العنوان حول الانتخابات - النيابة أمانة!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 22-ديسمبر-1970
مشاهدات 15
نشر في العدد 40
نشر في الصفحة 29
الثلاثاء 22-ديسمبر-1970
حول الانتخابات:
النيابة أمانة!
· سُئل أحد وجهاء القوم، ممن لهم عصبية كبيرة لدرجة تؤهله لأن ينجح بعصبيته فقط، فضلًا عن دينه وخلقه وكثرة أمواله: لِمَ لم ترشح نفسك؟!
- فأجاب على الفور: ولو كان يُؤخَذ بنظام التعيين عندنا ما قبلت..!
· قلت له: ولماذا ترفض النيابة أو عضوية مجلس الأمة إلى هذا الحد؟
- قال: يا أخي إنها تكليف لا تشريف، إنها مسؤولية ضخمة، إنها رعاية الأمة في عقيدتها وخُلقها، في معاشها وأمنها، في راحتها وجهادها.
إنها جهاد كبير للنفس، ولهذه الأوضاع والنظم التي تُخالِف شريعتنا، وهي كذلك جهاد ضد الأعداء الذين يدوسون أرضنا، وضد الفساد في كل مكان.
· قلت له: يا أخي لقد ضخّمت المسؤولية؟
- قال: أما قرأت حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر الغفاري حينما أشفق عليه وهو يطلب منه أن يستعمله «يا أَبا ذر، إِنك ضعيف، وإِنها أمانة، وإِنها يوم القيامة خزي وندامة، إِلا من أَخذها بحقها، وأَدى الذي عليه فيها»
· اختصرت الحديث معه، وأدركت أنه رجل على حق عرف قدر نفسه «ورحم الله امرءا عرِف قدر نفسه».
هل المال الذي يوزعه المرشحون على جماهير الناخبين حرام، مع أنّه يوزع بمعرفتهم ويؤخذ من حلالهم برضاهم؟
- حرام، لأنه شراء للضمائر والذمم، فضلًا عن أنه يفوت البحث في شخص المرشح عن صلاحيته من عدمها، فضلًا أنه يمتنع على الناخبين بعد ذلك محاسبة النائب أو مطالبته؛ لأنه يكون قد اشتراهم وهو حر فيما اشترى، وهو كذلك يُبعِد عن ساحة النيابة الأكفاء لأنهم فقراء.
ويُعتبر حينئذ نوعًا من الرشوة من الحكم، وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «لعن الله الراشي، والمرتشي والرائش» الدافع والآخذ والوسيط!! ولا يُعتبَر بيعًا حلالًا؛ لأن البيع لا يرد إلا على الأموال، والصوت ليس بمال لأن البيع عما عرفه الفقهاء «مبادلة مال بمال»، ولأنه ليس إجارة لأن الأجير هو الذي يأخذ مقابل قيامه بالمنفعة، لا أن يدفع هو.
- وهو كذلك ليس هدية؛ لأن الهدية الجائزة شرعًا لمن يتبادلون الهدايا فيما بينهم..
إن أخذها حرام، وأكلها سحت، ودفعها حرام كذلك.
حول زيادة راتب عضو مجلس الأُمة
· وافق مجلس الأُمة على مشروع قانون يقضي بزيادة راتب عضو مجلس الأمة من (٣۰۰) دينار إلى (٥٠٠) دينار شهريًّا، كما وافق المجلس أيضًا على مشروع القانون الخاص بزيادة الضريبة على شركة نفط الكويت من (٥٠٪) إلى (٥٥٪)، أسوةً بالدول المصدرة للبترول، وهي إيران والعراق والسعودية التي رفعت نسبة الضريبة فيها بواقع (٥٪) بالاتفاق مع شركات النفط العاملة فيها.
من أخبار الانتخابات
· ذهب وفد من «بدو» المنطقة إلى أحد المرشحين في ديوانيته، وقالوا له: لقد جئناك لا نبتغي مالًا كما يفعل الآخرون إيمانًا منا بحرمته، وإنما جئناك نأخذ العهد عليك أن تعمل لإقامة شريعة الله وتنفيذ قانونه إذا ما نجحت بإذن الله، وأن تقف ضد كل محاولات أو مشاريع ضد ديننا.
· استغرب المرشح قائلًا: إنكم أول ناس تأتونني لا تطلبون مالًا باسم الزكاة تارة وباسم حاجة «الربع» تارة أخرى، وكشف لهم باشمئزاز لمن يأتون إليه بهذه المطالب.
ثم قال: هذا ديننا، وذلك جهادنا.
وودّعهم بابتسامة وفرح، راجيًا رؤيتهم باستمرار.
ميثاق مع المرشحين!
· يقوم وفد من شباب منطقة الصليبخات المثقف الواعي بإعداد بيان عن مطالب أهالي المنطقة على المستوى الخاص بها، ومستوى الدولة والمستوى العربي والإسلامي والعالمي.. ليجمعوا عليه التوقيعات في زيارة نوعية للأفراد.. ليقدموه عهدًا وميثاقًا بينهم وبين المرشحين، ليلتزموه إذا ما قُدّر لهم النجاح وتكون وثيقة محاسبتهم بمقتضاه.. فتهانينا ومباركتنا لوعي الشباب الناهض في الصليبخات.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل