; بريد القراء (العدد 88) | مجلة المجتمع

العنوان بريد القراء (العدد 88)

الكاتب بأقلام القراء

تاريخ النشر الثلاثاء 22-فبراير-1972

مشاهدات 15

نشر في العدد 88

نشر في الصفحة 29

الثلاثاء 22-فبراير-1972

بريد القراء

هذا ليس من القرآن

السيد: رئيس تحرير مجلة المجتمع المحترم

السلام عليكم ورحمة الله، وبعد: نشرت صحيفة يومية في عددها الصادر بتاريخ 2-1-72 علي هاشم بهبهاني، وقد جاء في مقال السيد خليل العبارة التالية:

وجعلنا لكل شيء سببًا «قرآن کریم» وقد أرسلت في 5-1-1972 ردًّا للجريدة المذكورة أبين فيه أن هذا الكلام ليس من كتاب الله، وإنما هو افتراء على الله، وقد انتظرت طويلًا لأرى هذا الرد في تلك الجريدة ولكن دون جدوى.

وها أنا أكتب إليكم لكي تبرأ ذمتي وذمتكم وذمة المسلمين من هذا الافتراء العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، والحمد لله منزل الذكر ومتكفل بحفظه، والسلام عليكم ورحمة الله.

سعيد الصوفي - بلدية الكويت

«وجعلنا لكل شيء سببًا» ليس قرآنا البتة، والآية الوحيدة في القرآن التي تقترب مفرداتها من هذه المفردات هي قوله تعالى في الآية ٨٤ من سورة الكهف ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا إشارة إلى ذي القرنين المذكورة في السورة.

والواقع المؤسف أن الكتاب في هذه الأيام لا يتحرون الدقة في الاستشهاد بالقرآن أو الحديث بمقدار ما يتحرونها حين يستشهدون بأقوال الشعراء أو الفلاسفة، وأمامنا الآن دليل على ما نقول هو ما توجت به صحيفة أسبوعية محلية صفحتها الأولى في مكان بارز تحت عنوان: حكمة العدد كتبت: «كذب المنجمون ولو صدقوا» وتحتها صدق الله العظيم. والحقيقة أن هذه العبارة ليست آية قرآنية وإنما هي كلام جار على ألسنة العامة وليست بالحديث الشريف أيضًا؛ إذ لا يوجد له أصل في كتب السنة، وإن كان علم الغيب مما اختص الله –سبحانه- به نفسه دون خلقه.

فليحذر الذين يسندون إلى الملة أو رسوله قرآنًا أو حديثًا دون دراية أو تحقیق.

«المجتمع»

كلمة الحق

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا يحقرن أحدكم أن يرى أمرًا لله فيه مقال فلا يقول فيه، فيقال له يوم القيامة: ما منعك أن تكون قلت في كذا وكذا؟ فيقول: مخافة الناس: فيقول الله: «إياي أحق أن تخاف».

لقد حرص الإسلام على ألا تشيع في المجتمع روح الاستخفاف بأوامر الله ونواهيه والاستهانة بآدابه وعدم المبالاة بحدوده وشريعته، ولهذا بيّن الحلال والحرام، وحث على التخلق بالصفات الفاضلة والترفع عن الدنايا.

بل نحن نرى النبي -صلى الله عليه وسلم- يطالبنا باتقاء الشبهات التي لا يعلمها إلا الله؛ إذ يقول: "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" حتى لا يقترب المسلمون من الحرام ولا يحاولوا ارتكاب المعاصي.

والذي لا شك فيه أن الجريمة لا يمكن أن تشيع في مجتمع من المجتمعات إذا كان أفراده متيقظين، ولا يرون الحقيقة ويسكتون عن المجاهرة بما قال الله فيها ولعله من أجل هذا قال نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام «كل أمتي معافى إلا المجاهرون «أي بالمعصية». وإن من المجانة أن يرتكب رجل معصية، ثم يستره الله، وبعد ذلك يأتي الرجل، ويقول فعلت كذا وكذا، ويكشف ستر الله عنه.

