; انتخابات كوسوفا تجدد أمل الاستقلال | مجلة المجتمع

العنوان انتخابات كوسوفا تجدد أمل الاستقلال

الكاتب عبد الباقي خليفة

تاريخ النشر السبت 23-أكتوبر-2004

مشاهدات 10

نشر في العدد 1624

نشر في الصفحة 38

السبت 23-أكتوبر-2004

تشهد كوسوفا اليوم السبت ٢٣ أكتوبر ٢٠٠٤م انتخابات برلمانية جديدة، يتجدد فيها حلم الألبان «مسلمون» بالاستقلال لا سيما وأنهم يمثلون ٩٠٪ من السكان، ولا يربطهم بصربيا تاريخ أو لغة أو دين أو حتى أرض، وهي مقومات لازمة لبناء دول متجانسة في تركيبتها، حيث سيشارك في الانتخابات البرلمانية ٣٢ تحالفًا وحزبًا سياسيًّا لاختيار ۱۲۰ عضوًا جديدًا للبرلمان منهم ١٠ مقاعد مخصصة للصرب و١٠ مقاعد مخصصة للأقليات الأخرى في كوسوفا، وسيختار ثلثي النواب الجدد حكومة، ورئيس كوسوفا، المقبلين.

أهم انتخابات:

المراقبون اعتبروا الانتخابات البرلمانية مهمة لمستقبل كوسوفا -يقول سورين بيترسون رئيس الإدارة الدولية التابعة للأمم المتحدة في كوسوفا «أومنيك»: «الانتخابات البرلمانية ستكون أهم انتخابات تحصل في كوسوفا على الإطلاق، لأنها ستفرز برلمانًا وحكومة جديدين سيعملان على تحقيق المستوى المطلوب من قبل الأمم المتحدة ووعد بيترسون بإجراء انتخابات حرة ونزيهة ودقيقة بدون أي تجاوزات أو تلاعب على حد قوله، وطالبت الأمم المتحدة وسائل الإعلام بتوخِّي المصداقية والدقة في النقل أثناء الحملة الانتخابية، وأكد جوران سفيلانوفيتش، وزير خارجية صربيا والجبل الأسود السابق، أن كوسوفا ستصبح دولة مستقلة في وقت قصير لا يتعدى السَّنَة، وقال في حوار مع راديو «أوروبا الحرة» بداية شهر أكتوبر الحالي: «بالنسبة لبلادنا سيكون ذلك صعبًا وقاسيًا، ولكن الحقيقة هي أن كوسوفا ستصبح دولة مستقلة» وأضاف أن «السياسيين في صربيا ولا سيما أعضاء الحكومة ليسوا مستعدين لإعلان هذه الحقيقة للشعب الصربي» كما دعا رئيس حزب «اتحاد مواطني صربيا» حكومة بلجراد إلى مواجهة الحقيقة «وإعلان ما يجب على صرب كوسوفا فعله بعد الآن».

تعزيزات عسكرية:

الأوضاع في كوسوفا تختلف تمامًا عن الأوضاع في البوسنة التي جرت فيها الانتخابات دون حضور عسكري للناتو في مراكز الاقتراع أو بالقرب منها أو حتى وضعها في حالة تأهب للتدخل، وذلك لأن البوسنة تتمتع بالاستقلال، بينما كوسوفا لا تزال بدون ملامح سياسية واضحة، ولذلك فقد قرر حلف شمال الأطلسي إرسال ألفي جندي إضافي لتعزيز إجراءات الأمن في كوسوفا خلال الانتخابات، إضافة إلى ١٧ ألف جندي موجودين حاليًا في كوسوفا، وقد بدأ تدفق الجنود من يوم ٦ أكتوبر وسيظلون في كوسوفا حتى بداية شهر نوفمبر القادم.

تأليب الغرب:

تجري الانتخابات أيضًا في ظل جو من التأليب الصربي للغرب ضد كوسوفا ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب وربطها بها، وتتبع سياسة التأليب الصربي تلك ضد المسلمين من وجود قناعة لدى الصرب بأن استقلال كوسوفا بات قريبًا ومن ثم فهم يريدون إثارة الاتهامات ضدها بكل السبل، وإثارة الغرب وتخويفهم من استقلالها كأداة أخيرة لمنع الإقليم من الاستقلال.

يقول فوك «يعنى باللغة الصربية الذئب» دراشكوفيتش وزير خارجية اتحاد صربيا والجبل الأسود: «إن الانتخابات البرلمانية في كوسوفا لن تداوي جراح عنف مورس في الماضي، فالصرب يعيشون في شبه معسكرات اعتقال دون أي حقوق وضمانات» وزعم فوك أنه منذ سيطرة الأمم المتحدة على كوسوفا سنة ١٩٩٩ تم تدمير ١٥٠ كنيسة وشيد في الوقت نفسه ما يزيد عن 300 جامع بأموال يثار الشك حول مصادرها، وقال: «من يتحدث عن استقلال كوسوفا يشجع الإرهاب الألباني الذي هو نسخة من الإرهاب العالمي الذي يعادي المسيحية.. الذين يقتلون الأطفال في كوسوفا هم أيضًا إرهابيون كإرهابيي نيويورك ومدريد وبيسلان».

أما الأمم المتحدة فقد أكدت على لسان رئيس الإدارة الدولية في كوسوفا سورين بیترسون «أن الادعاءات الصربية عن الأوضاع في كوسوفا عارية من الصحة» و«أن الأمم المتحدة حريصة على حقوق جميع السكان في كوسوفا».

الرابط المختصر :