العنوان اليهود في روسيا.. نفوذ متزايد وهولوكوست في الطريق
الكاتب محمود الخطيب
تاريخ النشر الثلاثاء 20-أبريل-1999
مشاهدات 37
نشر في العدد 1346
نشر في الصفحة 40
الثلاثاء 20-أبريل-1999
يلتسن يدعمهم.. وأبنته تتعاون معهم
يحتلون ثلث المناصب السياسية المهمة.. يسيطرون على المال والإعلام. ويحركون عصابات المافيا
ظاهرة العداء لليهود تنتشر بين الروس.. كتب ودوريات تعتبرهم مصدر الشر في العالم وتحذيرات لهم من المصير الَّذي لقوه على يد هتلر
على نفس خطى رفاقهم في الولايات المتحدة الأمريكية بدأ يهود روسيا إحكام قبضتهم على مناحي الحياة المختلفة في الدولة الَّتي أصبحت وريثًا رئيسًا لتركة الاتحاد السوفييتي المتفكك. وتتركز هيمنة يهود روسيا على القطاع الاقتصادي وعلى اجهزة الإعلام الكبرى إضافة إلى أنهم يحتلون اليوم عددًا كبيرًا من المناصب السياسية الفاعلة في روسيا وعلى رأسها منصب رئيس الوزراء «بريماكوف» الَّذي يعتبر المرشح الأوفر حظًا لخلافة يلتسين المريض في رئاسة الدولة. وقبل بريماكوف نجح اليهود في إيصال - كيريينكو «نصف يهودي» ابن الخامسة والثلاثين إلى منصب رئيس الوزراء وهو ما حدث لأول مرة في تاريخ روسيا والاتحاد السوفييتي.
محمود الخطيب
وينذر النفوذ القوي والمتنامي لليهود في روسيا بتصاعد نزاع شوفيني كان كامنًا خلال الأعوام السبعين الَّتي حكم فيها الشيوعيون الاتحاد السوفييتي السابق وقَدْ تزايدت النزعة القومية الروسية ضد اليهود على وجه الخصوص خلال الأعوام القليلة الماضية على مستوى الشارع الروسي وداخل البرلمان «الدوما» إلى الحد الَّذي دفع الرئيس يلتسين ويضغط من مستشاريه اليهود ووسائل الإعلام الَّتي يملك اليهود غالبيتها إلى الإيعاز البريماكوف ووزير الداخلية وستيباشين للتحرك لتخفيف حدة النزعة الروسية نحو ما يسمى ب«معاداة السامية».
يوجد اليوم أكثر من أربعمائة ألف يهودي في روسيا الَّتي يصل تعدادها إلى حوالي ١٥٠ مليون نسمة. ومع ضالة عددهم بالنسبة للروس إلا أن نفوذهم في روسيا لا يتناسب مع حجمهم، كما أن حركتهم باتجاه الهيمنة على الكرملين والمؤسسات الاقتصادية والإعلامية واضحة إلى الحد الَّذي أثار حفيظة الروس من قوميين وشيوعيين وغيرهم.
وتعتقد القوى الروسية المختلفة أن أصحاب رؤوس المال وعرابي المافيا اليهود هم سبب التدهور الاقتصادي والأمني الخطير في بلادهم وتصاعدت الحملة الشعبية المعادية لليهود عن طريق المنشورات وتصريحات أعضاء الدوما الَّتي تهاجم اليهود ودورهم في تخريب الاقتصاد الروسي وتجويع الروس. كما رفضت المجموعات والأحزاب الروسية اليسارية طلب الحكومة الروسية وقف الحملات المناوئة لليهود أو شجبها وكان مقتل غالينا ساروفوتونا عضوة البرلمان، والَّتي كانت مقربة من الرئيس يلتسين وأكثر المدافعين عن اليهود في العام الماضي مؤشرًا على حالة الغضب الَّتي تجتاح الشارع الروسي ضد اليهود.
