; آراء القراء (323) | مجلة المجتمع

العنوان آراء القراء (323)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-نوفمبر-1976

مشاهدات 15

نشر في العدد 323

نشر في الصفحة 46

الثلاثاء 02-نوفمبر-1976

النماذج الحية

نماذج حية– والله– قد خرجت وآتت أكلها الميمون وانتعشت وظن عدوها المأفون قد يبست، حصار طال لا ماء ولا مطر نتيجة كما قد خططوا.. لا زرع ولا شجر ولكن انظروا كم زان عالمنا– ورغم حصارهم– زرع له الثمر!

ويعجب منهم الطاغوت مندهشًا: متى كبروا وقد قبروا؟!

وينسى أنهم: نبت هو الرحمن يزرعه فأنى أني للطاغوت يمنعه، ووعد قال في «القرآن» يظهره.

فكيف إذن: أيا طاغوت تقهره؟! 

  • أبو العالية
  • واقع المعلم في الدول الإسلامية

مما لا شك فيه أن الأمم تقاس بأخلاقها، وهذا هو الأساس ولكن لا ينكر الجانب الثاني وهو الجانب المادي ويأتي بعد درجة الأخلاق والقيم، وهذا الجانب لا يمكن أن يتحقق لأمة إلا بالأخذ بأسباب العلم والمعرفة. 

فالعلم كما يقولون مفتاح كل خير، فبالعلم نبني ونخطط ونجاهد ونصنع ونزرع ونتاجر ونعمل كل شيء، وذلك بأقل تكلفة ودون جهد كبير.

وأي عمل دون علم وتخطيط فمصيره الزوال والخراب طال الزمن أم قصر، إن أوروبا لم تتقدم بالجانب المادي إلا بعد احترامها وتقديرها للعلم والمعرفة وتقديرها وتقديسها للعلماء كل باختصاصه.

لقد حدثني أحد زملائي بحادثة وهي أن خروتشوف كان يسير يومًا من الأيام في أحد شوارع موسكو والوفد من يمينه ومن شماله، وصدفة كان أحد أساتذة خروتشوف بالابتدائي يمر بالشارع فبسرعة يأمر خروتشوف المركبة والوفد بالوقوف وينزل من على المركبة ويصافح أستاذه القديم ويعود إلى المركبة. 

فإذا كان هذا الملحد يحترم العلم إلى تلك الدرجة نظرًا لما يحققه له من الرفاهية والسعادة الدنيوية، فإذًا ما عذرنا نحن المسلمين ألا نحترم العلم والعلماء والمدرسين، مع أن إسلامنا يحثنا على طلب العلم والمعرفة واحترام العلم والعلماء.

دخل «ص» على جماعتين إحداهما تتعبد والأخرى تتعلم فجلس مع الفرقة التي تتعلم وقال إنما بعثت معلمًا.

وقال «ص»: «من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة»، وأنا أكتب هذا المقال حتى ألقي المسؤولية على عاتق وزارة الأوقاف والعلم في الدول الإسلامية عمومًا، لتعيد إليه هيبته وكرامته وعزته ومكانته ولنا من أجدادنا أسوة.

ليجعل للمعلم نظامًا خاصًا وكادرًا متجسدًا يرفع رأسه ويشعره بأهميته لأنه من أعظم عناصر الأمة.

وصدق الله العظيم بقوله: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (سورة الزمر- آية ٩).

  • السعودية 

بسم الله الرحمن الرحيم 

21 رمضان 1396هـ

15 أيلول 1976م

 

رسالة إلى أختي المسلمة

أختي المسلمة المتحجبة في كل مكان..

يا من عملت بالحق وأزهقت الباطل.. يا من ثبت وسرت بحجابك مرفوعة الرأس، شجاعة القلب.. مسلمة الروح والضمير، يتجلى سيماء الطهر والإيمان على هيئتك الوقور، غير آبهة بأقاويل المرجفين وضعاف النفوس الذين جندوا ألسنتهم وأقلامهم في محاولات يائسة من أجل النيل منك، وحاولوا أن يلصقوا بك شتى الاتهامات الواهية التي تدعو إلى التبسم والرثاء.

دعيهم يا أختاه في غيهم سادرين، إنهم من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم.. وارتضوا لأنفسهم الذلة والمسكنة فاندفعوا يقلدون القوم الكافرين فزادهم الله ذلاً على ذل، ولسوف يأتي اليوم الذين يرون فيه نتيجة أفعالهم وتجنيهم على أنفسهم ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ﴾ (سورة البقرة ٨٦).

أما أنت يا حفيدة خديجة الطاهرة، فيكفي أنك تضربين أروع الأمثلة للمرأة المسلمة التي تسير على نهج أمهات المؤمنين الطاهرات والصحابيات الجليلات رضوان الله عليهن.

والله معك يؤيدك ويؤازرك بنصره ولو كره الظالمون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختكم

خديجة محمد عمر 

البحرين

حول القانون الجديد

يسرني أن أخط لكم هذه الرسالة شاكرًا المولى عز وجل الذي أمدنا ببعض الأخوة الصالحين الذين نستطيع من خلالهم دراسة أمورنا، لقول الحق جل وعلا ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ﴾ (سورة الشورى ٣٨).

نعم يا أخي لقد اطلعت كما هي عادتي في العدد 317 من مجلة المجتمع الموافق 20 رمضان 1396هـ سبتمبر 1976م، وأتابع هذه المجلة بالتمام لما تحويه من معالجة لقضايانا، والاطلاع مع الإلمام بأحوال أخوة لنا في الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.

وكان مما جلب انتباهي عند دراسة موضوع في مجلتكم الغراء باسم «النصوص الكاملة للمواد المعدلة والجديدة في قانون الجزاء» واطلعت على تلك المواد المعدلة حتى المادة 183 ثم تلتها المادة 186 وما بعدها، وهذه المادة وما يليها هو الذي أركز عليه في رسالتي هذه إليكم كأخوة قادرين إن شاء الله أن تقولوا كلمة الحق.

وتنص بعض فقرات تلك المادة أنه من واقع أنثى بغير رضاها أو بالتهديد أو بالحيلة يعاقب بالإعدام أو بالحبس المؤبد... فلو رجعنا إلى كتابنا الكريم القرآن هل نجد يا أخي مثل هذه العقوبة لمن يقترف مثل هذه الجريمة السابقة؟، أم إننا نجد أن عقوبة الزنا تكون:

  1. إما بالجلد مئة جلدة للأعزب الذي لم يتزوج، ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾  (سورة النور  ٢).
  2. أو بالرجم للمتزوج «كما ثبت عن رسولنا الكريم».

وذلك بعد توفير الضمانات الاجتماعية للفرد سواء كان أعزبًا أم متزوجًا، وهذا يا أخي هو عقوبة الزنا مهما اختلف ومهما كانت مصادره، ولا أظن أن هناك نصًا قرآنيًا يوجب عقوبة الإعدام إلى الزاني فقط. 

إضافة إلى أن الحكم السابق ينطبق على كل من الزاني والزانية، وليس على واحد دون آخر، والحكم عام وليس خاصًا.

أرجو وكلي أمل أن تعملوا ما بوسعكم لمعالجة مثل هذه القضايا قبل فوات الأوان، فوالله يا أخي لا نصر ولا صلاح إلا بالعودة إلى كتاب الله الكريم وهدى رسوله الأمين.

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وزارة التربية

أبو أسامة

 

أخي الغريب

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة على سيد المرسلين.

قال تعالى: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ (سورة الحشر الآية ١٩).

وقال: ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ﴾ (سورة الحج الآية ٢).

أخي المسلم! الضائع رغم انتمائك إلى أسمى أمة في الأرض، يا أخي المسلم هبت الريح على حضارتنا فوجدت القنديل ضعيفًا للغاية فأوشكت أن تطفئه، والريح تهب كل يوم، تهب وتجد الطريق أمامها مفتوحًا في كل لحظة لكي تجهز على تلك الشعلة فتجعلها رمادًا.

وأين أنت يا أخي المسلم؟، ضائع عابث! لاعب، وكأن الأمر لا يعنيك شيئًا في كثير أو قليل.

وأنت يا أختاه أين أنت من الرياح التي تهب كل يوم على أمتك وأنت لا تدرين؟، أنت يا أختي يا من قدمت إلى هذا المسجد وأنت مؤمنة بأنك مؤمنة مسلمة، والإسلام هو منهج كامل، والمسلم ممثل لما انتهجه.

فماذا قدمت للإسلام يا أخي؟ وماذا قدمت للإسلام يا أختاه؟!

فيا أخي المسلم لا تقل لم لا ينصرني الله، ولكن قل لم  أستجب لله، لا تقل تركني الله وحيدًا، بل قل تخلفت عن الطريق!

لا تقل لا يستجيب، ولكن قل! أنا لا أُحسن الدعاء!

يا أخي المسلم تعال نمزق الهوية لا نريد حبرًا على ورق ولا نريد كلمات جوفاء، إنك غريب عن كل عادات العالم وشذوذه وضياعه!

أنت مسلم، والمسلم يعني الزكاة، والزكاة تعني الطهارة، والطهارة تعني الإخلاص، والإخلاص لا بد مرتفع بصاحبه عن كل دنس!

أخي المسلم اترك نظريات الشرق ومبادئ الغرب، فأنت مسلم لا يليق بك الانغماس في تفاهات غيرك، ولا يحق لك انتهاج منهجهم أو الاطلاع عليه إلا من باب المعرفة، و«من تعلم لغة قوم أمِن مكرهم» ثم الاستفادة من أخطائهم، إما أن تمزق إسلامك لتتعرف على شيوعية الشرق أو تهدم إيمانك لتنغمس في شذوذيات الغرب.

يا أخي المسلم! تعال نمزق الهوية وكفانا خطبًا جوفاء، فصلاة الجمعة لا تغني عن الصلوات الخمس، وكتابة «مسلم» في الهوية لا يغني عن الإسلام.

المسلم غريب، والغريب مخالف للمألوف، والمألوف خطأ، والنتيجة ظلم، والمسلم جديد يحمل السلام والأمن والطريق السليم الصحيح، والنتيجة سعادة عاجًلا وخلود في النعيم آجلاً.

يا أخي المسلم ويا أختي المسلمة! إن لكما إخوة يحترقون كالشموع لينيروا لكم الطريق فكفاك يا أخي طمسًا لعينيك، افتح عينيك لترى الطريق، ولا تجعل الشموع التي تحترق تذهب هباءً!

يا أخي المسلم! نحن غرباء عن ضياع العالم، غرباء بأفكارنا بعواطفنا بسلوكياتنا من هذه المجتمعات المتناقضة.

يا أخي لولا نصر الله للحق لهزمه الباطل، ولكن الحق مجرد كلمة لا تفعل شيئًا دون جنودها وحُماتها.

هذه البداية..

والبداية كلمة تعني نهاية ما قبلها وما قبل الإسلام جاهلية، فتخلى يا أخي عن جاهليتك، تحرر من عبوديتك، دع قلبك ينبض بالحرية وطهر قلبك من دنس الجاهلية، وارفع عن كاهلك قيد الشهوات والمادية، يا أخي ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (سورة الحديد الآية ١٦).

يا أخي– فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك، ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير، ﴿ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ (سورة هود- آية ١١٣).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نوال السباعي 

دمشق

الرابط المختصر :