فلذلك أصبح ارتكاب المعصية جريمة نهانا الإسلام عنها، ولكن المجاهرة بالمعصية جريمة أخرى أشد خطرًا على المجتمع من ارتكابها؛ لأنها دعوة صريحة إلى الإجرام وتشجيع على الانغماس في الرذيلة والاستهانة بالأوضاع السليمة والآداب العامة؟

ولما كانت الجرائم والمخالفات لا تشيع في المجتمع إلا نتيجة لأمرين هما: أن يستهين المسلم بالمخالفة ويستصغر شأنها وأن يخاف على نفسه من مرتكبيها؛ فلذلك عالج النبي -صلى الله عليه وسلم- المشكلة من الناحيتين، فنهى بقوة من الاستهانة بالمخالفة مهما تكن صغيرة، وحذر من مخافة الناس مبينًا أن الله وحده الجدير بأن نخاف؟

فإذا نظرنا إلى المجتمع الإسلامي نجد فيه عيوبًا كثيرة فلو أن المسلمين حرصوا على سلامة هذا المجتمع لما وجدت هذه العيوب، وهذا ناتج لاستصغارهم من شأن مبررهم وخوفهم من مرتكبيها.. وهل كان من الممكن أن تشيع الفتنة والنميمة بينهم لو انصرفوا عن المغتاب فلم يسمعوا له، وكذبوا النمام فلم يصدقوه ثم يجد كل من المغتاب والنمام من يقول له: إن جريمتك تؤدي إلى هدم هذا المجتمع فلا ترتكبها..

وهل من الممكن أن ينتشر المتعامل بالربا في مجتمع المسلمين لو وجد المتعاملون به من يقول لهم: إن الربا بجميع أنواعه حرام وأنه سر تباغض الناس وتنافرهم وأنه يؤدي إلى هدم المجتمع..

وهل من الممكن أن تشيع في المجتمع جرائم القتل والسرقة وشرب الخمر؟ لو أن أفراده كانوا أقوياء في قول كلمة الحق فلم يرهبوا قائلًا، ولم يخافوا من سارق، ولم يجاملوا شارب خمر بالسكوت على منكره.

لقد صدق رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حين قال: «إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد».. فيجب أن تنشر كلمة الحق في كل مكان والمسلمون الأقوياء يجب عليهم أن يقولوا كلمة الحق ولو على أنفسهم ولا يخافوا أحدًا إلا الله، ولا يستهينوا بالجرائم والمخالفات لدين الله ورسوله التي تنتشر في مجتمعهم. ويجب عليهم أيضًا أن يحكموا بما أنزل الله في كل أمر كذلك يعلمون أنهم محاسبون على سكوتهم عن المنكر؛ لأن السكوت نفسه منكر؛ فالساكت عن الحق شیطان أخرس.

وأخيرًا يقرر النبي -صلى الله عليه وسلم- مبدأ اجتماعيًّا ساميًا هو أن القدوة خير دعوة فلو أن كل مسلم تورع عن ارتكاب المعاصي، وقال الحق في كل ما يراه لأصبح مجتمعه خاليًا من العيوب والآفات. وأختم.

اطمئن... فقد عدنا

الأخ الأستاذ: مشاري البداح المحترم،

يسر الهيئة الإدارية لرابطة الطلاب العرب التي تمثل أربعين طالبًا عربيًّا يتلقون العلم في رحاب جامعة بيشاور أن تبعث لكم تحياتها مع أجمل التمنيات لجريدة «المجتمع» الغراء بالتقدم والازدهار على درب نشر كلمة الإسلام والهداية؛ أما بعد، فإن رابطة الطلبة العرب تود أن ترسلوا لها المجتمع لكي يستنير بفكرها شبابنا، وينهلوا من معينها الذي لا ينضب، وقد كانت تصلنا في السابق، ثم انقطعت لفترة طويلة حتى أصبح الكل يتساءل لماذا لا تصل «المجتمع»؟ إنه لمن الضرورة أن تبعثوا لنا نسخة واحدة على الأقل؛ لأن الطلبة العرب في بشاور يطلبونها دائمًا بإلحاح متزايدا نظرًا لأهميتها البالغة، وشكرًا.

والله يوفقكم، ويسدد بالنور والهدى خطاكم- ودمتم-

السكرتير العام

أحمد سلامة

· كثير من الناس افتقدوا المجتمع كما افتقدها الطلاب العرب في باكستان دون أن يجدوا فيها سببًا يجعل ذويهم في الكويت يحرمونهم منها وهم يعلمون حرصهم على عدم منع الخير عن أبنائهم في عالم الاغتراب من أجل العلم، ولكننا نقول لأبنائنا الطلاب في كل مكان من العالم: إن هذا الخير صودر ثلاثة أشهر كاملة وهو يعود إليكم الآن ينبوعًا ثرًا، كما كان.

«المجتمع»

حديثي بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «ألا لا يمنعن رجل هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه»، وأيضًا قال: «إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر».

سعود عبد العزيز الشايجي

الكويت- كيفان

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل