيد رجات ينوغي بتهمة «إثارة الكراهية والاحتقار حول الرئيس الدكتور أوبوتي»، بترديد شائعة كاذبة أنّ الأسباب القبائلية بصورة رئيسية هي التي أجلّت تعيين الأفارقة في مناصب المحاكم في أوغندا» ص.٢٣٤.

إن الأوساط السياسية خارج البلاد انتقدت هذه الموجة من القمع بوصفها موجهة ضد حرية الفكر التي تمثلها مجلة «ترانزشن»، والتي يرأس تحريرها رجات ينوغي، ولكن المصدر النصراني يكشف رغمًا عنه عن الأسباب الحقيقية، فيقول: «سجل معاصر لإفريقيا»، «يبدو أنّه كان لدى الحكومة شكوك خاصة ضد أبي مايانا، فبالرغم من أنه دخل المعترك السياسي الوطني لأول مرة على أساس قومي، إلا أنه قد اقترب كثيرًا في السنوات الأخيرة من موقع القيادة للطائفة المسلمة، فلقد أصبح شخصًا بارزًا في جمعية مسلمي شرق إفريقيا، التي تعتبر عدوًا «للجمعية الوطنية لتقدم المسلمين» التي يرأسها السيد أ. أ. نيكيون، وقد نشبت اشتباكات بين الجماعات الإسلامية في منطقة كاراماجونج البعيدة المنعزلة، مما أدّى إلى إراقة الدماء.

وقد زعمت الأوساط الحكومية أنّ أبا مايانا قد قام بزيارة الشرق الأوسط طلبًا لتأييد جمعيته وذلك في شهر آب، ويبدو كذلك أنّ السلطات تخاف من وجود اتفاق سري بين جمعية مسلمي شرق أفريقيا والتي يرعاها الأغا خان، ومنظمة كاباكا ييكا التي تعمل من أجل إعادة الملك السابق إلى عرشه المفقود في بوغندا» ص .٢٣٥.

مسلمو أوغندا والعالم العربي

في أوائل عهد الاستقلال الأوغندي لم يكن وضع المسلمين سوى وضع من يستجدي رحمة الأحزاب النصرانية الحاكمة، وقد كان يمثل هذا الأمر بكل وضوح أ. أ. نيكيون قائد الجالية المسلمة حينذاك، والذي كان يقوم بدور مشاور مقرب من الرئيس أوبوتي حتى عام ١٩٦٦م..

إنّ المسلمين في أوغندا يتطلعون إلى اليوم الذي يمسكون فيه بزمام الأمور، ويتخلصون من الضغط النصراني ومن التغلغل اليهودي في بلادهم، وقد بدأت ترتفع أصواتهم كما بدأوا يستعينون بالدول العربية في شؤونهم، فهل ستقوم الدول العربية بدورها من أجل إحقاق حقهم والتخلص من عمليات القمع التي يقوم بها نظام کامیالا النصراني ضدهم؟!

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

اعرف وطنك الإسلامي

نشر في العدد 108

19

الثلاثاء 11-يوليو-1972

العالم الإسلامي (185)

نشر في العدد 185

16

الثلاثاء 29-يناير-1974