العنوان برامج التلفزيون «نظرة للإصلاح»
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 29-يناير-1974
مشاهدات 14
نشر في العدد 185
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 29-يناير-1974
· برنامج «مع الأسرة» يحتاج إلى تقويم
• في غرة العام الهجري.. يتجاهل الهجرة العظيمة.
• التربية الروسية والأمريكية.. لیست نموذجية.
• خطوط عريضة مقترحة.. لنجاح البرنامج.
في البرنامج الأسبوعي «مع الأسرة» - في التلفزيون بثت مقدمة البرنامج حلقة جديدة صباح الجمعة الماضي.. وتوقعنا أن تكون الحلقة متمشية مع مناسبة ليس بوسع إنسان يعيش في الإطار التاريخي والثقافي والحضاري للأمة العربية الإسلامية أن يتجاهلها.
مناسبة الهجرة:
• فصباح الجمعة الماضي كان -زمنًا- هو الصفحة الثانية أو اليوم الثاني من العام الهجري الجديد..
• وبرنامج «مع الأسرة» لا يقدم للأسرة البوذية، أو الأسرة العربية التي عاشت قبل بعثة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم.
برنامج «مع الأسرة» يقدم للأسرة الكويتية وفي مجتمع مسلم ۱۰۰ ٪ وفقًا لتعداد المواطنين الأصليين. وحتى مع حسبان الوافدين فإن نسبة المسلمين فيه هي ٩٧٪.
• وإذا وضع في الاعتبار أحداث وتطورات المرحلة الراهنة.. «سقوط القدس واحتلاله مثلًا» اتضحت أهمية توكيد معنى الهجرة في برنامج الأسرة؛ فقبل أن يهاجر الرسول بفترة وجيزة -عام تقريبًا- أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حيث -صلى في الأخير ركعتين- إمامًا بالأنبياء والمرسلين - وفي ذلك دليل واضح على أن الإمامة الدينية قد آلت إلى الرسول وأمته، وأن مواريث النبوة - ومنها القدس- يجب أن تظل في أيدي المسلمين.
کنا نتوقع ذلك.. لكن مقدمة البرنامج رغم كل تلك الاعتبارات لم تذكر الهجرة لا من قريب ولا من بعيد، وجاءت فقرات حلقتها أفلامًا عن حدائق الأطفال ولعبهم، ومقابلة مع مذيعة في التلفزيون المصري. ثم درس في اليوجا.. فهل يجوز هذا الإهمال؟
ولماذا يعيش الإسلام يتيمًا في بلاده؟
وفي الحديث الذي أجرته مقدمة برنامج «مع الأسرة».. مع المذيعة المصرية قالت الأخيرة: إن البنات والصغار ينظرون إلى «مقدمي البرامج» كمثل ونموذج فهل يصح أن تتلقى الأسرة الكويتية من مقدمة برنامج الأسرة مثلا في إهمال الهجرة، وتجاهل هذا الحدث الإسلامي العظيم؟
وجميل أن يتعلم الأطفال المحافظة على جمال الحدائق وبهجتها؛ فهذا سلوك يطبعهم على محبة الخير العام، لكن ما معنى تقديم نماذج من تربية الروس والأمريكان لأطفالهم في إحدى فقرات حلقة الجمعة الماضية؟
فتربية الروس والأمريكان ليست نموذجية؛ فالأمريكان يربون أطفالهم في إطار فلسفة المنفعة - أي إخضاع القيم للربح المادي - وهذا مذهب ذميم المحتوى والنتيجة.
ولقد أسفرت التربية الأمريكية - داخل أمریکا - عن تخريج أجيال ضائعة اجتماعيًّا وأخلاقيًّا - الفساد والجنون والمخدرات والهيبيين والجريمة -.. وفي مستوى السلطة أسفرت التربية الأميركية عن اسبير واغنيو والوترجيت والرشاوى السياسية الضخمة.
وعلى الصعيد الخارجي. كانت نتيجة التربية الأميركية.. تكوين شخصية عدوانية في فيتنام ودعم العدو اليهودي.. وشخصية استغلالية طامعة في بترولنا والأسواق العالمية.
إن الانفصال الهائل.. بين تقدم العقل وتخلف الضمير لا يدل - أبدًا - على تربية ناجحة.
والجيل الحالي في روسيا - من المكتب السياسي إلى المدراء.. إلى الشغيلة -تربى في جو غير حر- مكبل بأغلال المذهب القمعي وفلسفته-.. وهذا الوضع دفع مفكرًا روسيًّا إلى تأليف كتاب تحت عنوان: هل يظل الاتحاد السوفيتي حتى عام ١٩٨٤؟ وفي هذا الكتاب يقول المؤلف: إن القمع في الاتحاد السوفيتي لم يمنع الناس من إبداء آرائهم فحسب.. بل جعلهم غير قادرين على استعمال الحرية حتى ولو منحت لهم»؟!! ونحسب أن مقدمة البرنامج لا تختلف معنا في أن -الحرية- مقوم رئيسي من مقومات التربية وتكوين الشخصية السوية.. المستقلة.. الوادعة المزدهرة.
ونحسب كذلك أن مقدمة البرنامج لا تختلف معنا في أن القمع الداخلي.. والقهر الخارجي.. ضرب المجر وتشيكوسلوفاكيا.. وفقدان الضمير السياسي في الاعتراف بشرعية العدو في فلسطين عامي ٤٧ - ٤٨. ثم مد العدو بأمضى الأسلحة بالهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة كل ذلك فعله الروس، وهو لا يعبر عن تربية ناجحة البتة.
ونحسب أن مقدمة برنامج «مع الأسرة» لا تختلف معنا في هذا.. إذن لماذا تقدم التربية الروسية الأميركية کنموذج لأطفالنا؟
ربما يقال: إننا قدمنا «وسائل» تربوية في اللعب وغيرها.. ولم نقدم فلسفة القوم ولا أهدافهم.. وهذا أيضًا ليس صوابًا فالوسيلة تتأثر، بل تتكيف وفق الفلسفة والهدف.
ولا يستطيع أحد أن يرفض - مطلقًا- الإفادة من تجارب الآخرين.. ولكن «النقل» هو المرفوض.
إننا نطالب بالانتقاء الذكي.. الانتقاء الذي يقوم بدور «النحل».. في الامتصاص والهضم.. ثم تحويل ذلك إلى عسل خالص من إنتاجه الخاص.
يسمى «عسل النحل» لا عسل الغربان... ولا البوم.
• وبهذه المناسبة نقترح -من أجل التعاون على الخير العام- أن تضع مقدمة برنامج «مع الأسرة» خطة جديدة لبرنامجها.
ومن المفيد جدًّا أن تكون الخطوط العريضة لهذه الخطة المرتجاة متمثلة في:
• ربط الأسرة الكويتية بإسلامها وقيمها الأصيلة.
• وفي الإفادة من التجارب التربوية في العالم... إفادة تخرج من بوتقة الاختيار الأمين والانتقاء الذكي...
• وفي التنسيق بين ما يتلقاه الصغار والشباب من وزارة التربية وما يبث لهم في برنامج «مع الأسرة» في التلفزيون.
وفي دائرة التفاصيل يمكن أن نتعاون مع برنامج «مع الأسرة» في خدمة الأهداف المتوخاة..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل