; الإنتاج التلفزيوني العربي وركوب موجة محاربة الإرهاب | مجلة المجتمع

العنوان الإنتاج التلفزيوني العربي وركوب موجة محاربة الإرهاب

الكاتب خميس قشة

تاريخ النشر السبت 18-أغسطس-2007

مشاهدات 13

نشر في العدد 1765

نشر في الصفحة 35

السبت 18-أغسطس-2007

 لا شك أن المتابع لأخبار وشؤون الجالية المسلمة في الغرب يذكر جيدًا المخرج الهولندي الذي أعد وأنتج فيلمًا من تأليف وسيناريو نائبة في البرلمان الهولندي من أصل صومالي أظهر فيه امرأة عارية وعلى جسدها آيات من القرآن الكريم مما أدى بشاب مسلم غاضب أن قتله رميا بالرصاص على قارعة الطريق عندها هاج الناس وماجوا بين مندد بهذا العمل ومعتبرًا إياه عملًا إرهابيًا، وبين مبرر له متهمًا المخرج بالإساءة للإسلام وتجاوز كل الخطوط الحمر.

 لكن يبدو أن عدوى الإساءة للإسلام والتمادي في الاستهانة بالمسلمين ودينهم وكل مظاهر الإسلام قد أصابت قنوات إعلام عربية تدعي انتماءها ودفاعها عن هوية هذه الأمة. 

فالمشهد والصورة تظهر علينا هذه المرة بوجوه وفي بيئة عربية من خلال عرض أفلام وأعمال تلفازية لا تقل استهتارًا وتهجمًا وتهكمًا، والفرق الوحيد أنها بأموال وأيد عربية بحجة محاربة الإرهاب والتشدد والتعصب الذي صار هاجسًا عالميًا بعد أحداث ١١/٩. 

إن فكرة محاربة الإرهاب الذي يروع الشعوب الآمنة طيبة، ولكن ليس بتلك الصورة التعميمية والتي تخلط الأوراق وتتهم الشباب والشيوخ الملتزمين بدينهم بالفشل في الحياة والتعصب، وأنهم كتلة من العقد تجاه المرأة والرأي المخالف، حتى لو افترضنا ذلك صحيحًا فهل هذا أسلوب صحيح في معالجة هذه الظاهرة من خلال استغلال بعض الأخطاء والسلوكيات غير المنضبطة لمهاجمة الإسلام وأهله، بحيث تنحرف المعالجة إلى سب وفحش ونيل من الإسلام وأهله.

لماذا هذا التهافت وركوب موجة مقاومة الإرهاب في حين أن الوقائع والحوادث التي تركز عليها هذه الأفلام غير واضح من ورائها تخطيطًا وتنفيذًا والمصادر متباينة والاتهامات متعددة.

أين الإنتاج التلفزيوني الهادف الذي همه الإصلاح؟ الذي يسلط الضوء على الظلم والقهر ونهب ثروات الأمة ؟ الذي يقوم به البعيد والقريب وهو السبب الرئيس المسؤول عن ظهور هذه المجموعات التي تتبنى العنف بعدما دب في نفوسهم اليأس من تغيير هذا الواقع المرير نريد معالجة حقيقة ومنصفة لهذه الظاهرة الخطيرة التي تقوض السلم والاستقرار في المجتمعات العربية والإسلامية. 

إن عدم التركيز على الأسباب الحقيقية والسياسات الخاطئة لمكافحة هذه الظاهرة يضفي شيئًا من الشك وعدم المصداقية حول الهدف الذي ينشدونه، كما أن هذه القنوات معروفة ومشهورة ببرامج الهرج والمرج المتنوعة فما هذا التناقض الصارخ بين ما يمارسونه من فساد وإفساد؟ وبين وما يدعونه من إصلاح؟

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل