; المصالحة الفلسطينية امال الفصائل وتحديات الواقعة | مجلة المجتمع

العنوان المصالحة الفلسطينية امال الفصائل وتحديات الواقعة

الكاتب وسام عفيفة

تاريخ النشر السبت 14-مارس-2009

مشاهدات 19

نشر في العدد 1843

نشر في الصفحة 26

السبت 14-مارس-2009

أثناء انطلاق عجلة الحوار الوطني الفلسطيني، ثمة سؤال أثير حول الأسس التي سيستند إليها هذا الحوار، وقد رجحت فصائل فلسطينية أن يكون كل من اتفاق القاهرة «مارس ۲۰۰5م»، ووثيقة الوفاق الوطني «مايو ٢٠٠٦م», و اتفاق مكة «فبراير ۲۰۰۷م» أهم الركائز التي سيتم التأسيس عليها.. وتعد وثيقة الوفاق الوطني. أو ما اصطلح على تسميتها بـ «وثيقة الأسرى»، التي توصل إليها قادة الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الصهيوني تعد محل إجماع بالنسبة لجميع الفصائل الفلسطينية.

د. أسامة المزيني: في الاتفاقات السابقة كان الرئيس عباس يهتم بملفات ويهمل أخرى.. ولن نسمح له بفعل هذا مجددا 

نافذ عزام: من الصعب الحديث عن خطة مفضلة لإنهاء الانقسام.. ولا أريد استباق النتائج

قدورة فارس : ذاهبون إلى اتفاق «سلة واحدة» يشمل كل القضايا محل الخلاف.. مع إعطاء الأولوية للقضايا الملحة

رمزي رباح: وثيقة الوفاق الوطني أجمعت عليها الفصائل لأنها تعالج كل القضايا الخلافية.. لذا يجب الاستناد إليها

فارس خضر: «حماس» الآن أقوى مما قبل الحرب على غزة.. وتستطيع أن تؤدي دورا قياديا في منظمة التحرير

غزه: 

د. أسامة المزيني القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» قال: «إن ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول العديد من القضايا سواء في اتفاق القاهرة، أو وثيقة الوفاق الوطني سيكون مرجعية للحوار». ورفض المزيني أن يفصح عن القضية الرئيسة التي ستعطى الأولوية في الحوار، قائلا: «هناك الكثير من القضايا الشائكة، فسيكون هناك حديث عن الحكومة المرتقبة، وكذلك عن منظمة التحرير، والأجهزة الأمنية.. جميع هذه القضايا مهمة وبحاجة إلى مباحثات».

واشترط القيادي في «حماس» أن تبحث الملفات الخمسة بالتوازي وهي تشكيل الحكومة، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة ترتيب الأجهزة الأمنية، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وتفعيل ملف الشراكة السياسية وأشار إلى أن خمس لجان ستكلف ببحث هذه الملفات على أن يبدأ تطبيقها مباشرة بعد الاتفاق، وقال: «تعلمنا من الاتفاقيات السابقة، أن الرئيس عباس يأخذ الملف الذي يريد تطبيقه، ويهمل الملفات الأخرى، ولن نقع في أخطاء الماضي مثلما جرى في اتفاق مكة».. ونفى المزيني أن تكون دعوة الحوار التي وجهتها القاهرة لحركته، مقيدة بأي اشتراطات، وقال: «حتى هذه اللحظة، لم تلحظ حماس الأجواء الإيجابية الكافية التي من الممكن أن تشفي الصدور».

اتفاق «سلة واحدة»

ومن جانبه، قال «قدورة فارس» القيادي في حركة «فتح»: «ليست هناك أي مشكلة تتعلق بقضية بدء الحوار، ويجب البحث عن قواسم مشتركة، وتشخيص العوامل الرئيسة للأزمة، وطالما أن وجهتنا هي الاتفاق فليس هناك مشكلة حول: من أين نبدأ».

وأضاف فارس: «نحن ذاهبون إلى اتفاق سلة واحدة، يشمل كل القضايا محل الخلاف ولا يؤجل واحدة، مع إعطاء الأولوية للقضايا الملحة .. وموضوع منظمة التحرير من القضايا المهمة، ويجب أن تنضم إليها حركتا حماس والجهاد، وأن يتم تطويرها وإعادة هيكلتها وتفعيل ملف الشراكة السياسية.. وإذا اتفقنا على كيفية بناء المؤسسات فلن يكون هناك أي خلاف».

أما «نافذ عزام» القيادي في حركة الجهاد الإسلامي فأوضح أنه من الصعب الحديث عن خطة مفصلة لإنهاء الانقسام، وقال: «إن الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن يكون مدخلا لإعادة ترتيب الحالة الفلسطينية المنقسمة على نفسها، ولا أريد أن أستبق النتائج ولكني أعتقد أن هناك نية لدى جميع الأطراف لتجاوز الانقسام القائم واتفق رمزي رباح عضو المكتب السياسي وقضية تشكيل حكومة وحدة وطنية ستعيد التضامن مع الفلسطينيين».

وتوقع عزام أن تعطى الأولوية. بعد الاتفاق على تشكيل الحكومة - للحديث عن الملفات الأخرى كمنظمة التحرير والشراكة، والأجهزة الأمنية.