ورأى زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف أن رأس المال الصهيوني هو الَّذي دمر الاقتصاد ونهب ثروات روسيا. وقال: إن «صهينة السلطة» في روسيا كانت واحدة من أسباب الكارثة الاقتصادية الَّتي أصابت روسيا وعلى حد قول زيوغانوف فإن الشعب الروسي يتساءل كيف استطاع ممثلو قومية واحدة ويقصد اليهود السيطرة على أهم المؤسسات الاقتصادية عبر عملية الخصخصة وكيف هيمنوا على معظم وسائل الإعلام الَّتي قال عنها إنها تخرب مجتمعنا وأخلاقه وثقافته ومعتقداته. وكتعبير عن سخطه على تغلغل اليهود في وسائل الإعلام الروسية المختلفة وهيمنتهم عليها صرَّحَ زيوغانوف قائلًا: «نريد أن نرى وجوهًا روسية في التلفزيون الروسي».
وتلقى الكتب والدوريات الَّتي تصدرها دور نشر روسية - كمؤسسة «فيتياس»، والَّتي تتحدث عن اليهود بأنهم «مصدر الشر في هذا العالم»، وتحذر من الاحتلال الصهيوني لروسيا - قبولًا لدى الشارع العام الَّذي بات مقتنعًا بأن اليهود سبب الكوارث الَّتي تعاني منها روسيا منذ أكثر من عشر سنوات.
وظهرت مؤلفات أدبية لكتاب روس كبوشكين ودستوفيسكي وغوركي واستفايف تحمل صورة قائمة عن اليهود. كما ذهب بعض المؤرخين القوميين إلى أن ثورة أكتوبر الشيوعية كانت مؤامرة يهودية ويدعمون قولهم بأن غالبية زعمائها كانوا من اليهود. كما كشفت تقارير الاستخبارات الروسية أن اليهود الروس يقبلون على العمل كجواسيس الجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد.
وبلغت حالة السخط الَّتي تنتشر بين الروس إلى قيام أعضاء الدوما القوميين في شهر فبراير الماضي بمطالبة ألمانيا بتعويض كافة ضحايا النازية من الروس دون تمييز، وانتقدوا علنًا الحكومة الألمانية بسبب محاباتها للضحايا اليهود في قضية التعويضات بينما تجاهلت تعويض الروس الَّذي عانوا أيضًا من الاحتلال النازي لبلادهم خلال الحرب العالمية الثانية.
الدوما يقيل الملياردير اليهودي بيريز وفسكي
اتخذ مجلس الدوما الروسي في أواخر شهر فبراير الماضي قرارًا بإقالة الملياردير اليهودي بوريس بيريزوفسكي من منصبه كسكرتير للجنة التنفيذية لرابطة بلدان الكومنويلث الَّتي تجمع غالبية الجمهوريات الَّتي أستقلت عن الاتحاد السوفييتي السابق. وسبق لبيريزوفسكي أن تولى منصب نائب سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي وهو منصب حكومي وأمني رفيع وحساس على الرغم من أنه كان يحمل الجنسية الإسرائيلية إضافة إلى الجنسية الروسية. لكنه أضطر إلى التخلي عن الجنسية الإسرائيلية بعد مطالبة الشارع الروسي ومجلس الدوما بعزله عن مناصبه الحكومية بسبب ذلك. وكشف بيريزوفسكي عن ولاته للدولة اليهودية حين رد على منتقديه بسبب حمله الجنسية الإسرائيلية بأن كل يهودي يمكن اعتباره مواطنًا إسرائيليًا بغض النظر عن المسائل الشكلية كالجنسية!
وأشارت تقارير صحفية إلى قيام قوات الأمن الخاص بمداهمة عدد من المؤسسات الاقتصادية والإعلامية الَّتي يمتلكها بيريزوفسكي وتقول المصادر إن هذه القوات عثرت على أجهزة تجسس ووثائق تؤكد تورط الملياردير اليهودي بالتنصت على محادثات ومكالمات الرئيس يلتسين وأفراد عائلته على الرغم من العلاقة الخاصة والحميمة الَّتي تربطه بهم جميعًا وخصوصًا تاتيانا ابنة الرئيس يلتسين المتنفذة والَّتي كانت سببًا في إثرائه الفاحش وبناء إمبراطورتيه المالية والإعلامية.
وكشف مدير جهاز الأمن الرئاسي الروسي السابق الكسندر كورجاكوف عن تعرض عائلة الرئيس يلتسين لعمليات ابتزاز من جانب بيريزوفسكي الَّذي هدد بنشر وثائق عن صفقات مالية مشبوهة لزوجة يلتسين وابنته إذا ما تم إبعاده عن الكرملين.
