العنوان بريد الأسرة 4
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 07-أبريل-1970
مشاهدات 22
نشر في العدد 4
نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 07-أبريل-1970
هل طفلي سعيد؟
ماذا يمكنني أن أعمل لإسعاده؟!
لا شَكّ يا سيدتي أنك تریدین أن يكون طفلك سعيدًا، ويمكنك أن تعملي من جانبك الشيء الكثير لإسعاده، إذا حافظت على هدوء وصفاء المحيط المنزليّ والعائليّ؛ فالطفل ينزعج بسهولة من الاضطراب والأصوات العالية، فإذا كان والداه في حالةٍ من القلق والتوتر وعدم الرضا، شعر هو بنفس الشعور، ولذا يجب أن تذكري دائمًا أن الطفل الصغير يميز الكلمات القاسية والأصوات الغاضبة ويشعر بأنها تخيفه وترعبه، ربما تقولين إنه من المستحيل توفير الهدوء والصفاء العائلي توفيرًا کاملًا، ولكن بإمكانك أن تحولي دون وقوع مشاحنات ومنازعات صاخبة يشعر بها الطفل.
شعَارنا
ليكن شعارنا بعد اليوم «الاتحاد والتضامن» ولنبدأ بجيراننا وأقاربنا، والأسرة مع الأسرة، فلا حياة لنا إلا إذا تكاتفنا وصرنا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (المائدة: آية 2).
المَرأة والمسجد
إن الإسلام وصل ما بين حياة المرأة وحق المسجـد بأواصر متينة. وهذا الحكم من أحكام الإسلام يضيق به أصحاب الأمزجة المتشائمة والغيرة المفتعلة، حدث هذا قديمًا ويحدث اليوم.
حدث الرواة عن عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها».
وكان النساء قديمًا يشاركن الرجال في أبواب المساجد حتى أبدى الرسول صلى الله عليه وسلم رغبته في «الحصص» تخصيص باب لدخولهن.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف في المسجد ويرغب في الصفوف المقدمة والنساء في الصفوف المؤخرة، ويزجر أن يتأخر الرجل وتتقدم المرأة، فيكون من تقاربهما في المكان ما يعكر صفاء العبادة: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها». هذا ولمَّا كان الإسلام يرى أن عمل المرأة في بيتها كبير المؤونة وطبيعة حياتها ورسالتها وارتباطها بأولادها وما قد ينشأ عن تكرار خروجها لصلوات تتكرَّر خمس مراتٍ في اليوم.
كل ذلك قدَّره الإسلام، فلم يؤكد سنة الجماعة في حقها كالرجال، بل جعل صلاتها في بيتها أفضل لها مع الاحتفاظ بحقها في التردد كلما شاءت ذلك بين الحين والحين.
آمنة حمدان السيد
سؤال ورد من الأخت السيدة أم عمرو:
تقول هل إذا خرجت إحدانا إلى المسجد للصلاة أو لسماع درسٍ، وهي كاملة الثياب مغطاة البدن، ما عدا الوجه ومضت إلى غايتها محتشمة في غير تبرجٍ، يُعَدّ ذلك حرامًا وفسوقًا، ويعد سفورًا محرَّمًا؟
أيتها الأخت المسلمة: إن كشف الوجه في حدود الملابسات التي ذكرتها في سؤالك، لم ير فيه حرج ولا منه بأس، فالكثرة الساحقة من فقهاء الإسلام، يرون جواز كشف الوجه.
قال تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾) ( سورة النور: آية31).
وهذا أيتها الأخت نص على ستر العورة والعنق والصدر، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت أبي بكر:«يا أسماء! إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفه»، وهذا نص صريح على إباحة كشف الوجه.
زوجي سكّير
من الاخت ن.هـ.
لست أدري كيف أبدأ خطابي، ترددت كثيرًا قبل أن أكتب إليك
بدأ زوجي في الآونة الأخيرة يتأخر في العودة ليلًا،
ولما ناقشته في ذلك، ادَّعى أن دواعي العمل والتجارة التي ترغمه على ذلك، وأنه يقوم بمقابلات مع بعض الوكلاء وأنه يدعوهم للعشاء في أحد الفنادق الكبرى، ثُمَّ فوجئت بعد ذلك، بأنه يصل للمنزل في حالةٍ غير طبيعيَّة، ويحدث ضجيجًا أثناء دخوله ويتفوَّه بألفاظٍ جارحة، فكنت أسارع لإغلاق باب غرفة الأولاد حتى لا يشاهدوا أباهم في هذه الحالة، ولاحظت أن رائحة الكحول تنبعث منه بشكلٍ واضح.
ماذا أعمل؟ أصبحت أحسب ألف حساب حتى لا يعرف الأولاد، وأكبرهم في أولى متوسطة. والجيران من حولي أخشى أن يطلعوا على ما نحن فيه، ماذا أفعل، إنني أحس أنني على حافة الهاوية؟
للأسف، إن زوجك أغرته أوضاعنا التي تدَّعي التقدُّم، فوقع في مأساة الخمر وما يترتب عليها من كوارث على المال والصحة والبيت بما يحويه من أبناء وبنات. هل يمتلك قلبك وعواطفك تجاه زوجك أن يشده مما سقط فيه؟ هذه محاولة أولى.
والمحاولة الثانية أن تبحثي عن قريبٍ راشد متدين یکنّ له زوجك الحب والاحترام ليتدخَّل في هذا الموضوع.
أما المحاولة الثالثة، فهي محاولتنا نحن أن نبحث عن المواطن التي تهدم البيوت على أصحابها، ونحن نحس ونحن ندافع، ونحن نهاجم، نحس بك وبأمثالك في أعماق بيوتهم، لأننا نتصوَّر ما يحدثه كل بُعْدٍ عن الإسلام في بيوتنا، وتجارتنا وأوطاننا.
أسأل الله لك ولزوجك الخير ولبيتك السلام..
المُحرِّر
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

