العنوان باختصار: موقف غريب من الفاتيكان
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 26-أكتوبر-1999
مشاهدات 22
نشر في العدد 1373
نشر في الصفحة 6
الثلاثاء 26-أكتوبر-1999
جراحات العالم الإسلامي من سياسات الغرب المستبد لا تندمل، وكل يوم يشهد جرحًا جديدًا في الجسد الإسلامي، وكأنه لا يكفي ما نعانيه من السياسيين في الغرب حتى يدخل الحلبة بعض رموز الكنيسة.
وقد شهد اجتماع ضم أساقفة أوروبا في الفاتيكان - انعقد بين الأول من أكتوبر الجاري والثالث والعشرين منه - إطلاق التحذير على لسان أسقف أزمير الكاثوليكي المونسينيور جوزيبي برنارديني، وأيده في ذلك بقية الأساقفة، حول أخطار «فتح إسلامي جديد» لأوروبا ، بسبب بناء بعض المساجد والمراكز الإسلامية في الغرب لحماية المهاجرين المسلمين من ضياع عقيدتهم.
وفي غضون ذلك، أعلن الفاتيكان أن محاولة المسلمين إقامة مسجد بالقرب من كنيسة البشارة في مدينة الناصرة الفلسطينية، ستكون بمثابة حجر عثرة أمام الترتيبات الخاصة بزيارة بابا الفاتيكان للمدينة في مارس المقبل.
اعتراض الفاتيكان جاء تحت ذريعة أن البابا لا يعقل ألا يكون قلقًا من الوضع وألا يعبر عن مشاعر تضامنه مع النصارى في الناصرة الذين أهينوا ومست مشاعرهم - حسب قولهم - على الرغم من أن المسجد يقام على أرض وقف إسلامي، كانت في الأصل مدرسة إسلامية.
هكذا يعود الفاتيكان إلى استخدام لغة العصور الوسطى في حروبه الصليبية، معتبرًا إقامة المساجد في أوروبا «فتحًا إسلاميًا»، ومعترضًا على منح المسلمين المستضعفين في فلسطين حقهم في إقامة مسجد للعبادة، وكأن الاحتلال اليهودي لا يقوم بدوره في هدم المساجد وتدنيسها.
والعجيب أن الفاتيكان لا يمل من تكرار الدعوة للحوار بين الأديان «بغية الاستفادة من ذلك الحوار لبث أفكاره ومعتقداته» فكيف يمكن الجمع بين تلك الدعوات وذلك الموقف الغريب من بناء المساجد ؟!
ثم أين دعاة حرية الإنسان من هذه الدعوات؟ أليس فيها انتهاك للحريات؟
كان الأجدر بالفاتيكان أن يدعو إلى الاعتراف بالمسلمين وإلى حل مشكلاتهم المزمنة، بدلًا من أن يقف هذا الموقف المتحيز الذي يؤذي مشاعر المسلمين.