ويصف الكاتب اليهودي الروسي إدوار توبول في رسالته «كتاب مفتوح إلى المتمولين اليهود » الَّتي نشرها في مجلة «ارغومنتي إي فاكتي» الروسية بيريزوفسكي بأنه يسيطر على أجهزة إعلام ومؤسسات مالية واقتصادية كبرى وشركات نفط وأخرى لإنتاج الأسلحة إضافة إلى عمله كمستشار في مكتب الرئيس يلتسين.
وفي المقابلة الَّتي أجراها توبول مع بيريزوفسكي دار الحديث التالي:
. توبول: إن كل أموال هذا البلد تقريبًا تكدست في أيدي يهودية ألا يوجد رجال مال روس موهوبون؟
بيريزوفسكي: بالطبع هناك بين الروس رجال مصارف روس موهوبون لكن العامل الرئيس في هذه المهنة يتمثل في وجود الإرادة اليهود يجيدون الخسارة والنهوض من جديد. إنها تجربتنا التاريخية كما يبدو لكن حتى أكثر الروس موهبة لا يتحمل الضربة، فهم للأسف يخرجون من اللعبة نهائيًا بعد الخسارة الأولى (!)
لنفرض أن الأمر كذلك، لكن بما أن كل السلطة المالية صدف أنها بأيدينا، والحكومة تتكون من أنصاف اليهود مثل كيريينكو وتشوبايس - «سابقًا»، هل تدركون حجم المخاطرة الَّتي تعرضون لها شعبنا «اليهودي» إذا ما وقعت روسيا في الهاوية إن مذابح العداء للسامية يمكن أن تتحول إلى هولوكست جديدة.
هذا مستحيل.. أتعرف ما نسبة العداء للسامية في روسيا الآن؟ إنها ثمانية في المائة فقط لقد تحققنا من هذه النسبة علميًا.
وقَدْ سخر توبول من إجابة بيريزوفسكي هذه معتبرًا أن الساخطين على اليهود في روسيا أكثر من هذه النسبة بكثير.
ومن الاقتصاد انتقل بيرزوفسكي إلى ممارسة السياسة داخل الكرملين من خلال صداقته للرئيس يلتسين وأفراد عائلته. ومن هناك بسط سيطرته على الكثير من أجهزة الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية الَّتي عرضت للبيع من خلال برامج الخصخصة؛ حيث اشترى العديد من الصحف مثل «الجريدة المستقلة» وهي من أكبر الصحف اليومية الروسية وأكثرها تأثيرًا، ومجلة «أوجونيوك» و«القبس» الأسبوعية واسعة الانتشار. كما يملك أكبر قناة تلفزيونية في روسيا وهي القناة الأولى «الاجتماعية» الَّتي تجتذب أكثر من ٣٧ بالمئة من المشاهدين الروس.
يهود روسيا يدمرون اقتصادها!
تبلغ ديون روسيا اليوم حوالي ١٥٠ مليار دولار منها ١٧٥ مليار مستحقة عليها هذا العام لكن الحكومة الروسية أبلغت دائنيها بأنها لن تستطيع سوی سداد نصف هذا المبلغ في أفضل الحالات. ويماطل صندوق النقد الدَوْلِي في الموافقة على طلب روسيا قرضاً بقيمة ٤٥ مليار دولار لإنعاش اقتصادها. وأرجع خبير اقتصادي أمريكي تحفظ الصندوق على إقرار القرض إلى أن القروض الَّتي قدمت للحكومة الروسية في السابق كان مصيرها التبديد أو السرقة إضافة إلى افتقار الحكومة الروسية لخطة واقعية لتسديد هذه القروض.
ومن الأسماء المتهمة بنهب وتخريب الاقتصاد الروسي الملياردير اليهودي إيغور جيدار زعيم حزب خیار روسيا. وكان الرئيس يلتسين عند توليه الحكم قد عين جيدار كأول قائم بأعمال رئيس الحكومة. وقام جيدار بتعيين اناتولي تشويايس - وهو أيضًا يهودي - مساعدًا له ومسؤولًا عن عملية خصخصة المؤسسات العامة. وهي العملية الَّتي فتحت الباب واسعًا لليهود للاستيلاء على البنوك والمؤسسات المالية الروسية وأحتل اليهود بدعم من الرئيس يلتسين مناصب قيادية ورفيعة في الحكومات الروسية كرؤساء وزارة ونواب رئيس ووزراء اقتصاد وخصخصة، وهو ما كان واضحًا في حكومتي كيريينكو وتشرنو ميردين. ومن المعروف أن رئيس الوزراء الروسي الحالي بريماكوف يهودي هو الآخر.
وقام تشوبايس ببيع حوالي ٥٠٠ مصنع تبلغ قيمتها الحقيقية أكثر من ۲۰۰ مليار دولار بمبلغ سبعة مليارات فقط وابتدع تشويايس أيضًا نظام سندات الخزينة؛ حيث وصل سعر السند الواحد إلى حوالي عشرة الاف روبل لكنها تبخرت مع تدهور العملة الروسية. وكانت قيمة الدولار الأمريكي أكثر من ستة آلاف رويل في عهد تشوبايس في أواخر عام ۱۹۹۷ ووصلت في الوقت الحالي إلى حوالي ۲۳ ألف رويل!
وكان تشوبايس قد أعترف بأن الحكومة الروسية سمحت للبنوك الدَوْلِية بأن تحقق أرباحًا بقيمة عشرين مليار دولار أمريكي من خلال برامج الخصخصة وبيع القطاع العام.
ويحتل اليهود في روسيا اليوم حوالي ثلث المناصب السياسية المهمة في البلاد، وبين أكبر سبعة من رجال الأعمال والبنوك هناك ستة مليارديرات من اليهود، أما الملياردير السابع الروسي فهو شريك للمضارب والملياردير اليهودي البريطاني المعروف جورج سوروس «د. محمد أبو النور - الأهرام 26/11/98».
ومن أساطين المال في روسيا فلاديمير جوسينسكي رئيس المؤتمر اليهودي الروسي صاحب مجموعة «موست» المالية العملاقة ويمتلك جوسينسكي أيضًا القناة التلفزيونية المستقلة الَّتي يشاهدها أكثر من ۱۸ بالمئة من متابعي التلفزيون في روسيا، وإذاعة «صدى موسكو» وصحيفة «سيفودنيا» أو اليوم الشعبية إضافة إلى صحف ومحطات إذاعة محلية غيرها.
ويمتلك اليهودي فلاديمير بوتانين صاحب بنك أونيكسيم ونائب رئيس وزراء سابق مجموعة من الصحف الروسية كصحيفة «كومسومولسكايا» «برافدا»، و«ليتراتورنايا غازيتا».
اليهود والمافيا الروسية
كشفت مجلة نيوزويك الأمريكية (10/2/95) عن هيمنة اليهود على عصابات المافيا الروسية الَّتي تعتبر في الوقت الحالي أقوى عصابات المافيا وأكثرها انتشارًا في العالم. وتمتلك هذه العصابات وتسيطر على عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية، وخصوصًا البنوك ووسائل الإعلام في روسيا. ولم يقتصر نفوذ المافيا الروسية داخل حدود روسيا أو حتى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق بل تعداها إلى الولايات المتحدة وفلسطين المحتلة ودول أوروبا الشرقية وألمانيا والنمسا. وقالت النيوزويك إن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي حدد وجود خمس عصابات روسية كبيرة تعمل في مجال الجريمة المنظمة داخل الولايات المتحدة يتفرع منها حوالي ۲۲۰ عصابة صغيرة تعمل في ١٧ ولاية أمريكية.
وقَدْ خرج كثير من أعضاء هذه العصابات من الاتحاد السوفييتي السابق بعد أن استفادوا من تخفيف الرئيس غور باشوف للقيود الَّتي كانت مفروضة على هجرة اليهود السوفييت إلى «إسرائيل». وكان عدد يهود الاتحاد السوفييتي قد وصل إلى أكثر من خمسة ملايين يهودي لم يبق منهم اليوم سوى ٤٠٠ ألف في روسيا، و٣٢٥ ألفًا في أوكرانيا، و٦٠ الفًا في روسيا البيضاء و٥٥ ألفًا في أوزباكستان وحوالي ١٠٠ ألف موزعين في بقية جمهوريات الاتحاد السوفييتي المستقلة. ويوجد أكثر من مليون ونصف مليون من يهود روسيا في فلسطين المحتلة والبقية هاجرت إلى الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية بطرق مختلفة.
