; كتاب إلى مرشح | مجلة المجتمع

العنوان كتاب إلى مرشح

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-يناير-1971

مشاهدات 21

نشر في العدد 42

نشر في الصفحة 3

الثلاثاء 05-يناير-1971

السيد المرشح..

أشكرك لأنك تطوعت بتحمل المسؤولية عني والتعبير عن فكري ورأيي والدفاع عن مشاكلي.

وبإشفاق كبير إشفاق الأخ لأخيه والمواطن ببني جلدته، سأطرح أمامك نفسي وأبسط لك كتابي لتقرأه وتعرف محتواه.

إنني يا أخي شعرت بأنك أفضت في الإعلان عن نفسك وتزكيتها، ونحن نحب أن نذكرك بأن الخير كل الخير أن تترك للناس ليصدروا حكمهم عليك من خلال ماضيك وحاضرك، وصيتنا إليك قوله تعالى: ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ﴾ (النجم: 32).

وآمالنا فيك أن تجعل التقوى تسود نفسك، تكون هي عامل التفاضل بينك وبين غيرك ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات: 13).

والأمر الثاني يا أخي أننا سمعنا منك وعودًا كثيرة وعهودًا وافرة، ‎وأخوف ما نخافه عليك من عدم قدرتك على الوفاء بما وعدت فتقف مسؤولًا بين يدي ربك تسأل عن عهدك وميثاقك: والله أوصى بالعهد وبإنجازه ﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا﴾ (البقرة: 177) ونحذرك من قوله ﴿الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ﴾ (البقرة: 27) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوفى الناس بالعهود والمواثيق سواء كانت مع قومه أو مع عدوه.

·       وأما الثالثة، فإننا سمعنا منك الكثير من الوعود عن إصلاح شأننا، وتنظيم أمرنا،‏ ولكن لم نسمع منك شيئًا عن قضايانا الكبرى، التي لم يصلح لنا شأن إلا بها، لم نسمع منك وعدًا بأن يكون مطلبك الأول أن تجعل من القرآن دستور ونظام وقانون أمتنا، لم نسمع هذا النداء منك ولم نجده مسجلًا على لافتة أو مكتوبًا في إعلان أو مدونًا في صحيفة.

ولم نسمع منك رأيًا حاسمًا في قضايانا المصيرية. هل أنت من المتفقين للسلام مع إسرائيل والمؤيدين للحلول الاستسلامية أم أنك من المؤمنين معنا بأن كلمة إسرائيل «بدعة» تنزل علينا، وعصابة سوء يملؤها الحقد والضغينة، نريد أن نسمع رأيك ونقرأه حتى نصدر حكمًا عليك من الآن إما لك فنعطيك ثقتنا وإما عليك فنحجبها عنك.

·       ومطلب رابع نريد منك أن نعرف رأيك في دعاة الميل إلى الغرب الصليبي أو الشرق الشيوعي، الذين تعنو رؤوسهم للكرملين أو للبيت الأبيض، ونطالبك أن تقف معنا ضد هؤلاء وأولئك وترتل في ثقة وإيمان: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ (الأعراف: 196).. إننا نعلنك يا مرشحنا أن طريقنا واحد وسبيلنا واحد.. ﴿قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ (يوسف: 108)، ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله﴾ (الأنعام: 153).

·       وأخيرًا يا مرشحنا، نحن نريد منك أن نسمع رأيك في دعاة الأفكار والمبادئ التي لا تنتمي لديننا ولا تنتسب لأرضنا ولا لمثلنا، ولكنها أفكار ألقانا بها دهاة الصليبيين ومكرة الصهيونيين، وأخلاف الشيوعين، أفكار ليست منا ولسنا منها في شيء.

نريد أن نسمع رأيك بصراحة في كل هذا، بل نريد أن نسمع لغتك لهؤلاء أو أولئك.

وأخيرًا نرجو الله أن يهديك لأفضل السبل وأنجحها، ونرجو أن نكون معك وتكون معنا على المحجة البيضاء والطريق المستقيم.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل