العنوان انقراض النسل الأوروبي.
الكاتب شعبان عبد الرحمن
تاريخ النشر السبت 03-مايو-2008
مشاهدات 16
نشر في العدد 1800
نشر في الصفحة 17
السبت 03-مايو-2008
بين الحين والآخر تخرج من الغرب زفرات قلقة عن مستقبل نسلهم أي مستقبل وجودهم فكل الدراسات الصادرة من هناك تؤكد أن نموهم يتناقص لدرجة تهدد بالانقراض في مقابل تزايد النمو السكاني للمسلمين في تلك البلاد وذلك معناه ببساطة أن المستقبل في الغرب للمسلمين الأمر الذي أثار مخاوف اليهود على مستقبل نفوذهم هناك، وأثار في نفس الوقت مخاوف الكنيسة على مستقبل التواجد المسيحي الكاسح.
وقد عبر عن ذلك العديد من الدراسات والمحافل العلمية والسياسية، ودراسة «دانيل بايبس» -أحد صقور الإدارة الأمريكية في الحرب على العراق وهو يهودي متطرف- نموذج واضح على ذلك، فقد كشفت عن أن «تزايد أعداد المسلمين في أوروبا يمثل مشكلة حرجة على مستقبل القارة، وأن هذا التزايد من شأنه أن تكون له نتائج هائلة على الإنسانية، خاصة الولايات المتحدة، التي تربطها بأوروبا روابط اقتصادية حساسة».
وقال بوضوح: «إن مستقبل القارة الأوروبية مرهون بثلاثة سيناريوهات هي «الحكم الإسلامي»، و «طرد المسلمين»، و «التكامل المتناغم»، لكنه كشف عن أن العديد من المحللين يتوقعون أن ينتهي الحال في أوروبا بـ «أسلمتها».
ويتوافق هذا التحذير اليهودي مع تحذيرات متكررة أطلقها الفاتيكان من من انحسار الهوية المسيحية لأوروبا في ظل انخفاض معدل المواليد، وزيادة عدد المهاجرين المسلمين. وقد ذكر الدليل الحبري السنوي الذي الذي نشرته صحيفة «أوسرفاتوري رومانو» في عددها الأحد 30/3/2008م أن عدد المسلمين في العالم بات يتجاوز عدد الكاثوليك لأول مرة.
وفي دراسة مطولة أصدرها في ١٠ يناير ٢٠٠٧م الدبلوماسي الأمريكي «تيموثي سافيج» تحت عنوان: «أوروبا والإسلام: الهلال المتنامي، وصدام الثقافات، وتكتسب هذه الدراسة أهميتها من أن تيموثي مطلع بدقة على الشأن الأوروبي؛ فهو يشتغل في قسم الدراسات التحليلية المتعلقة بأوروبا، وعمل كقنصل عام للولايات المتحدة الأمريكية في ألمانيا.
ويقول تيموثي في تلك الدراسة: «على الرغم من الهيمنة الغربية وتوسع سيطرة الولايات المتحدة، والعديد من القوى العظمى في العالم، فإن العديد من المحللين يعتقدون أنه لن يكون لــ «الإمبراطورية الأمريكية الجديدة»، ولا حتى دول الاتحاد الأوروبي نفسه التأثير الرئيسي على مستقبل أوروبا. وعلى غير المتوقع، فإنه سيكون للمسلمين والإسلام الدور الأساس في نحت معالم أوروبا. ويقدر البعض أنه في منتصف القرن الحادي والعشرين سيكون الإسلام العامل الأبرز في تحديد ونحت معالم أوروبا، سواء أكانت موحدة أم دولًا متعددة».
وعلى الرغم من محاولة بعض التقديرات الأوروبية الهبوط بتعداد المسلمين في القارة إلى أقصى درجة وتحصرها بين ١٣ إلى ١٨ مليونًا فإن التقرير الأمريكي المتعلق بالحريات الدينية الصادر العام ٢٠٠٣م يقدر عددهم بأكثر من ٢٣ مليون نسمة، أي حوالي 5% من عدد سكان أوروبا، وذلك عدد أقل من الحقيقي.
لكن تيموثي سافيج يحذر في دراسته من أن انضمام «تركيا» إلى الإتحاد الأوروبي يقفز بعدد المسلمين في أوروبا إلى أكثر من ٩٠ مليونًا، بما نسبته ١٥% من عدد الأوروبيين، ويواصل تحذيره، مؤكدًا أن عدد المسلمين قد زاد إلى أكثر من الضعف خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وأن نسبة الولادات في صفوفهم مرتفعة جدًا.
وقد توفرت لي مؤخرًا دراسات من داخل بعض الجاليات الإسلامية في أوروبا تؤكد أن نمو تعداد المسلمين في الدانمرك «١٥% من السكان» يساوي النمو السكاني لبقية الـ ٨٥% وان تعداد المسلمين في «بلجيكا» و «هولندا»، و «السويد»، سيكون الأكبر في عام ٢٠٢٠م.
وانخفاض النمو السكاني لليهود والرجل الغربي بصفة عامة مقابل تزايد نمو المسلمين ليس هو الهاجس الوحيد، وإنما تشكل الهجرة المتدفقة من الشرق الإسلامي إلى الغرب هاجسًا آخر؛ إذ تؤكد مؤشرات الهجرة أن ٥٠٠ ألف مهاجر يصلون إلى الدول الأوروبية سنويًا، وأكثر من ٤٠٠ ألف يتقدمون بملفات لجوء لهذه الدول.
والأهم في المسألة أن هذه الأعداد الهائلة المتنامية من المسلمين تزداد تمسكًا بعقيدتها ودينها وتتشبث بهويتيها، ومازالت تستعصي على الذوبان في المنظومة الغربية العقدية والأخلاقية ويقدر باحثون في بريطانيا أن أعداد المسلمين في لندن المترددين على يوم الجمعة أكثر من أعداد المسيحيين الذين يذهبون للكنائس يوم الأحد، ذلك رغم أن تعداد المسيحيين في لندن يفوق أعداد المسلمين 7 مرات.
ويقول الدكتور محمد عمارة: «إن الذين يؤمنون في أوروبا بوجود إله أقل من ١٤% من السكان، والذين يذهبون في القداس مرة في الأسبوع في فرنسا «بنت الكاثوليكية وأكبر بلادها»، أقل من 5% من السكان أي أقل من 3 ملايين أي أقل من نصف عدد المسلمين الفرنسيين».
إن الغرب الذي يحلق في سماء التقدم التكنولوجي والمعرفي بسرعة الصاروخ يهوى بنفس السرعة في عالم الانحدار اللا أخلاقي والقيمي، وتعاني بنيته الاجتماعية من التحلل فلا زواج ولا أسرة وبالتالي لا إنجاب وإنما انغماس في حياة مادية شهوانية حتي الكنيسة تعاني من موجة شذوذ تزلزل أركانها.
وكل تلك مؤشرات على أن المستقبل للإسلام والمسلمين هناك.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلخرافات أمريكية: مبرّرات «علمية» للظلم الطبقي.. وخرافة تفوق البيض!
نشر في العدد 78
29
الثلاثاء 21-سبتمبر-1971
أزمة السكان.. سوء في التوزيع... وليس نقصًا في الموارد والثروات!!
نشر في العدد 82
18
الثلاثاء 19-أكتوبر-1971