من الناحية الرسمية فإن «معاداة السامية» مسألة قد انتهت وفتحت الكنس ودور العبادة اليهودية أبوابها لليهود لأول مرة منذ عشرات السنين بعد انتهاء الاتحاد السوفييتي. كما أن جميع الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفييتي (۱۵) جمهورية تقيم علاقات ديبلوماسية مع الدولة اليهودية. ومع ذلك فإن هذه الحقيقة تصطدم بمعضلة وهي أنه لا يمكن تطبيع الشعوب ومنها الشعب الروسي مع فكرة التعايش مع اليهود وقبولهم ويرى المؤتمر القومي لليهود السوفييت «منظمة مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية» وجود عدد من العلامات على انتشار ما أسماه «بظاهرة معاداة السامية» في روسيا منها:
- انتشار الصحف والكتب وأشرطة التسجيل المعادية لليهود.
- تدنيس المقابر اليهودية.
- العنف ضد اليهود.
- بيانات ونشرات معادية لليهود ترسل لزعماء المنظمات اليهودية.
- تفجير معابد يهودية.
وقَدْ أطلعت على رسالة وصلت بالبريد الإلكتروني من طالب روسي في الخامسة عشرة من عمره تعبر بوضوح عن كراهية الروس لليهود بسبب ما وصلوا إليه من نفوذ ومال وسلطان في روسيا مقابل ازدياد حالة البؤس بين الروس الآخرين وحين يعبر طالب صغير في مثل سن أليكس «وهذا هو اسمه» عن عدائه لليهود فذلك يعكس نظرة المجتمع المحيط به. يقول الطالب:.. اسمي أليكس من روسيا. أنا احترم كل المسلمين وعقيدتهم. لكني وأصدقائي نعيش في محنة. نحن ندرس في مدرسة (..) في موسكو لتدريس الرياضيات والفيزياء قبل ١٥سنة كانت هذه المدرسة جيدة ومشهورة لكنها الآن سيئة المشكلة أن معظم المدرسين فيها من اليهود نحن الروس نشعر بالتمييز من جانبهم. معلمة الفيزياء عندنا ماريانا «يهودية» تقوم بتخفيض درجات الطالب الروسي لكنها تغض الطرف عن أخطاء أي طالب يهودي في المدرسة (٣٠) بالمئة من الطلاب المعلمون الروس أفضل من اليهود لأنهم لا يمكن أن يرفعوا علامات الطلاب إذا كانوا لا يستحقون ذلك، وقَدْ أنشأت مع أصدقاء لي منظمة أسميناها النتيجة تحتوي على نظام عسكري (!).. فكلما تعمل أكثر ترتقي درجة أعلى. ونحن بصدد إنشاء موقع على الإنترنت للترويج لمنظمتنا المعادية لليهود..
يهود روسيا.. نبذة تاريخية
من الجدير ذكره أن اليهودية تعتبر في روسيا قومية وليست ديانة فقط؛ حيث توضع كلمة «يهودي» في خانة القومية في الأوراق الثبوتية وجوازات سفر اليهود الروس علماً بأن خبراء الأنثروبولوجي كما يقول جارودي نقلاً عن روفائيل تباي «دائرة المعارف البريطانية» يؤكدون على عدم وجود الجنس اليهودي؛ حيث إن اليهود مثل غيرهم من اتباع الديانات الأخرى ينتمون إلى عدد لا يحصى من الإثنيات والأعراق المختلفة. وهي فرضية طبيعية؛ حيث إن اعتناق غير اليهود كشعب الخزر على سبيل المثال للديانة اليهودية لا يحولهم إلى الجنس اليهودي من الناحية الأنثروبولوجية، بل إن اليهود بسبب بقائهم أقلية مستضعفة على مر التاريخ اعتبروا من أكثر الناس ذوبانًا في المجتمعات الَّتي يعيشون فيها حماية لأنفسهم من خلال الزواج المختلط وأشار نباي إلى أن البحوث الَّتي أجريت على الفصائل الدموية للتجمعات اليهودية المختلفة في العالم أثبتت وجود اختلافات كبيرة بينها إضافة إلى أنها تحمل تشابهًا كبيرًا أيضًا مع غير اليهود في نفس البلد.