وثيقة الوفاق الوطني

للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مع ما ذهبت إليه حركتا «حماس» و«فتح»: حيث شدد على ضرورة أن يستند الحوار إلى وثائق الإجماع الوطني التي وافقت عليها جميع الفصائل الفلسطينية بلا استثناء وقال رباح : «وثيقة الوفاق الوطني تعالج كل القضايا الخلافية: إجراء الانتخابات، وإقامة الدولة الفلسطينية والتمسك بحق العودة وتفعيل منظمة التحرير، وإصلاح مؤسسات السلطة، والأجهزة الأمنية.. وجميعها قضايا تتضمنها الوثيقة التي أجمعت عليها الفصائل لذا يجب الاستناد إليها».. وعبر رباح عن أمله في أن تطرح مختلف الملفات على طاولة البحث في القاهرة، قائلاً: «موضوع الانتخابات، وتشكيل الحكومة وتفعيل المنظمة.. جميعها ستكون على طاولة الحوار، لكن ربما يتقدم عنوان على آخر من حيث التنفيذ... وتوقع أن تتقدم حكومة الوحدة الملفات الأخرى العالقة، مشدداً على ضرورة ألا يكون هناك محاصصة» في التعامل مع القضايا الجوهرية التي تهم الشعب الفلسطيني.

تيار التخريب

ومن جانبه، أكد حسام خضر القيادي في حركة «فتح» أن حركته جادة هذه المرة في المصالحة مع «حماس» لإنهاء حالة التردي والانقسام التي يعانيها الشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن الحرب الأخيرة على غزة وتنكر الكيان الصهيوني من عملية السلام والمفاوضات دفع قيادة «فتح» إلى إعادة النظر في الحوار مع «حماس»، بعد أن كان محظورا! وطالب الوفود المتحاورة في القاهرة بالإسراع في تذليل العقبات، وإنجاز الوحدة الوطنية والإفراج عن جميع المعتقلين في سجون كلا الطرفين ولا تزال حماس، تحذر من وجود تيار في فتح، يحاول تخريب أجواء الحوار بدليل الاعتقالات المتواصلة لأنصارها بالضفة الغربية.. وفي هذا السياق لا ينكر حسام خضر أن هناك أشخاصاً في «فتح»، ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية غير معنيين بنجاح الحوار، ويحاولون تخريبه سعيا لتحقيق مصالح شخصية من خلال مناصبهم ومواقعهم ويرى خضر أن من حق «حماس» الدخول في منظمة التحرير الفلسطينية، وقال: «إن حماس الآن أقوى مما قبل الحرب على غزة، وتستطيع أن تؤدي دورا قياديا في منظمة التحرير، وأن تشكل رافعة وطنية من أجل إعادة صياغة القرار والميثاق الوطني، وتفعيل مؤسسات المنظمة»..

وأضاف: «إن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وهي وطنه المعنوي، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن تنكر أن مؤسسات المنظمة اللجنة المركزية - المجلس الوطني - اللجنة التنفيذية أصبحت الآن بالية، وبعضها غير شرعي بسبب غياب تنظيم قوي وفاعل، ووجود حماس في منظمة التحرير سيعني إنهاء بعض التنظيمات الصغيرة، وإقصاء بعض الشخصيات غير الوطنية المتسلقة على حساب المشروع الوطني».

تحديات آنية

ويواجه الحوار الوطني تحديات آنية متمثلة في استمرار الاعتقال السياسي والتنسيق الأمني بإشراف الولايات المتحدة حيث نقلت صحيفة «نيويورك تايمز عن اللفتنانت جنرال كيث دايتون قوله، وهو يعلق على الجهود الأمريكية في تدريب القوات الأمنية الفلسطينية في وادي الأردن قرب أريحا، ومنها كلية الحرس الرئاسي هؤلاء الرجال يشعرون بأنهم الفريق الرابح وأنهم يبنون الدولة الفلسطينية». وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي المكلف بتدريب القوات الأمنية والإشراف عليها : «لم أكن لأقول هذا لو لم أكن أعرف أنهم سيفعلون، فلدي ثقة كاملة في القيادة الفلسطينية، وفي جدية الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بهذا»...

وكان «دايتون» سينهي مهمته بعد ثلاثة أعوام من العمل في المناطق الفلسطينية، إلا أن المنسق الأمريكي للمنطقة «جورج ميتشل» طلب منه البقاء عامين آخرين، وهو ما وافق عليه الجنرال الأمريكي ويرى الصهاينة أن الأمنية الفلسطينية يعد خطوة للأمام لأنها كلما قامت بعملها فليس هناك داع للتدخل الصهيوني، ومعد ذلك يشيرون إلى أن ملاحقتهم لكوادر حركتي «حماس» و«الجهاد» في الضفة كانت سببا في استقرار الأمن. 

مصالحة فتح مع نفسها!

وتواجه حركة «فتح» معضلة وهي تتوجه للمصالحة مع «حماس» في أنها عاجزة حتى اللحظة عن المصالحة الداخلية، خاصة في ظل عدم تمكنها من عقد مؤتمرها السادس حتى الآن وفي هذا الجانب يعترف فارس خضر القيادي في «فتح» قائلا : «منذ سبعة عشر عاما» وأنا أسمع أن فتح ستعقد مؤتمرها السادس ولكن للأسف الشديد هناك قوى معطلة داخل الحركة تعيق عقد هذا المؤتمر، تسيء إلى شعبنا الفلسطيني ومؤسساته الوطنية، وتشوه تاريخ حركة فتح العريق.. وللأسف، هناك من يسرق حركة فتح، كما أن هناك من يسرق كل التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني، وبالقدر الذي أتمنى أن تنجح القيادة التقليدية لحركة فتح في عقد المؤتمر الحركي كاستحقاق وطني أولا وتنظيمي ثانيا، فإنني أشك من احتمال عقد هذا المؤتمر، وأعتقد أنه إذا عقد فلن يكون بالشكل المطلوب»!..

الرابط المختصر :