العنوان المغرب.. هل يقلص “العدالة والتنمية” مشاركته في الانتخابات القادمة
الكاتب عبدالغني بلوط
تاريخ النشر الثلاثاء 01-سبتمبر-2020
مشاهدات 25
نشر في العدد 2147
نشر في الصفحة 45

الثلاثاء 01-سبتمبر-2020
المغرب.. هل يقلص “العدالة والتنمية” مشاركته في الانتخابات القادمة
الفن: منهج الحزب في التغيير والإصلاح جنبه الدخول في متاهة الاصطدام مع الدولة
ماء العينين: البلد في حاجة إلى تسوية حقيقية وعلى الحزب أن يكون فاعلاً رئيساً
مع اقتراب الانتخابات المقررة عام 2021م في المغرب، تعود من جديد مخاوف منافسي حزب «العدالة والتنمية» من عودته لقيادة الحكومة للمرة الثالثة على التوالي.
ويطلق البعض بالونات اختبار حول إمكانية تقليص مشاركة حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات القادمة، بدعوى أن ذلك تقدير للمصلحة العليا للوطن، وتكريس لمبادئ الديمقراطية المرتكزة على تداول السلطة، إلى جانب رؤيتهم أن الحزب في حاجة للعودة إلى المعارضة من أجل استرجاع بريقه الذي فقده من خلال تدبيره للشأن العام على مدى عشر سنوات.
في اتصال لـ«المجتمع» بعدد من القيادات الحزبية لحزب العدالة والتنمية، أكدوا أن الأمر لم يناقش داخل المؤسسات الداخلية لأنه غير مطروح أصلاً، فيما رأى محللون أن طرحه في هذا الوقت هو من أجل الاستهلاك الإعلامي والتشويش على تجربة الحزب في تدبير الشأن العام، وشغله بقضية ثانوية عن قضايا أكثر إلحاحاً مثل محاربة الفساد وتثبيت الديمقراطية والمساهمة بروح عالية ووطنية في حل الإشكالات الحقيقية للبلد، وما تطرحه التحديات المستقبلية لا سيما في ظل جائحة فيروس «كورونا المستجد».
بالرغم من ذلك، فقد حظي الموضوع بنوع من السجال على الجرائد الوطنية وفي مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بين الأصوات التي نادت بتقليص المشاركة، نجد الإعلامي مصطفى الفن، الذي حاول ربط ذلك بمنهج الحزب الذي يدعو إلى «التدرج والوسطية والاعتدال وعدم التنازع مع أولي الأمر».
ويضيف أن هذا المنهج الاستثنائي في التغيير والإصلاح هو الذي ساعد أو بالأحرى جنب الحزب من الدخول في متاهة الاصطدام مع الدولة في أكثر من محطة سياسية، بل جنبه حتى إمكانية الحل.
ويبرز الفن أن قوله هذا لا ينسيه أن استثنائية المؤسسة الملكية في المغرب هي التي كانت حاسمة في إدماج الإسلاميين بالحياة السياسية في وقت اختارت فيه أنظمة عربية دكتاتورية رميهم في السجون والمنافي، بمعنى آخر؛ فعلى قادة «العدالة والتنمية» أن يستفيدوا من الدروس، وعليهم أن يلتقطوا الإشارات، وأن يعيدوا من جديد قراءة أدبيات حزبهم التي أملت «التقليص الذاتي» والتراجع إلى الخلف في استحقاقات انتخابية سابقة.
من جانبه، يرد الإعلامي والكاتب عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية حسن حمورو على دعوة التقليص، في تدوينة طويلة، بالقول: إن استعمال مصطلح الصدام مع الدولة ظل مجرد فزاعة لتخويف جزء من قيادة الحزب، للتأثير عليها أثناء التداول في اتخاذ القرارات والمواقف، في حين أن وثائق الحزب وأدبياته تؤكد واقعياً أن أحد مبررات وجوده إسناد الدولة ومساعدتها.
وخلص حمورو إلى أن السياق الذي سبق للحزب أن اتخذ فيه قرار تقليص المشاركة في الانتخابات انتفى، ولم يعد قائماً، سواء من حيث معطيات الحياة السياسية الوطنية التي تأثرت بسياق ما سمي الحرب على الإرهاب، أو من حيث المعطيات الخاصة بالحزب، الذي كان حينها يشغل موقع المعارضة، وكان حديث عهد بالمشاركات الانتخابية.
ويؤكد أن قرار تقليص المشاركة في الانتخابات المقبلة يعد حلاً سهلاً، بل وهروباً وتخلياً عن الواجب الوطني، ورسالته ثقيلة، ومخالفة لمواقف الحزب، تجاه المؤسسات السيادية للدولة، لأنه يستبطن استنكافاً عن المشاركة في مؤسسات الدولة المنتخبة، ويستبطن التشكيك في المسار الديمقراطي للدولة، ومعلوم أن التشكيك غير الانتقاد المطلوب من أجل التحسين والتجويد، فضلاً عن كونه يشكك كذلك في أطروحة «الإصلاح من الداخل».
من جهتها، تبرز القيادية في حزب العدالة والتنمية البرلمانية آمنة ماء العينين، في تعليقها على تدوينة حسن حمورو، أنها غير مؤمنة بخيار تقليص المشاركة؛ لأنه متجاوز وسطحي بهاجس عددي وبدون مضمون سياسي.
وتؤكد أن النقاش الحقيقي اليوم منصب على المضمون السياسي الذي سيؤطر الانتخابات المقبلة بعيداً عن لغة الأرقام والمقاعد، إذ يجب أن نعترف أن العدالة والتنمية عاجز اليوم عن قيادة النقاش السياسي أو التأثير فيه بفعالية، ولذلك لم يعد اليوم الرهان كامناً في الفوز بالرتبة الأولى بقدر ما يكمن الرهان في تجديد الفكرة والأطروحة للتعبئة حولها.
وتضيف أن البلد في حاجة إلى تسوية حقيقية سمتها في أكثر من مناسبة بالعملية التفاوضية الكبيرة، وعلى الحزب أن يكون فاعلاً رئيساً فيها، مبرزة أن عاملين أساسيين شرطان لإنجاح هذه التسوية المطلوبة، المضمون السياسي الديمقراطي، والنخبة القادرة على إدارة النقاش والتفاوض.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

المغرب: رئيس الحكومة يقدم حصيلة 120 يوماً وسط ملاحظات وانتقادات
نشر في العدد 2113
17
الأربعاء 01-نوفمبر-2017
