العنوان يوميات المجتمع (40)
الكاتب جمال النهري
تاريخ النشر الثلاثاء 22-ديسمبر-1970
مشاهدات 15
نشر في العدد 40
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 22-ديسمبر-1970
يوميات المجتمع
سقوط الحضارة من أعلى نقطة!
البابا بولس السادس: المحبة لليهود من القلب!
من لندن: السخط والانهيار
يكتبها: جمال النهري
الأربعاء
الولايات المتحدة - هيوستن
· (150) سنة مضت وهو في تقدُّم مستمر
«جوني ووكر» (1820) ـ (1970م)
نعم في تقدم مستمر «الجوني ووكر» «صِنف من الخمور لمن لا يعلم»؛ ففي مثل هذه الأيام من العام الماضي حين بدأ العالم الغربي يحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام «الكريسماس» تدفقت (40000) جالون من الشمبانيا عدا كميات أخرى من أفخر الخمور المُعتَّقة، شربها ثلاثون ألفًا من المحتفلين في القاعدة «هيوستن»، أكبر مركز للفضاء الأمريكي.
كان المركز يحتفل بوصول الإنسان إلى القمر.
يحتفل بنجاح العقل البشري في إطلاق مركب أفلت من جاذبية الأرض إلى كوكب آخر!
· وفي العاصمة البريطانية اكتظ ميدان «الطرف الأغر» بأكثر من (20) ألف شخص، فتيان أطلقوا شعورهم المرسلة والفتيات بالمينى جيب يقفزون وهم سكارى داخل النافورة الضخمة في وسط الميدان.
· وفي «باريس» قدرت قيمة «الشمبانيا والكافيار» التي شربها الناس بملايين الفرنكات.
· وفي نفس الوقت حذَّرت التقديرات التي نشرتها مؤسسة الصحة العالمية أن عدد المصابين بمرض السُّل في العالم اليوم (20) مليونًا «حالات معدية»، بخلاف من لديهم «حالات مقفلة» قد تتطور إلى الحالة المعدية، وأن عدد من أصابتهم العدوى من هؤلاء مائة مليون.
وفي المجتمع العربي يبلغ نصيبنا من السُّل نسبة تتراوح بين (1٪ إلى 2٪)، وفي الجمهورية العربية المتحدة وحدها تثبت الأرقام أن (25٪) من الذين بلغوا خمسة عشر عامًا إيجابيو «الإستيوبر كلين» أي قد أصابتهم العدوى، وهم يحتاجون إلى رعاية خاصة لتجنب نشوء المرض لديهم، كما يقول الدكتور عبد العزيز سامي أستاذ أمراض الصدر بجامعة القاهرة.
· فأعماق الحضارة التي نعيش أيامها الآن «مصدرة».
فيها مائة مليون مصدور بمائة مليون منزل، وفي منزل كل واحد من هؤلاء يعيش خمسة أفراد في المتوسط بخمسمائة مليون نسمة من البشر يعيشون ويتنفسون تحت أسقف منازل معبأة بميكروبات السُّل.
· ولذا فلم أستغرب حين قرأت في الأسبوع الماضي إعلانًا عن الخمور يقول «150 سنة مضت وهو في تقدم مستمر». جوني ووكر (1820) - (1970م)
السبت
· السخط والانبهار.. من لندن
عاد من إنجلترا منذ بضعة أيام.
قال لي: تصور قبل أن أعود ذهبت لمصلحة التليفونات في «لندن» وهناك أردت أن أدفع الحساب وأقطع الحرارة تمهيدًا لسفري.
ولدهشتي طلب مني الموظف أن أعطيه عنواني في الخارج حتى يرسل لي الفاتورة فيما بعد.
قلت له: إن المبلغ كبير لأنني اتصلت بألمانيا أكثر من مرة وبباريس مرة، إلخ.
قال: هذا لا يغير من الأمر شيئًا يا صديقي! كما أننا لن نقوم بقطع الحرارة عن الجهاز ولمدة أسبوع حتى نتولى الرد على من يسأل عنك طوال هذه الفترة، ونرشده لمكانك طالما كنت تريد، فأعطنا عنوانك الجديد من فضلك.
قال الصديق مبهورًا: تخيل مدى النظام والإنسانية والثقة؟!
قلت: أتخيله، وأكثر منه أتخيله، ولكن أية مقارنة من هذا النوع لن تكون سوى مقارنة ظالمة.
أتغفل تطورًا دام أكثر من ثلاثمائة أو أربعمائة عام على الأقل؟
إن البديل الحقيقي للسخط والانبهار الذي يرد إلينا مع المقارنة أن نبذل أقصى ما نستطيعه، كل في مكانه، ولا ننسى قوله صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه».
الأحد
أستراليا - «سيدني»
· البابا بولس: «المحبة والإجلال من القلب ليهود العالم!»
انتهت رحلة «البابا بولس السادس» التي وضع خطتها الفاتيكان في يوم (5/12) الماضي. استمرت الرحلة تسعة أيام، قطع خلالها (45) ألفًا من الكيلومترات، في تسعة أيام وألقى (64) خطابًا، وبلغت مدة الطيران (55) ساعة.
ورتبت خطة السفر بحيث تقوم «أجهزة الإعلام العالمية» بتغطيتها بشكل كافٍ!! وعبَّر «البابا» عن عمق خطر الإعلام بقوله إن «رسائل الإعلام هي القوة رقم (1) في العالم».
وكان من ضمن الزيارات التي قام بها هونج كونج، وإندونيسيا، والفليبين، وباكستان الشرقية، وطهران، وساموا، وكولومبو.
· بعض الكلمات التي ألقاها اتضح فيها ذكاء التخطيط لاجتذاب الشباب؛ فهو يقول «إن ثمة شعاعًا من الضوء في التذمر الذي يعذبكم وفي انتقادكم لذلك المجتمع الذي يُسمّى الآن -وبوجه حق- «المجتمع الإباحي». «إنكم لا تحظون فقط بموافقة الكنيسة بل بدعمها الكلي».
ولكنه في نفس الوقت حذَّر الشباب بأن رفض الماضي بأكمله لن يُتم العلاج «إن عالم الغد لن يكون أفضل وإن يكن مختلفًا، إن جذر المشكلة لا يكون قد قلع، وبالتحديد كبرياء الإنسان».
· وكانت الكلمة الثانية محذرة من الإغراءات المادية للإنسان في المجتمعات الغنية «لستم عبيد أحد سوى الله، فاسلكوا إذًا مثل رجال أحرار، ولا تستخدموا حريتكم أبدًا كعذر للشر».
· إن أزمة العالم المسيحي تتضح في قمتها في مسلك البابا نفسه، فهو إذ يدعو الآباء والمعلمين والمسؤولين في العالم وفي أجهزة الإعلام إلى عملية «فحص الضمير» فحص مستمر من أجل نقائه وتطهيره.
نراه وهو يتحدث للجالية اليهودية في سيدني، يؤكد لهم ما يُكنُّه الفاتيكان ممثل العالم المسيحي لليهود من المحبة والإجلال في القلب «إننا نأمل أن يؤدي التفاهم والاحترام إلى المحبة والإجلال».
إننا نؤكد لأبناء «الجالية اليهودية» أننا نُكنُّ هذه المشاعر جميعها لهم في قلوبنا.
ثم سارع المكتب الصحافي للفاتيكان في روما لنشر كلماته إلى اليهود في نفس الوقت الذي ألقى فيه خطابه إلى الجالية اليهودية في سيدني!
البابا: يُبرز اهتمامه بالشباب وبأزمة الضمير في العالم لدرجة أنه يعيب على أستراليا مثلًا «سياستها البيضاء»، ويوصيهم «لا تُغلقوا دائرتكم المحدودة من أجل ارتياح أناني».
ودعا البابا الناس فقال: «لستم عبيد أحد سوى الله».
فهل كان حقًّا عبدًا لله فقط حين صرَّح بالمحبة والإجلال للشعب اليهودي؟
حين تناسى أن «يهود» قد أخرجوا شعبًا بأسره، مليونًا ونصفًا من البشر! أخرجوهم وسكنوا بيوتهم وملأوا شوارعهم وقطفوا ثمار «بياراته».
· أيُّها البابا
يا رأس الفاتيكان الأعظم.
أخاطبك وأنا أعلم ماذا أنت عند العالم المسيحي وماذا هو عندك.
لقد أغضبك خنق «الوزير لابورت» في كندا في الشهر الماضي، واستنكرت أعمال العنف والعصابات بوجه عام، وصرَّحت «أن جميع هذه جرائم تتطلب استنكارنا».
فلماذا لم تستنكر «قداستك» أعمال عصابات «الهاجانات» والأرجون والشتيرن؟
وهل إسبال عصر الدولة العصرية عليها يحول جرائمها إلى أمر شرعي واجب الاحترام؟
ألا تتطلب «عبوديتك لله وحده» التي تطالب الناس بها من فوق «كرسي الفاتيكان المُذْهب» استنكار طرد شعب من أرضه.
على الأقل أستسمحك أن تشرح للعالم سر هذه المشاعر الفياضة والمحبة والإجلال اللذين تكنهما للشعب اليهودي كما بُحت بهما في سيدني عاصمة أستراليا للجالية اليهودية هناك.
«يا قداسة» البابا.
الشعارات سهلة لأن أجهزة الإعلام كما تقول هي القوة رقم «1».
ولكن أصعب الصعب أن يقوم دعاة الضمير بفحص ضمائرهم أولًا.
ألهذا الحد وصل الفن؟!
تجاوز الفن «الرسمي» لدى رسام إحدى الصحف في تعليقه على ولائم الانتخابات حتی رسم صورة -ولو كانت شائهة- عن رسولنا إبراهيم عليه السلام، وشطّ في ذلك حتى صوَّر أمين الوحي جبريل علیه السلام!!
ونحن نطالب الزميلة أن تغلق باب فتنة في دين الله، وحسب الأنبياء والمرسلين ما أصاب رسالتهم من إهمال وعدم تطبيق.
كلمات قصيرة
· منحة فورد «للأزهر»
أليس غريبًا أن تتبرع مؤسسة فورد الأمريكية بمنحة مالية ضخمة لأبحاث «تحديد النسل» لجامعة الأزهر؟
هل في النية زراعة دول أخرى «كإسرائيل» في الفراغ الإسلامي السكاني في أفريقيا؟
«مراقب»
· لماذا لا نُخلي المكان؟
كيف يقتنع العرب بأنه ينبغي عليهم إخلاء المكان لشعب أجنبي وبأن ذلك هو العدل بعينه.
«ف.. مرکبی / مدير المخابرات الإسرائيلية»
· أو ننطق..
أن نسكت ينشق الصدر
أو ننطق ينفتح القبر
الأقوى من «التنكر»
مجرد رأي
قد لا يعجبنا لأننا من طائفة المستهلكين
وقد يعجبنا لأننا من أصحاب «التناكر»
وما إلى سخط المستهلكين أو رضا أصحاب التناكر قد قصدت التخفيض الذي قررته الحكومة تشكر عليه. وعلى وجه الدقة فإنها تشكر على تنازلها عن الجزء الخاص بها من واقع الضريبة. أما الجزء الآخر، وأعني به المخصوم من حصيلة «مالك التنكر». فهو لا يؤثر كثيرًا على المستهلك؛ فثلاثمائة فلس في الشهر تدخل جيب المستهلك وعائلته لا تقدم ولا تؤخر كثيرًا.
وإنما هي تؤثر أكثر وأكثر حين تجمع وتخصم من دخل صاحب التنكر الذي يقوم بأعظم خدمة للناس في الكويت في نار الحر صيفًا والبرد اللاذع شتاء.
ينتظر دائمًا إشارة المستهلك في أي وقت شاء من الليل والنهار ليلبيه.
الأمر الذي يبدو أننا نسيناه.. وأرجو ألا نتناساه أن عمل أصحاب التناكر مهدد.. مهدد بأنه سينتهي تماما؛ حالما يتم تمديد شبكة المياه التي يجري العمل فيها على قدم وساق، والتي سينتهي العمل فيها بعد سنتين أو ثلاث على الأكثر، وعلى هذه الطائفة أن تُفكّر من الآن في ظروفها المقبلة، وعلينا كمسلمين أن نُفكّر في مصيرهم.
هذه قضية التنكر لأصحاب التناكر باختصار شديد.
والأقوى من التنكر
أن يفكر مجلس الأُمة في تخفيض إيجارات المنازل التي تستقطع نسبة ضخمة من مرتبات العاملين في الكويت، وأن يكون التخفيض ضئيلًا، المهم أن يحدث ولو في حدود (10%).
مشكلة أصحاب التناكر في سطور.
· مشكلة أصحاب تناكر مياه الشرب في سطور.
· وضعت البلدية تسعيرة الألف جالون بـ «800 فلس».
· ثمن شراء الألف جالون من البلدية بـ «300 فلس».
· مكسب الضرب الواحد «500» فلس يخصم منها «100 فلس»، فيبقى «400 فلس».
· يعمل سائق التنكر من الساعة السادسة صباحًا حتى الحادية عشرة ليلًا بمعدل 17 ساعة يوميًّا.
· معدل الإنتاج حوالي من أربعة ضروب إلى ثمانية ضروب في اليوم صيفًا وأقل من ذلك شتاء.
· إذا كان المعدل ستة ضروب فيكون الدخل (2.400) دينار، والدخل الشهري (72) دينارًا.
· وتتكلف الصيانة بمعدل (150) دينارًا كي تقبلها إدارة المرور وقت التجديد.
· متوسط إيجار الشقة يتراوح بين «25 - 30» دينارًا شهريًّا.
· نفقات الإقامة العادية في الكويت.
· متوسط عدد الأبناء يتراوح من «1 - 6» أطفال.
· تدفع مصاريف مدارس لأنهم لا يُقبلون في المدارس الحكومية.
· والمجتمع ترجو إعادة النظر بالنسبة لمشكلتهم، فهم إخوة لنا في الإسلام نرجو لهم ولأبنائهم حياةً كريمة.
كما أننا نرجو أن تعيد وزارة التربية النظر سنويًّا في زيادة نسبة المقبولين من أبناء هؤلاء الأشقاء الذين هم في أشد الحاجة لقبول أبنائهم في المدارس الحكومية.
تسجيل وإذاعة الندوات العلمية
قامت وزارة التربية مشكورة بإنشاء مركز في مكتبة كيفان العامة لتسجيل وإذاعة الندوات والمحاضرات الدينية والعلمية التي تُلقى في الكويت، وإننا نأمل أن تعمم هذه الفكرة، ويا حبذا لو شرعت وزارة الأوقاف بإنشاء مركز لتسجيل الندوات والمحاضرات الإسلامية وإرسالها إلى الجمعيات والمراكز الإسلامية في الخارج حتى تعم الفائدة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
ماذا يتم في المطبخ الدولي؟ الخيوط التي تربط بين تمزيق السودان إلى شمالي وجنوبي.. والباكستان إلى شرقية وغربية!
نشر في العدد 39
934
الثلاثاء 15-ديسمبر-1970