ويعيد بعض المصادر أصل اليهود في روسيا إلى سنة ٧٠ ميلادية عندما دخل الرومان القدس وقتلوا ونكلوا باليهود الَّذين كانوا فيها في تلك الفترة، وهرب من بقي من اليهود فيها إلى مناطق مختلفة من العالم ويسمون حتى الآن بالدياسبورا أو يهود الشتات. ويوجد اليوم خمسة ملايين يهودي في فلسطين المحتلة من أصل ۱۸ مليونًا عدد اليهود في العالم. ويعرف اليهود الَّذين فروا إلى إسبانيا في القرن الأول الميلادي باليهود السفارديم. وهناك حوالي 4 بالمئة فقط من اليهود اليوم من السفارديم. وكانوا هدفاً لمحاكم التفتيش الإسبانية في عام ١٤٩٢م الَّتي حكمت على جميع اليهود هناك إما بمغادرة إسبانيا أو التحول إلى الكاثوليكية أو بالموت وعاش كثير ممن بقي منهم على قيد الحياة في هولندا. أما اليهود الَّذين فروا من فلسطين إلى روسيا أو أوروبا أو آسيا فيعرفون بالأشكيناز وهم يشكلون اليوم ٨٥ بالمئة من إجمالي اليهود في العالم، وإضافة إلى هؤلاء كان هناك تجمعات يهودية في اليمن وتركيا والعراق وأعداد كبيرة أيضًا في إثيوبيا.
وعلى الرغم من أن معظم يهود الأشكيناز ذهبوا إلى إيطاليا وألمانيا والنمسا إلا أن بعضًا منهم كانوا يعيشون في روسيا وبولندا في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي. وظل اليهود في روسيا كما في دول أوروبا الغربية الأخرى يعيشون ظروف القهر والذل والاستعباد وخصوصًا في العهد القيصري الأخير في القرن الماضي حين بدأ اليهود عملهم المنظم للثورة والقضاء على الحكم القيصري مستغلين سخط الروس على قياصرتهم بسبب فسادهم وظلمهم وأنتهى العهد القيصري بانتصار الثورة الشيوعية البلشفية الَّتي حركها اليهود وقادوها عام ۱۹۱۷م.
وفي رسالته الموجهة إلى أغنياء اليهود في روسيا يحذرهم توبول من نفس المصير الَّذي لقيه إخوانهم على يد هتلر إذا ما استمروا في جمع الأموال على حساب الشعب الروسي الفقير. ويقول حين أصبحت كل أموال ألمانيا في أيدي المصرفيين الَّذين كانوا يفكرون في زيادة ثرواتهم وسلطتهم فقط ظهر هتلر هناك وانتهى بالهولوكست.. في عام ١٩٥٣م شهدت مذبحة في بولتانا. وكنا نحن بضع أسر يهودية نعيش في وسط المدينة بقينا متسمرين في بيوتنا ثلاثة أيام. وحين خرجنا إلى الشارع قرأنا على جدران بيوتنا أيها اليهود سوف نطلي السطوح بدمائكم. ولهذا أعرف كيف يبدأ هذا الأمر بسهولة، إذ يكفي أن تمنح الفقير والحاقد ضمانة بعدم القصاص أو العقوبة لكي ينطلق يحرق ويغتصب ويسرق في كل مكان.. إن الشعب الَّذي نعيش بينه قد حلت به كارثة حقيقية الآن، ففي البلاد فقر وفوضى وإحباط وجوع وبطالة ونهب من الموظفين واللصوص اجمعوا من بعضكم ملياراً أو مليارين لا تكونوا يهودًا (!) يريد أن يقول لا تكونوا بخلاء وساعدوا هذه الأمة في انتقالها من الشيوعية إلى الحضارة.. إن الناس الَّذين ستنقذونهم سوف يحموننا ويحمونكم من المذابح..